مأساة يهودية أسلمت

 

مأساة يهودية أسلمت
علي أحمد باكثير
نظمها في عدن سنة 1932م
 
قَلَـتْ دينَهـا حُبّـاً بِديـنِ محمَّـدٍوقالتْ له يا أيّهـا الباطِـلُ  ابعَـدِ
لَقَد وَضَحَ الحقُّ المبيـنُ لِناظِـرِيفَيا ظُلُماتِ الكفْـرِ عنـي  تبـدَّدي
أفي الحقِّ أنْ يَبْقَى ضميرِي معذّبـاًبِكِتْمانِ إيمَانِي وَقَدْ صَحَّ  مقْصِـدِي
أأُغْضِبُ رَبي كي أسُرَّ  عشيرتِـيوأنقُضُ عَزْمي مَعْقداً بعـد  مَعْقِـدِ
ولو كنتُ في دَارِ العشيـرَةِ  أيِّمـاًلكان غِيابي عَنْهُمُ مثْـلَ  مشهَـدِي
ولكنَّ لـي زوجـاً يُفـرِّقُ  بَينَـهوبينِيَ دينٌ قـدْ مَـدَدْتُ لَـه ُيـدَي
وما أنا من ترضَى السِّفَاحَ لنفْسِهـاأبَى ذاكَ إحْصَاني وخُلْقِي  ومحتدِي
فَيَا عَزَماتـي أنقذِينـي  وأسعِفـيويَا رَحْمةَ المولى أعِينِي  وأنجِـدِي
***
أَتَاحَ لَهَا البـارِي كَرِيمـاً كهَمِّهـافتًـى غَيـرَ رِعْديـدٍ ولا  مُتَبَلّـدِ
فَمـا لَبِثـتْ أنْ كاشفتْـه  بحالِهـاوأدمُعُهـا مِثْـلُ الجُمـانِ  المُبـدَّدِ
تقولُ لهُ اشهدْ يا أخا العُربِ  أننِـيتبرّأْتُ من ديني إلى دِيـنِ  أحمـدِ
فهلْ ليَ من مأوَى لَدَيكَ يصونُنـيويمنعُ عني كـلَّ بـاغٍ ومعتـدِ  ؟
حَمَاها وآوَاها إلـى بيـتِ زوجـهِوأهليهِ في صافٍ منَ العيش  أرْغدِ
***
وفي (الشيخِ) قَاضٍ وجهُهُ وجهُ مُتَّقٍولكنَّ في أضلاعِـه قلْـبَ  مُلْحـدِ
يسبحُ باسم المـالِ طُـولَ نهـارِهِولاسيما اسـمِ الأصْفَـرِ  المتوَقِّـدِ
دَعَاهَا إلى السُكنَى لَدَيْـهِ كمُحْسِـنٍيُريـدُ يلقِّيهـا رُسُــومَ التَّعـبُّـدِ
وَيُظْهرُ إشفاقاً عَلَيهـا ومَـا  دَرَتْبِأن زمَامَ الدِّينِ فـي كـفِّ مُفْسِـدِ
فمَـا رَاعَهـا إلا اليهـودُ تدفَّقـواإلى بيتِ قاضي المسلمِينَ  المُمجَّـدِ
وَمَا شَعَـرَتْ إلاّ وهـمْ يَحْملُونَهـاتصِيحُ: أ ما لي منْ مُغيثٍ  ومُنجدِ؟
وبينهـم القـاضِـي يَـلُـمُّ رِدَاءَهتُشِيـرُ إليهـا عَينُـهُ أنْ  تهـوَّدِي
***
فقُبِّحتَ يا عبدَ اليَهُـودِ وسُبَّـةَ  الجُدُودِ وَعَارَ العُربِ في كلِّ مَشهَـدِ
أجهلاً وتدجيـلاً وظلمـاً ورِشـوةًولهواً بديـنِ الله لهـوكَ بالـدَّد  ؟
فيا ساكني (شمسانَ) قوموا لدينِكـمولا تترُكوا الجاني يروحُ ويغتـدي
أتُرغَمُ إرغاماً عَلَـى ديـنِ ضِلَّـةٍفتـاةٌ أتتكـم بِاختيـارٍ لتهْتَـدي ؟
فحسبُكمُ ما قد مَضَى منْ  سكوتِكـمعلى مثلِهَا والنذلُ بالنـذلِ  يقتـدي
أيُعطى لسِمسارِ اليهودِ قَضاؤُكـم ؟إذًا فاستعـدوا للشِّـقَـاءِ المُـؤبَّـدِ
وذا واجبٌ لا يُبتغى مـنْ  سِواكـمُفيا أُمَمَ الإسْلامِ في العَالمِ  اشهـدِي
 
 
الشيخ: من أحيـاء عـدن
 
شمسان: اسم جبل في عدن
 
 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك