ثورة واحدة ترفض الجريمة !

ثورة واحدة ترفض الجريمة !

مروة كريدية
فصل مستمر آخر من الفصول المخابراتية يعيشها السوريون مع نظام احترف إهانة رعاياه وبالأخص كل من تسول له نفسه أن يطالب بشيء من إنسانيته وكراماته .
وبينما تتوالى رسائل "الإصلاح الفارغة " والوعود ب"العفو" التي يلقيها الرئيس بشار الأسد في خطاباته وفي وقت يوجه وزير خارجيته وليد المعلم رسائله "التطمينية " لأعضاء جامعة الدول العربية من اجل تبيض صفحة النظام، كان أتباع النظام البعثي يوجهون الرسائل الحمراء قتلا وسفكا للدماء في الشوارع ؛ رسائل ترهيب و تركيع لكل من يقول لا للظلم فيما تتابع عمليات القنص والاعتقال لتذكر الناس يوميا بالحل الأمني الجائر
و لو آمنا جدلا بصدق وعود النظام بالإصلاح ولو صدّقنا بسيناريوهات الرواية الرسمية القائلة بالمؤامرة وبوجود إرهابيين ومسلحين.فهل حملات التعذيب والاعتقال وقنص الأطفال مبررة ؟ أليس كافيا أن تكون إراقة دماء الأبرياء سببًا لاستقالة رئيس" يحبه شعبه ويحبونه" ؟ أليس جديرا برئيس "يحترم " شعبه أن يقدم اعتذارا لأمهات من سقطوا ولا ذنب لهم إلا أنهم كانوا هناك ؟
والسؤال الكبير المفصلي الذي نضعه حيال كل الأحرار : هل سياسة سوريا الخارجية الممانعة والمقاومة – والتي يؤيدها معظم المزاج العربي والشعبي – سببا للسكوت عن القمع الداخلي والمجازر التي يرتكبها النظام يوميا ؟ وهل قدر الأحرار أن يسكتوا عن انتهاكات حقوقهم المدنية بذريعة أن النظام ممانع ؟ ولماذا يتم تصوير أي محاولة إصلاح داخلي في أي دولة عربية على أنها مؤامرة خارجية ؟ وكأن الديمقراطية والمقاومة لا تجتمعان !ولماذا يتم تصوير المعارضات على أنها عميلة أو إسلامية متطرفة ؟  
لم يعد بوسع احد تغطية جرائم تمادى النظام في ممارستها حتى عند مؤيديه وشركائه الإقليميين ففي إيران المناصرة له تعالت الأصوات في البرلمان معتبرة ان مطالب الشعب السوري محقة ويجب دعمها، مما يؤشر على تغيير في المزاج الإيراني حيال الوضع في سوريا. وبالتالي فإن "حزب الله " الذي راهن على إصلاحات الأسد خسر شعبيته العريضة في الشارع السوري كما خسر تأييد القواعد الشعبية العربية له و التي اكتسبها بعد حرب تموز 2006 . ولم يعد بإمكان أمينه العام حسن نصر الله أن يقدم الخطب "التبريرية " ويجمل صورة ظهرت بأبشع صورها الدموية  .
وفي عصر لم يعد بوسع الإنسان مهما كان انتمائه أن يرضى بأقل من الكون حدودا له وبالكرامة والحرية حقا دائما له فان أنظمة القمع كلها باتت أيامها معدودة ولم يعد بإمكان الشعب وحتى الكوادر الرسمية العاملة في القطاعات الثقافية والمدنية أن تسكت حيال أكاذيب تقال باسمهم يوميا .
الكلام نفسه ينطبق نعم على كل دولة قمعية وكل نظام شمولي وقد حان الوقت لان تضع الشعوب حدا للخوف الذي دفعت ثمنه غاليًا جدًّا وآن لها أن تواجه كل المسرحيات الكاذبة التي تتجلى من خلال  ازدواجية الكلام المعسول والوعود بالإصلاحات من جهة و الرسائل الدموية والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين من جهة أخرى .
 نعم غدًا تاريخ مفصلي في العالم العربي وسوريا بعدما انطلقت عدوى الثورة والمطالبة برحيل أنظمة توتاليتارية مارست شموليتها بشكل مقزز وذلت شعوبها بكابوس الحزب الأوحد والنظام الوحيد قرابة نصف قرن واغتالت الأوطان وحرية الكائن المسمى إنسانا .
و نعم لثورة واحدة في ترفض الجريمة !
 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك