التسامح سلاح الأقوياء !!ولغة العقلاء
التسامح سلاح الأقوياء !!ولغة العقلاء
بقلم: سامي إبراهيم فودة
من الشيء البـديهي جداً والمسلم فيه بحياتنا الدنيوية وخاصة بالجانب الديني فإن جميع الأديان السماوية وبحكم انتمائها إلى السماء العلى فإنها لا تأمر إلا بالحق والعدل والمساواة والخير والتسامح والصلاح. كما وأيضا لا تدعو إلا للرحمة والإحسان والبر والمودة والحب والتآخي ولا توصي إلا بالأمن والأمان والسكينة والسلم والسلام ولم تكن يوماً ما هذه الأديان عقبة أو عائقاً أمام التبادل والتلاقح بين سائر البشر إطلاقا ولا حتى أمام التعايش والتعارف والحوار.فقد أصبحت الشعوب المغررة بها والمعمي بصيرتها تعي أكثر من ذي قبل وتعرف إن العائق والعقبة أمام كتاب الله وتشريعاته تكمن فقط باللـذين يدعون الإسلام ويسيئون له ويتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان أبشع استغلال في أقدار الناس ومصائرهم.فالإسلام السياسي المهجن الدخيل علينا غير الإسلام السمح الذي أتى به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للبشرية جمعاء الخالص والمخلص من الموبقات والمحرمات التي نراها في عصر الدجالين والمشعوذين على مدار الدقيقة. تمارس يوميا بحق ناس أبرياء من ثلة لا تتقي الله في كل شيء .كل ذلك من أجل ماذا؟؟ أليس من أجل المال والكرسي والتمتع بشهوات الدنيا على حساب الدين وإهدار كرامة عبادة الله الصالحين!!! من يقول: غير ذلك فهو كاذب ومنافق وليس مع قول الحق وإعلاء كلمة الله .فالإسلام الذي نعرفه يعترف بكل أنظمته وتشريعاته بدءاً بالحقوق المدنية وحتى الأمور الشخصية لكل فرد من أفراد المجتمع .ولا يحق إلى أي كائن من كان أن يستغل منصبه وجبروته بقوة السلاح وأن يجيز لنفسه ممارسة المحرمات المخلة بالتشريعات الإسلامية لصالح تنظيمه أو حزبه والتي تفضي إلى انتهاك هذه الحقوق والخصوصيات.. فتذكر أيها الطاغي إن دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ..فإن المنظومة الإسلامية سلوكاً وخلقاً،والتي شرعها الدين الإسلامي العظيم من قبيل الرفق والإيثار والعفو والمغفرة والإحسان والقول الحسن والألفة والأمانة وحث المؤمنين على الالتزام بها وجعلها سمة شخصيتهم الخاصة والعامة، كلها تقتضي الالتزام بمضمون مبدأ التسامح. والتسامح هنا فعل مشترك يدل على التساهل والملاينة والموافقة، وهو في معناه الحديث يدل على قبول اختلاف الآخرين سواء في الدين؛ أم العرق؛ أم السياسة؛ أم اللون؛ أم الأصل الاجتماعي وتجسيداً لهذا المنهاج الإسلامي في أخلاقه وسلوكه على المستويين الفردي والاجتماعي .يفضي لا محالة إلى انتشار حالة التسامح في المحيط الاجتماعي. فالرفق يتطلب توطين النفس على التعامل الحضاري مع الآخرين، حتى ولو توفرت أسباب الاختلاف والتمايز معهم. والمداراة تقتضي القبول بالآخر، واليسر والتيسير يتطلبان التعايش مع الآخرين، وحتى ولو اختلفت معهم في القناعات والتوجهات.
فالمجتمع الفلسطيني لهو اليوم في حاجة ملحّة إلى نشر مفهوم التسامح .ومن هنا فلا بدّ لجميع قوى المجتمع المدني, وبخاصة فئات النخبة أن تقف سدّا منيعا ضدّ جميع مظاهر عدم التسامح, وضد كافة أعمال البلطجة وضد ظاهرة الفلتان الأمني وسياسة الإستقواء واللجوء للسلاح وأخذ القانون باليد، وضد عدم تسامح الأفراد فيما بينهم، على هذه القوى أن تتصدر معركة الحرب ضد كافة مظاهر التمرد على القانون .أما الأدوات والوسائل الفاعلة والكفيلة بنشر تعزيز ثقافة التسامح بين بني البشر فتتركز على الإعلام والمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد..الخ فقد ألقي المجتمع الدولي على عاتق السلطة الرابعة –الإعلام- مسؤولية كبيرة في نشر قيم التسامح والتفاهم بين الأفراد والجماعات وأكد على تعزيز مفهوم التسامح من خلال الإعلام الجماهيري والفئات والمنظمات الوطنية والقيام بدور أساسي فيما بين الأفراد والجماعات في تربية الشباب بروح السلام والعدالة والحرية والاحترام المتبادل والتفاهم بغية تعزيز حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق بين جميع البشر...
المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2009/09/11/174003.html