حوار انساني مع فلاح السنبلاوين‏ الأمريكانى

حوار انساني مع فلاح السنبلاوين‏ الأمريكانى

حوارعبر الإنترنت‏:أنـور عبداللطيـف

موقفان ذكرتني بهما الرسالة التي بعث بها إلي الأستاذ الدكتور فاروق الباز من مقر عمله مديرا لمركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية‏.

الموقف الأول لقاء لا أنساه في كافتيريا الأهرام عام1982 حين دخل علينا رجل أنيق ورشيق ومهذب وسألني في أدب. جم عن مكتب الأستاذ كمال نجيب فانطلقت إلي مكتب الأستاذ كمال وعدت إلي الضيف آسفا فلاحظ خجلي الشديد في الاعتذار عن تأخر وصول الأستاذ كمال,فخفف عني, وقال: أنا الغلطان.. لأني دائما أصل قبل مواعيدي بنصف ساعة حين أكون في مصر, أما الأستاذ كمال فأنا أعرف أنه' إنجليزي' ـ نطقها بتعطيش الجيم ـ يأتي في الموعد بالضبط.
فقلت: لكن الأستاذ كمال ليس دقيقا فقط في مواعيده ولكن أيضا يزعجه جدا أن يوضع حرف أو معلومة أو كلمة في غير موضعها أو وقتها, لذلك ظل لفترة طويلة من عمره مسئولا عن تدقيق الصفحة الأولي.
وسألت الضيف بعد أن شدتني طريقة نطقه ولهجته' الفلاحي' التي يدوس فيهاعلي بعض الحروف مثل الفلاحين في القري المجاورة لقريتنا, وقلت: من أي بلد حضرتك؟ فرد مازحا: أنا فلاح أمريكاني من طوخ الأقلام مركز السنبلاوين!
ولم أصدق أنه أمريكاني.. لكني فرحت بصحة توقعي وقلت وأنا فلاح جارك من برهمتوش وهي مركز السنبلاوين أيضا!
وكان الأستاذ كمال قد وصل ودخل إلي الكافتيريا مباشرة قبل أن يذهب إلي مكتبه وقال وهو يرحب به: مفيش فايدة فيك يا فاروق.. تيجي بدري زي الأمريكان.. وتظهر إن احنا اللي بنتأخر في مواعيدنا.. ثم التفت ناحيتي كأنه يفهمني قيمة الالتزام: لو لم يصل قبل موعده بنصف ساعة ماكانش بقي عالم فضاء!وكان الأستاذ كمال نجيب محرر الطيران في الأهرام وقتها قد نجح في تأسيس المنظمة العالمية للطيران والفضاء ثم انتخب بعد أيام رئيسا للمنظمة..
أما الموقف الثاني فله علاقة بضيفنا' الفلاح الأمريكاني' فاروق الباز والرسالة التي وصلتني منه, فعقب انفجار مكوك الفضاء الأمريكي' تشالنجر' في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي علق خالي عطا وهو فلاح مزارع أيضا من قرية سنفا دقهلية قائلا: أن كل محاولات الإنسان لإقامة علاقات تفاهم مع كائنات في كواكب أخري لن يكتب لها النجاح, وسوف يقف الإنسان مهما بلغ من التقدم والعلم عند حدود اكتشاف هذه الكائنات فقط, مادام إنه لم يستطع أن يطبع علاقاته مع كل كائنات الأرض المخلوقة معه من نفس التربة والطين والماء والهواء مثل الدود والحمير والعصافير والحشرات.. وحتي من هم علي شاكلته من بني الإنسان..ولماذا انفاق هذه المليارات وقذفها في الفضاء بينما الناس حولنا يتضورون جوعا؟!
أبهرني هذا الرأي من فلاح مصري فكتبته في' وجهة نظر'بالأهرام خاصة أن العالم كان قد شهد خلال العقود الماضية موت ملايين البشر ضحايا اضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان في شكل حروب وتلوث وتجويع وفقر واحتكار, ومات مع الملايين من الأطفال والنساء والرجال ملايين من الكائنات الأخري بسبب عدم قدرة الإنسان علي اختلاف درجة تحضره علي تطبيع علاقاته مع بقية بني جلدته المخلوقين معه من لحم ودم وطين وماء.
ولم أتوقف عند حدود الإعجاب برأي خالي الفلاح الفصيح الذي نطق به منذ25 سنة بما يعادل الآن تعبيرات مثل' عالم واحد',' قرية صغيرة'.. و'عولمة'.. بل أرسلت بهذ الرأي منذ أيام عبر البريد الالكتروني إلي الدكتور فاروق الباز وسألته ما مدي صدق نظرية خالي عطا ؟ وما هي آخر خطوات الإنسان في إقامة علاقات مع كائنات علي كواكب أخري.. فكان هذا السؤال بداية لحوار كنت أشك في أن يأخذ أبعادا عديدة خاصة وأنا أعلم مشاغل الدكتور فاروق الباز ومهام هذا العالم الجسيمة التي تغوص في الصخر لتغطي أعماق جيولوجيا طبقات الأرض وترتفع لتحلق الي آفاق الكواكب والمجرات.
وكانت المفاجأة السارة لي حين وصلتني رسالته من بوسطن لتكشف لي أبعادا جديدة في شخصيته, منها مثلا, فهمه الصحيح لأصول الدين ورسالة الإنسان علي الأرض وانشغاله وفهمه للهم المصري, بأبعاده الدينية والتربوية والتنموية, كما عرفت أيضا عشقه للغة العربية نطقا وكتابة وأسعدني الحظ أن جهاز الكمبيوتر الخاص به ليس فيه حروف عربية, الأمر الذي جعله يرد علي أسئلتي كتابة عبر الفاكس, فاستمتعت بخطه العربي الجميل المنمق الذي يعبر عن فكره المنظم وآمنت بالحكمة التي تقول أن جمال الخط من مفاتيح الرزق.. وإلي الحوار...
أولا ماهي شهادتك عن الأستاذ كمال نجيب أحد أعمدة الأهرام الحديث ورائد صحافة الطيران والفضاء في الصحافة العربية وهو يدخل عامه الثالث والتسعين من عمره, شفاه الله وعافاه وكنت أعرف منه بعد أن قابلتك معه عام1982 أنك من أقرب الأصدقاء إلي نفسه.. فكيف بدأت علاقتكم وما هو تقييمك لدوره كرائد لصحافة الطيران؟
{ مازلت أذكر لقائي بك ومقابلتنا في كافتيريا الأهرام أثناء إحدي زياراتي للقاء الصديق العزيز الأستاذ كمال نجيب شفاه الله وعافاه. إنني أعتز بصداقتي مع كمال نجيب لاهتمامه البالغ وسعيه الدءوب لنقل أخبار الطيران والفضاء بكل حرص واهتمام للقارئ العربي في أحسن صورة.
لقد تعرفت علي الكاتب المرموق كمال نجيب في عام1974, حيث كنت أحاضر عن النتائج العلمية لرحلات أبوللو إلي القمر بصفتي كنت رئيسا لفريق تحديد مكان هبوط أبوللو علي سطح القمر كما كنت مسئولا عن تدريب رواد الفضاء علي التصوير. وأسعدني اهتمام كمال البالغ بالتعرف علي التفاصيل بغرض نقل المعلومة العلمية لقارئ الأهرام في صورة مبسطة ودقيقة جدا.وتكررت لقاءاتي به بعد رحلة أبوللو_ سيوز الأمريكية الروسية المشتركة في عام1975 والتي كنت سكرتيرا للجنتها التي ضمت علماء من القوتين العظميين في عالم ذلك الزمان وقد لمست حرصه علي استمرار الاهتمام عالميا بتقدم الطيران واستكشاف الكون, سعي الأخ كمال نجيب لإرساء' المنظمة العالمية للطيران والفضاء' بغرض دعم تدريس أهم التطورات عالميا, وذلك بنقل المعرفة إلي مدرسي المدارس والجامعات. وقبلت عندئذ عضوية مجلس إدارة المنظمة التي ضمت عديدا من علماء الفضاء في أمريكا و العالم وانتخب كمال نجيب لها رئيسا. واستمر عملنا معا لهذا الغرض لسنوات عديدة. طوال هذا الوقت كنت أسعد كثيرا بمناقشاتي مع كمال نجيب عن كل جديد في مجال علمي وعملي لأني كنت أطمئن أنه سوف ينقل كل معلومة لقرائه وعبر محاضراته في أحسن صورة وعلي أكمل وجه.
إلي أي مدي نظرية بلدياتك خالي الفلاح عطا الإمام سليمة عن شرط التفاهم و تطبيع العلاقات بين الانسان والمخلوقات علي الأرض أولا قبل نجاح برامجه في الاتصال بالكائنات الأخري وإهدار المليارات من الدولارات في الفضاء؟!
{ إن كلمات الخال عطا تصب في صلب الموضوع ولا تختلف كثيرا عما أسمعه من أقاربي في قرية طوخ الأقلام بمركز السنبلاوين, هذه الآراء تدل علي الذكاء الفطري لأهل الريف في مصر. إنهم يهتمون بكل المتغيرات التي تحدث من حولهم والتعامل معها بذكاء لحماية أهلهم وجيرانهم واقاربهم وأرضهم ومحصولهم وحيواناتهم. بالنسبة لهم جميعا البحث عن حياة في كواكب أخري لا يفي, لأن ما يحيط بنا يكفينا جهدا.
في نفس الوقت فإن أبحاث الفضاء, والملايين التي انفقت عليها عادت الي الارض في شكل تطوير لعلوم الطب والكيماء وطبقات الأرض وفتحت آفاقا عديدة في رفع مستوي العلم والتكنولوجيا وطرق البحث لا تقل أهمية عن النتائج, مثلا لم يكن التعرف علي سطح القمر هو الغرض الأساسي من مشروع أبوللو لقد كان الغرض الأساسي هو رفع مستوي العلم والمعرفة في أمريكا ليرقي عن مثيله في روسيا. كانت الرحلات القمرية هي الوسيلة التي تؤهل ذلك وتثبته إثباتا قاطعا للسواد الأعظم من الناس.
هل هناك فعلا أي احتمال لوجود حياة علي الكواكب الأخري؟!
{ من الناحية العلمية نحن نعلم أن كواكب المجموعة الشمسية لا توجد عليها حياة كما نعرفها. في نفس الوقت نحن نهتم اهتماما بالغا بالتعرف علي تضاريسها وطرق تكوينها وما مرت به من تاريخ جيولوجي, لأن في هذا كله نفعا لفهمنا تضاريس الأرض. علي سبيل المثال بثت لنا الرحلات إلي كوكب المريخ صورا تثبت وجود أودية تكونت من مسار المياه علي سطحه في قديم الزمن. تمت مقارنة هذه الأودية بمسارات المياه الجافة في جنوب غرب الصحراء الغربية في مصر بالقرب من حدودنا مع ليبيا. أثبتت هذه المقارنة التشابه الجيولوجي بين سطح كوكب المريخ وصحراء مصر الغربية في كثير من الصفات. اتضح أنه إذا كانت بالصحراء الغربية مياه جوفية فربما أن تحت سطح المريخ مياها علي شكل ثلج لبرودته. هذه المقارنة تساعدنا كثيرا في فهم تضاريس المكانين بالرغم من بعدهما.
وماذا عن المستقبل في صحراء مصر وصحاريها الممتدة ؟
{ أكيد هناك أمل في المستقبل فلقد تطور الإنسان كثيرا وهناك أمل كبير أن يتم هذا التطور إلي الأحسن علي الدوام. في الوقت نفسه لابد أن نقر أننا قد تعثرنا كثيرا أيضا. علي سبيل المثال كانت مصر منذ50 عاما أحسن بكثير في معظم صفاتها عما هو الحال اليوم. لكن هذا لا يعني أننا سوف نستمر في التدهور ولكن هذا يحثنا علي تغيير المسار إلي الأحسن.
هل تصدق أن بعض أصحاب العقول المتحجرة يعتبرون حتي الآن أن غزو الفضاء حرام ووصل الأمر بأحد رجال الفتوي الكبار بدولة عربية أن أفتي بأن النزول علي القمر كفر؟
{ لقد كان والدي رحمه الله أول من التحق بالأزهر من أهل البلد وصارأستاذا ومعلما ورئيسا للبعوث الإسلامية في الأزهر الشريف, ووصل طلبته إلي مراكز مرموقة مثل المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي. ويذكر طلبته كما تذكر ذريته أن أهم أسس الدين لديه هو حسن المعاملة فقد كان يقول' إتق الله في كل أعمالك, وعامل الناس بصدق وتواضع, وساعد كل محتاج'. وإذا رجعنا إلي قول الله تعالي' وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون' فإن هذا يحثنا علي التفكر فيما خلقه الله من حولنا لأننا لا نعلم ما هو الجن. علينا إذن أن نفكر في خلقه أينما كان الخلق, في هذا الكون الفسيح.
وكيف ننجح في جعل التعدد الثقافي والحضاري علي كوكبنا ميزة للبشرية وليس عيبا أو كارثة كما هو حادث الآن؟
{ لا مفر من التعدد الثقافي والحضاري ولابد أن نجعله ميزة للبشرية وليس عيبا, فعلينا أن نعود إلي قول الخالق عز وجل' يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا' يذكرنا الخالق بأنه كان بوسعه خلق الناس أجمعين في صورة واحدة لا فرق بينهم. لكنه خلقنا شعوبا مختلفة متباينة حتي نتعايش ونتعارف لنتكافل. إذن لابد من وقفة لتغيير ما يحصل في أجزاء عديدة من العالم الإسلامي في عصر الجهالة الحديث. لابد من تغيير مبدأ معاداة كل من يختلف عنا وأن نطمئن بأن التعدد هو سنة الله وما أمر به وأنه سبحانه وتعالي أمرنا بالتعارف مع كل من يختلف عنا شكلا ودينا وأصلا وثقافة.
ماذا يعني لك ضياع سفينة فضاء وانفجار أو تأجيل محاولة لإطلاق مكوك؟ وبماذا تفسر فرحة بعض الناس بمثل هذا الفشل؟
{ إن ضياع أي سفينة فضاء لأي دولة خسارة كبيرة للبشرية جمعاء. فرحة أي فرد أينما كان بمثل هذه الخسارة جهل دون إنساني. والشماتة في الغير صفة حقيرة تنبع من مرض الشخصية, لأن الإنسان لابد أن يحب للناس مايحب لنفسه, وهذا من أصول الإيمان وحساب هؤلاء الناس في نظر الأديان السماوية أن كل فرد سوف يحاسب بمفرده, كما سيحاسب كل عامل عن عمله أيا كانت مسئوليتة فلا يصح أن نحاسب في الآخرة لخطأ الأخرين, كفانا أننا نتدهور في حياتنا لأخطاء الغير أما الحساب الأخير فهو لكل ما يفعله الإنسان شخصيا.
والمحاولة والتجريب جزء لا يتجزأ من النجاح في جمع العلم والمعرفة, كل خسارة فيها دروس للنجاح المستقبلي لأنها جزء من التعلم.
