هلوجارد السويسرية بعد إشهار إسلامها:النصرانية شىء هامشى فى الغرب
هلوجارد السويسرية بعد إشهار إسلامها:النصرانية شىء هامشى فى الغرب
الإيمان له قوة خارقة فى اقتحام القلوب وله قوة ساحرة فى السيطرة على الأفئدة وله مذاق خاص .. وفريد، ويشعر به كل من ذاق حلاوته، فبمجرد أن يتسلل شعاع الإيمان إلى قلب الإنسان سرعان ما ينتفض كيانه، ويزيل تراكمات الهم والغم، وتبدأ نسمات السعادة والراحة، والأمن والأمان تهب على نفس الإنسان وكيانه.
السيدة هلو جارد مطر -سويسرية- إحدى الغربيات اللاتى دخل الإيمان إلى قلوبهن، تعيش الآن نشوة وصفاء وسعادة لم تشعر بها من قبل، تعرفت على الإسلام وآمنت به، فرحت وسعدت بإيمانها، بحثت عن القرآن فوجدت ترجمة له، احتفظت بها. تقرأها ليل نهار، حتى حضرت إلى القاهرة .. ومنها إلى مشيخة الأزهر الشريف، وأمام الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر نطقت بالشهادتين وحصلت على شهادة إشهار الإسلام والتى تعتبر أعظم شهادة حصلت عليها على حد تعبيرها.
ليلة القدر التقت بفاطمة مطر - اسمها الجديد - وأجرينا معها هذا الحوار الإيمانى.
* هل هناك سبب معين لتغيير اسمك إلى فاطمة .. أم هو عامل إجبار من رجال الأزهر الذين أتموا لك عملية الإشهار ؟- فاطمة : أبدًا .. هذا الاسم - فاطمة- لم يختاره لى أى إنسان، والأزهر لم يتدخل فى هذه المسألة، بل إنهم فى الأزهر سألونى : هل تحبى أن تغيرى اسمك أم لا ؟ فقلت : لابد .. والى فاطمة - وهذا الاسم العظيم - أكون صريحة معكم إذا قلت اننى أجد فيه معانى كثيرة ففيه التقوى .. والإيمان .. السمو .. الهدوء ، فأنا أحب هذا الاسم جدًا، وفوق ذلك هو اسم السيدة فاطمة بنت رسولنا (صلى الله عليه وسلم) ، كما أنه اسم جدة زوجى خالد. وإذا كان هناك اعتراض من أى مسلم بأن أكون إنسانية غربية واسمى نفسى بهذا الاسم، فأنا أقول لماذا تسمى الأسر المسلمة بناتها بهذا الاسم فعلى حد علمى.. لا يخلو منزل من هذا الاسم.
* متى تعرفت على الإسلام ؟ وماذا كان شعورك وقت ذلك ؟ -
فاطمة : تعرفت على الإسلام منذ أربع سنوات تقريبًا، وذلك من بعض المسلمين، حيث كانوا يقدمون لى الإسلام كدين سماوى يرفع من كيان الإنسان، يحمل جميع الفضائل والأخلاق. فى الحقيقة لم أجد منهم إرهابًا، أو إجبارًا أو أحكامًا تصدر علىّ سواء أعتنقت الإسلام أم لا ، فى بداية الأمر أخذت أهتم بهذا الدين، لكنى لم أكن مقتنعة به، حتى طالبتهم بنسخة من القرآن الكريم، وأحضروا لى ترجمة لمعانى القرآن الكريم، قرأت فيها، وسمعت منهم، وبعد أيام وجدت نفسى فى حالة عشق وهيام بهذا الدين، وأدركت أن هناك شعورًا بالسعادة لم أتبين حقيقتها إلا فيما بعد، وناشدت الاخوة المسلمين أن يدلونى على كيفية اعتناق الإسلام، فكانت الإجابة سهلة جدًا، وبلا أية تعقيدات، فما هو إلا الإقرار بالتوحيد ونبوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم العمل والعبادة، وبالفعل أسلمت هناك فى سويسرا، وحفظت سورة الفاتحة وقل هو الله أحد وبدأت الدخول فى الصلاة، والاحتشام ، ثم أخبرت الكنيسة التى اتبعها بإلغاء الاشتراك الذى كنت أدفعه شهريًا وهذا يعنى أننى خرجت عنها، نعم خرجت عنها بكل إرادة وحرية، وبكل قوة. القرآن لا يفارقنى
* إن فترة أربع سنوات هى عمر إيمانك واعتناقك الإسلام كفيلة بأن تجعل منك داعية لقريناتك فى سويسرا ، فهل قمت بنوع من العمل الدعوى؟ -
فاطمة : فى الحقيقة أنا لم أصل إلى هذه الدرجة ، فحتى الآن معلوماتى عن الإسلام قليلة، ومع ذلك وضعت فى محل الكوافير الذى أملكه وأعمل به لوحة كبيرة مكتوب عليها سورة (الكرسى) كما أنى أدير الكاسيت الخاص بالمحل على شرائط القرآن لكى تسمعه السيدات، ولكن للأسف لا يعرفن اللغة العربية فلا يفهمنه وإن كان البعض منهن يبدين اهتمامهن بتلاوة القرآن، وأخريات يسألن عنه.
* أريد أن أتعرف على حياتك قبل الإيمان .. هل كان فيها نوع من الالتزام الدينى أم غير ذلك؟
- فاطمة : الذى لا يعرفه العالم الإسلامى ووالعرب أن الدين فى الغرب شىء هامشى، إلى أقصى درجة، ليس هناك التزام دينى، المسيحية ما هى إلا اسم فقط، فأنا على سبيل المثال علاقتى بالكنيسة كانت مقصورة على الاشتراك الذى كنت أقدمه لها، هذا فقط، أما حياتى فمثل حياة الأخريات عمل.. وخوض فى مباهج الحياة.
* أرى أن الزى الذى ترتدينه .. حشمة ووكار، بخلاف الأخريات المتبرجات، فهل هذا التزام داخلى أم بتأثير زوجك ؟
- فاطمة : أبدًا والله .. كل ما فى الأمر ااننى عرفت وعلمت أن المسلمة لابد أن تحتشم ، وأنا أجد فى هذا الزى نفسى وراحتى، ولا أبالغ إذا قلت أجد فيه الأناقة بكل أبعادها. ونح
ن فى الغرب لا نقبل الإكراه على شىء، نفعل ما نعتقده ونقتنع به، وأنا لا أترك لأى إنسان الفرصة فى فرض أمر علىَّ لم أكن مقتنعة به.
تلاعب بالأديان * بمناسبة الإكراه .. هل تعلمين أن الإسلام لا يكره أى إنسان على اقتناعه ، لكنه فى نفس الوقت يمنع من يدخله أن يخرج ؟++
- فاطمة : بالنسبة لىّ .. دخلت الإسلام بقنناعة شخصية دون تدخل أو تأثير من أى مسلم أو مسلمة ، ولماذا هذا السؤال .. وأنا دخلت الإسلام ولن أتركه مهما كانت العوامل ؟! أما أن الإسلام يعاقب من يسلم ثم يرتد .. فهذا أمر جميل وقمة العدل والحرية، فإن الخروج من المسيحية للإسلام ثم من الإسلام لغيره يعد من قبيل التلاعب بالأديان ، وهذا عبث لا نقبله ، الأديان يجب أن تحترم، ولا تكون ألعوبة يلعب بها الإنسان حسب هواه.
* ما رأيك لماذا يقف العالم الغربى موقف العداء من الإسلام ؟
- فاطمة : نعم العالم الغربى يقف موقفًا عددائيًا، ولكن العامل الأول والأساسى أن الغرب أخذ فكرة خطأ عن الإسلام، فالإسلام عند الغرب .. إرهاب ، تطرف، حروب ، دمار ، نهب، نصب، جرى وراء الشهوات، وقد يكون لديهم نوع من الغدر، بسبب سلوك بعض المسلمين فى الغرب، فالمسلم الذى يأتى من الشرق، لا يحمل قيم دينه، ولا سلوك قرآنه، وإنما جاء يحمل عادات وأخلاق بعيدة عن الإسلام ، ولذلك يمكن أن تلاحظ أن جميع من يسلم من الغرب يأتى إسلامه بناء على قناعة خاصة من خلال الاطلاع والتعرف على الإسلام من الكتب.
من هنا يجب على الشباب المسلم الذى يهاجر إلى الغرب أن يدرك هذه الحقيقة، فكل ما يحمله من حسنات أو سيئات ستكون بمثابة المفهوم الشائع عن الإسلام لدى الغرب، ولابد أن يدركوا أنهم يحملون الإسلام، ولابد من الالتزام بأخلاقه وعباداته وآدابه.
* ما هى الأشياء التى تتشوقين إليها الآن ؟
- فاطمة : الحج .. نفسى ومنى عينى أن أصلى بجوار الكعبة، وبعون الله سبحانه سوف أصطحب زوجى خالد العام القادم لأداء فريضة الحج، وأنا أريد أن أودى العبادات الإسلامية كاملة فضلاً عن شوقى للأماكن المقدسة فى مكة والمدينة.
ويتدخل زوجها خالد ويقول: فاطمة نوعية طاهرة، مقبلة على الإسلام بحب وشغف، سعيدة كل السعادة بإسلامها وكان بكاء الفرحة وهى تنطق بالشهادتين فى الأزهر الشريف وهى حتى الآن فى أمس الحاجة للقراءة عن الإسلام باللغة التى تفهمها، ولذلك قدم لنا رجال الأزهر مجموعة من الكتب المترجمة وفيها تعريف بالإسلام، والحقيقة أرى فيها المسلمة .. التقية .. العفيفة.. المحبة للإسلام الملتزمة بما تعرفه عن دينها.
من موقع ليلة القدر
المصدر: http://islameiat.al3robh.com/vg/?sedany=vg26