الكولونيل دونالدس روكويل: يقين المسلمين السبب
الكولونيل دونالدس روكويل: يقين المسلمين السبب
كانت هناك دوافع قوية وراء اعتناق الكولونيل دونالدس روكويل للإسلام يقول عنها:
إن بساطة الإسلام، ومساجد المسلمين بجاذبيتها، وبما في أجوائها من روعة وجلال ووقار، وما يتميز به المسلمون المؤمنون من ثقة باعثة على اليقين تجعلهم يستجيبون لنداء الصلاة خمس مرات في اليوم، كل هذه الأمور ملكت علىَّ مشاعري منذ البداية.. .. على أنني بعد أن قررت أن أنضم إلى ركب المسلمين، وجدت أن هناك أسباباً كثيرة أخرى أهم وأعمق من هذه الدوافع، قد زادتني يقيناً وتصميماً، وهي:
* هذا الإدراك الناضج للحياة، والذي هو من ثمار السنة المحمدية التي تجمع بين الرأي السديد، والقدوة العملية، في أسلوب من التوجيه الحكيم في أمور كثيرة تدلل على واقعية هذا الدين، وحكمة أخَّاذة سديدة في أقوال محمد (ص)، ... خُذْ مثلاً قوله إعقلها وتوكل ... لقد قرر في هاتين الكلمتين نظاماً دينيّاً في أعمالنا المعتادة، فلم يطلب إلينا التصديق الأعمى بوجود قوى غيبية تحفظنا برغم تقصيرنا وإهمالنا، بل يدعونا إلى الثقة في الله، والرضا بإرادته في عاقبة أمرنا، إذا نحن طرقنا الأمور من أبوابها الصحيحة، وبذلنا في ذلك قصارى جهدنا.
*سماحة الإسلام مع الأديان الأخرى ـ والذي هو نابع من اتساع الأفق الفكري ـ تجعله قريباً إلى قلوب أولئك الذين يتعشقون الحرية، فقد دعا محمد (ص) أتباعه إلى أن يحسنوا معاملة المؤمنين بالتوراة والإنجيل، وإلى الإيمان بأن إبراهيم وموسى وعيسى عليهم رُسُلٌ من عند الله الواحد الأحد ... هذه سماحة يمتاز بها الإسلام عن الأديان الأخرى.
* التحرر الكامل من عبادة الأوثان، دليل على سلامة دعائم العقيدة الإسلامية، وعلى نقائها، فالتعاليم الأصلية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم لم يغيرها المشرعون بتعديلات أو إضافات، فها هو ذا القرآن الكريم على الحالة التي أنزل بها على محمد صلى الله عليه وسلم لهداية المشركين والكفار في بداية دعوته ظل ثابتاً راسخاً حتى الآن.
* الاعتدال والتوسط في كل شئ هما دعامتان أساسيتان في الإسلام، قد استحوذتا على كل إعجابي وتقديري.
لقد أمنت أن الرسول محمد (ص) كان حريصاً على صحة قومه، فأمرهم بالتزام النظافة إلى أبعد الحدود، كما أمرهم بالصوم والسيطرة على الشهوات الجنسية ... وأذكر أنني كنت ـ عندما أقف في مساجد أسطنبول ودمشق وبيت المقدس والقاهرة وغيرها من المدن ـ أحس شعوراً عميقاً بقدرة الإسلام في بساطته، على الارتفاع بروح البشر إلى الآفاق العليا، بدون حاجة إلى زخارف أنيقة، أو تماثيل، أو صور، أو موسيقى، أو طقوس رسمية.. فالمسجد مكان للتأمل الهادئ، ونسيان الذات وفنائها، واندماجها في الحقيقة الكبرى، في ذكر الله الأحد:
* تتجلى ديمقراطية الإسلام التي أثارت إعجابي في تساوي الحقوق بين الملك صاحب السلطان، وبين الفقير المتسول داخل جدران المسجد، فهم يسجدون جميعاً لله، ليست هناك مقاعد تستأجر، ولا أماكن تحجز لفئة دون أخرى.
* لا يؤمن المسلم بوسيط بينه وبين ربه، بل يتجه رأساً إلى الله، خالق الخلق، وواهب الحياة، وهو لا يراه دون التجاء إلى صكوك غفران، أو إلى أحد لمنحه منحة الخلاص.
* الاخوة العالمية الشاملة في الإسلام، بغض النظر عن اختلاف العنصر أو المذهب السياسي أو اللون أو الإقليم فقد ثبت ذلك عندي بكل يقين واقتناع مرات ومرات ... وهذه ظاهرة أخرى كانت ضمن الدوافع التي قادتني إلى الإيمان بالإسلام.