أول حوار حكومي عن السلفيين
بقلم: محمد ربيع غزالة
ف الدكتور عبدالله الحسيني وزير الأوقاف ان وزارته سوف تقوم بإجراء حوار مع بعض السلفيين المشتددين بهدف استمالتهم إلي الطريق الصحيح وقال ان كثيرا من السلفيين معتدلون.
وقال في حوار شامل مع "الأهرام المسائي": إن الاوقاف تعكف حاليا علي حصر المساجد التي بها اضرحة لارسالها إلي الجهات المعنية لحمايتها واضاف: المصريون معروفون بحبهم الشديد لآل البيت.
وأشار إلي أن ما صدر عن بعض السلفيين بقيامهم بهدم الاضرحة أمر محرم شرعا وغير مقبول عرفا وخلقا مضيفا أن هناك تصرفات فردية ولاينبغي تعميمها.
وذكر وزير الأوقاف ان الوزارة ستتولي مهمة مواجهة فكر أي متطرف في مجال الدعوة الإسلامية متوعدا أي إمام يخرج عن منهج الوزارة الوسطي بالمساءلة لاننا هدفنا مواجهة الافكار المنحرفة والمنغلقة والمتشددة.
وارجع ظهور تلك التيارات الإسلامية علي الساحة إلي حالة الكبت التي كانت موجودة في الفترة الماضية مستبعدا حدوث اشتباك بين الصوفية والسلفيين ومستبعدا حدوث سيطرة للأمن مرة أخري علي المساجد، مؤكدا انه تم اعتماد تعيين 1700 امام دون الرجوع للأمن.
ولفت وزير الاوقاف إلي انه سيتم توزيع "لاب توب" علي الأئمة وبحث موضوع الكادر مع الجهات المعنية، بالإضافة إلي العمل علي زيادة دخولهم لتليق بمكانتهم. ليس كل السلفيين متطرفين. وسنتحاور مع المتشددين منهم
شدد الدكتور عبدالله الحسيني وزير الاوقاف علي رفضه التام لهدم الاضرحة والقبور لانه امر محرم شرعا وغير مقبول عرفا وخلقا مؤكدا ان الوزارة تعمل حاليا علي مواجهة تلك التيارات المتشددة بالفكر من خلال ائمة الوزارة المتميزين.
واشار الحسيني في حواره لـ"الاهرام المسائي" الي انه لايتوقع حدوث اشتباك بين الصوفية والسلفيين مرجعا ظهور تلك التيارات الاسلامية حاليا الي حالة الكبت الطويل التي كانت تمر بها البلد قبل ذلك موضحا انه سيعمل خلال الفترة المقبلة علي تطوير اداء الائمة وتوفير لاب توب لكل داعية.
واستبعد الحسيني ضم المؤسسات الدينية واصفا ذلك بأن يمكن نظريا ولكنه مستحيل عمليا وذلك في الحوار التالي:
ـ قام السلفيون الايام الماضية بهدم بعض الاضرحة. مارأيك في ذلك؟ وكيف تواجه الوزارة تلك الممارسات؟
بالنسبة لهدم الاضرحة والقبور فهذا امر محرم شرعا وغير مقبول عرفا وخلقا ويرفضه كل الناس وفيما يتعلق بوزارة الاوقاف كان هناك لقاء مع الامام الاكبر والسادة وكلاء وزارة الاوقاف بخصوص هذا الامر بالاضافة الي وجود اتصالات مع القيادات المسئولة وتم التنبيه بخطورة الامر ونحن نسير حاليا في اتجاهين اولهما مواجهة الفكر بالفكر وتم علي اثره اختيار مجموعة مكونة من الائمة المتميزين وعددهم 150 اماما للقيام بإلقاء محاضرات للتوعية حول هذا الموضوع في المحافظات والقاهرة الكبري.
ـ ماذا عن حماية تلك المساجد التي بها اضرحة؟
تعكف حاليا علي حصر المساجد التي بها اضرحة وقبور والتي يخشي الاعتداء عليها وهناك تعاون مع الجهات المسئولة لحماية تلك المساجد واؤكد ان هذا الأمر خارج عن طبيعة المصريين لانهم متميزون بحبهم لال الزبيت وهذا الامر يمس قضية في غاية الخطورة ولاينبغي السماح له.
ـ كيف تتصور المشهد اذا حدث اشتباك بين الصوفية والسلفيين؟
ان شاء الله لن يكون هناك اشتباك وسنواجه ذلك بالفكر وإزالة مناطق الاختلاف ونحن دعاة وحدة لاتفريق ولم الشمل علي كلمة سواء لاتمس المعتقدات وقضايا تمس الناس.
ـ قاطعته قائلا هذا ان استجاب السلفيون للحوار ماذا عن حالة رفضهم؟
هناك اعداد كبيرة منهم افكارهم معتدلة وان كانت هناك قلة من المتشددين نحن سنتحاور معهم ونحاول اسمالتهم للطريق السليم خاصة ان الصدام مرفوض لاننا لكنا مصريون وديننا يدعوا الي ازالة الخلاف بينهم والحوار والنقاش الهاديء الملتزم بالادب منهجنا في التعامل معا لقضية.
ـ هل معني ذلك ان هناك حوار ستجريه الوزارة مع السلفيين؟
الوزارة ستتولي عبء مواجهة فكر اي متطرف في مجال الدعوة الاسلامية عن طريق الائمة المتميزين وعلماء الازهر الشريف الذين سيتم الاستعانة بهم.
ـ هناك البعض من ائمة الاوقاف أنفسهم متشددون فماذا ستفعل معهم؟
منهج الوزارة ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن، والالتزام بالمنهج الوسطي المعتدل السمح الذي يقبل التعدد والاختلاف في الرأي وكل من يخرج علي هذا المنهج من ائمة الاوقاف يعرض نفسه للمساءلة لاننا هدفنا مواجهة الافكار المنحرفة والمنغلقة والمتشددة واعتقد ان الائمة ملتزمون بذلك واذا ثبت خروج اي مهم عن ذلك ستتم احالتهم للتحقيق.
ـ بما تفسر ظهور تلك التيارات الاسلامية بقوة في الوقت الحالي؟
لعل الظروف الدقيقة التيتمر بها البلاد عقب اندلاع الثورة وجو الحرية التي عاشها الشعب بعد فترة كبت طويلة هذا الجو الذي استشعره الناس جعلهم يبالغوا في تصور الحرية وتخرجون عن الحرية مع أن الحرية هي المسئولية المنضبطة بقواعد الدين وليست هناك حرية مطلقة لانها محكومة بالاعراف والدين والذين يفهمون معني الحرية بأنها تعني الفوضي فهذا امر خطأ لان حريتي تبدأ عندما تنتهي حرية غيري.
ـ ما السبب وراء تلك المشاهد التي ظهرت علي الساحة السياسية في مصر؟
بعض التجاوزات التي يشهدها المشهد السياسي هو نتيجة الفهم الخاطيء للحرية.
ـ تردد انه اذا لم يتراجع السلفيون عما يقومون به فستكون هناك بحور من الدم؟
نحن متفائلون لانستبق الاحداث وقلت ان السلفية فيهم خير كثير وان كانت هناك قلة متشددة لاننا مهما اختلفت توجهاتنا فكلنا يجمعنا الاسلام وان شاء الله سيحفظ الله مصر من الفتنة.
ـ ما رأيك في بعض السلفية وقطع اذن احد النصاري بقنا وتصريحات الشيخ يعقوب بوصف يوم الاستفتاء "بالغزوة"؟
هذه تصرفات وسلوكيات فردية لايمكن ان تنسحب علي فئة بعينها وهذا ليس معناه ان كل من ينتمي لسلفية متطرف وهذا يتنافي مع مبادئ الشريعة السمحة.
ـ اتهت وزارة الاوقاف والمؤسسات الدينية بغياب دورهما مما ادي الي انتشار تلك الجماعات وحادث صول يشهد علي ذلك؟
بالنسبة لصول وماحدث فيها فإن وزارة الاوقاف كان لها وجود منذ اول لحظة وشارك وكلاء وزارة الاوقاف في صياغة البيان ونحن لسنا في مجال التحدث عن بطولات ولكن يعنينا وأد الفتنة في مهدها ونحن اصدرنا بيانا وشيخ الازهر كذلك بالاضافة الي وجود اتصالات مستمرة بين المؤسسات الدينية لوأد الفتنة.
ـ بعض الائمة طالب في الفترة الاخيرة بضم المؤسسات الدينية مارأيك في ذلك؟
قلت لشيخ الازهر ان هذا نظريا ممكن ولكن عمليا صعب ومستحيل ونحن جميعا ننتمي للازهر الشريف وتحت عباءته وشيخ الازهر بدرجة رئيس الوزراء ومن الممكن ان يكون له 4 وزراء لكن واقع العمل يصعب تحقيق ذلك فوزارة الاوقاف مثلا تتبعها 29 مديرية اوقاف بالاضافة الي هيئة الاوقاف وديوان الوزارة والمجلس الاعلي للشئون الاسلامية وهذا كله كيان ضخم وبه 650 الف عامل يصعب ضمه ولكن اؤكد ان هناك تنسيقا تاما مع فضيلة الامام والاجتماعات مستمرة لخدمة الدعوة الاسلامية وتصحيح مسارها.
ـ متي سيتم تحسين مستوي دخل الائمة بعد شكواهم من سوء احوالهم؟
الائمة زادت مرتباتهم في السنوات الاخيرة 450 جنيها ومع ذلك لانألو جهدا في ان نبذل كل مانستطيع ومافي ايدينا لرفع المستوي المادي للائمة لانه يؤدي رسالةجميلة وهي رسالة الانبياء ولابد ان يكون في مظهره ومخبره علي درجة اداء الرسالة ولابد من تطوير الظروف الملائمة له انطلاق المساعدته علي تأدية الرسالة وانا اعطيتهم شهرا ونصف مكافأة منذ توليت المسئولية وتمت زيادة البدلات بنسبة 70% للاطلاع وسيتم اعطاء "لاب توب" لكل امام بالاضافة الي تزويده بمطبوعات المجلس الاعلي للشئون الاسلامية وسيتم تدريب الائمة علي "اللاب توب" الذي سيتم توفيره لهم بسعر مخفض وبالتقسيط علي خمس سنوات.
ـ ماذا عن كادر الائمة؟
هذا الموضوع مطروح وسنتبناه وسنعمل جاهدين علي تحقيق المستوي المادي المطلوب لهم.
ـ البعض طالب برحيل قيادات الاوقاف ماذا ستفعل؟
هذا الموضوع اثير اكثر من مرة واخرها مع فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر وردي كان يتمثل في ثلاثة امور وانني علي المستوي الشخصي لااستطيع اقالة شخص بدون بينة او دليل ومن لديه واقعة فساد فعليا بذلك مؤيدا بالدليل واذا ثبتت ادانة اي مسئول فسيحاسب واطالب من لديه وقائع فساد بان يذهب للنائب العام وكذلك إنه عندما يتم اقصاء المسئول دون ذنب ماذاسيكون موقفه الامر الثالث اقالة اي مسئول في موقعه دون شرعية او سبب سيقوم برفع قضية وسيعود مرةاخري.
ـ سبق ان صرحت بضعف مستوي الدعاة ماذاعن ذلك؟
لم يحدث ذلك وانا اقول ان الائمة لدينا متميزون وسنساعدهم علي تميزهم وفي هذ الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد سنستعين بشيوخنا لكي يعلمونا في مجال الدعوة الاسلامية.
ـ يشكو الناس من غلق المساجد بعد الصلاة هل سيتم الغاء هذا القرار؟
المساجد تفتح لاداء الصلاوات لاداء رسالة تثقيفية وتعبدية وهو حاليا يؤدي دوره علي اكمل وجه بالاضافة الي ان هناك قرارا بفتح المساجد من بعد صلاة العصر للعشاء.
ـ تردد ان هناك تلاعبا كبيرا في صندوق الاموال والنذور فيما تصرف تلك الاموال؟
تنفق علي المصارف الشرعية وعمارة وبناء المساجد وتأخذ الطرق الصوفية 10% كدعم من هذه الصناديق ولايتم توزيع هذه الاموال التي تصل الي 6 ملايين جنيه سنويا علي احد بل سيتم وضع معايير وضوابط لتغيير الائمة والعمال الذين يعملون في المساجد التي بها صناديق للنذور.