إذا كانت هناك مسئوليات ورسالات للدول تجاه البشرية فأين رسالة مصر.. وهل هناك أمل أن تستأنف مسيرتها الحضارية كضمير للعالم؟
{ منذ قديم الزمن رفعت مصر راية العلم والمعرفة والتعرف علي الكون وما يحيط بنا في كل اتجاه. لذلك كان صوت مصر جاهرا تجاه البشرية علي مدي العصور. لكن بين آونة وأخري ينطوي شعب مصر علي نفسه وعلي مشاكله اليومية وينسي ما يحيط به من كل اتجاه. في هذه الأوقات تخبو شعلة الحضارة في مصر كما هو وضعنا الحالي. وأقدر أن أذكر في هذا السياق قصة حفيدتي ياسمين التي تعيش في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة. لقد زارت ياسمين مصر معنا عدة مرات واستمتعت بآثار مصر العديدة في كل من العصور القديمة والقبطية والإسلامية. عادت من مدرستها يوما تقول لامها أن مدرسة التاريخ تكلمت عن الحضارة المصرية القديمة. ثم استمرت قائلة إن المدرسة قالت إن التاريخ يعيد نفسه. وسألت أمها' هل هذا صحيح أن التاريخ يعيد نفسه'. فعندما أجابت الأم بالإيجاب سألت الصغيرة(10 سنوات عندئذ):' هل هذا يعني أن مصر يمكن أن تعود دولة عظيمة مرة أخري؟'. لكي نجيب علي سؤال ياسمين علينا التفكر في أسباب وصولنا إلي هذه الحالة المزرية لكي نشخص العلة, وكيف وصل أجدادنا إلي قمة البلدان من قبلنا, لكي نختار الطريق الصحيح للمستقبل.
وماذ عن المستقبل.. أقصد المستقبل في مصر ومستقبل التنمية والعمران علي أرضها؟وكيف تراه في ضوء ما لديك من معلومات وصور لسطحها وباطنها من الأقمار الصناعية وسفن الفضاء؟
{ مستقبل مصر في التنمية والعمران باهر في نظري وخاصة أنني درست في هذا الموضوع كثيرا. علي ضوء الصور التي التقطناها من الفضاء لمصر والدراسات التي اجريناها لسطح المريخ, وتبلور عن تفكيري في ذلك مشروع' ممر التنمية' في الشريط المتاخم لنهر النيل والدلتا والصحراء الغربية. هذا الممر الذي تؤهله طبيعة أرضه والطبوغرافيا المستوية للتوسع العمراني والتنموي في الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة بطول1200 كيلو متر من الشمال إلي الجنوب إضافة إلي ألف كيلو متر في المحاور العرضية التي تربط الممر بأماكن التكدس السكاني في البلدان الأساسية, والمقترح المستقبلي معروض علي الحكومة حاليا لدراسة نواحيه المختلفة حتي يتم تبني فكرته والعمل علي إنجازه بواسطة مؤسسة أهلية أو تنموية وبتضافر مؤسسات المجتمع المدني لتأمين حياة أفضل لشباب مصر.
..........................................
انتهي حواري مع عالم الفضاء والأرض الدكتور فاروق الباز بممر التنمية الذي أقرأ عن اجتماعات ودراسات حكومية علي أعلي مستوي لدراسة جدواه الاقتصادية,فهل نبدأ في تنفيذه وحشد الناس من حوله باعتباره المشروع القومي للجيل الحالي الذي يصحو يوميا علي أخبار احتمالات غرق أجزاء كبيرة من الدلتا, وأزمات التكدس وادارة الزحام في سجن الوادي الضيق؟ وهل يكون هذا المشروع عودة حميدة الي الصحراء بعد مئات القرون من الهجر والنسيان,وهل يستحق العالم المصري صاحب هذا الحلم' القومي العملي الممكن' تكريما أوسع من مجرد' مواطن الدقهلية المميز'؟!

المصدر: http://www.ahram.org.eg/116/2010/03/25/3/12825.aspx

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك