الحوار أين نحن منه...!
الحوار أين نحن منه...!
لم يعد الحوار والذي يعد الركيزة الأساسية لقياس مدي التطور الثقافي في المجتمعات الإنسانية بتلك السلعة الرائجة وخصوصا في مجتمعنا حيث لم تعد مؤسساتنا الاجتماعية بكل تصنيفاتها تحفل بهذا السلوك الحضاري فهذا الأب لم يتحاور مع ابنه منذ زمن وهذه الأم لا تعرف أن تبني حوارا مع ابنتها حول أمورا لا نعلم من أين ستتعلمها الفتاة إن لم تتعلمها من أمها؟! وعندما تخرج إلى العمل يستقبلك مديرا مركزيا لم يسمع بكلمة حوار ولا يعلم كنهها فالقرارات والخطط لا نقاش فيها وليست قابلة للنقد . أما في مدارسنا فحدث ولا حرج فكلمة ( أسكت يا ولد ) قد تكون القاسم المشترك الأكثر تداولا بين جل معلمينا مما أوجد لدينا جيلا نشا على تلقي كل شيء وأي شيء. لماذا لا نعود أنفسنا والآخرين على الحوار لماذا لا ننصت لأبنائنا نستمع إليهم نعزز لديهم ثقافة الحوار لماذا لا يسمح المعلم لطلابه بنقاشه والحوار معه لماذا لا يبني معهم جسورا للتفاهم ؟
لماذا أهملنا هذا المنهج الرباني والسلوك النبوي والذي طبقه الغرب بحذافيره فاستطاعوا حل مشكلاتهم وصنعوا مجتمعات راقية أصبحت في الطليعة لأنها مجتمعات تناقش تحاور تستمع تفتح الآفاق لكل أعضاء المجتمع تستمع لهم وتأخذ أفكارهم وآرائهم عند محمل الجد فقد تكون الفكرة الأفضل هنا وليست هناك. لن نستطيع حل مشكلاتنا في بيتنا ومدرستنا وحينا إلا بثقافة الحوار وفتح المجال أمام الطرف الآخر ليقول ما عنده فإما نأخذ أو نرد وعند الرد يجب طرح الأسباب ومحاولة الإقناع .