ثقـة المستثمرين في (إدارات) القنوات الإسلامية.. ضعيفة!
ثقـة المستثمرين في (إدارات) القنوات الإسلامية.. ضعيفة!
حوار: إبراهيم رفعت
الإعلامي الشهير عبدالله بن هضبان الحارثي يُعد اليوم واحداً من أبرز المحاورين المهرة على القنوات الفضائية، استضاف عبر برامجه في قناة “اقرأ” عدداً من كبار الفقهاء والعلماء والأعلام والمشاهير في الساحة الفكرية، ماذا قال د. عبدالله بن هضبان الحارثي عن الحراك الدائر اليوم؟ وقد كان د. الحارثي واحداً من أبرز الإعلاميين الذين عايشوه بل وساهموا – إعلامياً – في صنعه؟
د. الحارثي تحدث عن العديد من القضايا التي تموج بها الساحة اليوم، كما تحدث عن أبرز المستجدات ودور الإعلام فيها، أو في صفها.. مسلَّطاً الضوء على الإعلام الإسلامي والإعلام الفضائي والقنوات الإسلامية والدور المطلوب منها..
كل هذه النقاط ونقاط أخرى جاءت من خلال هذا الحوار السريع مع د. عبدالله بن هضبان الحارثي..
* ما تقييم فضيلتكم للمواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية في نشر صحيح الدين وكذلك القنوات الفضائية؟
- يجب الحذر من معظم المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية لأن الذين وراء هذه الشبكة لا يُعرفون. وأما القنوات الفضائية فأصبح من المعلوم أمام المشاهد الانحراف من بعضها والتوجه غير الصحيح وهي أوضح من الشبكات العنكبوتية في معرفة ما إذا كانت على المنهج الصحيح أم لا، وأعتقد أن معظم المسلمين أصبحوا يعرفون الفرق بين الحق والباطل وبالأخص في وسائل الإعلام.
* بماذا تفسر تعثر بعض القنوات الفضائية.. هل لسوء إدارة أم لعدم دعمها من رجال الأعمال المسلمين؟
- للسببين معاً والغالب أن عدم دعم رجال الأعمال المسلمين لبعض القنوات هو لعدم الثقة في إداراتها أو محتواها هذا إن كنا مع رجال الأعمال، وأما إن كنا في الصف الآخر فإنهم لم يدعموا القنوات الفضائية الجادة والمفيدة حسب ما هو مطلوب ونطلب من القنوات حسن الإدارة ومن رجال الأعمال دعمها.
* يعلم فضيلة الشيخ مدى أهمية الإعلام في العصر الحديث.. هلا وجهت كلمة لرجال الأعمال والأثرياء المسلمين للاستثمار في هذه المجال الخطير؟
- كما ذكرت في الإجابة السابقة فإني أطالب أخواننا من رجال الأعمال والأثرياء المسلمين للاستثمار في الإعلام الإسلامي نظراً للفوائد الكثيرة التي يستفيد منها الناس وقد أثبتت القنوات الفضائية المسلمة جدواها وتحتاج إلى مزيد من الدعم لتخرج إلى العالم الآخر وهذا يحتاج إلى مال والمال بيد رجال الأعمال وليس بغريب أن يروا الربح كما يروه في قنوات الإفساد إذا صلحت النوايا.
* هل يوجد إعلام إسلامي بمفهومه الشامل أم أنه مجرد محاولات لا ترقى بمستوى الأمة؟
- أتحفظ على محاولات لا ترقى بمستوى الأمة وأتحفظ أيضاً على إعلام إسلامي بمفهومه الشامل ولكن لا نحتاج إلى المفهوم الشامل وليس هناك إعلام في العالم يرقى لمستوى أمته وأفضل ما يحتاج إليه الإعلام الإسلامي هو نشر لا إله إلا الله محمد رسول الله والمحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية في مجتمعاتها وليس بالضرورة أن يكون منافساً وليس من الحكمة أن يكون معادياً للإعلام الغربي أو العربي غير الإسلامي، فمهمة الإعلام الإسلامي نشر سماحة الإسلام وحسن أخلاق المسلمين.
* كيف ترى المواقع الإلكترونية… هل خدمت الدين وكذلك القنوات الإسلامية؟ وهل عالجت المستجدات؟
- بعضها نعم وبالفعل عالجت المستجدات.
* وكيف تقيِّم مستوى من يقوم بعلاج جراحات الأمة من خلالها؟
- نحسبهم من أصحاب الفضيلة والله حسيبهم وأتمنى أن نرى هؤلاء في أكثر من موقع وأكثر من قناة.
* ماذا تحتاج هذه المواقع وكذا القنوات في نظر فضيلتكم؟
- تحتاج إلى الصدق والصبر ودقة المعلومة وعدم تأجيج الخلاف بين المسلمين.
* هل كان لها دور سلبي أو ألحقت أضراراً بالناس أم إيجابياتها تتغلب على سلبياتها؟
- لكل وسيلة إعلامية سلبيات وإيجابيات وقد تلحق الضرر وقد توصل المنفعة ولا شك أن الإعلام خطير ويحتاج إلى عقلية تعرف الحق من الباطل والضرر من النفع.
* كيف ترى القضايا التي تُثار ما بين وقت وآخر؟ وهل عُولجت بطريقة صحيحة؟
- بالطبع القضايا كثير وإثارة القضية لعلاجها يختلف عن إثارة القضية للبلبلة وخلق الفوضى بين الناس، فالإعلام قد يعالج بعض القضايا إذا استند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان العلماء الناصحين للأمة.
* هناك جيل ناشئ من الفقهاء ماذا نقول لهم؟ وهل قاموا بدور فاعل على الساحة؟
- أهلاً وسهلاً بالجيل الجديد وأنا أحييهم وأحبهم ولهم منا التقدير والاحترام والعرفان بتفهيم الأمة أمور دينها، نعم لهم دور فاعل على الساحة ويتأثر بهم كثير من الشباب.
* الحراك الفقهي كيف تقيِّمه؟ وماذا يحتاج؟
- الحراك الفقهي في الأمة الإسلامية جيد وبطئ ونحتاج إلى سرعة البت في القضايا المستجدة والمجمعات الفقهية تقوم بهذا الدور ولكنها حسب نظري بطيئة.
* وما واجب الجميع تجاه العلماء؟ وهل هناك من أخطاء اليوم في حق العلماء؟
- واجب الجميع تجاه العلماء الاحترام والسمع والطاعة والإتباع ونعم هناك أخطاء في حق العلماء جاءت من بعض وسائل الإعلام المقروءة والمرئية يجب عدم موافقة تلك الوسائل على مكانة العلماء الكبيرة في نفوس المسلمين.
* الجمعيات والهيئات الفقهية الحديثة ماذا قدمت؟
- أعتقد جازماً بأنها في مسار صحيح يحتاج إلى إدارة من العلماء الكبار، فوجود العلماء الكبار على رأس هذه الجمعيات والهيئات مؤشر يدل على صحيح قرارات تلك الجمعيات والهيئات، فالعالم يقود الأمة إلى ما هو خير وإلى العلم والمعرفة.
* وهل تفوقت في نظركم على المجامع الفقهية في الحضور والعطاء؟
- نعم. بالكم وليس بالكيف.
* في رأي فضيلتكم.. هل يمكن (ضبط الفتوى)؟
- هذا يرجع لرؤية العلماء والمفتين وكذلك رأي سماحة مفتي المملكة.
* وهل الفتوى اليوم في حالة تتطلب سرعة التدخل وضبطها؟
- طبعاً فإذا كانت الفتوى خاطئة فإنها تؤثر في الناس تأثيراً بالغاً وذلك لسرعة تداول وسائل الإعلام لها فأصبحت وسائل الاتصال اليوم سريعة جداً فعندما يفتى بفتوى خاطئة تصل إلى مشارق الأرض ومغاربها في دقائق وضبط الفتوى من شأن كبار العلماء.
* القضايا التي تُطرح اليوم – إعلامياً – أو تُطرح ما بين وقت وآخر هل تعتقد أن الجميع يحتاج إلى مثل هذه الأطروحات؟
- لا أعتقد أن الجميع يحتاج إلى مثل الأطروحات وبعض الأطروحات يجب ألا تطرح.
* وكيف تقيِّم حجم المعالجات؟
- حجم المعالجات ضعيف ويحتاج إلى ضبط الأطروحات من خلال ميثاق شرف إعــلامي إسلامي يشرف عليه كبار العلماء.
* وهل ترى أن المجتمعات اليوم تشهد تحوّلاً يتطلب من الفقهاء استقبال هذا التحول؟
- التحول في المجتمعات أمر طبيعي فطلب المجتمعات من الفقهاء لاستقبال هذا التحول خطأ بل يطلب المجتمع من الفقهاء الرؤيا الإسلامية الصحيحة لمعايشة التحوّل فإن كان التحوّل لا يتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا بأس من أخذ بعض التحوّل، أما إذا كان التحول تقليداً للغرب ويتعارض مع شريعتنا فلا نريد التحول ولن يوافق عليه الفقهاء.
* هناك من يتهم الفقهاء اليوم بالجمود وعدم القدرة على التعامل الفقهي الصحيح مع المستجدات؟
- هذا غير صحيح والفقهاء يحملون شهادات عليا في الفقه والشريعة ويعلمون بمستجدات الأمور ولديهم ثقافة عالية وقدرة على التعامل الفقهي الصحيح مع المستجدات.
* هل ساهم الإعلام في إبراز أشباه العلماء ومدعي العلم في ظل غياب العلماء الثقات أو تغييبهم عمداً؟
- نعم ولهذا أنا أقول: الإعلام خطير وبعضه مشبوه وهناك من يقوم بإبراز أشباه العلماء ومدعي العلم ليضل الناس بغير علم.
* لكل علم في الدنيا متخصص إلا الدين فالكل فيه متحدث… ما تعليق فضيلتكم؟
- سؤال جيد ونطالب المجتمعات بالانتباه لمثل هذا السؤال، فإذا أصاب أحدهم سقم في بطنه فلن يذهب إلى مهندس معماري بل سيذهب إلى الطبيب المتخصص فلماذا نرى بعض الصحفيين يفتي بغير علم وينبري للحديث عن أصول الفقه والخلاف في الفقه وهو لا يدرك ويتحدث عن الأحاديث وصحتها وهو ليس متخصصاً فأرني بربك هل السقيم المريض يذهب إلى السباك ليصف له علاجاً ولكني أرى المجتمع أصبح من النضج والوعي أن يدرك هذه الأمور.
* ما واجب علماء الأمة الثقات في الأزمات؟ وكيف يتم التصدي لمدعي العلم وأصحاب الفتاوى الشاذة؟
- العلماء يعرفون واجبهم ويؤيدونه على أفضل وجه وقد مرت بنا أحداث أثبتت لنا قدرة العلماء على التعامل في الأزمات وأما كيف نتصدى لمدعي العلم وأصحاب الفتاوى الشاذة فهو الرجوع إلى العلماء الثقات.
* هل تعتقد أن الإعلام أساء إلى العلماء وقلل من قدر الفقهاء؟
- إلى حد ما نعم.
* ولماذا اتجه الإعلام هذا الاتجاه؟ أين الخلل، هل العلماء قصروا أم غابوا؟
- اتجه الإعلام إلى هذا لضحالة ثقافة القائمين عليه وغياب من هم أهل الظهور في الإعلام زهداً أو تقصيراً وليس كل الإعلام اتجه هذا الاتجاه.
* ما المنهج الصحيح في معالجة هذه القضايا؟
- هو العودة إلى العلماء الكبار.
* وما علاقة الإعلام بفوضى الفتوى التي نشهدها الآن؟ وهل عمل الإعلام على اتساع الفجوة بين العلماء وجمهور الأمة؟
- الإعلام هو المؤجج وهو المروج ونعم الإعلام عمل على اتساع الفجوة ببين العلماء وجمهور الأمة سهواً أم عمداً. وهناك أيدٍ خفية في الإعلام العربي تريد تغييب دور العلماء واتهامهم بالقصور. وأنا أناشد كل إعلامي مسلم بإيضاح دور العلماء الناصحين في الأمة.
* هل الإعلام هو الذي أجج الفتنة بين العلماء والدعاة وطلبة العلم؟
- ليس كل الإعلام بل بعض الإعلاميين الجهلة الذين يصطادون في الماء العكر إن وجدوه.
* اقترح إنشاء هيئة تعمل على تقريب وجهات النظر والتصالح بين العلماء والدعاة ومن ثم توحيد الصف الإسلامي…ما تعليق فضيلتكم؟
- لا مانع وهذا يصب في الصالح العام والصلح خير إن كان هناك خلاف.
المصدر: http://www.aldaawah.com/?p=4115