ـ لديك عجز شديد في الائمة والعمالة بالوزارة كيف ستغطي ذلك؟
تم الاسبوع الماضي تعيين 700 امام ولاول مرة يتم ذلك دون الرجوع للامن والوزارة ستطلب من الحكومة 3 الاف درجة اخري لتعيين الائمة وسنستكمل العجز عن طريق علماء الازهر الذين نثق فيهم.
ـ هل سيعود دور الامن في السيطرة علي المساجد؟
هذا لن يحدث ثانية ونحن نحتكم الان لضمير الامام والتزامه وانضباطه والتزامه بمذهب الاوقاف ولكن اذا ثبت خروج اي امام عن المنهج الذي تلتزم به الوزارة سيحاسب.
ـ كيف تري المشهد الدعوي الان؟
لاشك في ان المشهد الدعوي فيه اتجاهات وتيارات وامور كثيرة مضطربة سواء في الفضائيات او علي مستوي بعض المساجد او الجماعات والجمعيات ونطمع في ان يغلب المنهج الوسطي السمح المعتدل لان هذا هو جوهر الدين ويضمن لهذه الامة وحدتها ونحن من جانب وزارة الاوقاف لن ندخر وسعا في وحدة الصفاء والخطاب الاسلامي الذي يرتكز علي ثوابت العقيدة وينطلق ليتواصل مع مستجدات العصر ويستجيب لكل القضايا التي تهم جميع الوطن.
ـ طالب البعض بالقضاء علي فساد هيئة الاوقاف وصرف اموال الوقف علي المؤسسات الدينية كيف تري ذلك؟
القصص التي تحكي عن الفساد في كل القطاعات مبالغ فيها بدرجة كبيرة جدا واعتقد ان هذا ليس لصالح البلد او المواطنين ومن لديه واقعة فساد مؤيدة بالمستندات سنتولي التحقيق فيها وارسالها للنائب العام وليس لدينا تستر علي فساد او شبهة انحراف واذا ثبت شيئ سيحال للتحقيق كما ان اموال الوقف يتم صرفها في اغراضها الشخصية.
ـ قامت الوزارة أخيرا برفع اسعار ايجار الارض الزراعية علي المزارعين كيف ستعالج ذلك؟
تم تخفيض ايجار الفدان للمزارعين من 1900 جنيه الي الف جنيه.
- الوزارة كانت تتبني بناء مساكن للشباب هل ستستمرون في ذلك؟
نحن في اطار المشروع القومي للشباب لدينا بروتوكول مع وزارات التنمية المحلية والاسكان وتم بالفعل انشاء العديد من المساكن وتم الاعتداء علي بعضها ونحن سنستمر في بناء المساكن للشباب.
ـ هل ستشترون تلك المساكن المعتدي عليها؟
كل من اعتدي علي ارض الاوقاف سيؤخذ منه ما اعتدي عليه ووعدني مسئولو الحكومة والمجلس الاعلي للقوات المسلحة بذلك.
ـ هل يتم املاء خطب بعينها علي الائمة؟
لايحدث هذا وممكن ان نختار رءوس موضوعات ولكن نترك للخطيب ان يبدع ويقدم ما لديه.
ـ ماذا عن الاحلال والتجديد للمساجد؟
هناك خطة لذلك وترتيب للاولويات ولانستطيع ان نقدم مسجدا علي اخر وسنطالب الحكومة بزيادة الدعم المخصص لبناء المساجد لانه لايكفي وقيمة الدعم 121 مليون جنيه سنويا.
ـ من وراء احداث الفتنة الطائفية؟
مما لاشك فيه ان الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين شر كبير وخطر مستطير يجب ان نتجنبه ونفطن الي ان لمصر اعداء لايريدون لها الامن والاستقرار لذا لابد ان نفوت عليهم الفرصة وتعميم مبدأ وقيم المواطنة والولاء للوطن.
ـ هل ستستمر في مشروع الاذان الموحد؟
هو محل دراسة وطبق في محافظة القاهرة وهو من ضمن الملفات التي سأفتحها.
ـ ماذا عن الحوار مع الكنيسة؟
اي حوار مع الاخوة المسيحيين عن طريق الازهر الشريف الذي ننطوي تحت عباءته.
المصدر:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=463649&eid=5771