تفعيل العمل الخيري
تفعيل العمل الخيري
د. يحي إبراهيم اليحي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على من بُعث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين .. اللهم علمنا ما جهلنا ، وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا أرحم الراحمين وقنا شر أنفسنا اللهم اجعل ما نسمع وما نقول حجة لنا لا حجة علينا .. أما بعد .
ان هذا البلد المعطاء بلد الحرمين الشريفين ، هو ممن أخذ المبادرة ولله الحمد والمنة في الأعمال الخيرية والمشاركة فيها ، ولا غرو في ذلك ، فإن عمل الخير في الدنيا كلها انطلق من هذا البلد .. فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنزل الله تعالى عليه وهو في مكة ، بعده في مكة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة للخلق أجمعين ، في مشارق الأرض ومغاربها يدلهم على الخير وجاءت نصوص الكتاب والسنة لتفعيل الخير وتنشيطه، فجاءت بنصوص ( فسارعوا وسابقوا .. يسارعون في الخيرات.. وهم لها سابقون ) ، فالمسارعة والمسابقة في الخيرات هي من سمة أهل الإسلام ، المسارعة والمسابقة فيها هي من السمة الحقيقية لهذه الأمة والنبي صلى عليه وسلم ، كما في صحيح مسلم أمرنا أيضا بالمبادرة، واقتناص الفرص في الأعمال الخيرية فقال ( بادروا بالأعمال ) فالأصل في المسلم المبادرة في عمل الخير قبل أن يرتحـل ، لأن المقصود هو الزراعة في هذه الدنيا ، حتى يجني الثمرة في الآخرة .. وما عرف الشرق والغرب الخير إلا من هذه الأمة ، فهم قد جبلوا منذ القدم على الأنانية والأثرة وإلى الآن .. ولكن هذه الأمة نقلت الأمر نقلات عجيبــة .. ومن هذه النقلات أن جعلـت أن الإنسـان لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ووصفت قوماً من هذه الأمة بأنهم يؤثرون على أنفسهم ، يقدموا غيرهم على أنفسهم حتى ولو كانوا من أهل العوز والحاجة (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ، عمل الخير مغروز في هذه الأمة .. في جماعاتها وأفرادها ومؤسساتها ولله الحمد .. ولكن قد يضعف حيناً ويخبو حيناً ، وقد ينفلت حيناً وقد ينتظم حيناً آخر ، فالمقصود عندنا من هذه اللقاءات هو تنشيطه ودفع العمل الخيري ، وفتح أبوابه للناس، وبيان أن طرق الخير غير منحصرة في مجال من المجالات ، أو أسلوب من الأساليب ، أو عمل من الأعمال.. بل كل إنسان باستطاعته أن يقوم بعمل خيري ، وباستطاعته أن يساهم في عمل خيري ، وأعمال الخير كثيرة .. ولذلك ترجم العلماء كما ترجم النووي في كتاب رياض الصالحين باب ما جاء في كثرة طرق الخير ، طرق الخير كثيرة ، ليست محصورة في مجال ولا مجالين ولا ثلاثة ، المقصود من العنوان هذا يا إخوان تفعيل العمل الخيري، كيف ننشط هذا العمل ، ما هي الطرق والوسائل في تنشيطه لدى الجمعيات الخيرية ، ولدى العاملين ولدى المستفيدين ولدى المتعاونين . وكيف يتم التنسيق بين جميع أهل الخير في عمل الخير.. فننتقل مع هذا الحوار وأرجو من الجميع إبداء الرأي والملاحظــة والنقد لهذا الموضـوع ، لأن المقصــود هـو تنشيط العمل الخيري فليس المقصود أن فلان يلقي هذا الموضوع . أول نقطة أعتقد أنه ستظهر لنا هي ، فيما يخص الجمعية نفسها وإذا قلنا الجمعية حتى الفرد قد ينطبق عليه الموضوع وهو :
أولا : بيان تحديد الهدف :
لابد أن يكون الهدف عندك واضح .. العجيب أن الكثير من الناس الهــدف موجــود في الذهن.. لكــــن غير منظم وغير مبرمج وغير واضح .. فلابد أن يكون الهدف واضح لديك وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان طرق الخير ، قال ( إن بعض الناس تخصص في مجالات كثيرة في مجال من مجالات الخير ، لكن البعض كان هدفه واضحـاً ما هو هذا الهدف ؟ قال : الانطلاق مع محبوبات الله عز وجل حيثما استقلت ركائبها) ، فأي مجال من مجالات الخير ممكن يزرع فيه ، فتجد بعض الناس هكذا مشاركته ، في جميع الخيرات ومسارع في زرع.. وضع شجرة في كل طريق ، مع كل مجموعة ، أو كل جمعية ، أو كل إنسان يدعو إلى عمل خيري .. لأنه لا يدري بأيهما البركـة .. فالمقصود هو أن تبحث عن مرضــات الله عز وجل والمقصود للجمعية أي مؤسسة أن يكون هدفها هو طلب مرضاة الله تعالى .. وأن تعد لكل عمل تعمله في أهدافها أو خططها جوابا للسؤال بين يدي الله عز وجل ، وهذا الأصل في عمل الخير .. ليس الأصل في عمل الخير أن نكبر.. أن نظهر .. أن نشهر أن يعلم الناس فينا.. لا ، القصد هل الله جـل وعلا راض عنـا أو لا ؟ فإن رضي الله تعالى عنـا ، فأبشر بالخير كله في الدنيا وفي الآخرة .
ثانيا : وضوح الأهداف واصطحابها :
نحن أحيانا عندنا أهداف وتكون أهداف سامية وجميلة وجيدة ، لكننا ننساها موجودة على الأوراق ، ومجودة في التقرير والموجودة في الكتيب .. لكننا ننسى اصطحاب هذا الهدف فنتعامل ضد هذا الهدف أحيانا .. يعني لو جئنا إلى مشروع كفالة الفقراء والمساكين هذا مشروع ، وذكرنا من الأهداف هو الهدف الرئيسي .. هو إغناء الفقير وهدف آخر : أن نحفظ ماء وجهه عن السؤال .. الهدف الثالث : أن نعيد له اعتبار شخصيته كمسلم له العز والمكانة .. هذه أهداف جميلة ، لكن يأتي فيدخل الفقير يا أخي أنا عندي معاملة يلا أجلس هناك .. طيب اجلس.. ويأتي مرة أخرى .. أقولك اجلس لا تجـي .. لا تأتي حتى أطلبك هذا مخالف لأهدافنا .. هذه إهانة .. وهذا كسر لخاطره ، وهذا إذهاب لماء وجهه .. أيضا نأتي مثلا لتحفيظ القرآن الكريم ،عندنا هدف تخريج شباب حفاظ لكتاب الله عز وجل عامرين به .. ثم نأتي عند التطبيق نحاسب إيش كم حفظ وأسلوب الحفظ وأسلوب التجويد ، أما سلوكه ما ننظر فيه .. المكافآت الجوائز كلها تقوم على مقدار الحفظ .. طيب وين الأهــداف ؟ لماذا لأن الهـدف لسنا مصطحبين لـه .. لـو كنا نصطحبين الهدف معنا في كل حال ، مـا كان عملنا بهذه الأساليب وضرب الأمثلة كثيرة لأن الموضوع طويل .
الأمر الآخر الأمر الثالث: الخطط العملية المحققة لتلك الأهداف .
أحياناً نقول عندنا هدف .. إيش الهدف من الجمعية هنا مثلا أو أي جمعية ؟ قال تأهيل كوادر ، أو تأهيل المستفيدين ، أو تأهيل الشباب الراغبين في الزواج تأهيلا اجتماعيا ، ولكن إذا جئنا إلى التطبيق والخطط التي رسمناها نجد الخطط مركزة على جوانب معينه ، أما هذا الجانب فهو عنوان موجود في الخطة فقط بل إني وجدت بعض الجمعيـات كتبوا على لوحة (التأهيل ).. جميل تأهيل الأسر المستفيدة إيش عندهم من خطط التأهيل ، كانوا واضعين موظف بعد ذلك احتاجوا إليه .. وقالوا تعال يارجل ابق في السنترال ، وإذا جاء التأهيل نطلبك مرة ثانية .. فأصبح هذا القسم لوحة فقط.. وما وضع له خطة يمكن أن يقوم عليها ، أو خطته غير عملية ، بمعنى أنها خطة نظرية ونحن عندنا إغراق في التنظير.. أما أن نتخطى التنظير إلى الأساليب العملية ، فهذا يندر ، ولذلك تكثر عندنا الأساليب الأدبية ، والأساليب الصحفية ، والإعلامية ، التي نسوق بها مشاريعنا ، لكن الأساليب العملية القابلة للتطبيق فهذه تصعب على الكثير .
مثلا إذا أتيت إلى إحدى الجمعيات : يقابلك مسئول في الجمعية قائلا : شعارنا حفظ ماء وجه الفقير ، فقلت له : السلف الصالح كانوا ينتقلون إلى بيوت الفقراء في منتصف الليل ، ويعطونهم حوائجهم ، وأحيانا يدخلون الأموال من تحت الباب .. فأنتم كم أسرة ترعونها ؟ فقال : ألفي أسرة ، وكم عندكم من باحث ؟ قال : اثنين , أو ثلاثة , أو أربعة .. فهل هذا العدد يحقق الهدف المشار إليه من حفظ ماء وجه الفقير ؟ الصحيح أن هذا العمل غير سليم ولن يستطيعوا أن يحققوا الهدف المكتوب عندهم ، فالخطة غير عملية .. تنظير وليس تطبيق .. فأهم شئ عندنا في العمل أن تكون الخطط العملية محققة لتلك الأهداف التي رسمناها وليست خطط تنظيرية ، لا نطلب من الإداريين أن يضعوا لنا خطة جميلة منمقة منسقة مرتبه ، لكن العمل فيها يصعب ، أو بعيدة عن واقعنا.
ينبغي للجمعية وأفراد الجمعية والأفراد المساهمين في عمل الخير ، أن لا يتطلعـوا أن ينسب العمل لهم ..
أعجبني أحد التجار أنفق نفقة كبيرة في عمل من أعمال الخير ، وقال : إن جاء فلان أو فلان يريد أن ينسب العمل لـه ، فلا تمنعه فإن مقسم الحسنات في السماء ، ليس فلان، وبعد التتبع رأيت كل من يركض خلف الشهرة وخلف الظهور تبتعد عنه ، وكل من يجري معاكساً لها تلحقه الشهرة ، ويلحقه الظهور.. وهذا أمر مشهور ، ويدل عليه الحديث الصحيح المخرج في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال ( إن الله إذا أحب عبداً ، نادى جبريل أن الله يحب فلان فأحبه ، فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلان فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ثم يوضع الله لـه القبول في الأرض ) وكما قيل : ابتعد عن الشهرة تلحقك الشهرة ابتعد عن الأنظار تلحقك الأنظار.. اطلب الشهرة تبتعد عنك .. فالعمل الخيري ينبغي أن لا نقوم به بقصد أن نشتهر ونتحدث في المجالس والمحافل ونقول : عملنا وفعلنا ورتبنا وقمنا ونفذنا .. فالأصل في عمل الخير هو السر ولذلك كانت صدقة السر لها أهمية كبرى ورتب عليه فضل عظيم كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وكان السلف الصالح يحرصون على الإسرار بالعمل .. يقول الحسن البصري (أدركت أقوامــاً لا يستطيـع أحــد منهــم أن يســر بعملـه إلا أسربه ) وهذا وعي وإدراك لسر العمل لأن عمل الخير بركته إذا كنت تتعامل به مع الله جل وعلا مباشرة سراً بينك وبينه .. وهكذا كان عدد من السلف الصالح يفعلون هذا الخير.. المقصود أننا إذا ظهرنا بأجهزة الإعلام لتفعيل العمل الخيري فلا يكـون هذا هو الهدف.. فالهدف عندنا هو مرضاة الله عز و جل .
استنفاد جميع الطاقات والقدرات والإمكانات في تفعيل العمل الخيري:
نحن محتاجون إلى كل الطاقات وإلى كل القدرات ، وإلى كل الإمكانات في تنشيط العمل الخير ، وأي نشاط خيري يلفظ شريحة من المجتمع ولا يتقبلها في عمله الخيري فهذه دلالة على ضعفه .. نحن محتاجون إلى كافة شرائح المجتمع إلى الرجال والنساء والأطفال إلى المفكرين وإلى العاملين بأنفسهم وأيديهم إلى كل طبقات المجتمع نحن محتاجون إليهم ، فعمل الخير ليس القصد هو جمع المال إنما هو تفعيل الخير لدى المجتمع كله .. أن يتفاعل هذا المجتمع مع الخير كله ، لأن كل إنسـان يتفاعل معك في عمل الخير معناه أنه إقترب من العمل الصالح ، اقترب من جهة أهل الخير وابتعد خطوة عن أهل الشر كل من ساهم في خير فنحن قد سحبناه من جانب وأدخلناه في جانب آخر .. فلا ينبغي أن نأتي ونقول أن هذا لسنا في حاجة إليه أو أن هذا الموضوع ليس من أهدافنا أو أن هذه القضية ليسـت تابعة لنا أو أن هـذا الإنسـان لا نستطيـع أن نستوعبـه ، بــل إن المؤسسة المتكاملة المنظمة هي التي تستفيد من الجميع ، فأيضا كما يقال : إن الإنسان إذا استفاد من جميع طاقاته وقدراته وإمكاناته ما تأسف في آخر عمره ، ربما يوم بكيت منه فلما مضى بكيت عليه , أنت الآن عندك قدرات طاقات إمكانات تستنفدها في عمل الخير .. وإلا غدا ستبكي عليها ستقول : فرطت.
البساطة مع الوضوح في طرح المشاريع الخيرية :
هنا أمر مهم جدا للمؤسسة و الجمعية البساطة مع الوضوح في طرح المشاريع الخيرية و تفعيلها مع البعد الشديد عن التعتيم :
يعني عندك مشروع خيري ينبغي لك في طرحه لدى الناس أن يكون المشروع واضحا جدا جليا ليس فيه جوانب في الظلام وجوانب في النور ، فأنت أي عمل خيري تريد طرحه للناس أن تفعله لدى الناس .. عمل الخير ليس فيه سر .. وضح الأمر ، جليه .. قل المقصود فيه كذا والهدف منه كذا وموضوعاته كذا وكذا ولا تجعل جانبا منه في الظلام ، لأن البعض يتصور أن المقابل لـه لا يدرك ما يدركه هو ، ولذلك يطرح عليه جانب من جوانب الخير ، ويطلب منه أن يتبرع له في هذا الجانب الجمعية مثلا تطلب من هذا الرجل أن يتبرع لهذا الجانب وهو غير واضح ، صحيح إنه واضح لديها .. لكن ليس واضحاً لدى هذا الرجل المراد منه المشاركة .. ويظنون أن التعتيم على جانب من الجوانب المقصودة قـد ينفع ، ويقعون في حرج شديد يأتون لشخص ويقول جزاك الله خيراً ، نبغاك تتبرع لتحفيظ القرآن .. و هذا الرجل تصور أن التبرع لتحفيظ القرآن .. معناه أن المال الذي دفعه سيعطى لمدرس تحفيظ القرآن ، حتى يحفظ الأولاد ، وإذا قلت لهذا الأخ الذي يجمع التبرعات لما ذا ما قلت له أن جمعية تحفيظ القرآن فيها نشاطات ، فيها حفلات فيها رحلات فيها جوائز فيها كذا .. قــال لا أخــاف ما يتبرع إذا قلنا هذا الكلام .. يا أخي من قال لك إن الناس ليس عندهم ادراك للواقع مثل ما تدركه أنت ، ولا يثمنون الجهود والمشاريع مثل ما تثمنها أنت ، هذا التصرف منك لايصلح اطرح له المشروع كاملا ولا تعتم عليه .. وقل له يا أخي جمعية تحفيظ القرآن أنشطتها تحفيظ لكتاب الله عز وجل ومعرفة معانيه وتفسيره وما يعين وينشط على ذلك من إراحة الطلاب وترفيههم ووضع الأنشطة لهم ، وضح كل الأمور ولا تعتم على أحد أو تستنقص أحد تقابله.
عدم تعلق العمل بلأشخاص :
مشكلتنا نحن اليوم بين طرفي نقيض .. يقوم عمل خيري على محمد من الناس ، فنقف معه موقفين الموقف الأول : يقول يا أخي ما يجوز يتعلق العمل بالأشخاص وينبغي أن تترك العمل وتأتي بمدير جديد وجزاك الله خير ويكفي ما قدمت وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك والله يرزقنا وإياك الإخلاص ومع السلامة..
والجانب الثاني : وهو جانب خطأ من منشىء المشروع ، وهو أن يجعل أسرار المشروع وعمل المشروع كله متعلق فيه ، فلو مات أو سافر ، وقف المشروع .. وهذا خطر عليه هو إذ لو مات هل يأتيه خير منه .. إذا مات مات معه مشروعه ، فأصبح مشروعاً مؤقتاً .. ولكن الرجل العارف الذي يرجو ما عند الله عـز وجل ، هو الذي يربي ويدرب أفراداً يخلفونـه الآن قائمين بالعمل بديلا عنه ، بحيث لو مات بقي عمل الخير وبقي له الأجر .. ولكن النفس قد تضعف فتجعل جميع أسرار المشروع مرتبطة في محمد من الناس ، لأنه هو الذي أقام المشروع وأسراره واتصالاته كل ذلك قائم عليه .. فلهذا ينبغي لنا جميعا في عمل الخير أن نشجع كل من ساهم في الخير ، أن نبارك لكل من بادر في اقتراح عمل خيري ، وأن نقف معه وينبغي له هو أيضا أن يجعل بديلا عنه ،أي يجعل نوابا يفهمون العمل كما يفهمه هو سواء بسواء ويختبر ذلك بأن ينقطع عن المشروع شهراً كاملا في المواسم، وينظر هل المشروع قائم ؟ هل المشروع محتاج إليه ؟ هل المشروع هذا بقى على حاله أو لا ؟ فإذا رأى أنه بقي على حاله ، فليحمد الله عز وجل ، بأنه قد أرسى مشروعاً سليما صحيحاً ً على قواعد سليمة .. وإن رأى أن المشروع اختل .. أو رأى ملفات كثيرة تنتظره ، هذا يحتاج إلى رأيه ، وهذا لا نتسطيع أن نقطع بالأمر دونه ، وهذا ما عندنا علم عنه ، وهذا ما ندري عن موضوعه أو قصته ، وهذا يحتاج إلى معرفة المتسبب فيه .. الخ فليراجع نفسه ويتدرب على التفويض السليم .
أيضا:
البعد ما أمكن عن التنظير و التركيز في الحديث والعرض على الموضوعات التطبيقية :
دائما الإنسان إذا ردد الكلام في المشروع الخيري يتصور أنه حقق شيئاً ما يعني مثلا يأتي المشروع الخيري للزواج ، ويضع من ضمن الأهداف عنده تأهيل الأسر المستفيدة من المشروع بفقه الأسرة ومعرفة حقوق الزوجين ومعرفة حقوق المصاهرة فيتكلمون في هذا مرة مرتين ، ويأتي الشيخ والشيخ الآخر ويتكلمون ويتحدثون في الموضوع مرة مرتين وثلاث .. بعد شهر يتصورون أن المشروع قد قام ، فيتحدثون على أنه مشروع حيوي واقع ومطبق .. وما بدأ إلى الآن بسبب أنه دائما موضوع ظاهرا على جميع أوراقهم وعلى جميع أغلفة تقاريرهم ، وعلى لوحاتهم موضوع هذا البند ببنط كبير واضح جلي .. فيبدأ يتحدث عن هذه القضية ثم في التالي يكذب يقول فلا ن يتكلم بغير الواقع ، أو يهرج فيمـالا يعـرف ، ويقول نحـن عندنا كذا وعندنا كذا ثم يتبين له أنه لم يقع . عندنا مشروع خيري .. في المدينة كنت أتحدث عن قضية مرة مرتين ثلاث ثم تابعته مع المجلس ، قال الأمر والحمد لله انتهى ، يقول الشباب بدأنا فتصورت أنهم بدءوا بنفس الأسلوب .. بعد شهرين كنت أتحدث عن الموضوع فرحا به ، فتبين لي أنه ما تغير شئ وما بدأ المشروع وما انتظر .. فأصبح الكلام غير سليم وغير صحيح .. ولهذا إذا بدأنا نتحدث عن أي مشروع كنظرية يجب أن نفرق بين النظرية والعملية التطبيقية فلا نتحدث عن أهدافنا .. نتحدث دائما عن أعمالنا.. الأهداف دائما تكون سامية لكن الأعمال هي المطلوبة . ما أجمل هذا الشعار لو التزمنا به ( إعلامنا عملنا )
الأمر التاسع : أهمية التخصص المرن :
بعض الجمعيات وبعض أهل الخير يقول: يا أخي أنا أومن بالتخصص ، نقول جيد .. فلنأخذ المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.. نقول يا أخي ليش ما تضع دورة تدرب الناس على حل المشاكل الزوجية وإصلاح ذات البين ؟ قال : ليس هذا من عملنا ، قلت : لماذا يا أخي ؟ قال نحن نساعد الشباب على الزواج ، إيش دخلنا بهذا ؟ يا أخي صح الكلام لكن هذا لكم صلة فيه إيش صلتنا فيه ؟ قلنا إصلاح ذات البين .. طيب إصلاح ذات البين عندنا المحاكم لا يا أخي نحن نقول هذا المشروع يدخل ضمن تخصصكم لأنكم إذا زوجتم سيحصل مشاكل زوجية والمشاكل الزوجية تحتاج إصلاح بين الزوج وزوجته ، أو بين الأسر وهذه تحتاج إلى دورات . قال : طيب الدورات خاضعة لمعاهد التدريب أو مراكز الدعوة ؟ يا أخي أنتم مشروع من أهدافكم هذا الأمر ، فليست من تخصص فقط مركز الدعوة وليس من تخصص مراكز التدريب .. فلا بد أن تفتح مجالك ولا تكون عندك تخصص جامد ، صح عندك تخصص في الزواج تخصص مرن تدخل أشياء كثيرة ، ممكن أن ينصب هدفها أخيراً في صالح المشروع .
مهم أن يكون عندنا قابلية للتغيير والتطوير:
أنا في الحقيقة أشجع الجمعية التي كل سنة عندها هيكل إداري ، لأن الهيكلـة واللوائح المقصود منها أن تحكمنا ولا تخدمنا ؟ أنا أسأل تخدمنا ولا تحكمنا ؟ طيب ليش نجمد على هيكل أو على لائحة معينة ؟ عمل الخير من طبيعته التطور ، من طبيعته النشاط ، من طبيعته التجديد .. فلا يصلح الجمود أن تقول والله عندي الهيكل أو الهيكلي الإداري يقول كذا وكذا ، طيب الهيكل الإداري من اللي فعله أنت صنعته ، غيره الهيكل إنت جعلته يحكمك ولا يخدمك إذا كان يحكمك فلا خير فيـه وإذا يخدمك فأنت وسعه, ضيقه, عدله على حسب ما يخدمك فيه ، وكذلك اللوائح ما تأتي تقول اللائحة تقول كذا واللائحة تقول كذا و الموضوعات أنت حددت نفسك .. ولذلك أعجبني مرة لقاء مع وزير العمل يقول أنا أعجب من الجمعيات الخيرية أنها تحكم نفسها بلوائح ما تضع لوائحها مرنة ، تضع اللوائح منغلقة ما ممكن تتطور فأنت دائما ضع لوائحك فيها مرونة ممكن تتعدد ممكن تتطور ممكن تتعدل ممكن تصحح الهياكل الإداريـة تغيرها مرة في مجلس إشراف مـرة لا فــي مجلس آخـر ينتظم مجلس تنفيذي إلى آخره عدد وغير بحسب ما يخدم المشروع الخيري .
الأمر الحادي عشر:
نقل العمل من ساحة ردود الأفعال إلى عمل دائم وثابت :
مشكلتنا نحن في الأعمال الخيرية ردود الأفعال أي مصاب من المسلمين في بلد نهب ونسعى وهذا أمر محمود لمساعدته ، لكن أن يتحول هذا إلى عمل دائم وثابت ومنظم ويخدم القدضية هذانسرع نعطيهم نأتي كوسوفو ونعطيهم الأموال ، وانتهينا طيب هل خططنا في فتح مدارس ، في فتح معاهد كفالة الأيتام ، تنشيط الدعوة .. هناك فتح مراكز إسلامية لمدة عشرين سنة ، خمسة وعشرين سنة ، طبعا تدريب لبعض الشباب ذات كفالة طلاب يدرسون في الجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي هذا بعيد أنه نفكر فيه نفكر فقط ردة فعل على القضية التي حصلت .. وهذا العمل دائما مثل نار الورق يشب ويشتعل بقوة ثم ينطفي بسرعة لكننا ينبغي أن تكون دائما أعمالنا مبنية على أمور ثابته تخدم على المدى الطويل والمدى القصير ، وليست ردود فعل.
تقبل كل نقد و الإجابة عليه مع الوضوح التام :
أحينا تنتقد الجمعية يكون نقد صائب أو نقد خاطئ أو إشاعة ، وبالتالي نحن ما نسمع الكلام أو نقول هذا نقد هادم نقـول ولاينبغي أن نصغـي إليه نقول ما هو بصحيح .. واحد قال إن الجمعية الفلانية يحابون بالأموال ، والثاني قال إن فيها ناس يسرقون ، والثالث قال ما عندهم طريقة سليمة في الاستثمار ، والرابع يقول عندهم كذا وكذا وأنا ..فأنا قلت فاصفح وأترك المهم العمل بينك وبين الله أترك الخلق (رحم الله امرىء كف الغيبة عن نفسه ) أي واحد يتهمك اتهام قل جزاك الله خيراً ، أنت اتهمتنا كذا تعال نطلعك على الموضوع قلت لنا أن هذا الموضوع يصرف في المجال الفلاني والمجال الفلاني والمجال الفلاني هذه ورقه وأطلعه على كافة المعلومات ، وأجب بوضوح تام وإن كنت قد وقعت قل صح وقعت وهذا خطأ وأنأ أستدركه في المرة الأخرى ، شخص تكلم عندنا في المدينة على جانب من المشاريع الخيرية ، وقال يفعلون كذا وكذا فقلت للأخ لابد أن يزورنا وأرسلت في أثـره حتى جاء وأطلعته على جميع شخص عـادي لا ننتظر منه مساعـده لا دعمـا ماليا ولا معنويا ولا شئ .. لكن يتكلم في المجالس فأطلعناه على الأوراق.. قال هو أن هذا المشروع يخدم الشريحة الفلانية .. فبينت له أنه ما ذكره عن الشريحة الفلانية ما فيها ولا أسرة واحدة وهذه سجلاتنا ما فيها شئ ..أنا كنت أتصور كذا والناس يقول قلت الناس يقولون غير الواقع ، فالمهم الذي يريد عمل الخير لابد أن يتقبل الصدمات بصدر رحب ويوضح للناس خطأه إن كان أخطأ ، وخطأهم أن كانوا أخطأوا عليـه بالوثائـق لا يتكلم شفـهي أبــداً ما عندنا هذا الناس ما يقولون لأنك إنت قلت ما عندنا وفلان يقول عندكم .. لكن رد عليهم بالوثائق التطبيقية المنظمة لعملك الوثائق العملية ليس النظرية العملية .. قال أنتم فعلتم كذا أنظر يا أخي نحن كذا وفعلنا كذا حتى ولو كان شخصا عاديا لأنه كما قال ابن القيم ( كم من صغير أسقط كبيرا ) كم من شخص صغير أسقط شخصا عظيمـا لأن هــذا فاضي مــا عنده شغل إلا أنت ويفكر فيك ويدير الأمر ضدك ، وأنت تتصور أنك كبير ولا يستطيع عليك .
أمر آخر: التوازن في الطاقات العلمية والإدارية والمالية والعمل على قدرها :
مشكلتنا في الجمعيات الخيرية أحيانا الجمعية هذه تعمل على قدر طاقتها المالية ، فتفتح مشاريع وأعمال ولكن ليست لديها القدرة على الإدارة أو ليست لديها القدرة على التربية ، مثلا مهتمة بالأيتام تفتح عشرين دار من دور الأيتام و هذا زين و جيد والنبي (ص) قال ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) لكنهم جمع الأيتام كما تجمع الأغنام ليست هناك تربية ولا متابعة ولا جلوس معهم ولا تعليم ولا برنامج مرتب فيه الأمر ترتيبا دقيقــا لا تركوه من عندهم فلوس فتحوا عشرين دار من دور الأيتام وهذا من الأخطاء الكبيرة .
الجانب الثاني : القضية الإدارية :
عندهم مال وعندهم مربين .. لكن ما عندهم إدارة ، ومن المعلوم أن الإدارة توفر قدرا كبيرا من الأموال ومن الكوادر ، فهنا تنفلت الأمور وتضيع وقد يكون بين المجموعات خصومات وعداوات ثم هذه الجمعية تتقسم إلى جمعيات أخرى قد أدركتها في كثير من البلدان .. تنشأ جمعية في هذا البلد بعد سنة تزورهم تجدها عشر جمعيات صارت ، ليس تفاعلا وإنما تقطعا بينهم أو بارك الله فيكم يشتغل على حسب طاقته الإدارية والعلمية ، لكن ما عنده فلوس فيفتح ويقول عندي مائة مدرس الحمد لله متبرعين، وعندي كذا طاقة إدارية فيفتح مدارس ، سنة بعدين قال قفل المدرسة رقم واحد .. ليش قفلتها قال ما عندي إمكانيات مالية الموارد ضعيفة بعد سنة قفل المدرسة رقم خمسة .. ليش قفلتها قال ما عندي موارد .. ليش أصلا تنفتح يعني ينبغي أن يكون عندك توازن في عمل الخيري بين جميع الطاقات .
الأمر الرابع عشر :
قليل دائم خير من كثير منقطع :
وهذا داخل في الفقرة الأولى حيث قال النبي (ص) (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) فعندك أعمال خيرية دائمة وقائمة ، لكنها قليلة وما تغيرت وما تذبذبت ، وهذا هو المقصود أما أن يكون تكبر تكبر ثم تصغر مباشرة .. هذا ليس أمرا جيدا في مثل هذه المشاريع .
الأمر الخامس عشر :
التمويل الذاتي ووضع خطة للبرامج ذات التمويل الطارئ :
يعني عندك أنت جهاز إداري وعندك كفالة أيتام ، وعندك كفالة مدرسين وعندك مشروع إفطار ومشروع حج يجي الشيخ فريح وجاء رمضان قال ما في فلوس الآن للإفطار معليش نأخذ من فلوس الجهاز الإداري وكفالة المدرسين ونقوم بمشروع الإفطار وإذا إن شاء الله بيجيبه الله الخير .. والله ما دري بعد شهرين ما جاء شئ إنتهى رمضان ما جاء شئ أصبح عنده عجز كبير .. أنت ينبغي أن تكون تمويلك إذا كان عندك وقف أو مشروع إستثماري أن يغطى به العمل الدائم لديك الملزم بها ككفالة المدرسين والموظفين والإداريين وأما الباقي فأعطها عنوان جديد أسمه( الجود من الموجود) والله جاك فلوس يكفلك ألـف صائم ممتاز .. ضـع ألـــف صائم ، خمسـة آلاف ، خمسة آلاف خمس مائة خمس مائة .. خلي عندك عناد عندك مساعدة للأسر يعني مواد غذائية أو غيرها كذا تقول إنها أمور إ إغاثة .. الجود من الموجود هذا عنوان عندنا ، فإذا عندا أعطيناكم وإذا ما عندنا توقفنا.
الأمر الآخر الأمر السادس عشر : الثروات الأربعة :
ثروة فكرية , وبشرية , وأصول , ومالية وهي على الترتيب ولا ينبغي التركيز على المال فقط كثير من الجمعيات الخيرية ، والأفراد أهم شئ عندهم الفلوس، أما قضايا الرأي والإقتراح والفكرة الناضجة والأساليب الجيدة التي تعطى للرفع من مستواك ما ينظر فيها.. أما الشباب والطاقة البشرية التي تريد أن تعمل معه يقول ما في إمكانية وأما الأصول التي عنده من الأثاث وغيره ما يعيرها اهتمام ، أنأ أضرب لكم مثال جاء ناس من الجيدين والمفكرين ويسير مع هذا الأخ في المشروع الخيري عنده ، ويقول هذا مشروع كذا وكذا وكذا .. وانظروا المجال وضعوا أعينكم عليه في كل من الجمعيات الخيرية وزورها معي أنا زرت كثير من الجمعيات ويفعلون معي هكذا .. أول شئ الدليل الذي يدور به على أقسام الجمعية ليس معه ورقة ولا قلم .. أشمعنه الكلام , الكلام إني بعطيك المشروع عندنا أبغاك إنك تعطيني فلوس.. أما رأيك فكرك نظرة ماني محتاج لك ، ولذلك إذا جينا القسم قالوا والله هذا عندنا مشروع كذا ونسوي كذا.. قلت يا أخي في رأي ليش ما ذكرته ؟ جزاك الله خير ، جزاك الله خير وهذا المشروع الثاني يعني تري حنا محنا محتاجين لك ، خله مشيها مشيها .. وهذا المشروع كذاوكذا ، وكذا قلت والله طيب ولو وضعت كذا جزاك الله خير جزاك الله إن شاء الله خير نفكر فيه .. والمشروع الثالث كذا وكذا و كذا والله حنا آسفين موجود عندنا في الأوراق كل هذه القضية اللي أتكلم أسكت كن مستمعا أما رأيك , نظرتك , تطويرك , تجاربك أي تجربة عندك نحن لسنا بحاجة إليها.. وهذه مشكلتنا أنا أقول إن الرأي أهم بكثير من المـال لأن الرأي هو الذي يجيب المال.. ولكن المال ما هو دائم يجيب الرأي فالرأي والفكرة والتطوير من الأهمية بمكان التي ينبغـي أن لا نغفلهـا ولا نعتمد على هذا مشروع المال .. فعندنا ثروات أبدأ بها ، أهم شئ هي الثروة الفكرية ، ثم البشرية ، ثم الأصول ثم الثروات المالية .
الأمر السابع عشر :
التواضع و البساطة مع البعد عن المظاهر والكماليات يحقق أهداف كثيرة : ـ
كثير من الجمعيات إذا بدأت ، ما شاء الله مظهر فخم جداً، مبنى ضخم مكاتب مؤثثة أحسن تأثيث ، ومكتب المشرف العام ولا المدير ما شاء الله مكتب وزير وشئ عجب وهذا الأسلوب أنـا لا أرغبــه ولا أراه أن يكون في الجمعيات الخيريــة ، بل إن البساطة والتواضع يحقق كثير من الخير ، أول شئ كسر النفس لأنها مسكينة ضعيفة إذا رأت نفسها في أُبهة ، طغي الإنسان كبر الإنسان وهو مسكين ما يدري أنه هذه الكراسي تخدمه لا ترفعه .
الجانب الآخر هي قناعة المستفيد باليسير .. إذا جاءك المستفيد يطلب منك أي قضية وشاف إنك متواضع وما عندك شئ سكت .. أذكر لما كنت في عمادة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية مكيف أحد الوحدات المركزي تعطل ، مجرد جاء المشرف مكيف تعطل وسيأتونك الطلاب يشتكون قلت له أطفي المكيفات في المكتب .. فبدأوا يدخلون الطلاب إذا دخلوا رأوا العرق وأنا المدير أكون كذا خفت اللهجة بالكلام ، أنتم في الحرارة نحن في الحرارة سوا ، لكن لو دخلوا ووجدوا البراد و الراحة والجلسة هناك ، طلب أكثر ليه فالمستفيد لو جاءك ووجدك متواضع على كرسي ، متواضع في مكتب متواضع حالتك متواضعة ، قنع بالذي تعطيه.
الجانب الآخر كف الغيبة عن النفس:
لأن الناس يتحدثون ويقول أخذ فلوسنا وأموالنا من أجل أن يشتري مكاتب له من أجل أن يستفيد منها في الظهور ، وأيضا ثقة المتبرع فيك ولهذا كنت أنصح بعض الإخوان قال هذه المكاتب تبرع بها إذا وضعت لوحة جميلة صغيرة في المكتب تبرع بهذا المكتب المؤسسة الفلانية ، خلاص إقتنع الناس أنت ما أشتريته إنما المؤسسة الفلانية تبرعت به.. وهذا أمر يعني يكف الغيبة عنك. .
الأمر الثامن عشر :
الوسطية بين النظرة التشاؤمية والحماس المتوقد :
كثير من الأعمال الخيرية يأتي شاب إلى هذه الجمعية متحمس جداً لهذه الجمعية ويقول أنا أقترح كذا وكذا بحماس ، ثم يصاب بصدمة من المسؤول هذا فيقول وينك ضايع ما تفهم هذا ممنوع ، هذا لا يمكن وهذا صعب ، فهذا نظره تشاؤمية وهداك حماس متوقد .. لكن لو قال والله جميل.. وإقتراحك رائد وأنا أنظر فيه وندرسه ولعلنا نسطتيع أن نجد له منفذ ، أولا كسبت هذا الشاب ، الأمر الثاني سيأتيك بإقتراح آخر الأمر الثالث سيأتيك الآخرون بإقتراحات أخرى يفيدونك فيها.. لكن إذا كسرت خاطره ورددته قال لجميع الشبباب ترى ما يقبلون هذا منك ، خليه يكون رأيك خليه في جيبك فأعطيته صدمه ، وما جعلته يفكر وقطع عنك العقول الناضجة أو العقول المنتجة التي يمكن أن تقترح عليك مشاريع تستفيد منها في جمعيتك .
الأمر التاسع عشر :
البعد عن الأعمال التقليدية ـ فميادين الخير متعددة ومتلونة و متكاثرة :
دائما إذا أنشأت جمعية مشروع خيري ، جاءت جمعية أخرى وأنشأت نفس المشروع والثالثة أنشأت نفس المشروع ، والرابعة نفس الشئ والخامسة نفس الشئ بينما ميادين الخير كثيرة جدا .. أنا آتي لمراكز الدعوة التعاونية مثلا شغالين في توعية الناس بالشريط والكتاب ، شريط وكتاب ، شريط وكتاب .. طيب ما في غيرها يعني أفرض ما في مطابع حتى قلت لبعضهم يا إخوان أفرضوا أنه جاءت المطابع وقالت لن نطبع أو جاءت التسجيلات وفقدت أجهزة التسجيل ، إصطنعوا أن هناك منع وهمي لهذا المشروع .. طيب أيش تفكر فيه في نشر الخير .. أفرض إنك في موقع من المواقع منعت من هذا الأمر كيف تنشر الخير ؟ ما عندك شئ تجلس تفكر الآن ضع بدايل الآن ، فالساحة تحتمل وعمل الخير أبوابه كثيرة ، ولا نكون تقليدين في كل عمل خيري نفس النسخة نفس النموذج ونفس المجال ، ونفس الطريقة نعمل فيها ، غيّر عدّد لّون و ليّش مشاريع الخير دائما تكون تقليدية ، بينما المشاريع الأخرى دائما متجددة ومتغيرة ومتعددة الأطوار طبعا بقي عندنا عناوين ، لكن نقاطها قليلة جداً ، وهو العاملون ثم المستفيدون ثم المتعاونون ، ثم التنسيق بين الجمعيات .
العاملون : أول نقطة عندنا فيها تقديم الأصلح للعمل، بعيدا عن المعارف والعواطف , بدلائل مصداقية في الجمعية تقديم الأصلح في العمل ممن يتوفر فيهم الطاقات والقدرات والإمكانات التشغيلية والتطويرية ، بعيداً عن المعارف والعواطف يعني مشكلة في الجمعية إذا قامت تجد الموظفين هذا يعرف المشرف العام ، وهذا قريب له ، وهذا ابن عمه ، وهذا و الله من الزملاء وليش والله هذا الوجدته هذا الي أنا أعرف .. ثم هذا فقير مسكين نبغى نشغله ، وهذا ضعيف نبغى نستفيد منه ، يا أخي ما هو ضمان اجتماعي الإدارة شئ ، والضمان الإجتماعي شئ آخر ، هذا الفقير إذا لم يكن لا يصلــح أن يشتغل عملا إداريا ، ما يصح أن تضعه .. أعطه من الزكاة أعطه من الصدقة ، يعني نفذ به مشروعاً آخر قد يصلح له .. أما أن يكون في المجال الإداري وما يحسن على هرم إداري معين ولا يستطيع ، هذا من الأخطاء أو هذا من جماعات ، وهذا من وافق أفكارنا .. بعض الناس ما شاء الله عنده ثلاثين موظف ، لكن كل الثلاثين موظف مبرمجين على رأيه هو على نفس رأيه يقول كــذا نعم آمين، كـذا لا ، لا كلهـــم بالإجماع .. أنا جيت الجمعيــة قلت يا أخي يكفي هذا جزاك الله خير الثلاثين دولي نسخة زي المفتاح الثلاثين مفتاح ، كله واحد المفتاح هذا والا المفتاح الثاني فإنت واحد يكفي إنك وحدك تشتغل ، لكن الإدارة السليمة هو أن يسمع الإنسان من الآخرين آراء غير ذلك .. الأولى أن يكون كذا .. الأفضل هذا المشروع.. هــذا لا يصلح الأجمل بك أن تشتغل كذا ، أنا لا أرى هذه القضية هذا المطلوب ولو كان يا إخوان الرشد في العقل مغنياً عن المشاورة والإستفادة من عقول الآخرين لما إستشار النبي (ص) هو أرشد الناس عقلا وصحابته الكرام كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما يقول أبو هريرة ( ما رأيت أحدا أكثر مشاورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فالإداري الناجح هو الذي يقدم الأصلح في العمل وإن كان يعارضــه ، وإن كـان لا يستقيــم معـه على كل أقواله ، بل هذا هو المجدد للمشروع ، وهذا الذي يجد بالدماء الجديدة للمشروع.
الأمر الآخر: المتفعل الفاعل المحترف هو المقدم في العمل الخيري :
يعني عندك مجموعة ، والله ما أستطيع عندي محمد وعبد الله وعبد العزيز ما أستطيع محمد هو المسؤول لأن عبد الله أقدم منه ، وعبد العزيز أكبر منه، وإبراهيم من المؤسسين وصالح نداري خاطره .. فيبقى العمل يفشل بهذا الأسلوب .. شخص أنجح وأقدم وأفهم في العملية الإدارية أو التربوية هو مقدم على غيره ، ولا شك ولذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وضع قيادات تحتها أناس حديثي عهد بالإسلام ، ووضع تحتها كبار الصحابة رضوان الله عليهم فليس المقصود هو أن يكون هذا الرجل أو أنه داري فلان ولا أن نجعله مقدماً لأنه جديد على عملنا قد يأتيك واحد له ستة أشهر ، له سنه لكن تخطى خطوات وتقدم خطوات كبيرة جداً على السابقين دعه هو المسؤول .
الأمر الثالث : إعطاء الصلاحيات وتفويضها على القائم على العمل الإداري :
والله يقول أنا عندي نائب الحمد لله .. المشروع ما قام عليه في فلان نائب عني وهم مدراء إدارات ، لكن لا يستطيعون كما يقولون العامة أن ينظم سلك في إبرة حتى يتصل على في التلفون ، ولذلك فاتورة الجوال دائما مرتفعة إتصالات الإدارة ذي دائما مرتفعة ليش لأن المشرف كــل شئ من عنــده ، حتى إتصل عليه أحد الجهات الخيرية في المملكة هنا مشهورة بالإغاثة .. قالوا لي الموظف يا أخي بودي لو زرتنا في موقعنا وتذكر للمشرف والله إنه إذا جاءت السيارات الطبليات ما نزل طبلية حتى نتصل فيه فين ننزلها يمين المستودع ولا يسار قدام المستودع ولا خلف وهو المشرف هذا المشرف العام ما تنزل بضاعة من السيارة إلا يدري فين نزلت وهذا يعيني تضييع للطاقات الإدارية وكبت لها حقيقة وعدم إعطاء الصلاحيات لتفويضها يخيل إليه انه وضع عنوانين هذا مساعد المدير العام وهذا مسؤول كذا وهذا مسؤول كذا لكن ليس بيديهم شئ كل الأمر بيد فلان وهذه من الأخطاء الإدارية الواقعة في بعض الجمعيات .
الأمر الرابع : الثقات آمان لدوام العمل وإلتزام الهدف والسير مع المقصد :
ليس فقط أن يكون الشخص نشيطا أو متفاعلا ، لا بد أن يكون ثقـــة إذا لم يكن ثقة غير هدف الجمعية وتعدى مقاصدهـا وغير وجهتها ، لأن الرجــل ثقته الثقه التي وضعت فيه في غير مكانها سواء كان الثقة من الناحية المالية أو من الناحية الأخلاقية أو من الناحية الإدارية وهذه ثلاثة أشياء أساسية لأن يا إخوان قد ينتسب إلى العمل الخيري أناس يخلون به من الناحية المالية أو من الناحية الأخلاقية ولكن ينبغي أن أعيننا مفتحة لكل شخص يريد أن يدخل في عمل خيري ، لا بأس نتيح له الفرصــة نأمن له لكن يكون على العين حتى لا يتجه بالعمل الخيري إلى غير الهدف المرسوم له .
الأمر الخامس : الإداريون الثلاثة :
من هم شخص يراجعك في كل صغيرة وكبيرة ، فهذا من الأفضل أن تقوم بالعمل نيابة عنه ما له داعي كل شئ يتصل فيك أيش أسوي أيش أعمل ، هذا نائبه كل قضية يتصل فيك هذا الأولى أنك تقوم بالعمل عنه وتبعده .
أو الشخص الثاني يهمشك تماما ويستقل بالعمل دونك ، فهذا قد تزيد تجاوزاته عن إنجازاته يقول يا أخي نحنا لازم يكــون عندنا تفويــض في الأعمال الخيرية أو في الأعمال الإدارية وأنت وف لي الأمر فيتخطى اللوائح، ويتخطى الأنظمة ، ويتخطى كل شئ ويسير على الطريق الذي يريد .. فهذه التجاوزات التي يقوم بها ويقدم عليها أكثر من إنجازاته التي يعملها ، والبعض قد لا يلاحــظ أهداف الجمعية يا أخي يناهض هدف الجمعية يناقض الهدف الذي أسست من أجله الجمعية لكن هو لا يبالي .
الشخص الثالث يتفق معك على الخطوط العريضة ويسير مع أهداف المؤسسة والمشروع فهذا الإداري الناجح عنده في الخطوط العريضة وأهداف المؤسسة ماثلة بين يديه لكن قضايا صغيرة وينزل هذا ، ويضع هذا ، ويتصل فلان ويستقبل فلان، وجانا ضيف وخرج ضيف وتبرع فلان هذه أمور وقضيا هو ينجزها إعلانات دعايات أشياء أخرى هذه هو ينجزها ، ما يحتاج أنه يستشير أو يطلب عقد مجلس لهذا الأمر .
الأمر السادس :
إن للمساهمين معك في طرق الخير حقوقا عليك :
في إفادتهم فكرياً وعلمياً وروحياً وغيرها البعض يهمل تماماً المنتظمين معه في العمل الخيري لا يقوم بحاجاتهــم ، ولا يلبي طلباتهم ، ولا يقوم على تطويرهم ولا يعظهم ولا يذكرهم وكأنهم قد كملوا في الإيمان والتقوى والورع والصلاح ، لا يذكر أبدا فدائما يتعامل معهم كتعامل أهله وهذا سينطلق معه رقم سبعة هي التي توضحه وهو :
الأمر السابع :
الهرم السليم في الجمعيات الخيرية:
أيش هو الهرم الآن سترونه كيف بني أول نقطة في الهرم ، يقوم أول شئ في الهرم العاملون في الجمعية ثم المستفيدون من الجمعية ثم المتعاونون، ثم مدير الجمعية ، ثم الإدارة ومجلس الإشراف شوف الهرم معكوس عندنا دائما .. نضع الهرم فوق ما هو صحيح أهم شئ العندهم ما شاء الله أرض واسعة ومبحبحين ومرتبين وتعطى الفرص لهم هم العاملون في الجمعية ، هؤلاء لهم الحقوق الكاملة وينبغي أن يعتني بهم لا يمكن هؤلاء أن ينتجوا لك إذا لم تكن تعاملهم المعاملة الصحيحة المعاملة السليمة لا يمكن أن يعطون الناس صورة طيبة عن مشروعك إذا لم تكن قد عاملتهم وأعطيتهم مساحة من الراحة لا يمكن أن يفعلوا مشروعك وأن يعطونك الآراء والأجواء ملبدة بالغيوم بينك وبينهم ولهذا دائما أقول إن تنقية الأجواء قبل الحوار إذا نقيت الأجواء نقي الأجواء قبل أن تحاور فالله عز وجل يقول لنبيه (ص) (ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعف عنهم) أعف عنهم أخطأوا في حقك .. أعف عنهم وإن أخطأوا في حقي ( واستغفر لهم) ثم قال ( وشاورهم في الأمر ) يعني بعد ذلك إستخرج ما عندهم من الآراء لكن بعد أيش بعد ما تزيل الشوائب الفيهم ، أما تجي تحجرهم وتضيق عليهم وبعدين تجي تقول أيش رأيكم مضايقين منك أيش رأيهم ؟ ! ما بودهم يجلسون معك الساعة المباركة الي يجلسون معك فيها وكل ما تقول يقولون جيد جيد المهم ينتهي الإجتماع معك فالمهم المشروع لا بد أن يكون العاملون هم الأصل لأنهم هم يعطون الصورة الصحيحة لعملك و إلا الصورة كاذبة ،لأن هــذا الأعلى مصدق أكثر من الإدارة أكثر من مدير الجمعيــة يجي واحد يمسك موظف صغير ايش رأيك في الجمعية .. يقول يا رجال أنا أعرفهم وأشتغل معي خمس سنوات إذا جاء واحد من أصحابهم أعطوه وإذا ما هو من أصحابهم عقدوه ، بس هل الكلمة خلاص دمرك تماما هذا جاي يتبرع لك بخمس مليون ضياع كامل وأنت تعطي ألف وخمسمائة أو ألفين ريال لأنك معاملتك السيئة هي التي تبعث لكم هذا الكلام كذلك المهم المستفيدون من الجمعية مهمين عندي المستفيد ، لأن أساس الجمعيـة أسست للمستفيد لم تأسس الجمعية للمتعاون ولا لمدير الجمعية ولا للإدارة فأسست للمستفيد فإذا المستفيد وضعنا لهم مساحة كبيرة في الإفادة والمتابعة والترشيد والإرشاد والإصلاح من شأنه هنا إستقام أمر الجمعية لكن إذا قيل أن جمعية الزواج والله ما تعطي للناس يلعبون ببنات الناس يزوجون ويطلقون بس يأخذون فلوسنا ويزوجون و يطلقون خلاص سقط المشروع إنتهى ويجيك واحد والله فعلا أمس أنا بنتي زوجة ، واليوم طلقت يمكن إنه من المشروع هذا ولا أحد يدعم المشروع هذا بشئ فالمستفيد ينبغي أن نركز عليه.
ثم يأتي المتعاون سواء كان بماله أو بفكره أو بجهده نحن دائما نقدم المتعاون على الكل للطبقة التي هو فيها لأنه هو المهم عندنا ما هو صحيح هذا هو الذي يجب رقم ثلاثة ورقم إثنين يجيب رقم ثلاثة ـ لكن رقم ثلاثة ما يجبلك لا رقم واحـد ، لا رقـم إثنين فيأتون لك بالأرقام ، هذه كيف جاء التاجر تبرع لك وما تبرع لغيرك لأنه وجد عندك موظفين ممتازين ، عندهم قدرة في العرض وقدرة في الإقناع ووجد مستفيدين فعلا أهل للإستفادة وأهل لأن يوضــع الثقة فيهم فجاء وتبرع لك ثم يأتي الحمل على مدير الجمعية ، ثم على الإدارة وثم مجلس الإدارة .. هم الحقيقة الحاملين للشغل والتعب وهذ1 الهرم السري المستفيدون من الجمعية مشكلتنا نحن نجعل المستفيد إلي يوم القيامة مستفيد ، أما نستفيد نحن منه لا .. لا ما يصلح طيب أنا أريد أن أستفيد منه نفس هذا المستفيد من عملي، لا بد أن نستفيد منــه أخذ خدمات مني سواء في تحفيظ قرآن أو مساعدة على الزواج أو أمور إغاثية ، لا بد أن أستفيد منه بعض الجمعيات التنصيرية تستخدم المستفيدين ولو في موقف واحد رأيت إعلان واحد و إمراءة ماسكة إعلان عن أحد الجمعيات التنصيرية فيها صليب واقفة عند أيش عند مجلس من مجالس المؤتمرات العالمية سيحضر لها رئيس أمريكا كلينتون السابق ، فقط ماسكة اللوحة ما قالت شئ مع الصندوق ليس القصد جمع تبرعات القصد أن كل الإعلام سيلقط صورة كلينتون المار مع الطريق هذا ، ويلتقط صورة هذا الصليب وهذه الجمعية سوت دعاية كبرى للجمعية وهي ساكته فقط استفادوا من هذا الموضوع هذا الموضوع بأيش يفيدنا هذا المستفيد فأفادك إفادة كبرى ليس موظفا ، فقد يكون المستفيد هذا يسوي لك دعاية في عمل من الأعمال ما لا تقوم به الإدارة والدعاية قد تكون ضدك وقد تكون معك فإذا عرفت خدمة المستفيد ، أصبحت الدعاية لك وإذا أضعته أصبحت الدعاية ضدك ، من المستفيد لتفعيل العمل الخيري الدعاء .. يجيك واحد والله ما أستطيع بودي أتصدق بودي أشاركم وجزاكم الله خير نقول كن يا أخي كأبي ضمضم يقول النبي (ص) (أيكم يكون كأبي ضمضم أيش أبو ضمضم ، الصحابة عرفوا من هو أبو ضمضم , أبو ضمضم جاء النبي (ص) دعا إلى الصدقة فقام كل الصحابة تصدقوا إلا أبو ضمضم خرج من المسجد ما تصدق لكنه في آخر الليل رفع يديه قال اللهم ليس لي مال فأتصدق به وقد تصدق عبيدك إلا أنا اللهم إني قد تصدقت بعرضي فمن سبني أو شتمني أو إعتدى على فاجعلها صدقة فقال (ص) أيكم يكون كأبي ضمضم ) الصدقة دي أعظم من أي صدقة أن يتصدق الإنسان بعرضه يقول عفوت عن كل من آذاني أو سبني أو إغتابني أو تكلم في حاضرا أو غائبا شاهدا أو غير شاهد فهو في حل مني, فأنا أقول يا أخي أدعو لنا لربما دعوة في السحر يجعل الله فيها البركة عليك وعلى جميع عملك .
أمر آخر :
رأيت بعض الجمعيات يجي يقول أبي أفيدكم يقول لا جزاك الله خير قال له لا أبغاك بارك الله فيك حراسة يوم في الأسبوع ، قال أبدا أشتغل معكم أنا أبنائي كلهم في التحفيظ ، أنا أولادي إستفادوا منكم ، أنا أبغي أقدم خير لكن ما عندي فلوس تعال أعطني يومك ، أو في الرأي ـ مشكلتنا نحن نتصور أن الرأي عند المثقفين والأكاديميين والمدراء والمسؤولين أما أن يكون هذا المستفيد عنده رأي هذا قليل أن نسأل لربما أن يكون رأيه من أفضل الآراء من النكت في قضية الرأي أن أحد شيوخ القبائل قبل خمسين سنة حدثني شخص وقف مع هذا الرجل فجاء اشترى من السوق تمر فوضعه في خرج الإبل البعير، في واحــد حوالي خمسين كيلو فلما قام البعير سقط الخرج ، لا بــد أن يضعه في الإثنين، فجاء وأخذ حجر وحطه في الجهة الثانية ، و الجهة الأولى خمسين كيلو تمر ،والجهة الثانية خمسين كيلو حجر .. ومشى في الطريق وهو ماشي في الطريق وجد رجال واقف على شجرة في البر ، يغني الفقير المسكين وقف قال ويش عندك قال والله أنا جالس كذا فالرجال أعطاه كم تمره وشكره، وبعدين قال ويش الموجود هنا قال حصاة قال ليش قال حتى يتوازن الحمل، قال ليه ما تقسم التمر نص كذا ونص كذا ؟ قال والله إنك صادق أنت قسمه وبعدين توازن وبعدين ركب بعيره ، قال له إنت ايش شغلتك قال والله مالي شغل فقير مسكين أجلس عند الشجر متى أحد يجي يمر يعطيني تمره ، قال والله ما نفعك رأيك ما أبغي أصير زيك ، فحط التمر بجهة ووضع الحجر ومشي , فهذا ما يبغى يستفيد من رأيه لأن أقول هذا رجل فقير مسكين ضعيف ، وهذا شيخ قبيلة يدير قبيلة بكاملها صار أذكى منه هذا لا تحقرن أحدا تقول والله هذا والله ما يفهم أو ما عنده إدراك أو مسكين أو شكله ، يكفيك شكله ، ما هي بالمظاهر والأشكال قد يكون الله عز وجل ليست الأرزاق موزعة على حسب العقول أحيانا تقول عمل يوم في الأسبوع، يعني أنت يالمنتظم معنا بارك الله فيك أعطيناك يا شيخ فريح تقول لهذا الشاب حنا أعطيناك مساعدة للزواج ، لكن نبغي منك يوم في الأسبوع لمدة شهرين تفعل كذا وكذا، ليش أنا أقول كذا لأنه إذا عمل معك أصبح كأن المشروع له ، ينتسب له يدافع عنه ويقوم معه لكن انفصل أخذ المساعدة وذهب وتركك ، اعتبر المشروع يعني استفاد منه وانقطعت الإفادة بأخذ المبلغ وانتهي الموضوع .. أما المتعاونون أمر مهم جدا ينبغي أن يكون لدى المؤسسة الخيرية القدرة على استيعاب كل قاصد للمشاركة في العمل السليم ، لا يفرق أو يرفض أياً من المجتمع مهما كانت طاقاته وقدراته فالأمة محتاجة للجميع .. شباب وشيوخ وأطفال ، جاءك شخص يقول أنا أبغي أخدمك والله ما عندنا .. أيش تخصصك ؟ والله أنا ما عندي تخصص .. ما تعرف الحاسب الآلــــي؟ لا .. عندك دورة في المحاسبة ؟لا .. واللــه ما عندنا شئ ، طيب يا أخي أنا جاي أتبرع لك عطني تلفونك .. إشمعنه أعطيته تلفونك .. يعني إبعد عن وجهي طيب أتصل فيكم لا لا لا نحن نتصل عليك يعني خلاص ترى أنسى الموضوع : خلاص ما نريدك ليش لأن طاقات وقدرات وتفكير المؤسسة ضيقـ .. لكــن قالوا تعال يا أخي جزاك الله خير هذا مكتب أيش تقدر تساهم لنا فكر خذ لك يوم يومين ثلاثة في المكتب ، شوف مشروعاتنا هذه موضوعاتنا هذه تقاريرنا هذه أنظمتنا أقرأها جزاك الله خير اجلس وانت عارف المكتب جزاك الله خير اجلس فكر أيش تستطيع تخدم فيه هذا إذا لم تنتج أنت خدمة له خله يجلس يخدمك ما دام راضي يتبرع بيوم أو يومين .
الأمر الآخر :
من المتعاونين المشكلة الآن أن الجمعيات الخيرية حولت الغني إلى مأمور صرف :
عهده فيك كتب لك شيك تبرع وبعدين خطاب شكر السلام عليكم ورحمة الله الشيخ فلان جزاك الله خير وصلنا منكم خمس مئة ألف ريال أو مئة ألف ريال تبرعا جعل ذلك في ميزان حسناتكم وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إنتهى الموضوع وهو مايدري وين راح المبلغ ما يشاركوه في الرأي ولا يطلعه على الصرف والغني مهما أبدى لك الثقة فيك ينبغي له لك أن لا تهمشه أن تطلعه على كل شئ لأن هذا تطمين له يعني أعطي هذا الغني قول جزاك الله خير هذا المشروع الذي تبرعت فيه ثلث منه خمسين ألف ريال لمساعدة ثلاث شباب على الزواج و خمسين ألف ريال وضع في صدقة جارية في كذا وكذا ومئة ألف ريال وضع في كذا وكذا وعشرة آلاف ريال وضع منه إفطار صائم وخمسة آلاف ريال صر في الدعاية والإعلام وألفين ريال وضعت في كذا وكذا ونحن نتطلع إلى آرائكم وتوجيهاتكم وجزاكم الله خير هنا أولا أشركته في الرأي وثانيا طمأنته وثالثا قطعت القال عنك واحد من أهل الخير أعرفه ثقة ولما بدأ مشروع خيري اشترى سيارة جديدة وهو غني قالوا جاء واحد من الناس قال الفلوس التي أعطيتوها له اشترى بها سيارة جديدة طيب من يطمن الرجل أن الفلوس هذه ما هي منهم الرجال اشترى له سيارة.
أمر رابع: تبشير لهم :
بشرته إنه والله يفرح ويسر إدخال السرور علي المسلم مطلوب والنبي (صلى الله عليه وسلم ) ذكر أن ( الصدقات أو سرورا تدخله علي مسلم ) فأنت تقول له أنك فعلت كذا ، يسر ويفرح ويستبشر وينام مستأنس أنه ساعد فلان وساهم في كربة فلان ودعم فلان وطمأنته على الأمر ثم هو سيواصل معك فيما بعد سيواصل معك .. أذكر أحد التجار في يوم ثمانية من الحج إتصل على وقال أنا عندي مبلغ أبغاه ملابس العيد في ثمانية ذي الحجة ، ونحن في مكة قمت أرسلتها على الحساب رقم وتاريخ اتصلت على المشروع عندنا في المدينة وقلت جزاكم الله خير اشتروا ملابس ووزعوها أيام العيد ما وجدوا ملابس في المدينة يستطيعون يشتروها فذهبوا إلى جدة جاء العيد وما وزعوا الملابس ما جاءت الملابس إلا بعد العيد بيوم قلت لا تصرفوها هذا الرجل أعطه رأيه فاتصلت عليه وقلت جزاك الله خير أنت قلت لنا كذا وكان كذا وأصبحت الملابس الآن عندنا أنت مخير تبغي نرجعها رجعناها ونرسلك فلوسك ، الآن قادم موسم الدراسة نوزعها أيام الدراسة وزعناها، ندخرها للعام المقبل للعيد القادم إدخرناها ، ايش تشير فيــه قــال لا وزعوها الآن وأعطيكم مرة ثانية وأول مرة أحد يقول لنا هذا الكلام شوف ليش نحنا نهمشهم .
الأمر الرابع :
هذا الرجل المتبرع والمتعاون معك عنده رأي يعطيك أحسن من رأيك وفكرة قد تكون أحسن من فكرتك فاستفد منه .
الأمر الثالث :
إذا أردت من أحد أهل الخير مال فاطلب منه اقتراح :
يعني شكا لي بعض الناس ، وقال يا أخي إن بعض أهل الخير ما يعطونا شئ قلت لانك تفرض عليه برنامج ، دعه هو يقترح لك البرنامج واطلب منه وقل له يا أخي عندنا الشباب ضايع وشباب الحي فسدوا وصار فيهم كذا ، ويش رأيك .. قال والله هذا رأي أنكم تضعون لهم ملعب جيد ورأي ثاني قال تضع حلقات تحفيظ جزاك الله خير هذا رأي ممتاز تذهب عنه وتأتيه مرة ثانية وتقوله رأيك صار وجيه ، لكن نبغي فلوس كيف نسوى ؟ قال لا أنا بأعطيكم .. فأصبح المشروع مشروعه هو قام عليه وبعدين جاي سألك ويش سويت في المشروع ويش عملت أما إنك تقول أنت ما تعرف نحن لسان حالنا نقول للتاجر ترى إنك ما تعرف شئ وأنت ما تدرك هذا الأمر ونحن سألنا المشروع الأول رقم واحد والثاني وواحد ثالث هذا مشروعي نحن نقول لا أطلب منه رأي ، قل هذا ينفع ولا هذا ولا هذا نعم .
الأمر الرابع :
قف عند طلب المتبرع ولا تضع التبرع في مشروع آخر مهما كان إلا بإذنه:
وهذا من الأخطاء الكبيرة التي وجدت في كثير من الجمعيات تفشل ، بل تسقط لمخالفتها لطلب المتبرع وهذا بتبديل والتبديل أمر قبيح في دين الله عز وجل ، هذا المتبرع قال لك تطبع الكتاب الفلاني ولو طبعت فيه مصحفاً، ما يجوز .. ما دام قال لك تطبع الكتاب الفلاني ، تطبع الكتاب الفلاني .. إن تغير رأيه ورأيت أن هذا الكتاب مطبوع فاتصل فيه وقل طُبع الكتاب بالغة الفلانية ، هل ترى أن نطبعه في المكان الفلاني أو قال لك تبني فيه مدرسة, ثم وجدت المدرسة مبنية فبنيت مسجدا, ً معروف المجلس فضله ما يجوز, لا بد أن تقول له هل أبني مسجــدا أو لا؟ فلا يجوز أن تصرف هذه المبالغ أو هذا الأمر إلا برأيه وموافقته نعم .
الأمر الخامس : وهو أمر مهم
أبرز نسبة الخدمات المضافة للمشاريع الخيرية :
نقول عندنا بارك الله فيكم إفطار صائم بأربع ريال, والحقيقة بريالين طيب والريالين فين رايحه؟ يقول والله إنت عارف خدمات وكذا وكذا ..طيب قول للمتبرع قيمة الوجبة أربع ريال مع الخدمات, خليه يفهم , أما إنك تعطيه كلام عام ويتصور أن قيمة الوجبة أربع, فيأتي واحد آخر ويقول يا أخي عندنا وجبة صائم بريالين, هذا الأخ ما ضاف خدمات ما يبغي خدمات , يقول والله هذا رجال إذن هؤلاء يسرقون الريالين.. ذا ما علم عن هذا ولا عن هذا ,لكن أنت قل له وإذا قال لك كم الخدمات؟ وضحها قل الخدمات مقدارها كذا وكذا, لماذا مقدارها كذا وكذا ؟ لأننا نقوم بكذا وكذا من الخدمات وضحها, فكن دائما واضحاً, فإذا أنا قلت عندنا مشروع قلت إذا لم تقولوا للمتبرع هذا المبلغ مع الخدمات سنقوم نحن بالخدمات على حسابنا ، لأنك إذا قال لك بارك الله فيك أنا أبغي مئة ألف وجبة, والوجبة خدماتها كل وجبة بنصف ريال, فإذا قلت له كل وجبة خدماتها نصف ريال قال خمسين ألف معناها عشرة آلاف ريال, يا أخي أنا أوظف أحداً أو أولاد ما أحتاج لك خلاص خليها يكون فيها ما مشكلة, المهم يقوم عندك الخير ولا يقوم على يديك ؟ المهم أن يقوم الخير على يديك أو على يد غيرك , فالموضوع إبراز الخدمات للمتبرع أمر أساسي .
الأمر السادس : لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس :
فركوب سيف الحياة خطر جداً, تجيب إجتماع ويكون فيه أحد المسؤولين وتقول من يتبرع ؟ تبرع فلان وأنت يافلان ويش تكون؟ لا.. يا أخي لا تأخذ به.. لا تستغل سيف الحياة في أخذ أموال الناس, لا يحل مال إمرئ مسلم إلا عن طيب نفس, والله ما يكون فيه بركة وما يكون فيه خير إذا دفع الفلوس مجاملة أو عن حرج, وضعه لأنه قدام الخلق ما يستطيع, يعني يعد من الغني, ورجل مستور الحال فيتبرع بعشرة آلاف ريال يستحي الغني إذا تبرع بعشرة آلاف ريال زيه, يقول مئة ألف ريال لكن لو كان وحده يمكن يقول يدفع عشرين ألف ريال, فلا تستغل في نظري هذا سيف الحياة ما ينبغي أن يستغل به أموال الناس, فإذا لم يخرج هذا المال من الرجل المتعاون عن طيب نفس وطيب خاطر لا يجعل الله تعالى فيه بركة نعم .
الأمر السابع :
تفعيل الخير لدى الجميع مهما كانت مساهمته فيتحقق من ذلك عدة فوائد :
يعني عندك مشروع باراك الله فيك بمليون ريال, جاء واحد قال يبغى يتبرع بريال قول هات الريال, ليه ؟ ما تقول يا أخي نحن عندنا مشروع بمليون ليش نقعد نجمع بريال... نقول إجمع بريال لأنك أول شئ لا تعلم بأيها تكون البركة .
الأمر الثاني :
يعتبر المشروع له فيدافع عنه,يقول هذا مشروعنا وهو مساهم بريال واحد, يقول يا أخي شوف هذا مشروعنا يدافع عنه , ممتاز أنت كسبت مو كسبت الريال كسبته هو يدافع عنك .
الأمر الثالث :
يقطع الحديث عنك , إذا جاء المجلس بدءوا الناس يتكلمون قالوا والله المشروع الفلاني كذا وكذا قال والله ما هو صحيح , هذا والله مشروعنا.. المشروع هذا فيه كذا وكذا.. المشروع وهو دافع ريال واحد, ولذلك أعجبني الشيخ السعدى رحمه الله هدم المسجد الجامع في عنيزة الذي هو جامع الشيخ محمد العثيمين خلفه عليه رحمه الله فيقول جاءني رجل وقال أريد أن أبني المسجد بكامله, قلــت لا.. فأردت أن يساهــم صاحب المئة وصاحب العشرة وصاحب الخمسة ريالات, ليش؟ كل الناس يساهمون بالمشروع, لعدة إعتبارات ,لكن ذكر نقطة مهمة جدا وقال: إن صاحب الخمسة أو صاحب العشرة ما يدرى أيهم أصدق إخلاصاً, فلعل صاحب الخمسة يرفع صاحب المائة , والله تعالى غني كريم إذا قبل المشروع واحد مخلص والثاني أقل إخلاص والثالث ضعيف الإخلاص, لكن الله تعالى إذا تقبل شئ تقبله جميعا ما يقسمه, وهو جل وعلا شكور حليم سبحانه وتعالى, فيقول لا دع الناس يشاركون ما أبغى واحد الحين بعض الناس يبغي يبني مسجد قال أبغي وحدي يا أخي لربما واحد يساهم معك بخمسة آلاف يجعل الله تعالى القبول لهذا المسجد , لأن الخمسة آلاف نظيفة طاهرة نقية مصادق النية,فالله تعالى يتقبل الجميع لا تستقــل أنت بشيء فتفعيل الخير لدى الجميع . عندك مشروع خيري إلتفت لصاحب الريال كما قال صلى الله عليه وسلم ( درهم سبق ألف درهم ) والتفت كما تلتفت إلى صاحب المليون, لأن المشروع العندك نفس المضمون بريال ولا مليون .
الأمر الثامن :
مساهمة الصغار أنفع أحيانا من الكبار :
أنت تركز على ناس كبار يأتون لك بأموالهم , فربما الصغار هؤلاء تكون مساهمتهم أكثر, يعني عندك مدرسة وعندك رجل , هذا الرجل ممكن يدفع لك خمسين ألف ريال لكن هذه المدرسة كل يجي يساهم بعشره ريال أكثر من خمسين ألف ريال, فلا تحقرن الصغار . حدثني واحد في إحدى المحافظات , وقال يا أخي مشروع الإفطار عندنا ناقص , قلت أنا عندي سداد أكمل لك المشروع فقط أعلن المشروع, قال المشروع يكلف ستين ألف, قلت أعلن عن المشروع وما ينقصك نكمله ,أعلن عن المشروع قال البلد كلهم فقراء ما عندهم شئ, فغُطي شال خمسة أيام من مدرسين وطلاب والقرية الثانية المحافظة الثانية, إتصل على نفس القضية وبعد العيد إتصلوا علي قالوا بقي ألفين وأربعمائة قلت خلاص أنا أرجعها لك , قال لا. ألفيــن وأربعمائة زائدة ، أيش نسوي فيها ألفين وأربعمائة زائدة ؟ لكن لو كان يجري خلف التاجر بجده ولا الرياض ولا رايح جاي ماحصل يمكن مثل المبلغ دا, فأنت يعني شارك الجميع ولا تنظر قول هذا صغير ما عنده شئ , لربما هذا يدفع أكثر مما يدفع غيره, وطبقات المجتمع كثيرة وأعداد المجتمع كثيرة جدا فلو كل واحد ساهم بريال نفعك نعم .
إستفد من المتعاون بما يبذل من وقته وإن قل :
بعد إلتزام بشئ محدد وقت محدد يقولك والله ما أقدر , يعني بجيك يوم بالأسبوع, كثر خير تعال أنا أبغي أجيكم بعد العصر جزاك الله خير تعال , عندك بالمؤسسة مكاتب إسمهم المتعاونين, خله يجلس يعطيك رأي يعطيك فكرة يتعاون معك بموضوع يكون بمشروع يفعل صيانة يفعل أي شئ , فأنت أقبل من كل واحد هذا الأمر لكن ينبغي أن تفقهه وهو
الأمر العاشر:
تفقهه بأن الإنتظام بالأجر أولى من الإنتظام بالأجرة
عندنا مشكلة نحن قائمة, يغاب واحد يقول أبغي أجيك يومين في الأسبوع أو أبغي أجيك كل يوم في العصر, و يجيك الأسبوع الأول جاك يومين والأسبوع الثاني جاء ثلاثة أيام والأسبوع الثالث جاء يوم والأسبوع الرابع غاب والخامس , يا أخي ليش ما تجي ؟ قال أنا موظف عندك ؟يا أخي أنت منتظم بالأجر من الله عز وجل , ولازم أعطيك خمسمائة ريال وبعدين لازم تجي , أنت أخذ أجر من الله جل وعلا فأنت العقد بيني وبينك هو بأُجرة من رب العالمين, أجر من الله وإلا إذا كانت من عندي تبغي تجي وإذا كانت من عند الله ما تبغاها , عندك راتب لكن راتب ليس مني وأنت الذي تبرعت هذا الذي ينبغي أن يفقه فيه الناس .
المسألة الأخرى هي :
التنسيق بين الجمعيات الخيرية :
ينبغي أن نفهم في الأعمال الخيرية سر المهنة, مشكلتنا نحن كل شئ تكتيم وتعتيم , جاء واحد يقول والله عندنا من الخيرين كما ترى لكن أعطيه أساليبنا في الجمع أساليبنا في الإقناع أساليبنا في فعل الخير أساليبنا في جلب الطاقات البشرية والفكرية, الإستفادة من الطاقات المالية , ما نعطيه هيه طرقنا في الإستثمار ما نعلمه , يا أخي عمل خير ما في شئ إسمه سر المهنة , أنت تريد الأجر من الله عز وجل أجعل رأيك يعمل فيه الكثير , وبدل ما يكون نسخه واحدة خليه ألف نسخة. جاءني أحد مدراء الجمعيات وكان معه ورقة صغيرة وسألني على استحياء سؤالين لأنه كان في نفس الجمعية التي أنا عضو فيها, فبدأت أجيبه فجاب ورقة ثانية وثالثة ورابعة حتى عبأ الأوراق كلها قال أنا ما كنت أظن أنك بتعطينى كل شئ ؟ حتى طرقكم ؟ قلت له بعطيك كل شئ , أنا ويش أبغي فايده الليلة فعلته هنا أنت أفعله هناك , فما عندنا شئ أسمه سر المهنة سر المهنة عند بعض التجار عند بعض الصناع , لكن أن يكون عند العمل الخيري سر مهنة لا.. ما عندنا نحن طريقتنا كذا ورح أفعل زينا ما في مانع ما نقول له ما تسبقنا لا بل إسبقنا عمل الخير واسع ولله الحمد .
الأمر الآخر :
إن الأخ الشيخ فريح يقول ترى إنك عندك دقائق سته ؟ طيب يقــول لا تستطيع الجمعية إستيعاب البلد :
وهذا مهم جدا فكل من ساهم في خير فقد أسقط حملا عن عاتقك بعض الناس يقول نحن المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج طيب أنا أبغي أسس مشروع ثاني نفسه أبغي أقوم بجهد لمساعدة الشباب على الزواج لا لا يكفي يا أخي نحن لا جزاك الله خير قم سقط عنا الشئ الكثير . جاء لإحدى الجمعيات في المدينة وقال نحنا مستعدين في فتح مراكز صيفية ومناشط للشباب , وتقدم أمام المسؤولين وقال نحن مستعدين أن نقوم بالشباب هذه السنة بالصيف قلت له يا أخي إسمع جزاك الله خير لو قمت أنت وقمت أنا وقام فلان وفلان وفلان وكل الجمعيات الخيرية والمدرسين ما استطعنا أن نستوعب عشرين في المائة من شباب المدينة , يبقى ثمانين في المئة منهم , فخلي اجعل عندك قابلية لا تجعل كل الأمر على عاتقك وتصبح المسؤولية على رأسك , فكل من ساهم معك في خير أو من فتح مشروعا خيريا فقد أسقط الإثم عنك , فهذا من فروض الكفايات كما هو معرف في الشريعة .
الأمر الآخر :
استغلال كافة أو الإستفادة من كافة الطاقات الصلاحيات في المؤسسات الرسمية :
يعني أحيانا عندك مؤسسة تجارية ممكن تقوم بالمشروع عنك هذا مشروع المسؤولية, وقد أعجبني المشروع الخيري للزواج لأنه قام بدعاية التي قامت فيها مؤسسات تجارية على ورقة الخطوط السعودية , ما دفعوا ولا ريال استفد من الجمعيات استفد من أنظمة المؤسسات استفد من أنظمة الدوائر الحكومية المجودة يمكن تخدمك في هذا الموضوع , تقدم لك شئ لا تقوم تكرر جهد وتضيع الأموال وتضيع طاقاتك وضيع قدراتك مع أنه في ناس يمكن يقومون بالعملية نيابة عنك .
الأمر الآخر :
في التنسيق تبادل الخبرات الإدارية والدعوية والمالية بين الجمعيات والتنسيق بين الجهات العاملة على أساس التكامل في العمل الخيري, وبصفة التلاحم والترابط مع البعد التام عن التجريح أو التصنيف ,أو مجرد الغدر بمصداقية أي مؤسسة خيرية أمام العامة :
أنا جيت لهذا الرجل أو للمجلس وتحدثت عن مشروعي الخيري, قالوا لي جزاك الله خير وفي مؤسسة ثانية تقول كذا وكذا وكذا.. أقول صحيح لكن حنا كذا وكذا وكذا.. ونحن كذا وكذا وكذا.. وفعلنا كذا وكذا إشمعنه لأنه ترى هؤلاء ليسوا مثلنا نحن أقوى وأقدر وأجود وأحسن وأفضل وأكمل, لا.. قول جزاك الله خير هذا فيهم خير ويقدمون وفعلا عندهم من الأمر الخيري وعساكم دعمتموهم وعساكم قمتم معهم والوقوف بجانب , هذا مطلب شرعي وذا أهم لأنه كونك تتكلم عن هذه وتغض من هذه هذه علامة ضعف الإخلاص لديك .
الأمر الخامس :
عقد دورات إدارية مشتركة بين العاملين في المؤسسات في المناطق التي تتواجد بها تلك المؤسسات :
يعني مثلا جدة المهم أن يكون هناك دورة يقوم فيها مركز تدريب لجميع العاملين مثلا تنمية الموارد , دورة عن تنمية الموارد أن أدعوا لها كل العاملين الأخوة في الجمعيات الخيرية كل لحظة وأنا أتبناها, لكن تطوير العمل الإشرافي تقوم بها الجمعية الأخرى , وتدعوا لها الجمعيات الثانية وهكذا وهذا من أكبر أنواع التنسيق بين الجمعيات .
الأمر الآخر :
إقامة ندوات مشتركة عن العمل الخيري بين الجمعيات الخيرية الأخرى :
أخيراً ينبغي أن نتفهم أن التذكير يسبق كل إجتماع مهما كان اجتماعك ينبغي أن يتقدمه تذكير , أعظم إجتماع وأخطر إجتماع حضره الصحابة هو إجتماع العقبة الثانية, وسماها الصحابة الرواة كجابر بن عبد الله و كعب بن مالك سماها بيعة الحرب ومع ذلك لما حضر النبي (ص) في هذا الإجتماع , أول ما بدأ قال ذكرنا بالإسلام وتلي علينا القرآن ثم بدأ بالبيعة , فالتذكير ينبغي أن تعظ كل الإخوان الذين يشتغلون معك والذين يتساعدون معك ,والمتعاونين معك ,تذكره تعظه تبشره, فالتذكير هو مفتاح كل خير, التذكير والوعظ هو مفتاح كل خير, فلا ننساه نقول ذكرناهم مرة ومرتين والعام الماضي والذي قبله طيب كل إسبوع كل يوم ( وذكر فإن الذكرى تنفعش المؤمنين ) .
أخيرا آخر نقطة عندنا :
لا ننسى التحفيز للجميع كل فيما يخصه ويناسبه :
شخص يصنع تحفيز إنك تبشره بالخير عند الله عز وجل في الجنة, وشخص تبشره بأثر تلك الصدقة التي فعلها , وشخص تبشره بما فعل في العمل بأنه أنتج عمله وصارت الفكرة عملا وصار التنظير واقعا , وشخص لا تحفزه زيد له الراتب وشخص تعطيه إجازة, وشخص تساعده على الزواج, وشخص آخــر, كل على حسبه لا تنسى التحفيز من المتعاون أكبر تاجر يتعامل معك ,ومن أكبر متعاون من المستفيدين لا تنسى التحفيز للجميع وأعلم أن التحفيز متعدد الأشكال والألوان .
وأخير أستميحكم عذرا على الإطالة ونسأل الله لنا ولكم والجميع التوفيق والسداد في القول والعمل وصلى وسلى وبارك على نبينا محمد (ص) وعلى آله وصحبه أجمعين .
شكرا لفضيلة الشيخ يحي على هذه الأطروحات الطيبة وهذا الكلام المبارك في تفعيل العمل الخيري , ولعل الجميع إنشاء الله استوعب ما ذكره فضيلته ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه حقيقة كلمات وأطروحات جميلة جدا لعلها تجد إن شاء الله تطبيق واقعي من بعض الإخوة العاملين في العمل الخيري وحتى في العمل الخيري المستقل الفردي, كما ذكر فضيلته يعني الحقيقة هذا الكلام ما هو موجه فقط لأفراد الجمعيات الخيرية, بل موجه لكل واحد منا يحب الخير وكل مسلم محب للخير , النبي (ص) ( يقول بلغوا عني ولو آيه ) وما في أحد منا يحقر نفسه عن شئ من الخير, بل على الإنسان عليه أن يشارك يكون إنسان إيجابي في هذه الحياة يساعد ولو كما قال الشيخ بالدعاء , ولو بالدعاء ولو بتبليغ فكرة ولو بالتعاون مع الجيران مع الأهل مع أبناءه مع زملائه في العمل , يكون له دور في العمل الخيري يكون له دور في إثراء العمل الخيري طرح الأفكار والحوار والمناقشة والاقتراحات والاتصال بالمسئولين عن الجمعيات, لعل الله سبحانه وتعالى ينفع به وربما من بلغ أو علم إنسان .
أشكر لفضيلته هذه الكلمات التي ألقاها على مسامعنا, وأشكر لكم حضوركم وفي بعض الملاحظات أو في الحقيقة بعض الأسئلة نطرحها على فضيلته ليعلق عليها بما يفتح الله عليه .
سؤال :
الشيخ يقول أن العمل الخيري لمساعدة المحتاجين يحتاج إذا كان من أهدافه رفع الحرج , ذكرتم موضوع رفع المذلة عن الناس ويحتاج أن تكون له خطط عملية لتحقيق الأهداف ويحتاج إلى مجموعة من الباحثين , الباحثين يحتاجون إلى طبعا شيء مالي فضعف التبرعات يهون من الجانب التنظيمي ، وكيف نستطيع أن وحنا ما عندنا تبرعات بل الحقيقة كما ذكر أحد الإخوة حنا عندنا الأعمال الخيرية ، لكن ما عندنا شئ فجزاك الله خير تعليق ؟
الجواب :
أنا نسيت أن أشكر الأستاذ عصام قاري على حضوره ، وقد استفدت أنا منه كثيرا ، حضرت له عدت دورات وهذه دلالة على اهتمامه في تفعيل العمل الخيري ، وأن الإنسان إذا أراد أن يستفيد كما قال الإمام البخاري.. فلم يستفد ـ لا يعتبر محدثه محدثاً حتى يروي عن من مثله عن فوقه عن من هو أدنى منه .. يعني عن شيخه وعن زميله وعن تلميذه .. أما قضية فعل العمل الخيري قضية رفع الحرج عن المستفيد وحفظ ماء وجهه يقول يحتاج إلى باحثين، نحن عندنا مشروع قمنا لفقير نعرفه ولا يعرفنا نأتيه ولا يأتينا وفتحنا الباب تبرع لنا أكثر من خمسمائة شخص باحث إجتماعي ، كلهم متبرعين لكن سألتني وزارة العمل ، قالوا كيف الجمعيات الخيرية فيها باحثين ما يوجد فيها إلا ثلاثة أو أربعة أوخمسة على حسب الجمعيات وأنت عندك خمسمائة قلت لأنه قرار المساعد عندكم من مجلس الإدارة أما قرار المساعدة عندنا فينطلق من قرار الباحث الإجتماعي إذا وقع ، وقال يمنح هذا ثلاجة أو غسالة أو منحناه مادام وضعنا فيه الثقة في البحث الإجتماعي ، فأضع فيه الثقة بأن يذكر ما يصلح لهذا الفقير، وهو أعرف منا كمجلس إدارة بهذا الفقير نحن مجلس إدارة نجتمع ايش رأيكم ؟ نعطيه ولا ما نعطيه ؟ والله أحد يقول أعطوه وأحد يقول ما يعطيه .. هذا كله تخمين ما وقفنا عن الفقير ولا عن إحتياجاته هذا الباحث هو الذي وقف عليه .. ومن هنا ينشط لك المتعاونون لأنه إذا قدم لك وقال لك ساعد فلان وما ساعدته ثاني ما أحد راح يشتغل معاه ، ولا تعاون معاه لكن إذا علم أن قراره نافذ تعاون معك ووقف بجانبك .
سؤال :
أحد الإخوان يتساءل ويقول ألا يري فضيلتكم أن كثير من الجمعيات الخيرية تتكون من مجالس شكليــة لا تقوم بالعمــل ، بل يقوم عليها أفراد معينين معتمدين علي الفقير , لماذا تتكون مجالس المتخصصين في مجالات متعددة من التربية والإشراف الاجتماعي وهكذا يعني ؟ .
الجواب :
يعني هذا طرحناه في المجالس أن تكون أنا أرى أن تكون هناك مجالس مجلس الإشراف ومجلس تنفيذي أن يكون لك مجلس ثالث هو مجلس للأفكار والآراء والإبداعات ضع لك قسم أسمه قسم الإبداع وضع لهم مجلس كل ما يود يشارك ضعه في قسم الإبداع يعطيك رأيه .
سؤال :
أحد الإخوان يطرح فكرة جديدة يقول المسرح الإسلامي وسيلة فاعلة في الدعوة إلى الله ، وطريقة شيقة لتصحيح ومعالجة كثير من المشاكل الإجتماعية إضافة إلى طرح قضايا إسلامية كقضايا الساعة .. رأيكم في دعم مشروع مسرح إسلامي يعني يعرفه المحسنين ونحن ؟
الجواب :
يعني هذا الموضوع أعتقد أنه مشى في كثير نبشركم من أهل الخير بأن يشتغلون في قناة فضائية إسلامية ، تكون متكاملة لهذا المشروع ولغيره نسأل الله لهم التوفيق والتسديد .
سؤال :
أيضا في اقتراح من أحد الإخوان يقول إنشاء دار إيوائية يشرف عليها المشايخ الكرام ، إيواء من يكفلهم المشروع ويربيهم تربية صحيحة يكون لهم ثمرة طيبة ، لأن الدور القائمة اشتكى بعض حالها إلى الله ؟
الجواب :
أنا ما أدري إيش المقصود بدار إيواء للأيتام ! احتمال يعني للأيتام أو يعني تربية للشباب الضايعين والأطفال المشردين يعني ما عندهم تربية أدبية ؟ أيوه نعم لكن هذه يحتاج ما هو إلى قدرات مالية قدرات إشرافية و إلا يتجمع ناس يلقح بعضهم بعضا بالأفكار السيئة هذا من أصعب الأمور إذا لم يكن عندك قدرة إشرافية فلا تفعل شئ ولو تبرعك لك بالمبنى والكفالات وكل شيء ما عندك قدرة إشرافية وتربوية ، لا تفعل هذا يكون إثم أكثر من الأجر وهذا حصل عند البعض .
في الختام نشكر فضيلة الشيخ على هذه المحاضرة الطيبة وهذا الحوار الطيب وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، ويسرنا أن يقوم فضيلة الشيخ داؤود بن أحمد العلواني نائب رئيس ا لمشروع بتقديم هدية لفضيلة الشيخ وهي عبارة عن درع .. فليتفضل فضيلة الشيخ .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...