شهادات استشراقية منصفة للحضارة الإسلامية

شهادات استشراقية منصفة للحضارة الإسلامية

 

- يقول مونتجمرى وات "Montgomery Watt" رئيس قسم الدارسات العربية في جامعة أدنبره: في كتابه (الإسلام والمسيحية اليوم):

( لست مسلما بالمعنى المألوف، ومع ذلك فإني أرجو أن أكون مسلما كإنسان استسلم لله([1]). بيد أني أعتقد أن القرآن وغيره من تعبيرات المنظور الإسلامي، ينطوي على ذخيرة هائلة من الحق الإلهي؛ الذي مازال يجب عليَّ أنا وآخرين من الغربيين أن نتعلم منه الكثير.)

ومن المؤكد أن الإسلام منافس قوي في مجال إعطاء النظام الأساسي للدين الوحيد الذي يسود في المستقبل([2]).

2- جورج برنارد شو "George Bernard Shaw":

يقول جورج برناردشو الكاتب والمفكر والفيلسوف الإنجليزي (الأيرلندي) ت1950م:

(لقد كنت دائما احتفظ لدين محمد عندي بأعلى التقدير، وذلك بسبب حيويته المدهشة. إنه الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه يمتلك القدرة على استعياب تغير أطوار الحياة بما يجعله محل إعجاب لكل العصور.

لقد درست محمداً - ذلك الرجل العجيب - وفي رأيي أنه أبعد ما يكون عمن يسمى ضد المسيح([3])، ويجب أن يسمى: منقذ الإنسانية.

إني أعتقد لو أن شخصا مثله تولى الحكم المطلق للعالم المعاصر لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب له ما هو في أشد الحاجة إليهما من سلام وسعادة.

لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولا في أوربا الغد، كما أنه بدأ يكون مقبولا في أوربا اليوم.

3- يقول هاملتون جب المستشرق الإنجليزي والأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية في كتابه (الإسلام إلى أين؟):

( لا يزال لدى الإسلام فضل آخر يبذله من أجل قضية الإنسانية؛ فهو يقف، على كل حال، أقرب إلى الشرق أكثر من موقف أوربا منه، كما أنه يمتلك تقاليد رائعة فيما يتعلق بالتفاهم والتعاون بين أجناس البشر. فلم يحرز أي مجتمع آخر - غير إسلامي- مثل هذا السجل من النجاح في التوحيد بين ذلك القدر الهائل والمتنوع من الأجناس البشرية؛ بتحقيق المساواة أمام القانون، وتكافؤ الفرص للجميع.

ولا يزال الإسلام قادرا على تحقيق مصالحة بين عناصر الجنس البشري وتقاليدها التي تستعصي على التصالح.

وإذا قدر([4]) أن يحل التعاون، يوما ما، محل التعارض القائم بين المجتمعات الكبيرة في الشرق والغرب؛ فإن وساطة الإسلام تصبح شرطا لا غنى عنه، إذ يكمن بين يديه، إلى حد كبير، حل المشكلة التي تواجه أوربا في علاقتها بالشرق([5]).)

4- برنارد لويس "Bernard Lewis":

وعلى الرغم من أن برنارد لويس صهيوني متعصب ضد الإسلام، دائم التحريض للإدارة الأمريكية ضد المسلمين، وعلى الرغم من هذا الدور غير الأخلاقي لبرنارد لويس؛ أستاذ صموئيل هتجتون... فإنه كتب عن الإسلام والحضارة الإسلامية يقول:

أرسل الله الملك جبريل ليملي القرآن على محمد، بهذا يكمل القرآن سلسلة الوحي التي سبق أن أٌنزل إلى أنبياء اليهود وإلى عيسى؛ ومن ثم يكون محمد أعظم الأنبياء وخاتمهم، ويكون القرآن هو "الكتاب" الأخير، والتعبير الكامل عن إرادة الله ؛ فيما يتعلق بحياة الناس.

إن المسيحية في إخلاصها إلى "إنسان- إله" إنما تلهم مثلاً عليا دنيوية، بينما الإسلام في إخلاصه للقرآن الصحيح لله سبحانه وتعالى إنما هو حضارة: إذ لا يمكن فصل محتواه الديني عن تنظيم حياة البشر؛ ذلك التنظيم الذي كان يوضع موضع التنفيذ فوراً بمجرد التنـزيل.

لقد كان الله في نظر المسلمين هو المصدر الأسمى للسلطة، ومنه استمد النبي سلطته وشريعته في الوقت نفسه. ولقد كان النبي هو مبلغ وحي الله، ورسول العناية الإلهية، والرئيس المفوض من الله لقيادة جماعة المؤمنين. لقد علم يسوع المسيحيين أن يعطوا لقيصر ما لقيصر، وأن يعطوا لله ما لله. وخلال ثلاثة قرون من الصراعات والاضطهادات؛ توطد بصلابة هذا الفصل بين السلطتين الدينية والزمنية في العقيدة المسيحية وممارستها. ولقد أقامت الديانة المسيحية مؤسساتها المنفصلة عن مؤسسات الدولة؛ إذ أقامت الكنيسة طبقة الكهنوت المسيحي.

وعندما مات محمد، كانت بعثته الروحية والنبوية قد اكتملت. وكانت مهمته التي حددها لله، هي: استعادة التوحيد الحقيقي الذي علَّمه وبلَّغه الأنبياء السابقون؛ لكنه ما لبث أن تعرض للتحريف والفساد، وكانت مهمة محمد- أيضاً- القضاء على الوثنية، وتبليغ الوحي الذي جدد الدين الحقيقي والشريعة الإلهية. وكان هذا ما فعله محمد أثناء حياته. وعند موته عام 11هـ - 632م كانت إرادة الله قد أوحى بها كاملة إلى البشرية، ولن يكون بعد ذلك نبي أو وحي آخر.

ويزعم بعضهم أحيانا أن الدين الإسلامي قد فرض بالقوة. إن هذا القول غير صحيح، مع أن عمليات الفتح قد أسهمت إلى حد كبير في امتداد الإسلام والعروبة؛ فبعد وفاة النبي بقرن، وفي إمبراطورية واسعة يحكمها ورثة محمد، وتضم العديد من الأقطار والشعوب؛ كان الإسلام هو الدين السائد، وكانت اللغة العربية تحل سريعا محل اللغات الأخرى وتفرض نفسها وخاصة في الإدارة والتجارة والتعليم.

لقد قامت حضارة أصيلة مستوحاة من العقيدة الإسلامية، ومتمتعة بحماية الدولة الإسلامية، ومدعمة بثراء اللغة العربية. حضارة تنمو وتتسع وتعيش طويلا، وقد صنعها الرجال والنساء من مختلف الأعراق والديانات، وقد اصطبغ كل شيء فيها بالعروبة والمبادئ والقيم الإسلامية.

5- ويقول روجيه دي باسكيه([6]) "Rouget de Basket" الصحفي السويسري الذي درس الإسلام واعتنقه هو وزوجته الهولندية في كتابه اكتشاف الإسلام:

لقد جاء الإسلام إلى الناس لمساعدتهم على عبور هذه المرحلة الأخيرة من التاريخ العالمي دون أن يتعرضوا للضياع. وباعتباره الوحي الأخير في سلسلة النبوات، فإنه يقدم وسائل لمقاومة الفوضى التي تسود العالم حاليا، وإقرار النظام والنقاء في داخل الإنسان، وإيجاد التآلف والانسجام في العلاقات الإنسانية، وتحقيق الهدف الأسمى الذي من أجله دعانا الخالق إلى هذه الحياة. إن الإسلام يخاطب الإنسان الذي يعرفه معرفة عميقة ودقيقة، محددا بالضبط وضعه بين المخلوقات وموقفه أمام الله.

ورُبَّ معترض يقول: إنَّ حال المسلمين اليوم لا يعطي انطباعا جديدا عن إمكانية تحقيق السعادة والسلام. وهنا يوجد الكثير للرد به على مثل هذا الاعتراض، ونكتفي الآن بإيراد بعض الملاحظات الموجزة قبل العودة للحديث عن أوضاع العالم الإسلامي.

فيجب الاعتراف أولا بأن جميع الأديان تمر بأزمة في العصر الحاضر بما فيها الإسلام الذي ربما كانت أزمته أقل درجة. وعلى كل حال، فإن أحدا لا يمكن اعتباره يحكم بالعدل عندما يكون معيار الحكم هو ما صار إليه حال الشعوب التي تعتنقه.

إن المسلمين، بوجه عام، على وعي تام بأنهم عاشوا بعيدا جدا عن المثل الحقيقية للوحي الذي تلقاه النبي محمد، وهم يعترفون صراحة بأنهم لو اتبعوا تعاليم الإسلام فإن حياتهم كلها ستتغير إلى أفضل حال)

ومع ذلك، فلا يمكن إنكار أنه بالنسبة للأزمة التي يعيشها الغرب الصناعي حاليا، فإن العالم الإسلامي يعاني مصائب مختلفة من نواح كثيرة . ذلك أن أسسه الأخلاقية والروحية لم تكن موضع نـزاع بنفس الطريقة التي حدثت في الغرب. ولقد استمسكت الأغلبية العظمى من أبناء البلاد الإسلامية بإيمانها التقليدي. إن الأزمة التي أصابت تلك البلاد إنما هي ذات طابع أكثر متعلق بالماديات ولوازم الحياة. ونجد في آسيا، على وجه الخصوص، عددا من الأقطار التي تندرج تحت أكثر البلاد فقرا على ظهر الأرض، إن هذا الوضع الذي يعود جزئيا إلى القوى الاستعمارية، فإنه بوجه عام، لا يطعن في الكرامة الإنسانية حتى عند أكبر الناس معاناة من الحرمان، لأن الإسلام يضفي على الإنسان كرامة لا يستطيع الفقر أن يمحوها، بل إنه في بعض الأحيان قد عززها، وهكذا نرى بوضوح أنه حتى في أشد الحالات فقرا وعوزا، فإن الإسلام يحفظ للحياة معناها ويعطيها مذاقا يجعلها جديرة بأن يحياها الإنسان)

 

---------------------------------------------------------------

([1]) I believe that embedded in the Quran and other express – sions of the Islamic vision are vast stores of divine truth from which I and other occidentals have still much to Learn.

([2]) M . watt: Islam and Christianity today  ,P.IX, London ,1983.

(3) I have prophesied about the faith of Muhammad that it would be acceptable to the Europe of tomorrow as it is beginning to acceptable to the Europe of today.

([4]) If ever the opposion of the great societies of East West is to be replaced by cooperation, the mediation of Islam is an indispensable condition. In its hands lies very largely the solution of the problem with which Europe is faced in its relation with East.

([5]) H.Gibb: Whither Islam? , London,1932,p.379

([6]) De facon eneral, il est indeniable qu’a l’heure ou toutes les grands religion sont en recul, ou du moins sur la defense,l’Islam, lui, est en progres.

 

المصدر: http://server/2011/warehousing.php?do=item_addnew

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك