مشكلة الحوار بين الحضارات تكمن في سيطرة أفكار الهيمنة والتوسع

مشكلة الحوار بين الحضارات تكمن في سيطرة أفكار الهيمنة والتوسع

يمر الحوار بين الشرق والغرب بأزمة ثقة حادة ازدادت فجوتها بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد. ندوة دولية في القاهرة تبحث في خلفيات هذه الأزمة وسبل الانتقال إلى حوار جديد يؤسس لعلاقات من الاحترام المتبادل.

منذ نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد وتبعاتها ازدادت الشكوك في جدوى الحوار بين الشرق والغرب. عدد أكبر من المراقبين يرى اليوم أن هذا الحوار لن يثمر طالما استمرت الخلافات حول مفاهيم الديمقراطية والإرهاب بين الجانبين. وهذا ما عكسته الندوة الدولية التي تشهدها القاهرة حاليا تحت عنوان " أبعد من الاستشراق والاستغراب والحوار بين الحضارات". أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة حسن حنفي قال فيها إن المشكلة " تكمن في أن فكرة الهيمنة ما تزال تسيطر على الثقافة والفكر الأوروبيين". وأضاف حنفي في الندوة التي تعقد في المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة إنه لا يمكن كذلك إغفال العنصرية في هذه الثقافة. وشدد آخرون ومن بينهم حنفي على إمكانية الحوار ولكن على أسس وأوليات جديدة في مقدمتها التحرر من الفقر والاستعمار. ويشارك في الندوة عدد من السياسيين ورجال الفكر أمثال وزير الداخلية الألماني السابق اوتو شيلي ومحمود أمين العالم.  

 

ديمقراطية على أساس المصالح

 

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  شروط غربية للتعاون مع حماس رغم فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية

وعلى الصعيد الديمقراطي وجهت انتقادات عنيفة للغرب بسبب ازدواجية المعايير التي يتبعها بناء على مصالحه بعيدا عن مبادئ محددة. وفي هذا الإطار ذكر حنفي مثلا إن الغرب ينظر إلى إسرائيل كدولة ديمقراطية في حين تختلف المعايير إذا نظر الغرب إلى باكستان وإيران. وأضاف " أن الغرب يطالب بالاصلاح وتطبيق الديمقراطية لكنه ينظر بعدم الارتياح اذا جاءت الديقراطية بحركة المقاومة الاسلامية حماس إلى السلطة". وتسائل وتساءل "لماذا لم يطلق الغرب على نضال أوروبا ضد النازية ارهابا، وكيف يمكن اجراء حوار بين ثقافة تعتمد على الهيمنة وأخرى تسعى للاستقلال؟"

 

استنفاد عمل المستشرقين والمستغربين

 

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  لا بد من حوار على مستويات أوسع

السفير الإيطالي انطونيو باديني شدد على أهمية متابعة الحوار من أجل تعزيز التعاون بين الإسلام والغرب كونه السبيل الوحيد لتخطي الأحكام المسبقة وعدم الثقة التي ازدادت حدتها عقب نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد. ورأى باديني إن الازمة الناتجة عن نشر تلك الرسوم لم تظهر فقط نقصا في معرفة قيم الآخر، وإنما استنفاد عمل المستشرقين والمستغربين. كما حذر من الاعتقاد بوجود عداء بين حرية التعبير والدين لأن الكارثة ستحل في حال وضع التعايش السلمي محل نقاش.

 

لا بد من حوار آخر

 

أستاذ الفلسفة في جامعة نوترام بولاية انديانا الامريكية فريد دالماير بين اثنين من أبرز الفلاسفة في التاريخ هما أرسطو والفارابي مشددا على أن كل من الشرق والغرب يحاول فرض قيمه على الاخر. وعليه لا بد من التفكير في حوار جديد على مختلف المستويات بدلا من الحوار الفردي على حد قوله. متنوع بدلا من الحوار الفردي. وأشار إلى إمكانية التعايش بين من كانوا أمس أعداء ضاربا المثل بجنوب أفريقيا التي شهدت حكما عنصريا لعقود طويلة. وقال أستاذ القانون بالمعهد الاوروبي بمدينة فلورنس الايطالية جوليانو أماتو نائب رئيس الاتحاد الاوروبي ان الثقافة كان لها مركز وأطراف في كل العصور مشددا على أهمية إيجاد ثقافة حرة بعيدا عن الأيدلوجية والسياسة.  

المصدر: http://www.dw-world.de/dw/article/0,,1924027,00.html

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك