الشرق والغرب
الشرق والغرب
بقلم الدكتور نبيل طعمة
عرف الشرق حديثاً من خط غرينتش بكونه يفصل الكرة الأرضية من الشمال إلى الجنوب منشئاً لها الشرق والغرب، وهو خط افتراضي يمر من منطقة غرينتش الواقعة في لندن، ويصل مركز القطب الشمالي بمركز القطب الجنوبي، وتتسلسل بعده خطوط الطول شرقاً 180 خطاً وغرباً 180 خطاً، ومنه تبدأ أول خطوة باتجاه الشرق، وبه اعتمدت تسميات الشرق الأوسط والشرق الأدنى، وفي القديم كانت تعرف الصين واليابان بأنها الشرق الذي تكمن به الهيبة والرهبة، ومن ثم حدوث التبدلات والتحولات لمعنى الشرق والغرب، وكل ما تتطلع إليه مع بزوغ الشمس هو شرق وكل ما تنظره مع غروبها هو غرب ليكون التوقيت من الثانية عشرة ليلاً حتى الثانية عشرة ظهراً هو شرق، ومن الثانية عشرة ظهراً حتى الثانية عشرة ليلاً هو غرب، وهذا أول ما عرفه الإنسان من موقعه الذي هو فيه عن الشرق والغرب.
ومعنى الشرق والغرب، بدأ روحياً من خلال العلاقة المنظورة من ظاهر السماء التي كانت سكناً للشمس والقمر والكواكب والنجوم المولدة لعلم الحياة؛ من خلال التأمل والتعمق في فهم المحيط إلى رسم حركة النجوم ومواقعها وظهور المعرفة الزمانية والمكانية والوقت وتقسيماته وفهم آلية التعامل معهما، كل ذلك أدى إلى تسريع ظهور عصر النهضة الذي ظهر من الإطلال على الكثير من الحضارات القابعة في أقصى الشرق (الصين والهند)، مروراً بالحضارة الفارسية والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية، إلى أن استقرت في أوروبا وظهرت فيها مع بدايات القرن الرابع عشر، وتطور الفكر الهائل وتعميق فلسفة الفرز بعد تفهمها ورسم خطوطها وظهور تعريف "نحن ـ وهم" الدال على الاختلاف، واكتشاف كريستوف كولومبس لأمريكا وانتهاء الإمبراطورية الإسلامية في أوروبا عبر طرد المسلمين واليهود من إسبانيا، واستنهاض الفكر الكنسي القديم ودراسته دراسة فلسفية، حيث كان هناك انقسام بين أرثوذكس الشرق وكاثوليك الغرب، ونشوء أحلام المغامرة واقتحام المجهول، الذي استخدمت معه كل أشكال اللين والقوة وتحويله إلى ضغط وانفلات. من هذه المقدمة نستنتج، أنه لم يكن هناك خط طول فاصل محدد بين الشرق والغرب، بل هو متحول دائماً وسائر باتجاه الغرب حاملاً المعرفة إلى أن وصل إلى غرينتش الذي أوجد التحديد الافتراضي والمعترف عليه حتى الآن بين الشرق والغرب كخط فاصل نراه على الأرض، عندما تزور لندن وتقف عنده فتراه مكتوباً بجانبيه الشرق والغرب وعليه خط غرينتش.
