إلغاء الخصوصيات الحضارية

إلغاء الخصوصيات الحضارية

 السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد

من المهم أن نفهم طبيعة تكوين المجتمع الإنساني، وذلك من حيث اختلاف وتنوع وتباين الأشكال البشرية فكرياً وحضارياً ودينياً وعرقياً قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ *إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (118-119) سورة هود.

 

ومن المهم كذلك أن نفهم أن هيمنة نمط حضاري وفكري واحد على المجتمعات سيؤدي بشكل تلقائي إلى روح المقاومة والمغالبة لتلك الهيمنة.

فالواقع وشاهد الحال يؤكدان أن الإستراتيجية الغربية(العولمة) تسعى إلى محاولة إلغاء الخصوصيات الحضارية بل هي تمارس عملية الاختراق والتحدي الثقافي والفكري والاقتصادي والسياسي، وبذلك فهي تصطدم مع طبيعة الكون؛ ما يسبب قيام تيار معاكس في كل حضارة، والإسلام في طليعة هذه الحضارات بما يملكه من منعة دينية وفكرية.

إن الاندماج أو الانفتاح على الآخر كما يسميه البعض بما يحمله من تبعات إلغاء الخصوصيات وتحطيم الثوابت وتطبيق النمطية الغربية في تفصيلات الحياة وتذويب الهوية  هو أمر مخالف للسنة والقانون الإلهي الذي يحكم الكون، ومن ذلك سنة التدافع والصراع التي تحكم العلاقة بين الحق والباطل.

قال الله تعالى { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة.

{ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (251) سورة البقرة.

لا بد أن نحذر من مد خطير هو اتجاه الذوبان والاندماج في الآخر تحت هاجس أن العولمة هي الخيار الوحيد والحتمي لهذا العالم. ويتناسون النصوص الشرعية التي تناقض هذا الاتجاه مع مخالفته السنن الكونية.

وعلينا أن نتأمل أمرا واحدا فقط يجعلنا ندرك مظاهر القصور في مجتمعات حضارة الآخر المعاصرة، ويكشف بريقها المزيف، ألا وهو جانب الفوضى والانحرافات الأخلاقية التي ضج منها العالم الغربي.

كما أن (الآخر) ظهر بمظهره الحقيقي بأنه صاحب معايير مزدوجة، كما في دعوة الديمقراطية وحقوق الإنسان.

المصدر: http://www.asyeh.com/ArticDet.asp?Articals.aspx=427

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك