تنظيم القاعدة: أصوله الفكرية والمواقف المتعددة منها

تنظيم القاعدة: أصوله الفكرية والمواقف المتعددة منها

د.صبري محمد خليل
أستاذ الفلسفة بجامعه الخرطوم
sabri.khalil@hotmail.com 

أولا: تعريف : يرى كثير من الباحثين ان أصل كلمه القاعدة يرجع إلى تأسيس أبو عبيدة البنشيري لمعسكرات تدريب للمجاهدين لمقاومه الاحتلال الروسي لأفغانستان  أطلق عليها اسم معسكرات التدريب بالقاعدة. كما يرى بعض الباحثين أن القاعدة تشكلت في 11 أغسطس 1988، في اجتماع عدد من قادة تنظيم الجهاد الإسلامي المصري مع أسامة بن لادن، كما يشير بعض  الباحثين إلى انه وفي أبريل 2002، أصبح اسم التطيم "قاعدة الجهاد". وقد أعلن تنظيم القاعدة في عام 1996، الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية. وأصدر ابن لادن فتوى،اعتبرت إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وفي 23 فبراير 1998، شارك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري زعيم الجهاد الإسلامي المصري، إلى جانب ثلاثة آخرين من الزعماء الاسلاميين، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين أعلنوا فيها ( إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم . وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام، مسلولة الحد كسيرة الجناح. عاجزة عن تهديد أي مسلم)(ويكيبيديا).
ثانيا:الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة:
التأثير الفكري لعبد الله عزام: هو "الأب الروحي" لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة حتى اغتياله على يد قوات خاصة امريكيه، ويرى بعض الباحثين انه على أساس فكرة القاعدة الصلبة التي أطلقها عبد الله عزام ، والتي ذكرت لأول مرة في مقال له في صحيفة شهرية أسمها " الجهاد " في إبريل ،1988 أعلن أسامة بن لادن في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر 1989 في مدينة "يشاور" عن قيام هذا التنظيم
نظرية الجهاد الإسلامي العالمي: ويستند فكر عبد الله عزام على نظرية الجهاد الإسلامي العالمي ، والتي تقوم على اعتبار ان أساس قوة الإسلام العالمي يجب أن يتركز في أرض إسلامية واحدة، وأنه بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين, وإقامة دولة الإسلام وتحريرها (أفغانستان ), وبعد ذلك الانتقال لأرض إسلامية أخرى، التي توجد بها نفس الظروف (فلسطين) , ومن ثم حتى الوصول إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية, وإقامة الخلافة الإسلامية،والتي تبدأ من اندونيسيا في الشرق حتى المغرب، وأسبانيا في الغرب .  حتى نصل إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية فيمكن العمل على إنشاء -ولو مؤقتاً- ً الجهاد على أرض إسلامية سيكون مستقبلها التحرير (مثلاً في مصر والجزائر), وأيضاً في دول تكون فيها المواجهات بين المسلمين المستضعفين أمام حكامهم المسلمين وغير المسلمين.
الجهاد يبدأ ب" العدو القريب" وليس" العدو البعيد ": كما كان عبد الله عزام يرى أن الجهاد من أجل تحرير أفغانستان يبدأ في الحقيقة ضد الحكام المسلمين الكفار " العدو القريب "، وليس ضد السوفيت " الجهاد البعيد " (عبد الله عزام وتأثير مذهبه الفكري على مفهوم الجهاد والاستشهاد عند القاعدة وحماس ،أساف مليح، ترجمة مركز عكا لمتابعة مستجدات الشأن الإسرائيلي) .لكن بن لادن وتنظيم القاعدة سيتبنى في مرحله لاحقه معادله عكسية هي ان جهاد العدو البعيد( والذي سيصبح أمريكا) أولى من جهاد العدو البعيد (الحكام المسلمين).
