دور الاعلام في حوار الاديان والحضارات والامل الموعود
دور الاعلام في حوار الاديان والحضارات والامل الموعود
صباح محسن كاظم
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
الاهداء:إلى أرواح الشهداء،وإلى من يترقب خروج المصلح العالمي ومن يؤمن بالحوار لا بالعنف والارهاب.....
المقدمة:
بالطبع هناك مشتركات بين الامم والشعوب والحضارات،بالايمان بخالق الكون ورسالات الانبياء، فالحوار الحضاري لا التقاطعات والحروب تصنع الحياة بصورة أجمل وتقرب المسافات بين الشعوب بالتواصل والتعاون لا بالاستعداء او الاساءة الى المقدسات والثوابت بالاديان المختلفة..
ليس من السهل الخوض في غمار دراسة معاصرة وجديدة لقضية عقائدية شغلت الملايين من البشر على مدى التأريخ الاسلامي والانساني، وخصوصاً قضية الاعلام والاسلام،ونحن بعصر العولمة، والمعلوماتيه، والفضاء الاعلامي الواسع والمتنوع والمهيمن،وللأعلام بكافة وسائله الدور الريادي في حوار الاديان والحضارات ،وبعد القلق الانساني من إنتشار الامراض الفتاكة،والحروب الوحشية، تعاظم الاحساس الانساني بالعودة إلى الصفاء.. والنقاء الروحي ..والاخلاقي .. الذي رسمته الشرائع السماوية في التوراة ،والانجيل، والقرآن،وما دعا له الانبياء والرسل والصالحين،بأن لابد للوجود من منقذ ومصلح فلايمكن أن موجد الوجود لايمّكن للصالحين من الانتصار الحتمي، وتحقيق الحرية،والعدل،والمساواة ،والسعادة ... ومعظم مراكز البحث اللاهوتي او المستقبليات تدرس كيف المآل والمصير الانساني وانتظار المصلح لتحقيق العدل...
بعد التوكل على خالق السماوات والارض ومسخر الرياح وفالق الاصباح المنان الحنان الحي القيوم والباقي بعد فناء الاشياء ،شرعنا بكتابة هذا المؤلف الذي واجهت صعوبةً بالغةً في الحصول على مصادر خاصة بالاعلام والقضية المهدوية ،فلم أجد ولامصدراً واحداً يشير لذلك لا ورقياً ولا في الانترنيت،لذلك لا أدعي بلوغ المرام ،لكنها محاولة أولى نتمنى أن تؤسس لمشروع إعلامي نهضوي يحمل رسالة جادة،وهادفة،تسمو بالروح والاخلاق نحو مراقِ الكمال.... ونسأل الله القبول والرضوان،ونأمل من العلماء والاكادميين والباحثين الخوض في غمار تلك المناطق الخصبة التي لم تستثمر من قبل.....
الفصل الاول
الباب الاول
تترقب الانسانية بكل الاديان،وكل العقائد السماوية، والوضعية ،ودوائر الفكر، والبحث المعرفي، والعلمي.... الطلعة البهية للأمل الموعود،لتكحل رموشها بأشراقاته ،وأنواره،ولطفه، ودفاعه عن المحرومين والمستضعفين، وتحقيق دولة العدل الالهي بقيادة بقية الله في أرضه..ان أكثر المشتركات بين الاديان اليهودية، والمسيحية، والاسلام والعقائد الاخرى ،هو ظهور المصلح، والمنقذ،العدل المنتظر،إمام الحق،...فقد جربت الانسانية بمسيرتها التأريخية الطويلة ،شتى العقائد والايديولوجيات والافكار والمعتقدات الوضعية..فعادت،بالجدب،والخواء،والعنف،والاستبداد، والطغيان،وظلم الانسان لأخيه وبيئته بكل وجوداتها. فلم تسلم حتى البيئة من أذاه....
أمل البشرية والشعوب قاطبة إمامنا المنتظر(عجل الله فرجه) هو حلم الانسانية بالسلام،والحرية، والمساواة، والبناء ،والسعادة، فثمة بارقة أمل و نور يستضاء به ،ليهدي البشرية لطريق الاستقامة ..والخير.. والايمان.. والتقوى.. والتعاون.. والسلام
{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
وبما إن لتأثير الاعلام في عصر العولمة حضوره الكبير في الانترنيت،والاعلام المرئي، والمسموع، والمقروء ...فالمرتجى الاهتمام الكبير بأهم قضية كونية ،إنسانية، لايختلف عليها إثنان وهي إن الحق لابد له بالظهور،لكن هناك بعض التفاوت في الاطروحات الفكرية.. والعقائدية.. لاتؤثر سلبا بأتجاه القيمة الكبرى للهدف الاعظم للبشرية جميعا...
القضية المهدوية: تمثل الاصلاح وهو حلم الانبياء والاولياء وكل الصالحين والصالحات وجميع الاتقياء والانقياء- فهو ليس متبنى اسلامي البته- بل مشترك إنساني في كل الديانات وكذلك حتى في العقائد والافكار اللادينية تصبو إلى قائد يحقق العدل في نهاية المطاف الانساني...
من هنا تطرح تساؤلات عديدة كيف نمهد للظهور إعلاميا؟؟
ماهو دور الاعلام في تعريف الانسانية بالامام المهدي؟؟
ماهي الافكار التي يسوقها الاعلام المضاد؟؟
والموضوع في الحقيقة يحتاج الى مراكز بحثية كبيرة وكادر من العلماء والمفكرين والحوزات وأئمة العلم لوضع استراتيجيات لأستيعاب تلك الاطروحة الألهية،لكن هي خطوة رائعة في الطريق لعله تضاء بأنوار أخرى ،من هنا تتجلى لي بعض النقاط التي تعد من العوامل المؤثرة في زيادة الاطلاع عن النهضة المهدوية ...
1- نشر الوعي في القواعد الشعبية عن طريق الاعلام المرئي، المقروء، والمسموع،من خلال البرامج المتخصصة في اللاهوت والمعارف العميقة في العرفان،والفكر ، بشكل محبب، وجذاب، ومشوق باستخدام الصورة ،الموسيقى،الديكور ،الاكسسوارات،فالتقديم للفكرة اشتراط نجاحها عرضها بشكل مشوق -مع إنها فكرة صحيحة- فعامل التشويق يؤدي الى المزيد من الجاذبية وعدم النفور ،بأستخدام النصوص القرآنية الدالة مع ماورد في الانجيل والتوراة وآراء ارباب العلم والمعرفة...
2- طباعة البوسترات، والملصقات، والتقاويم السنوية، والطوابع البريدية، والمعايدات، والهدايا، التي تستوحي - الامل الموعود -الذي تصبو إليه البشرية ليوم اللقاء..
3- ربط النشيء الجديد والطفولة بالقضية المهدوية ،بتعليمهم الاصلاح،ومثل وقيم،الصدق ،الايمان،طاعة الوالدين،حب العلم من خلال قصص الاطفال ،والرسوم الكارتونية المتحركة،ومسرح الدمى ومسرح الطفل واللوحات الفنية..
4- الاهتمام بثقافة المرأة ،بالابتعاد عن الابتذال والعري والتفسخ والانحطاط،لأن الاولوية في التربية هي للمرأة فهي مقدسة ولها الدور الايجايبي في الاعداد التربوي الاسري....
5- إقامة المسابقات البحثية والعلمية والمسابقات الادبية في العالم لأستقطاب الاديبات والادباء بخصوص الامام المهدي والانتظار الايجابي ....
6- إنشاء قناة فضائية متخصصة ..عن القضية المهدوية ،يشرف عليها العلماء وأصحاب الدراية والخبرة بالعقائد والاديان..
7- ربط القواعد الشعبية برموز الامة والشهداء وعظماء الفكر من خلال أسلمة الفكر والمجتمع بوسائل غير قسرية،بل عن طريق الحوار ونشر ثقافة المحبة والتآخي والتسامح في عصر سيادة النزاعات والصراعات الاثنية والعرقية وانتشار ظاهرة الارهاب السياسي والارهاب الفكري والثقافي في ظل العولمة..
8- العمل بإخلاص ونزاهة في كل الميادين، فقصدية الهدف النبيل هو الاصلاح الاجتماعي والروحي والانساني، لأن المدعيات كثيرة والفتن والاضاليل تكاد تعصف بالانسان،فالعمل بإتقان ونزاهة ينقل المسلمين الى التمكين الالهي الذي يهيء ليوم الظهور...
لقد ورد لفظ إعلام من الفعل أعلم كذا أي جعل له علما ،أو ايصال العلم للأخرين،والاعلام المهدوي - ربما هذه التسمية لم تطرق سابقا- فلعل من الضروري إيضاح الايات الدالة على الاعلام في القرآن الكريم.....
نقل المعلومة والاخبار عنها فقد ورد عن نقل الهدهد في قوله لسليمان (عليه السلام)
)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُبِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ( فقد تم نقل الخبر ان الملكة بلقيس تحكمهم مع تصوير للعرش وذكر المعتقدات.....
يرى د- منير حجاب إن الاعلام الاسلامي جهد فني وعلمي مدروس ومخطط ومستمر وصادق من قبل قائم بالاتصال،هيئة كانت ام جماعة أم فرداَ، لديه خلفية واسعة ومتعمقة في موضوع الرسالة التي يتناولها، ويستهدف الاتصال بالجمهور العام وأفراده بكافة إمكانيات وسائل الاعلام وذلك بفرض تكوين رأي صائب يعي الحقائق الدينية ويدرسها ويتأثر بها في معتقداته وعباداته ومعاملاته....
وأنا هنا لي رأي وهو أن الاعلام الاسلامي ينبغي أن لايتم حصره بالدعوة الدينية،بل هو يستهدف ، الانسان،بكل مفاصل حياته.. وقيمه الاجتماعية.. والأخلاقياته.. وسيكولوجية بناء شخصية الفرد ،فالمتطلبات كثيرة من فن، ورياضة، وتنشئة الذوق العام بنسق وأطر يحترم وجود الاخر المختلف معه فكريا وعقائديا..فالجميع سواسية فلا أفضلية لفرد على الاخر، ولا لجماعة عرقيةأو قومية ،فمقياس التفضيل العمل الانساني لخدمة المجتمع.
إن وفرة القنوات الاعلامية التي تحاكي الغرائز، والاباحية ،والشهوات، للأيقاع بمصائد وشرك وحبائل الفساد والافساد،.قبال ذلك يتحتم وضع آلية إعلامية مضادة لثقافة التحلل الجنسي ،من خلال نشر الوعي بمقدم المصلح العدل المنتظر ،وبلورة فكرة الانتظار الايجابي-أي تأهيل الخطاب الاعلامي- فتسويق الافكار الصحيحة من خلال مقدمات صائبة تأتي بنتائج مثمرة صائبة من منطلق {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125... فالخطاب الناضج والواقعي والهادف يصحح المفاهيم المخطوءة عند من ظل السبيل، فالموعظة تدخل القلب بلا إستئذان،إذا كانت مشوقه وجذابة وصادقة...
الباب الثاني
وسائل تطوير الخطاب الاسلامي المهدوي
لاريب إن الاعداد الحوزوي للخطباء الذين يتصفون بالعلمية والدراية في نقل الخبر وتحليله واستنتاجه ويعتمدون صحة السند والمتن وغربلة علم الرجال والاعتماد على الروايات الموثقه التي لاتثير الشكوك والشبهات او الخلاف،بالطبع سيؤدي الى إقناع المتلقي الواعي او الغير متعلم او المخالف عقائديا. أو المشكك الجاهل او من يبحث عن الحقيقة...
فالخطاب الاعلامي يجب ان يعتمد حسب وجهة نظري على:-
1- اعتماد التقنيات الحديثة بالصوت والصورة وتسخير التكنلوجيا في بث وتسويق الافكار الصحيحة،لاكما تعتمد قنواتنا الاسلامية في طرح الافكار الغير موجهة بصورة سليمة،فالقضية المهدوية اذا عرضت بالشكل العلمي والروحي تنال استقطاب العالم لما لها من أهمية في جميع العقائد وهي من بين المشتركات الجمعية في الانسانية...
2- فضح الد عاة والعديد من المزيفين الذين يدعون بين الفينة والاخرى بأنهم هم المهدي كما حصل في السودان والبيت الحرام وفي العراق مرارا ،...فالامام حقيقة مجسدة بالكتب السماوية لا غبار عليها،أما العديد من المدعين فهؤلاء لاتنطبق عليهم القرائن والشرائط الواردة في الادلة الشرعية...
3- الاستفادة من الانترنيت للتخاطب مع العالم أجمع بوسائل حضارية ،لان المتحضر يقبل بكل فكرة صحيحة ،هنا تعتمد طريقة العرض بالادلة العقلية والنقلية...