إن تحويل مفهومي الشرق والغرب إلى حالات جغرافية سياسية (جيوسياسي) بقصد كشف الغطاء عنهما وإدخالهما إلى وضع التحكيم، نجد أن الغرب ظهر رويداً رويداً مما تقدم على أنه الرعب القادم من الغرب، الذي سار إليه باتجاه الشرق صانعاً إياه وراسماً له الهالة المخيفة المسقطة عليه، ليحمله الشرق على أكتافه صخرة تنهك كواهله حيث اخترع له( وأقصد به الغرب) الإيديولوجيا السياسية بعد أن كانت طبيعية، والثقافة الفكرية المادية والهلوسة الروحية، حيث أخضع الإيمان الفطري للفكر المادي الذي ابتكر في ذلك الغرب الافتراضي وجعله مؤدلجاً كي يستطيع استخدامه في حكمه، ابتداءً من ذاك الشرق البعيد الذي مر به كونفوشيوس وزرادشت وإبرام وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، فصاغ خوفه منهم بل وطوّره فاعلاً ذاك الخوف مادةً استعبد بها الشرق والجنوب بكامله وبقي (الغرب والشمال) العصا أي: عصا موسى فتارة يمسك بها كاثوليكية وتارة أرثوذكسية وتارة إسلامية وتارة بوذية وتارة هندوسية، يضرب بها باليد الساحرة الخفية الظاهرة كل الشرق وكامل الجنوب (غرب عبقري عاش في شمال جغرافي أسقط على الجنوب والشرق الروحي، فتارة يبدع شيوعية وتارة ينسب الكل إلى رومانية يونانية ملغياً بها كل الشرق والجنوب ).
السؤال الكبير لماذا بقي الجنوب والشرق روحانياً جباناً ضعيفاً لا مرئياً هلامياً مستعمراً مستعبداً لمصلحة الشمال والشمال الغربي؟ هل الإنسان الذي يعيش في الشرق والجنوب إنسان داروين الذي كان قرداً اكتشفه في إفريقيا وآسيا الجنوبية أم أنه ذات الإنسان (إنسان لوسي الإفريقي وإنسان جاوا الجنوب آسيوي الذي هو ذاته إنسان نياندرتال الألماني الأوروبي) اخترعه داروين ليخلق الهوة بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب، هذا الإنسان التاريخي الذي جال الأرض عبر مر العصور وملايين السنين واجتاحته كل مناخات السماء، بكون المناخ يأتي من الأعلى.. الهواء والأمطار والأعاصير تحرك الحياة ولو كانت ساكنة لفسدت.
لقد تسلل الغرب رويداً رويداً من أقصى الشرق البعيد، حيث كان يصنع ذاته ببطء شديد آلاف السنين، وهو يبحث ويدقق في ذلك الشرق الذي يتقدم إليه، حتى وصل غرينتش ماراً بالأدنى والأوسط وأنتج مع كل شعاع شمس مرّ على الأرض رؤى راقبت الثقافات القابعة عليها، حيث استفاد منها كثيراً مكوناً أبعاد فلسفته ومجموعة عقائده التي صهرها ليظهر بها كمفهوم أسميناه نحن في الشرق بكل أبعاده (الغرب)، هذا المنتج أعطى لنفسه لقب المارد، وعاد من غرينتش يدمر وينهب ويخرب كل تلك الإبداعات الشرقية وروحانياتها وحضارتها تارة تحت اسم الاستشراق والاستكشاف، وتارة تحت مسميات إعادة تهذيب الشرق، وكثيراً ما أقحم وجوده تحت ما يسمى المعادلات الثنائية بغاية الاستقطاب وإنتاج قادم جديد ليقوم باستثماره كي يستمر وجوده، وصحيح أن كلمة غرب تعيد الشرق إلى الشرق وتحصره على أنه جنوب وشرق، بغاية تحديد ورسم أطر للشرق والجنوب وإعطائه لقب الفقر والتخلف والتبعية بكونه الشرق، ومنذ إشراقته الأولى التي يطل بها كل يوم من فجر يسعى ويلهث ويفقد الكثير من ألقه، حتى يصل الغرب الذي يبدأ يومه نشطاً قوياً يتكئ على الشرق المنهك الذي أمسى في يومه لا حول ولا قوة له يستلبه إمكاناته ويفقده ذاك البريق الضائع بين الضعف واللهاث القابع في فكر الشرق، الذي أفرز ذاته عن الغرب وترك الغرب البعيد يتقدم حتى وصل إلى غرينتش واستكمل تقدمه، حتى وصل إلى أقصى الشرق مقسّماً إياه مندمجاً في الشمال قاسماً الكرة الأرضية إلى شمال إبداعي وجنوب يتعلم السباحة يلقي بنفسه على أمواج كل البحار لعلها تنقله قبل أن تبتلعه إلى الشمال.
إن إيجاد تعريف للغرب من الشرق هو الاعتراف بعينه الذي يدل على أنه مختلف جداً ومتقدم أيضاً جداً عن الشرق، وكما ذكرت اندماج الغرب في الشمال وتسميته الشمال الغربي يأخذني للإشارة إلى أن الشمال الغربي ليس به شرق والجنوب الشرقي به غرب جنوبي وجنوب أوسط، وعملية دخول الغرب واندماجه فكرياً وخضوعه لإدارة الشمال هو بحد ذاته نفي لحتمية وجود الشرق في الشمال وتعزيزه في الجنوب، وبالنظر للتوضعات الفكرية والعلمية والمادية التي شكلت القوه الاقتصادية وبالتالي تملكت من خلالها قيادة العالم عزز مفهوم الشمال وأنهى مفهوم الغرب الليبرالي الديمقراطي الحر وأوجد لإنسانه قوة الحرية بالقانون وقوة الاقتصاد بالفكر وقوة الإبداع في العلم الممتلك والمحصور في الشمال والمحظور على الجنوب والشرق والغرب الجنوبي، وإذا ولدت به الطفرات كان الشمال والغرب الذي به صائدين لتلك النخب، بكونهم يحملون السنارة من الأعلى أي: من الشمال يلقونها إلى الجنوب والشرق ويصطادون النخب.
وبما أن الغرب أحدث الاندماج في الشمال ولم يعد لديه لا شرق ولا غرب، تنتقل تسمية الشرق والشرق الأوسط والشرق الأدنى إلى الجنوب الأوسط والجنوب الأدنى والجنوب الغربي أي الجنوب المتخلف والجنوب الثالث والجنوب النامي، أمام الشمال الغني الذي قام في العصر الحديث على أنقاض الفكر الغربي القادم من أثينا وروما، وهدفه إلغاء كل الشرق وتراثه وحضاراته بوذية هندوسية فارسية مسيحية أرثوذكسية فرعونية إسلامية، والإبقاء على شكل صوري للمسيحية وإعادتها إلى يهوديتها الغربية، التي أنتجها اليهود في الشرق أولاً من أجل ظهورهم لاحقاً بمظهر المسيح الجديد (ميسيا) القادم من الغرب، وفي حقيقة الأمر العودة لحكم الشرق بأكمله، بعد سحقه وما أنجز في العصر الحديث من تقسيم للعالم ومسميات حملت تارة الشيوعية لتكون مقابل الرأسمالية وحلف الأطلسي مقابل حلف وارسو، وصراع الحضارات والصراعات الدينية ما هي إلا تحركات وأفكار تُزرع في عقول الشعوب الجنوبية والشرقية والجنوب الغربي من أجل الوصول إلى حقيقة إفناء الشرق وتعزيز فكر الشمال بعد غرق الغرب في الشمال الكلي، لقد وصل الشرق إلى حدود روسيا الشيوعية، ومن ثم ابتعد ووصل إلى حدود وارسو وربما سيعود ليقف عند سور الصين العظيم الذي يحاول الغرب اجتياحه وتدميره بكونه عقبة من عقبات الاعتراف بالشرق، فعندما كان الشرق عند حدود اليابان أزيلت حدوده وتم محوها فلم تعد اليابان شرقاً بل غرباً اندمج في عالم الشمال، كما أن خط الاستواء هو الخط الفاصل بين الشمال والجنوب ومنصّف الأرض لم يعد يعترف به، بكونه انصهر في عالم الجنوب وضاعت حدوده، ويتم من جديد رسم خط فاصل بين الشمال والجنوب يكون للجنوب فيه ثلثا الأرض الواقعة جنوب الشمال الذي يعيش فيه الغرب، ولا يبقى للجنوب شمال ولا شرق ولا غرب، وتظهر نظرية العقل والأدوات حيث العقل يسيّر الأدوات.
إن الشرق يعيش في فكر الغرب وعقله بكونه يمتلك المادة والروح، ولذلك يبحث عنه ويطارده بفكره الفلسفي التأملي الذي يولد له مطالب الاحتياجات، ومنه ولدت سلوكيات الهيمنة التي تعيش في عقل الغرب الشمالي، وتحكمت بكامل اقتصاد الكوكب الحي وشعوبه ومجتمعاته واجتماعياته وحضاراته، وتسللت من خلال الفكر التسلطي على فك رموز تلك الحضارات وامتلاك مفاتيح ثقافاتها، فازداد تسلطها من خلال إقناع شعوب عالم الجنوب والثالث والنامي والتفوق الطبيعي لعالم الشمال الذي يسكن به الغرب ولا حياة للشرق فيه إلا من خلال السيطرة الغربية عليه.
الغرب حديث باستثناء روما وأثينا أي: اليونانية الرومانية القديمة، والتي استمدت قوتها وعمارتها وفلسفتها من ذاك الشرق البعيد، والذي وصلت إليه بكون الأرض متصلة، وما أولئك الفلاسفة الذين أنجبوا ذلك التاريخ العظيم إلا نتاج تطلعهم إلى الشرق الموغل في القدم، ولذلك أقول: الغرب حديث ومستحدث، ولكن في الاعتراف والحقيقة التي تجلوها شمس الشرق أقول: إن التطور الفكري الهائل ما كان ليحدث لولا وجود الفراغ الفكري الكبير، والفرق بين الفراغ والامتلاء شاسع، حيث أن الفراغ يبدأ من لحظة انتهاء الامتلاك فيكتسب صفوة ما يفيض به الامتلاء فيختزل الزمان وتقوى بصيرته في مساحة المكان، هكذا كان الغرب مساحة كبرى فارغة استوعبت الشرق الممتلئ بالروح والمادة، واستطاع أن يرى المادة ويحصر الروح فأنجز ما أراد، وأراد برؤيته الحصول وانتقاء ما يريد من الشرق الذي تركه غارقاً في روحانياته، عمّقها وجذّرها في الشرق، واستفاد هو من كل المادة، وبمعنى أدق: الإنسان إنسان في الغرب أو في الشرق وبما أن الضوء يصعد من الشرق يراه الإنسان الشرقي على أنه روح الإله ويستقبله الإنسان الغربي على أنه قوة الإله التي يجب أن يستفيد منها بالحصول على مادة الشرق.
ماذا فعل إنسان الغرب في الشرق أثناء استشراقه له (ابتلعه) وحوله إلى عبد مطيع يستجيب في أي لحظة يشير من الغرب له كمن يؤدي الأمانات، وحيث أن الغربي الباحث عن الاستشراق يتجول متى يشاء وحينما يريد الامتلاء بالطاقة والقوة والصحة في كل الشرق، الذي تحول إلى جنوب شرق وجنوب غرب، يعمل الشرقي القابع في تلك المناطق وعلى تلك الجغرافيات كحارس أمين للغرب.
لقد ظهر مصطلح الشرق من أقدم العصور وأوغل في القدم، وكما تحدثت خاف الشرق من شرقه فأنجب غرباً، أتى من غراب فعلمه كيف يواري سوءته في الشرق، قتل الأخ أخاه وتاه باحثاً في مناحي الأرض كيف يدفنه فلم يكن يعرف ذلك فأتى الغراب من الغرب هو وأخوه حيث اصطاده ذاك الشرقي وارتمى إلى الأرض لينزل أخوه الغراب وينبش في الأرض قبراً واراه فيه، وعلم بذلك الإنسان الشرقي كيف يواري سوءة أخيه أي سوءته بعد أن يرتكبها، ومن ثم طار الغراب باتجاه الغرب، وبه عرف الاتجاه حيث سار في اتجاه سقوط الشعاع الشمسي فأطلق على الغراب غرباً، وجمْع غراب غربان والغراب يخاف الشرق لأنه البين ومعناه السوء والغرب أحبه بكونه أخاف الشرق.
نعم الإنسان إنسان والفرق بينهما أن الإنسان الشرقي الجنوبي بشرقه وغربه مازال يعتمد الروح، وحصر الإله في ترانيم ذات أشكال بوذية أو مسيحية أو إسلامية وإنسان الشمال الغربي امتلك الإيمان الحقيقي الذي يؤمن بإله العلم الذي يدعو للتطور بكونه المحيط فاستفاد الغرب من هذه اللغة محولاً إياها إلى غراب يخيف به مجتمع الجنوب الذي اندمج فيه الشرق وجلس هو في الشمال يصطاده بسنارته كما يشاء.
إن الغرب فراغ روحي وامتلاء مادي والشرق امتلاء روحي ومادي تفرّغ للروحي ونسي المادي فاستفاد منه الغرب، وفي غفلة من انشغاله سطا الغرب على كامل ماديات الشرق وحوله إلى جنوب كامل ومحا بذلك كامل الشرق متحولاً إلى شمال جزئي مادي وجنوب روحي كلي ولن يلتقيا وأصبحا كالخطين المتوازيين لا يلتقيان إلا بإذن من الإله، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة لذاك الشرق الجنوبي إلا بطاعة الإله.
السؤال الآن هل نستطيع أن نصدق هذه الحقيقة، وإذا رفضناها ما هي الممتلكات التي نقدر من خلالها أن نتحول من شرق إلى غرب أو من جنوب إلى شمال، وهل الإله عاقبنا حينما كنا غرباً وأعادنا إلى الشرق؟ نقبع فيه كي نتعلم آليات وحقائق الأيمان به وضرورة تحويل الغراب إلى حمامة فحينما أرسل نوح الغراب ليرى وجه الأرض لم يعد، فأرسل الحمامة التي عادت بغصن الزيتون وقالت له إنك في الشرق أما الغراب الذي اتجه لصناعة الغرب بعد أن علمه البحث عاد بعد حين ليسطو على الشرق.
طبعاً عاد من غرينتش وباريس ومدريد حيث علم أن الماء قد انحسر بعد الطوفان وأن أرض الشرق والجنوب والغرب الجنوبي مشاع فعمل بها استعماراً أو تقسيماً وترغيباً به وترهيباً منه وحوّله دولاً وأنشأ الممالك والإمارات والمذاهب والطوائف وزرع الفتن بين الأديان وترك في كل مكان بؤرة خامدة ذرّ عليها الرماد، يكفي أن ينفخ عليها متى شاء وأراد، لتلتهب ويفرض نفسه عليها بأنه منقذها ومخلّصها ومطفئ نيرانها، وحينما نعود إلى ذاك الزمان البعيد نجد أن الأرض حملت أمماً لا دولاً، الأمة الصينية مثال والأمة الهندية والأمة الفارسية والأمة العربية والأمة التركية والأمة الرومانية وأمة الهنود الحمر وأمة النيجروا الإفريقية حيث كان مجموع الأمم على وجه البسيطة لا يتعدى أصابع اليد، أما اليوم فماذا نرى؟ مئات الدول تقارع بعضها فيها الفتات والهزيل وفيها القوي الشاسع، ومن نظرة سريعة نجد أن الدول الصغيرة شُكلت لتضرب بعضها كلما احتاجها ذاك الغرب القابع في عمق الشرق.
ما استعرضته غايته التنبه والانتباه، فيما هي عليه دول الشرق التي تحولت إلى جنوب كلي، والهدف من كل ذلك، أن أشكل دعوة للتطور الحقيقي بالحفاظ أولاً على درجات وتدرجات الشرق وامتلاك العلم كي نمتلك الغرب كما امتلَكَنا الغرب بعلمه.
د.نبيل طعمة