السلفية الجهادية:  ويرى اغلب الباحثين ان  "السلفية الجهادية" تشكل الأساس الفكري لتنظيم القاعدة، وهى محاوله للتوفيق بين السلفية والحنبلية و فكر سيد قطب (الجهادي) و السروريه (والقائمة  أيضا على محاوله التوفيق بين بعض أفكار الإخوان المسلمين والسلفية ) ، هذه المحاولة انتحت نسقا فكريا متمايز عن مكوناته السابقة، يجمع بين الطابع العقدي السلفي والطابع السياسي القطبي. وقد كان تشكل السلفية الجهادية الكامل أثناء مرحلة الجهاد الأفغاني وصفوف العرب الأفغان بالخصوص.
فتوى أهل ماردين:  وقد استند تنظيم القاعدة وغيره من تيارات السلفية الجهادية في اباحه قتال الحكام المسلمين ، إلى فتوى الإمام ابن تيميه في أهل ماردين الشهيرة بـ" فتوى التتار". غير ان قد  توالى نقد هذا التفسير لهذه الفتوى  من  زوايا عديدة (أهمها أنه يتناقض مع مذهب ابن تيميه في عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم  حيث يقول في الفتاوى مثلا " والصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة"( مجموع الفتاوى ، 28 )( -  بدءا من كتاب الجماعة الإسلامية المصرية حولها في سلسلة تصحيح المفاهيم، حتى مؤتمر ماردين الذي عقده مركز الفجر للوسطية الذي يرأسه الشيخ عبد الله بن بيه، وجامعة ماردين بتركيا وخمسة عشر من الباحثين والعلماء الشرعيين.
مفهوم التترس: كما استند تنظيم القاعدة وكثير من تنظيمات السلفية الجهادية  إلى قاعدة التترس: اى جواز قتل المسلم إذا تترس به الكافر، كأساس شرعي لتبرير بعض العمليات العسكرية التي يترتب عليها قتل المسلمين ، غير ان كثير من العلماء يرى ان هذا التبرير غير صحيح للاتي: أولا: أن التترس لا يكون إلا في حاله الحرب( الاشتباك العسكري).ثانيا:أن من أباحه جعل له شروط لا تنطبق على هذه العمليات و هيأن تكون المصلحة منه: 1/ضرورية( اى لا يحصل الوصول إلي الكفار إلا بقتل الترس).2/ كليه( اى أن عدم قتل الترس يترتب عليه أن يستولى الكفار على كل الامه).3/ القطعية( أن تكون المصلحة حاصلة قطعا). ( القرطبي ، الجامع لأحكام الفران، ج16، ص285) . وان هناك من الفقهاء من حرم الترس  كالإمام مالك استنادا إلي الايه﴿ ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطاوهم فتصيبكم منهم معرة دون علم.. ليدخل الله في رحمته من يشاء.. لو تزايلو لعذبنا الذين كفروا عذابا أليما﴾ فالايه تفيد وجوب مراعاة الكافر في حرمه المسلم.
مذهب ايجاب  قتال غير المسلمين (إطلاقاً) : كما استند تنظيم القاعده الى المذهب  القائل أن الإسلام أوجب قتال غير المسلمين (إطلاقاً)، وغزو العالم لنشر الدعوة ،وهومذهب سيد قطب في تفسير سورة التوبة(سيد قطب، في ظلال القرآن، ج10، ص)564،ومذهب  تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير إلى ذلك في قوله (إن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام وفعله يدل دلالة واضحة على أن الجهاد هو بدء الكفار بالقتال لإعلاء كلمة الله ونشر الإسلام) غير انه يربط هذا الجهاد بشرط قيام دوله الخلافه. غير ان كثبير من العلماء يرى ان هذا المذهب مبني على أخذ مذاهب الفقهاء الذين بنوا اجتهادهم على واقعهم، وهو واقع الدولة غير ثابتة الحدود متعددة الشعوب والقبائل، دون مراعاة واقعنا، واقع اكتمال تكوين الأمم وانتهاء طور القبيلة، وما أفرزه من الدولة ثابتة الحدود والشعب الواحد، يقول الشيخ محمد أبو زهرة في معرض حديثه عن آراء الفقهاء في عدم جواز الصلح الدائم(...ولقد أثاروا تحت تأثير حكم الواقع الكلام في جواز إيجاد معاهدات لصلح دائم، وإن المعاهدات لا تكون إلا بصلح مؤقت لوجود مقتضيات هذا الصلح، إذ أنهم لم يجدوا إلا حروباً مستمرة مشبوبة موصولة غير مقطوعة إلا بصلح مؤقت) (محمد أبو زهرة، العلاقات الدولية في الإسلام "الدار القومية، القاهرة، 1384م، ص78-79).، ويدل على هذا أن هناك علماء خالفوا ما قرره هؤلاء الفقهاء، فنجد ابن تيمية يخالف الرأي القائل بقتال الجميع لمجرد الكفر(وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصودة أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين، وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة- كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن وغيرهم- فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو فعله. وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالاً للمسلمين، والأول هو الصواب لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"وفي السنة عن النبي (ص) أنه مر على امرأة مقتولة في بعض مغازية قد وقف الناس عليها فقال "ما كانت هذه لتقاتل"، وقال لأحدهم: الحق خالداً فقل له  لا تقتلوا ذرية ولا عسيفاً "وفيها أيضاً عنه (ص) يقول: لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا إمرأة. وذلك أن الله أباح من قتل النفوس ما يحتاج إليه في صلاح الخلق كما قال تعالى "والفتنة أشد من القتل"، أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة الكفار من الشر والفساد ما هو أشد، فمن لم يمنع المسلمين من إقامة دين الله لم يكن كفره إلا على نفسه).
الخلاف حول جواز قتل المدنيين : كما سبق ذكره فانه في  عام 1998، شارك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وآخرين ، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين، أعلنوا فيها ( إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك..)،وطبقا لهذه الفتوى فان تنظيم القاعدة وغيره من تنظيمات السلفية الجهادية يجيز قتل المدنيين من الأعداء وحلفائهم،وهنا كان أهم نقطه خلاف بين تنظيم القاعدة والعديد من الشخصيات والتنظيمات الاسلاميه،  والتي ترى ان حرمه قتل المدنيين  قطعيه ،  لورود الكثير من النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة القطعية في النهى عن قتل المدنيين كالنساء  والولدان و الشيوخ و الأجراء و الرهبان  منها ما روى عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ): أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشاً قال  : ( انطلقوا باسم الله لا تقتلوا شيخاً فانياً و لا طفلاً صغيراً ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)( رواه أبو داود في السنن ). ، فضلا عن اتفاق جل الفقهاء على القول بحرمه قتل المدنيين (او من لم يكن من أهل المقاتلة و الممانعة بتعبيرهم ) (د. عصام دربالة ،حكم استهداف المدنيين أثناء الجهاد،موقع الجماعة الاسلاميه بمصر ).
ثالثا: المواقف المتعدده من الاصول الفكريه  لتنظيم القاعده:
أ/ الاتفاق:
السلفية الجهادية: ويتفق مع تنظيم القاعدة فكريا وأحيانا تنظيميا أبضا كثير من التنظيمات التي أطلق عليها اسم السلفية الجهادية أهمها، احد أجنحه تنظيم الجهاد المصري بقياده أيمن الظواهري، والجماعة المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر، والجماعة الاسلامبه المقاتلة في ليبيا ، والجماعة المغربية المقاتلة في المغرب، وجماعه جند أنصار الله  وتنظيم الجهاد والتوحيد بغزه، وتنظيم دوله العراق الاسلاميه بالعراق.......
ب/ الاختلاف:
السلفية الدعوية : وقد قام كثبر من دعاه  التيار السلفي(الدعوى) بنقد كثير من أفكار ما أطلق عليه اسم السلفية الجهادية عامه و تنظيم القاعدة خاصة باعتبارها خروجا على المنهج السلفي عامه والمذهب الحنبلي خاصة ، منهم عبد العزيز بن باز و عبد العزيز بن عبدا لله آل الشيخ  وصالح بن فوزان الفوزان و صالح اللحيدان ومقبل بن هادي الوادعي من السعودية، و صالح الغربي من المغرب (كتاب طواغيت الخوارج بالمغرب بين الفتاوى التكفيرية والأعمال الانتحارية الإجرامية"، ط1 ،المغرب، 2006 ) ، و عمر البطوش من الأردن (كتاب  كشف الأستار عما في تنظيم القاعدة من أفكار وأخطار).
القرضاوى: وقد اصدر الدكتور يوسف القرضاوي في كتاب "فقه الجهاد.. دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة"، عرض خلاله التأصيل الشرعي لأحكام الجهاد في الإسلام،  رفض فيه مذهب إيجاب  قتال غير المسلمين (إطلاقاً) - والذي يستند إليه تنظيم القاعدة- واستند في رفضه إلى أقوال العديد من الفقهاء (من حقنا – بل من واجبنا – أن ننوه هنا بأهمية الأقوال المهمة التي ذكرها الإمام الجصاص عن عدد من فقهاء الأمة ، فيهم من الصحابة مثل : ابن عمر ، ومن التابعين مثل : عطاء وعمرو بن دينار ، ومن الأئمة مثل : الثوري وابن شبرمة : أنه ليس واجبا على المسلمين : أن يغزو الكفار إذا كانوا آمنين على أنفسهم ، إنما يجب الجهاد في حالة الخوف من شرهم وعدوانهم على المسلمين  )( فقه الجهاد 1/65 ) .كما أضاف موانع جديدة لهذا المذهب (مما ينبغي أن يضاف إلى الموانع والأعذار التي ذكرها الفقهاء لترك الغزو في كل العالم: أن تتوافق دول العالم على السلام ، والامتناع عن الحرب ، وحل المشاكل بالوسائل السلمية ، وإتاحة الفرصة لتبليغ الدعوة بالوسائل العصرية السلمية ، بالكلمة المقروءة والمسموعة والمشاهدة كما هو الواقع في عصرنا ، فلا ينبغي أن يظهر المسلمون وحدهم بأنهم دعاة الحرب في حين يتناد العالم كله بالسلام ، فكيف وعندنا من النصوص المتوافرة من القرآن الكريم ، ومن الهدي النبوي ، ما يرغب في السلام ، ويدعو إلى السلام )( فقه الجهاد ،1/82).
وقد رفضت مواقع تنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت اجتهادات القرضاوي باعتبار أنها تهدم الأساس الفكري والشرعي الذي قامت على أساسه، فقد نشرت منتديات البراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ردا على الكتاب تحت عنوان "الرد الكامل على كتاب فقه الجهاد للقرضاوي".
الجماعة الاسلاميه بمصر:  كما كانت الجماعة الإسلامية بمصر أكثر الجماعات الاسلاميه انتقدا للكثير من أعمال تنظيم القاعدة ، حيث يقول قادتها في كتاب لهم  أن تنظيم القاعدة (أضر بالإسلام عظيم الضرر في كل مكان، ففي القضية الفلسطينية أصبح نزفها أكثر من ذي قبل وتراجعت في ضمير العالم إلى المقاعد الأخيرة من حافلة الأحداث، كما انه تسبب في احتلال أفغانستان ومحو هويتها وضياع كفاح شعبها، كما ان تنظيم القاعدة ساعد بتفجيراته في 11 سبتمبر في احتلال العراق وتفكيك هويته وجرأة أميركا على العالم الإسلامي كله). وعما يطرحه تنظيم القاعدة عن جواز قتال العدو يقول الكتاب (ان هذا الجواز ليس مطلقا، وإنما هو مقيد بأن يغلب على الظن ان تتحقق به المصلحة للإسلام والمسلمين أما إذا لم تتأت منه مصلحة أو كانت مفسدته تربو على مصلحته فلا أحد يقول بجواز ذلك القتال).كما يرى الكتاب (ان الصدام المسلح مع الحكومات والخروج عليها لن يكون الحل المناسب، ولن يأتي بالمفقود من أحكام الشريعة، بل انه قد يؤدي إلى ضياع بعض الموجود منها والى ضياع الكثير من المصالح الضرورية لتحل محلها مفاسد عظيمة الأمة في أمس الحاجة إلى دفعها). (موقع السكينة، 16/11/2010 ).

المصدر: http://www.sudanile.com/2009-09-03-11-01-55/27706-2011-05-16-06-26-13.html

الأكثر مشاركة في الفيس بوك