لقد رسم الشرع المقدس القرآن الكريم، والسنة النبوية، وسيرة الأئمة الاقداس، المنهج الحياتي المستقيم ،والتكليف الشرعي حيال ظهور الامام المهدي(عجل الله فرجه ومقدمه) لينقذ الانسانية من الضلال والزيغ والظلم والحروب بتحقيق الدولة الألهية...وقد ورد في إنتظار الفرج من أفضل العبادات ويعني الانتظار..فالالتزام بالاخلاق التي رسمها القرآن الكريم وطبقها السلف الصالح من النبي واهل بيته وصحبه الابرار وأصحاب الاوراد والاذكار من الزهاد والصالحين من كل المذاهب الاسلامية..فالتركيز الاعلامي على الثوابت والابتعاد عن ما أختلف فيه فقهيا،فما أتفق من روايات العلماء الثقاة عن النبي بروايات حتمية الظهور المبارك كخروج السفياني :وهو شخصية تقود راية الباطل والنداء من السماء بصوت جبرائيل ينادي بأسم المهدي، وقتل النفس الزكية العلوية، حصول الخسف بجيش السفياني في حدود الحجاز ..
أما العلامات غير الحتمية:
التي ليس مضمون حدوثها وهو يرتبط بطبيعة المجتمعات وحركة البشرية ،فالانغماس بالملذات والشر والظلم ليس كمثل من يعمل للأصلاح الثقافي والفكري والعلمي والتربوي...
فقد ورد عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام)قال:-
خمس قبل قيام القائم (عليه السلام) اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية.......
وسيكون ظهور الامام المهدي (عليه السلام) في مكة المكرمة ويبايعه فيها أصحابه الذين يصل عددهم الى 313 ثم يتجه صوب العراق ويتخذ الكوفة عاصمت لدولته الكبرى من القطب الى القطب،إن التسويق الاعلامي المبني على اسس تخاطبية وإتصالية مقنعة يأتي بنتائج مثمرة لصالح الانسانية جميعا،فأشتراطات نجاح الاتصال الاعلامي التنويري قائم على أساسين هما: جوهر الفكرة وصدقية الطرح الاعلامي، في حقيقة الخطاب الاعلامي فقد سئمت الانسانية من كل دعوات الانحلال أو دعوات العولمة في الهيمنة ،فلم يبق الا الايمان بالمنقذ والمخلص والامل الموعود.......
إن الترقب ليوم الظهور هو من الايمان ،فلذلك يستعد الانسان المؤمن للأنتظار الايجابي من خلال ،إقامة الفرائض والمستحبات والاوراد والاذكار والادعية والزيارات وطلب العلم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر،كل ذلك يجعل من الموالي قريب من تطلعات الامام الموعود،الذي تشغف البشرية ليوم خروجه ليملئها عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا من المستبدين والطغاة بأحتلال الشعوب ومصادرة كرامتها،بالطبع للأعلام دوره البارز في تهيئة الاجواء اللازمة لعصر الظهور بالتذكير دائما بإتباع الهداية الحقة عن طريق الالتزام بتعاليم القرآن الكريم،وسنة المصطفى الخاتم-صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا- والتي أكد فيها بحتمية الظهور المهدوي في آخر الزمان ليتحقق الامر الالهي بتطبيق الاسلام..
إن هذه الشرائط التي وردت في معظم الكتب التأريخية والفقهية وكتب السير لاتعني إن الوقوع حتميا،فهناك إرادة الهية تتحكم بمسيرة التأريخ ،وهي ذات مقدسة مدركة ومخططة لصالح البشرية،فحصول جزء او أكثر من تلك الحوادث مرهون بمصلحة الاسلام والمجتمعات والله ارادة محض خير مطلق،لصالح الانسان وهو أرأف به من أمه التي حملته،ما نريد قوله ان المسلم عليه أن يسارع للخيرات،بالعمل الصالح للمجتمع،بالنزاهة،والاخلاص،والحرص،والتواصل لخدمة الاخرين، وإحترام الجميع من الطوائف والمعتقدات الاخرى،فالتطرف تحجر وهلاك ..
والتوقع الدائم بالظهور الحتمي بنحو اليقين الذي لايمسسه أي شك وريبة،فالمؤمن يستشعر عنوان الخفاء بأنه موجود يتحسسه،فيعد نفسه ويروضها على الطاعات ،ويعمل في ميدان حياته كمعلن عن الظهور الحتمي أي يوظف لسانه ويده وفكره وقلمه بالتبشير الروحي لمقدمه،وعلى الاعلام الاسلامي التهيئة النفسية لتلك الاجواء على سبيل المثال،الصحيفة اليومية ان تفرد عمود يومي فكري عقائدي تتناول فيه الانتظار والحث عليه،اودراسات دينية بمختلف الاديان عن الامام العدل المنتظر الامام المهدي-عجل الله فرجه- والتأكيد إعلاميا بكل المجالات الاخرى ،والصحيفة الاسبوعية بإمكانها نشر دراسات تخصصية عن حتمية الظهور،والمجلات الفصلية تخصيص ملفات بحثية عن كل الدراسات المستقبلية أو البحوث المعرفية عن الامام المنتظر-عليه السلام-..الفضائيات،الملصاقت،النشرات،المحاضرات،المساجد،الم ناهج التعليمية والتربويةإلخ من وسائل النشر والتعريف ،ليصبح حقيقة ملازمة للانسان والمجتمع الاسلامي،ربما يقول المؤمن الملتزم لأعمل بنفسي بالطاعات وأستعد للظهور وهنا نناقشه هل هذا يكفي،نقول لا فالمشاركة الفاعلة التواصلية مع المجتمع الاسلامي بكل الميادين الثقافية،والفكرية،والاجتماعية والتذكير الدائم بأن كل عمل يشهد الله عليه والمؤمنون {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105...-المؤمنون- ومن الامتداد النبوي هو الامام المهدي من ولد فاطمة الزهراء-عليها السلام- فالحرص والدقة والنزاهة والاخلاص هو استعداد ليوم الظهور الحتمي،فالتمحيص الالهي للمؤمنين من خلال عملهم الاجتماعي ووظيفة المسلم في البناء ومن أهمها الوظيفة الاعلامية هل يعمل لكسب الطغاة،والسراق،والفاشلين،أم يعمل لخدمة المثل والقيم الالهية التي حث الاسلام عليها ورسمها الشرع المقدس،فمن يريد قبض الثمن الدنيوي بالنفاق،والتملق،لغاية دنيئة في الاعلام أوغيره ،فهو آثم ومنبوذ إجتماعيا لانه يسعى الى تشويه الحقائق ولبس الباطل لبوس الحق،فمدح الظلم يصنع الطغيان ولايصحح الاخطاء فيما عمل الاعلام الهادف هو إضاءة الزوايا المعتمة لتذكير المجتمع والمسؤولين بواجباتهم الشرعية والرسالية في أداء واجبهم بما يرضي الله ورسوله والمؤمنون، ان في دراستنا هذه ننطلق من فهم واستيعاب القرآن الكريم وليس من رغبة شخصية أو عاطفة جامحة بل الدليل العقلي والدليل النقلي سبيل هدايتنا الى هذا الموضوع الحساس-الاعلام والامام المنتظر- فالنص القرآني من حيث الدلالة اللفظية والمعنوية يشير الى ذلك فالاية المباركة{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 - تشير بوضوح ان دين محمد سيظهر الحق وينتصر له ولو بعد حين ليظهر على جميع الاديان ولو كره من كره،والى الان الاسلام لم يحقق وجوده الكلي في الارض اذن لابد من رجل يظهر من آل محمد ليفتح الله على يديه،،والنقاش الثاني الاية تدل بوضوح على أن الله تعالى قد عهد الى نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) بإظهار الدين الاسلامي وسيادته على جميع الاديان في الارض .وبما ان رسول الله ارتحل عن هذه الدنيا ولم تتوفر الظروف والشرائط لتحقق هذه البشارة الالهية بشكل كامل حيث إنه توفي والاسلام لم يكن سائداً على الارض كله، بل كان في الحجاز،واليمن،وحدود اليمامة،وحدود الشام،والكويت،و....،فإن حفيده الثاني عشر الامام المهدي المنتظر (عليه السلام) سيقوم بأعباء هذه المسؤولية ويحيي شريعة الاسلام في العالم كله،وستحقق البشارة الالهية في عهده عليه السلام حيث يرث الارض وترفرف راية الاسلام على المعمورة بأجمعها..
ان انشاء مراكز البحوث المهدوية الاستراتيجية من شأنها تطوير الكوادر الاعلامية العاملة في الاعلام الاسلامي،هذا الاعلام الذي ينمو ويتطور ويزداد تألقا بإفتتاح العديد من القنوات الاسلامية الفضائية،والعشرات من المطبوعات الاسلامية... وبالاخص في العراق بعد التغيير، فهناك العديد من الفضائيات الاسلامية التي بإمكانها تحقيق الغايات المحمدية العلوية الحسينية المهدوية في آن واحد،وكذلك عشرات المجلات والاصدارات التي ظهرت في العتبات المقدسة في الكاظمية .. والنجف ..وكربلاء.. ففي العتبة الحسينية من الاصدارات الاحرار والحسيني الصغير،أما عن الاعلام والشؤون الفكرية في العتبة العباسية فهناك صدى الروضتين (نصف شهرية) وصدى شعبان، والمرتضى، والرسالة ،والعسكريين واصدار الخميس . واصدارات اسلامية في عموم المدن الاخرى، ان هذا الاعلام الذي بدأ يصل الى كل بقاع الارض بإمكانه اشاعة الثقافة الاسلامية الحقيقية..من خلال البرامج الحوارية الهادفة،والبرامج العلمية،والثقافية المنوعة،كل ذلك يصب في خدمة الفكر وتنمية الوعي ....
1-السيد محمد الشيرازي-حقائق عن الامام المهدي -ص11
الباب الثالث
الروايات المشتركة عند السنة والشيعة حو ل الأمل الموعود
لقد اخرج المحقق والمؤلف العلامة الشيخ نجم الدين جعفر محمد العسكري في المجلدين من مؤلفه القيم (( المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والأمامية)ويمثل جمعه جهد معرفي وعلمي اعتمد عليه علماء الأمة في استخدامه كمصدر موثوق لما استخدمه من أمهات المصادر العلمية والبحثية والروايات المتواترة بين الفريقين فالاخوة السنة لديهم الاف الاحاديث وثقوها بكتبهم الصحاح الستة عن الامام وظهوره،فعلى سبيل المثال يذكر العلامة الشيخ نجم الدين العسكري في فصله الأول(1)(31) حديثا نبويا مرويا بإسناد صحيح عن النبي محمد(صلى الله عليه واله) من كتب السنة ومن هنا يمكن الاعتماد على تلك الأحاديث النبوية المتفق عليها بين الفريقين في المناهج الدراسية ،والاهتمام بها في كل وسائل الإعلام بتسليط الضوء على جميع الأحاديث المشتركة أو ماجاء بكتب الأديان الأخرى في التوراة ،والإنجيل ،والاستفادة منها بكتب الجيب،والملصقات،والكراسات،وجميع وسائل الإعلام لتثبيتها في أذهان الناس.فالحديث المتواتر لايصمد أمامه أي طعن أو تشكيك، بل تجد من يحاول تفنيده عاجزا عن مقارعته.. فيستدعي الإيمان به ،والتسليم، والتصديق ،بما ورد :عن المصطفى الخاتم حيال الإمام الموعود منتظر الانسانيه، من هنا فأن الاشتغال الفكري ،والعقائدي، والاعلامي، يأتي أكله وثماره بربط الاجيال والامم والمسلمين بالانتظار الحتمي للطلعة البهية لمنقذ الانسانية من الضياع وتحقيق حلم الانبياء والاولياء والصالحين والشهداء.. فمن خلال المقارنة بين روايتين متواترتين نجد اجماع الامة على صحة الاحاديث المروية في الامام المهدي ، يذكر الشيخ نجم الدين(1) ما أخرجه العلامة إستاذ الذهبي الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي المتوفي سنة 722 ه فقد روي بسنده عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):إن خلفائي وأوصيائي(وحجج الله على الخلق بعدي) لأثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي.قيل يارسول الله ومن أخوك قال: علي بن ابي طالب قيل ومن ولدك قال:المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الارض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ( فرائد السمطين ج2 الحديث الاول) ويقول: ابن حجر ( وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم، للتمسك به الى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيزكذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الارض)2 كما ورد مضمون حديث(لاتخلو الارض من قائم لله بحجة) في كلمات الاعلام من الفريقين منهم الاسكافي المعتزلي في(المعيار والموازنة) وابن قتيبة في( عيون الاخبار) وأبو طالب المكي في(قوت القلوب) والبيهقي في(المحاسن والمساويء) والخطيب البغدادي في تأريخه وعشرات المصادر التأريخية الموثقة،فلا يمكن انكار ودحض تلك الحقائق الا من ليس له عقل ومعتوه والحديث النبوي المتواتر((من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية)).....
المصدر: http://www.m-mahdi.com/forum/showthread.php?14186-%CF%E6%D1-%C7%E1%C7%DA...