|
في طلوع الفجر الوليد علـى الكـونِ وإيـذانِ ليلِـه بالهـروبِ
|
وهبوب الأنفاس من ردني الصُّبحِ بروحٍ يحيي النُّفـوسَ وطيـبِ
|
رنَّ فـي مسمـع الـكـونِ أذانٌقدسـيُّ الترجـيـعِ والتثـويـبِ
|
سال حتى عـمَّ الفضـاء حنانـاًذائبـاً فـي شعاعِـه المسكـوبِ
|
خالقاً عالماً مـن النُّـور والفـتنةِ والسِّحـرِ والجمـالِ الغريـبِ
|
رعشاتٍ مـن الغنـاء السَّمـاويُّتخطَّى الأسمـاعَ نحـو القُلـوبِ
|
إنَّما الديـنُ الحـقُّ فـنٌّ طهـورٌقد سما فـي معنـاه والأسلـوبِ
|
وقـف الشَّاعـر التقـيُّ يُصلِّـيفي خشوعٍ لذي الجلالِ المهيـبِ
|
فرحـاً قلبُـه يطيـرُ استنـانـاًفي مجالٍ من الأمانـي رحيـبِ
|
مطمئناً لو أنَّـه احتـرقَ الكـونُجميعـاً مـا مـسَّـه بلهـيـبِ
|
عامراً بالهـدى يكـاد يـرى اللهَبعينيـه فهـو جــدُّ قـريـبِ
|
ربِّ لـم لا تـراك عينـيَّ؟ ألاتبـدو لعينـي عـبـدٍ منـيـبِ
|
كلفٍ بالجمالِ يصبو إلـى المـنبـعِ بعـد الأنبـوبِ فالأنبـوبِ
|
فاطوِ عنِّي الحجابَ تشهدْ جفونـيلمحـةً مـن جمالـك المحبـوبِ
|
*****
|
مرَّ فـي سمعـه حفيـفٌ لسهـمٍناشـبٍ فـي فـؤاده المنكـوبِ
|
ما وعى السَّمعُ أو درى القلبُ إلاّبعد حينٍ مـن وقعـه والنُّشـوبِ
|
من رماه؟ وأيَّ نصلٍ وعن أيَّـةِقوسٍ رمى ؟ وفي أيِّ صـوبِ؟
|
ولوى الجيـدَ يسـرةً فـإذا هـوبمثـالٍ مـن الجمـالِ النجيـبِ
|
قمرٌ طالـعٌ عليـه مـن الشُّـرفـةِ يرنـو إليـه كالمـذهـوبِ
|
لفتته الصَّـلاةُ نحـو المُصلَّـىفـادَّراه بكـل سهـمٍ مصـيـبِ
|
ربَِ مـاذا أرى؟ ألمحـةُ نـورٍمنك أم وهـمُ ناظـرٍ مكـذوبِ؟
|
أم مـلاكـاً بعثـتُـه بقبـولـيونجـاحِ المـؤمَّـلِ المطـلـوبِ
|
ربِّ قلبي صبا إليـه كـأن لـمأكُ في موقفِ الصَّـلاةِ المهيـبِ
|
أين ولَّى اطمئنان نفسي ؟ ومن ليبخشوعـي إليـك والترحـيـبِ
|
ربِّ حلَّ الهوى محلَّ الهدى في القلبِ ويلاه ، ربِّ عافي الذي بـي
|
وانتهى من صلاته وهـو يهـذيبضـلالاتِ شعـره والنَّسـيـبِ
|
*****
|
ألهميني وحـي الجمـالِ فعهـديبشهـودِ الجمـالِ غيـرُ قريـبِ
|
إن تكن نظرتـي لوجهـكِ ذنـبٌفالتياعـي كـفَّـارةٌ لذنـوبـي
|
وابعثي لي - لتدفئـي بُردائـي -وقـدةً مـن ذراعِـكِ المشبـوبِِ
|
واصبحيني من خمرِ عينيكِ كاساًتُنفِ عنِّـي متاعبـي ولُغوبـي
|
*****
|
هـي لغـزٌ يحلـو التأمـلُّ فيـهلحكـيـمٍ وشـاعـرٍ وأديــبِ
|
هي في لبسـةِ التفضُّـلِ حُسـنٌمـن يـد اللهِ ليـس بالمجلـوبِ
|
يا لها حلـوة عليهـا مـن الـنَّومِ بقايـا تـثـاؤبٍ محـبـوبِ
|
وبأهدابهـا خـيـوطُ ضـيـاءٍعلِّقتْ من أحـلامِ ليـلٍ عجيـبِ
|
مُرسلاً شعرَها علـى غيـر تـرتيبٍ ولكن أحلـى مـن الترتيـبِ
|
خطَّ في خدِّهـا الوسـادُ سعيـداًآيـةً مـن بـدائـعِ التذهـيـبِ
|
وأذاع النَّسيـمُ عنـهـا بـلاغـاًأفعم الجـوَّ مـن أريـجٍ وطيـبِ
|
إنَّ طيباً في الحقِّ ليـس كطيـبٍمرسـلٍ مـن غلائـلٍ وجيـوبِ
|
بكرت تنضحُ الشُّجيراتِ بالمـاءِفينعمـن بالبـنـانِ الخصـيـبِ
|
وفـؤادي أحـقُّ بالـرَّيِ منهُـنَّفـهـلاّ تـمُــدُّهُ بـذَنــوبِ
|
وقفـت وقفـةَ الـدَّلالِ أمامـيتتلهـى فـي كفِّهـا بقضـيـبِ
|
أرسلـت كهرباءهـا فتمـشَّـتْفـي عروقـي بهـزَّةٍ ولهيـبِ
|
فكأنَّا قطبا عمـودٍ تـرى الـتَّيَّارَ فيـه مـن جيئـةٍ وذهـوبِ
|
بين جهدي وجهدها أبـداً فـرقُفمـا أن تكُـفَّ عـن تعذيـبـي
|
أيُّهـا السَّالـبُ الجميـلُ حنانـيكَ ترفَّـقْ بمهجـةِ المسـلـوبِ
|
*****
|
واستهلَّ الصُّبحُ الجديـدُ علـى الكونِ مُلقَّـى بالبشـرِ والترحيـبِ
|
وأتى الشاعـرُ الصَّـلاةَ بقلـبٍشاعـرٍ بالـمـلامِ والتثـريـبِ
|
مستنيـبٍ إلـى الإلـهِ يُـرجِّـيعفـوَه عـن ضلالِـه والحـوبِ
|
فدوى في أعماقه رجـعُ صـوتٍكصدى الرَّعـدِ أو دويِّ النُّـوبِ
|
كيف يقوى على سنا الربِّ قلـبٌجُنَّ لمَّـا رأى سنـا المربـوبِ؟
|
والكمـالاتُ لا تناهـى لـدى اللهِفلابُـدَّ مـن بـقـاءِ الغـيـوبِ
|