استفتاء النظام السوري لعبة ومهزلة
استفتاء النظام السوري لعبة ومهزلة
بقلم : هيام مصطفى قبلان
انّ استفتاء الأسد ومجرّد التفكير به يعتبر
مهزلة ، ومنح شرعية للرئيس ونظامه وحزبه فقط
من خلال لعبة خطيرة ودنيئة يستمر بها النظام .
والسؤال الذي يطرح نفسه : من سيكون الناخب
فالمدن والقرى السورية بمعظمها اجتاحتها مدافع وصواريخ ورصاص الجيش السوري دون
رحمة وحوّلتها الى حطام ، الى مجازر ، لمدن نائية معزولة عن العالم وعن احتياجات
الشعب السوري الثائر الى الغذاء والماء والكهرباء والدواء والتدفئة ، وأهم من ذلك
كلّه حمل جثامين القتلى على الأكتاف والهرب بها من قناصة الأسد وجيشه الذي اعترض
بهجومه المسلّح على المئات والآلاف من البشر ساعة تشييع الجثامين ،هؤلاء الثوار
الذين استمروا بالبحث عن مكان لدفن قتلاهم تحت سماء من دخان ودم ينزف وعيون جفّ
الدمع في مآقيها .
الدستور الذي يخطط له الأسد لن يكون شرعيا
ولن يقبله الضمير الانساني ولا العدالة الالهية والاجتماعية ولا القانون الدولي من
أجل حقوق الانسان ، الاّ اذا بتصويت الأكثرية من الشعب السوري الموافق لهذا
الدستور . في ظلّ ما يحدث الآن وما حدث من قبل من جلد وقتل وتهجير وموت يوميّ
للشعب السوري الأبيّ يكون الدستور باطلا ،، باطلا ،،لأنّه يحقق فقط رغبات ومصالح
الأسد وأتباعه باستمرارهم في الظلم والاعتداءات والانتقام من الشعب الثائر ومن
الأماكن التي تصدّت للنظام واسقاطه مطالبة بالتغيير والحرية ، الشعب الثائر الذي كسر عصا الطاعة لنظام
دكتاتوري آن له أن ينتهي وبأنّ تصديق هذه المهزلة قد تكون نهاية الثورة وافشال
المساعي التي من أجلها قامت .
لا يمكن للحرية أن تنمو وتثمر في ظلّ نظام
يسقط جرائمه التي ارتكبها بحق شعبه على تدخّل من خارج سوريا واتهام دول ومؤسسات وعصابات
وهيئات تدعم الثوار بالدفاع عن أنفسهم .
انّه رهان خاسر لكلّ نظام يفقد سيطرته على
نفسه ويبذل جهودا مزيفة من أجل شعبه وارادته ، نظام فقد احترامه لنفسه ولشعبه ،
فقد العدالة الانسانية والرحمة وأنزل العقاب على أمّة طالبت بأقل حقوقها الشرعية
من أجل حياة شريفة تؤمّن للجيل القادم مستقبلا شريفا وخطوات راسخة .
يعتقد بشار أنه حكيم وبأنّ دستوره الجديد
سينقذ شعبه من بلوته ، سيفرحه ويمنحه العيش بأمان ،، هل من الممكن تصديق قاتل أجرم
بحق شعيه وأبناء جلدته ؟هي خطة ولعبة سياسية " مقرفة" حقا ،، ولماذا الآن
هذا الاستفتاء لتدوين دستور هو ليس بجديد ولن يكون كذلك !! لعبة الموت البطيئة مع
الشعب لن تنطلي عليه فالمواطن السوري والعربي اليوم يعي جيدا ما يحدث وبأن هذه
الخطة من الأسد وأتباعه ستؤدي فقط للهلاك وارتكاب جرائم أخرى بحّق المواطن الشريف.
ترتيق النظام السوري لن يحدث اصلاحا ولا
تغييرا الاّ بانتهاء هذا الحكم الدكتاتوري الفاشي واستمرار الشعب بثورته والجيش
الحر بردّ الصفعة ..صفعات .
المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/02/28/252769.html