موقفنا تجاه الآخر
أضافه الحوار اليوم في
موقفنا تجاه الآخر
السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد
لا بد أن نتخذ اتجاها نقديا رشيدا نحاول فيه فهم ما عند الآخر دون تسليم بحتمية القيم التي يجلبها، مع المحافظة على الهدي الإسلامي والثوابت العقدية والثقافية، والتعامل معه برؤية مستنيرة بمنهج الوحيين ونهج سلف الأمة، مع توظيف البُعد التكنولوجي والمعلوماتي والحضاري الملائم الذي سيساهم في مواجهة العولمة ودفع خطورتها بأسلحة العولمة نفسها، لذا فإن الموقف الصحيح يقوم على مقاومة الآخر فلسفة وفكراً وقيماً مخالفة، والانتفاع بتجاربه واستثمار وسائله وآلياته وبرامجه الملائمة.
لذا نحتاج إلى ما يأتي:
- تعميق البعد العقدي والديني والخلقي لدى مجتمعنا الوطني، والتركيز على التربية الدينية والأخلاقية؛ للحماية من تيار التأثر الفكري والثقافي بالآخر.
- إبراز قيم التفوق الثقافي والفكري والأدبيات الحضارية لنا - نحن المسلمين - بشكل عام، والسعوديين بشكل خاص، مثل: الشورى، والعدل، وحقوق الإنسان بأصولها الشرعية، بدلاً مما يقابلها من القيم الغربية بأصولها العلمانية.
- المحافظة على الخصوصية الثقافية مع الانفتاح الذي يجعلنا نستوعب ما عند الآخرين من علوم وفهوم ومنجزات حضارية، ونمتنع عن التأثر السلبي بهذا الانفتاح.
- قيام حركة تأصيلية نشطة لبعض قضايا المنهج، وتحرير المواقف العلمية والعملية من الأحداث المستجدة، ومواجهة النوازل المستجدة التي تفرضها طبيعة العصر بفقه واعٍ للسياسة الشرعية، والردود العلمية على الشبهات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام ضد الإسلام.
- الانفتاح والحوار الفكري والحضاري، عندما تمد أيدي الحوار، والامتناع والصراع عندما تسل سيوف الهيمنة الحضارية.
- الاستعلاء بالإيمان، والثقة في أن المستقبل لدين الإسلام ولهذه الأمة، وتحرير العقل من ثقافة الغرب المادية والولع بها، واليقين بأن ذلك طريق النهضة الإسلامية التي لا بد من الإيمان بها، وأنها من مقتضيات الولاء لهذا الدين والبراءة من خصومه، وهي من لب الرسالات وطرائق المرسلين، وأن لا نكون أقل من ذلك الرجل غير المسلم "مانديلا" الذي أراد أن يحرر شعبه من هذه التبعية عندما قال: "حرروا عقولكم من ثقافة الرجل الأبيض؛ تحرروا أرضكم من هيمنته".
- استخدام وسائل التقنية وآليات العولمة بكفاءة من أجل عولمة مضادة، وذلك في معركة الحوار الفكري أو الصراع الحضاري بين المشروع التغريبي والمشروع الإسلامي، وتجاوز الروح والنظرة الإقليمية الضيقة في النظر إلى مستقبل الإسلام في أتون الصراع العالمي.
الحوار الخارجي: