أعداء الحوار..أي جناية؟

أعداء الحوار..أي جناية؟

أحمد العبدالكريم

 

قضية الساعة ..

قضية تزداد سخونة مع كل يوم

 

الكل يتحدث

 

والكل يدلي برأيه

 

وتلك ظاهرة صحية

 

فالأمر يهم الجميع

 

والتفاف الأحداث سيحيط بالكل

 

فلا فكاك لأحد طالما أنه ينتمي لهذا المكان

 

ولكن مهلا !

 

هل نحن نتحدث في أجواء طبيعية ؟

 

هل يعبر الجميع - أو البعض - عما يريده هو ، أم ما يريده الآخرون ؟

 

عما تريده أهواءه ، عما تريده شهواته ، اختياراته الشخصية ، مصالحه الآنية ؟

 

هل هو يتحدث بلسانه أم بلسان غيره ؟ يكتب بقلمه أم هو بذاته قلم يكتب به الآخرون ؟

 

هل ما يعتمل في رأسه هو بنات أفكاره أم من إملاءات الآخرين ومراداتهم ؟

 

هل يبحث الجميع حقا عن مصلحة العموم ؟ أم تلك دعوى تكشف زيفها السطور ومابين السطور ؟

 

وإذا كنا نبحث عن المصلحة العامة فهل هي متصورة في الأذهان على حقيقتها أم أن كل واحد يراها بعين مختلفة ؟

 

هل هناك شيء نتفق عليه ؟

 

هل يهم هذا كله ؟ هل يجدي الكلام عن هذه الأمور ؟

 

نعم .. نقولها دون تردد

 

إن من يطالع ما تدفق على صفحات الصحف والمجلات وما زخرت به المنتديات وما ضجت به القنوات ، يرى كم عمل البعض لتبدو الصورة غاية في ( الجهل ) و ( الظلم )

 

الجهل والظلم .. أساس كل خطيئة

 

جهل بمقدار الأمر وعظم شأنه

 

جهل بما عليه حقائق الأمور وما يمكن أن تؤول إليه

 

جهل بأساليب ( المنافقين ) وطرائقهم في الإفادة من الحدث بما يخدمهم دون غيرهم

 

ألم يكن يسع الجاهل أن يسكت حين يرى نفسه عاجزا عن الاحاطة بالأمر وفهمه على حقيقته ؟

 

لم لم يسع من كتب عن جهل إلى صاحب الأمر فيأخذ عنه كي لا يبنى موقفه على أصول موهمة أو مكذوبة ؟

 

وأما من يعلم فهو يظلم حين يكتب

 

يظلم الآمة حين يكتب كلمة ظالمة ضد الحوار

 

يظلم حين يحاكم الناس إلى نوايا لا يعلمها إلا الله

 

يظلم حين يترك عمدا تاريخا مضيئا مليئا بالتضحيات ثم يبنى على أوهام وترهات

 

يظلم حين يكتب وهو يعلم زور ما يكتب ابتغاء غير الله

 

يظلم حين يخاف المخلوق أكثر من الخالق

 

يظلم حين يجعل من النيل من الصالحين والشرفاء والمخلصين سلما لنيل شهواته أو لتمكين الآخرين من شهواتهم

 

كم تشطح الاقلام عن الجادة !

 

كم يسف البعض في تناول القضية والجنوح بها نحو تصفية ثارات شخصية وتراكمات ماضية ؟

 

كم يبعد البعض عن أصل القضية ويورد عليها موارد لا تزيدها إلا غموضا وتعقيدا ؟

 

كم يستخف البعض بعقول الآمة ومصير أبنائها حين يشوه الحقائق ويزور المعلومات كي تبدو على غير حقيقتها

 

أما بعد

 

فليتق الله من يكتب

 

وليع من يقف ضد الحوار أنه لا خيار .. وتجارب الآخرين خير برهان.

 

المصدر: موقع المسلم

http://www.alwihdah.com/fikr/adab-hiwar/2010-04-26-1545.htm

الأكثر مشاركة في الفيس بوك