الوحدة والتعايش بين الأديان .. مسلمون يحيون كنيسة بلبنان

الوحدة والتعايش بين الأديان .. مسلمون يحيون كنيسة بلبنان

في بادرة تعكس الوحدة والتعايش بين الأديان وضع حشد من أكثرية مسلمة وأقلية مسيحية حجر الأساس لبناء كنيسة في بلدة الدورة بمنطقة عكار في أقاصي الشمال اللبناني.بدأ الحفل في قاعة مسجد البلدة، بحضور شخصيات المنطقة ومحيطها، وراعيي الطائفتين الأرثوذكسية والمارونية في عكار، ومئات المواطنين، تبادل المتحدثون فيه كلام الود والتقارب، مؤكدين "وحدة العيش في البلدة بين مختلف فئاتها تاريخيا".

يقول أسعد السحمراني أستاذ العقائد والأديان في كلية الدراسات الإسلامية في معهد الإمام الأوزاعي الجامعي ببيروت ومطلق المبادرة للجزيرة نت، "إن كنيسة السيدة العذراء التي وضعنا حجر الأساس لها كانت موجودة منذ القرن السابع عشر الميلادي وهي سريانية، ولا تزال بعض مداميك أساساتها موجودة في وقف السيدة في القرية".

وتابع "منذ مدة بدأنا في التشاور مع أهل البلدة لكي نقيم كنيسة لمسيحييها، وكان التردد بداية بسبب تناقص المسيحيين فقلنا لهم إن هذه الكنيسة هي بيت الله، وسيبني فيها المسلم قبل المسيحي، لذلك تشاورنا مع مطراني الأرثوذكس والموارنة وبدأنا جمع التبرعات، التي حمل دفاترها المسلمون أكثر من المسيحيين في البلدة".

وبشأن اختيار المسجد مكانا للاحتفال قال إن الهدف من ذلك هو "تأكيد أن ما نقوم به في قريتنا هو عنوان وطني كبير نريده لترسيخ الوحدة الوطنية في عموم لبنان"، وأضاف "نرجو أن يكون ما نقوم به درسا وعبرة لمن يجنحون نحو الغلو والتعصب والتطرف والفئوية لأن الوحدة تبني والتعصب يهدم".

ووفق مطران الروم الأرثوذكس باسيليوس منصور فإن "الذي جرى في منطقة عكار الجميلة بطبيعتها وأكثر بروحانية أهلها، حدث عظيم، فهم يستعيدون الذكريات التاريخية العظيمة بما يقومون به من مبادرات الخير والبركة كالتي نعيشها اليوم في هذا الحدث الفريد".

وأضاف "المسلمون في الدورة يأخذون المبادرة للاهتمام وإنشاء الكنيسة لكل المسيحيين بالمنطقة بدون تسمية طائفية، وهذا أيضا يعلم الكثير لكل هذه البلاد أن التاريخ يعاش ولا يحكى فقط".

وبدوره قال الوزير السابق رياض الصراف للجزيرة نت "عندما يقوم العالم الغربي بمنع المآذن يقوم مؤمنون صالحون مسلمون في بلادنا ببناء الكنائس في الشرق، الرسالة ليست رسالة تعايش وإنما رسالة إيمان".

ويرى الصراف أنه "عندما تدخل السياسة لسوء حظنا في قرارات الدول والمناطق يبقى الإيمان هو الأساس. واليوم علمتنا الدورة درسا في الإيمان والحضارة الإنسانية العميقة، والذين يذهبون إلى الغرب عليهم أن يتذكروا دائما هذه القرية ذات المساحة الصغيرة، والقلب الكبير، وليباركوا للمؤمنين وللدورة، والله يسامح الذين نسوا الإيمان لمصالحهم الخاصة".

أما خليل الحصني -وهو أحد أبناء القرية الذين هجروها- فأوضح أن عدد المسيحيين فيها لم يعد يتعدى المائتي شخص، بينما كانوا الأكثرية مطلع القرن الماضي، موضحا أن سبب هجرة غالبية المسيحيين هو "البحث عن حياة أفضل".

وذكر مختار صالح السحمراني أن "عدد السكان الكلي اليوم يناهز الأربعة آلاف، بعد هجرة العديد من عائلاتها إلى البلدات المجاورة وبلاد الاغتراب، ولا يزال هؤلاء على تواصل مع أهل بلدتهم".

المصدر: http://www.qenshrin.com/details.php?id=19937

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك