رسالة إلى أهل الحملة العالمية لمقاومة العدوان على الحق والإنسان
رسالة إلى أهل الحملة العالمية لمقاومة العدوان على الحق والإنسان
محمد بن المختار الشنقيطي
ممالا شك فيه من خلاصات العقول البشرية المطابقة لمقتضيات الشرع قولهم: "فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي". وفهمي للحملة ووعيي لدورها: أنها إضافة جديدة في الساحة تسعى لتجديد أمر الدين وتوسيع دوائر التدين ورفع منسوب الأخلاق والعمل منهجا وخلفا، والعمل على مواجهة أسباب القعود بالأمة الشاهدة بما تحمل من مؤهلات الشهادة قواعد سبعة:
1. الكتاب المعصوم من التحريف والتبديل، المفصل وفق الحاجات المحكم في الغايات والمقاصد،
2. والسنة الهادية إلى مطالب الحيات وتفصيل كيفيات ومقادير وأوقات وأسباب جلب الأرزاق والبركات،
3. والعدد البشرى المطلوب لحمل الرسالات وبناء الحضارات،
4. والموقع الجغرافي الرابط بين القارات،
5. والتاريخ الممتد لاستخلاص الدروس والعبر، من أسباب خراب العمران وانهيار المجتمعات، أو تزكية النفوس وببناء الحضارات، المطلوب فيها: استثمار الكنوز والمدخرات،
6. والتنوع في الجهود والقابليات،
7. والتوزيع في المساحات
إن المقومات المطلوبة موضوعيا وعلميا لسعادة الإنسان وعمارة الأرض هي مطالب الوحي ومنهاج النبوة كما قال تعالى "هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها" كما أن قوله تعالى: "هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" إبراز للمنهج وتحديد للوظائف المغيبة بتغيب الإنسان في أكبر عملية عدوان وأضخم تزيف يمارس على الحق والإنسان يوظف فيه المال والإعلام: أفتك أسلحة العصر. وهذا يفرض على أهل الحملة العالمية لمقاومة العدوان ألا يكونوا إضافة في الأسماء وإنما عطاء جديدا، يتجدد في الأساليب، والإبداع والترتيب في الأولويات: تحديدا لأسباب الخلل الذي أصاب الإنسان، وتوصيفا للعلاج.
وفي ظني فإن الهيئات والمنظمات تكاثرت وتنوعت بقدر الهموم والنكبات. ولكي لا نكون ممن يسعى للحرث في الهواء فلا بد من تحديد مستلزمات إعادة النهوض والانطلاق الإيجابي الفاعل، الذي يجعل الإنسان يشعر بالارتباط بالحملة بما يجده فيها من تلمس لأهم مشاكله والسعي لإيجاد الحل لها. إن كل عمل فكري لا يرى فيه الإنسان هذا الارتباط بهمه والجدية والوضوح في تناول همومه ومشاكله، لا يتمسك به ولا يحرص عليه: ففي كتب السيرة أن الصديق قال للفاروق بعد ما فرغ الصحابة من دفن النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان الحبيب المصطفى يزورها فلما وصلا إليها بكت. فقال لها الصديق وما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى عليه وسلم، قالت إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله،ولكني أبكى لإن الوحي قد انقطع من السماء وان جبريل سيهجرنا بعد اليوم، فهيجتهما على البكاء حتى بكى الصديق، لإحساسه بخطورة الأمر الذي نبهتهما عليه وهو البعد عن الوحي أو الاشتغال بغيره أو إيجاد بدائل له أو شركاء معه.
فلابد إخوتي من إعادة الاعتبار للوحي وما يدعو إليه من استخلاص العبر من سنن الله في الآفاق والأنفس، ولابد من إعادة الفاعلية للأمة، ولابد من انتزاع قيومية الأمة ... أخوكم الدكتور محمد المختار ولد سيدى محمد ولددى الشنقيطي أحد مؤسسي الحملة العالمية لمقاومة العدوان * (نقلا باختصار من تعليقات د. محمد الشنقيطي على البيان الختامي للجنة التنفيذية المؤقتة، يعنوان من واجبات الانطلاق).
المصدر: موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان