الاتصال الثقافي وحوار الحضارات في العصر العباسي
231
الاتصال الثقافي وحوار الحضارات
في العصر العباسي
د. عبد الخالق عيسى
232
مل ّ خص
الاتصال الثقافي وحوار الحضارات في العصر العباسي
مدخل:
إ ن الكشف عن النمط العلائقي الذي تشكلت منه الروابط الثقافية العربية قديما
يبرز بوضوح لحمة جمعت الذات العربية آنذاك بالحضارات الأخرى، بحيث كان
النهل من الثقافات المبثوثة في العالم أمرا محببا وجزءًا لا يتجزأ من تكوين الذات
المجتمعية. وقد أخذت الترجمة دورًا بارزًا في نمو الحضارة العربية، لا سيما وأن
الأجواء العلمية آنذاك كانت أجواء جاذبة ومشجعة، فيها تنور وتفتح وثقة بالنفس، ولم
تكن الذات تخشى من خطر الغزو الفكري أو الثقافي، بل هي ذات تبحث عن كل ما
تستكمل به كينونتها، ويساهم في ترسيخ فكرها.
وكان للغة العربية فضل كبير ومحوري في هذا التواصل الحضاري والتفاعل
الثقافي انعكس على الترجمة نفسها، فوجدنا قدرة عالية على هضم النصوص المترجمة
واستيعابها، وإعادة إنتاجها بمفردات الثقافة العربية بحيث كان يبدو وكأن النص
المترجم هو عربي الأصل والمنشأ، والهدف.
وقد تحولت في العصر العباسي الأول الثقافات اليونانية والفارسية والهندية وكل
معارف الشعوب التي أظّلتها الدولة العباسية إلى وعائها، وتم هذا التح ول عن طريقين
:طريق النقل والترجمة، وهذا الطريق لقي اهتماما واضحا من الخلفاء ووزرائهم
وخاصة البرامكة، وطريق ثان أكثر اّتساعا، وهو تع رب شعوب كثيرة وانتقالها إلى
العربية بكل ما لديها من ثقافة ومعارف وعادات وتقاليد وطرائق في المعيشة، مما هيأ
لمدنية عربية تجمع بين التعاليم الروحية وصور الحياة العقلية والمادية.
أما عن النثر العربي فقد أظهر مرونة واضحة في استقبال كل هذه الجداول
الرافدة، وكان ذلك إيذانا بتنوع شعب النثر العربي وفروعه، فظهر فيما بعد النثر
233
العلمي والنثر الفلسفي والنثر التاريخي، على شاكلة ما عند الأمم القديمة، ويلاحظ أ ن
هذه الألوان تأّثرت بملكات اللغات الأجنبية، وأخص اللغة الفارسية.
وتوسعت دائرة الاهتمام ومضى العرب يطلبون ما عند الأمم الأجنبية من وصايا في
البيان والبلاغة سواء الفرس أو اليونان أو الرومان، فقد قيل للفارسي: ما البلاغة؟ قال:
معرفة الفصل من الوصل.
وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: تصحيح الأقسام واختيار الكلام.
وقيل للرومي: ما البلاغة؟ قال: حسن الاقتضاب عند البداهة، والغزارة يوم الإطالة.
ويروى أ ن مع مرًا صاحب الفرقة المع مرية من المعتزلة ت عرض لبهلة الطبيب الهندي
في عصر البرامكة وسأله عن رأي أمته في البلاغة، ودار بينهما الحوار الآتي "قال:
مع مر أبو الأشعث قلت: لبهلة الهندي أيام اجتلب يحيى بن خالد أطباء الهند... ما
البلاغة عند الهند؟ قال بهلة: عندنا في صحيفة مكتوبة، ولكن لا أحسن ترجمتها لك،
ولم أعالج هذه الصنعة فأثق من نفسي بالقيام بخصائصها، وتلخيص لطائف معانيها
قال: أبو الأشعث: فلقيت بتلك الصحيفة التراجمة فإذا فيها: أول البلاغة اجتماع آلة
البلاغة). الجاحظ: البيان والتبيين، تحقيق وشرح عبدالسلام محمد هارون، القاهرة،
1/ مكتبة الخانجي، 92
واستقبال الثقافة العربية لغيرها من الثقافات، واعتمادها عليها ليس فيه انتقاص
أو إشارة إلى عجز أو تأخر، وهذا ما أشار إليه إحسان عباس حين وضع كتابه
المشهور "ملامح يونانية في الأدب العربي"، في قوله: "ومهما يكن من شيء، فإ ن
القول بتقبل الأدب العربي لمؤثرات أجنبية ليس انتقاصا من أصالته، أو استهانة
بعناصر تلك الأصالة على أساس من الإيمان، جرى القلم في فصول هذا البحث"...
ويقصد الكتاب المذكور آنفا..ومن الجدير ذكره أ ن الترجمة لم تكن كل شيء، بل هي
مرحلة من مراحل الابتكار العلمي الإسلامي، وهذه المراحل هي:
_النقل والترجمة.
_الشرح والتفسير.
234
النقد والتصحيح.
_الإضافة والابتكار.
بداية الترجمة
ثمة عدد من الآراء في هذا الموضوع، فبعضهم يرى أن الترجمة في البلاد
الإسلامية ترجع إلى عهد الرسول عليه السلام، لقوله: "من عرف لغة قوم أمن
ش رهم"، ومن أشهر من تعّلم السريانية في ذلك العهد) زيد بن ثابت، فيروى أنه تعّلمها
في ستين يوما، ثم تعّلم الفارسية والرومية، فضلا عن أ ن أقدم بردة في الإسلام تعود
إلى سنة 22 ه، وعليها ن ص باسم عمرو بن العاص، وبه ثلاثة أسطر باليونانية،
والترجمة بالعربية تحتها، وهذا يشير إلى ظهور الترجمة في صدر الإسلام).
ويرى بعضهم أ ن بداية الترجمة لم ترتبط بشخصية المأمون تماما كما يعتقد
الكثيرون، ولم يكن وليد رغبة جامحة عنده في الثقافة الهلينية، وإنما كان قد بدأ قبل
ذلك بكثير، في فترة ما من الحكم الأموي، والشواهد تشير إلى الفترة ما بين ( 105
( 132 ه) عباس، إحسان: ملامح يونانية في الأدب العربي، ص. ( 11
ويذكر أ ن خالد بن يزيد بن معاوية، بعث إلى الإسكندرية يطلب بعض الكتب في الطب
وعلم الصنعة (الكيمياء)؛ لترجمتها إلى العربية، وقد أكد هذا الأمر غير مصدر من
المصادر القديمة، ومنها الفهرست، فقد ذكر ابن النديم أ ن خالدا كان يسمى حكيم آل
مروان، وكان فاضلا في نفسه، ... أمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان الذين نزلوا
مصر وتف صحوا بالعربية، وكان هذا أول ما نقل في الإسلام من لغة إلى لغة). ووصف
ابن خّلكان خالد بن يزيد بقوله: "إنه كان أول من أعطى الترجمة والفلاسفة، وق رب
أهل الحكمة ورؤساء كل صنعة.
235
ويقال إ ن خالد بن يزيد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه مريانس وطلب منه
أن يعلمه علم الصنعة، وطلب من آخر اسمه اصطفن ترجمة ما أتى به مريانس إلى
العربية.
ومن الأمويين الذين تابعوا الاهتمام بالترجمة الخليفة عمر بن عبد العزيز، حيث
اصطحب معه عند انتقاله إلى المدينة أحد علماء الإسكندرية بعد أن أسلم على يديه،
واسمه ابن أبجر، واعتمد عليه في صناعة الطب.
وقام الخليفة عمر بن عبد العزيز بنقل علماء مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة
أنطاكية، علما أن هذه المدرسة لم تغلق برحيل هؤلاء، بل ظّلت قائمة، ومن أشهر
أطبائها: بليطان ،وسعيد بن نوفل.
ويلاحظ أ ن الترجمة في العصر الأموي اقتصرت على الكيمياء والفلك والطب، في
حين تو سعت في العصر العباسي، وشملت الفلسفة والمنطق والعلوم التجريبية والكتب
الأدبية.
أهم المترجمين في العصر العباسي
لقد أخذ المترجمون في العصر العباسي الثاني يعيدون النظر في كثير من الكتب
التي ترجمت في العصر العباسي الأول، علما أن العصر الأول كان يسمى بعصر
النقل والترجمة، لكّنها ترجمة حرفية قد تصيب الكلام بالالتواء أو التعثر أو
الاضطراب في التعبير، وأصبحت الترجمة تعنى بالمعاني التي ترتسم في الذهن بعد
قراءة الفقرة، وهذا من شأنه الحفاظ على روح النص، وتجنب الاختلال الذي قد
يصيبه، وأهم المترجمين في العصرين الأول والثاني:
:( ابن المقفع ( 1
على الرغم من كون ابن المقفع من مترجمي العصر العباسي الأول إلا أن
ترجمته اختلفت تماما عن ترجمة غيره من معاصريه، إذ كشفت عن بلاغة وتمكن من
236
اللغتين العربية والفارسية، أما أهم الكتب التي ترجمها فهي: "خداي نامة، في سير
ملوك الفرس و"آيين نامة" في أنظمتهم ورسالة "تنسر"، و"التاج" في سيرة كسرى
أنوشروان و"الأدب الكبير " و"اليتيمة" و"رسالة الصحابة " كما نقل عن لغته بعض
ما ترجم إليها عن اليونانية من كتب أرسطو في المقولات والقياس المنطقي.
وتوجه إلى غيرها من الكتب أيضا ومنها كتاب بزرجمهر، وكتاب "جاويدان خرد"
في الآداب والأخلاق و"عهد أردشير بن بابك إلى ابنه سابور) . "كتاب الوزراء
والكتاب، تصنيف أبي عبدالله محمد بن عبدوس الجهشياري، حققه ووضع فهارسه
إبراهيم الأنباري وآخران ،مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده، 1938 ، ط 1، ص . 221
"ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا :إن المادة الفارسية السياسية والأخلاقية المترجمة كانت من أهم
المؤثرات في رقي الكتابة الديوانية وتطورها) (شوقي ضيف)
2): حنين بن اسحق :ويعد من أكبر مترجمي هذا العصر، وقد سلك منهجا علميا )
يشابه المنهج الذي يتبعه المحققون في العصر الحديث، إذ كان يجمع مخطوطات
الكتاب الذي ينوي ترجمته، ويقابل بين عبارات كل نسخة محاولا استخلاص المعاني
بدقة، وكان يعمل بين يديه كثير من الشبان وفي مقدمتهم ابنه اسحق وابن أخته حبيش.
أما عن ترجمة هؤلاء الشبان فقد كانت منسجمة مع المنهج الذي اختطه زعيم هذه
المدرسة (حنين)، وهو بدوره يراجع ما يترجمونه ويصلح بعضه، ومن أهم الكتب التي
ترجموها كتاب (الخطابة لأرسططاليس)..". شوقي ضيف: العصر العباسي الأول،
ص (. 514 وذكر أنه ترجم من اليونانية إلى السريانية والعربية، فترجم لجالينوس
خمسة وتسعين كتابا إلى السريانية نقل منها تسعة وثلاثين كتابا فقط).
3): متى بن يونس :وأهم الكتب التي ترجمها كتاب الشعر لأرسططاليس، وقد وقع )
المترجم بشيء من الاضطراب في ترجمته، ولعل السبب في ذلك عائد إلى طبيعة
الموضوع المترجم، وهو المأساة، وهذا وغيره مما يّتصل بالشعر القصصي لم يكن
واضحا في ذهن متى وضوحا كافيا، فالسريان كالعرب لا يعرفون الكثير عن الشعر
237
اليوناني وفنونه، على الرغم من ذلك فلا نستطيع أن نجزم بخلو الكتاب في أصله من
الاضطراب قبل ترجمته)
ومن المترجمين أيضا ثيوفيل بن توما الرهاوي، وجورجيس بن جبرائيل، ويوحنا بن
ماسويه والحجاج الكوفي وثابت بن قرة ) .
أثر الترجمة على الواقع العباسي
يمكن القول إن العتزلة من أكثر الفرق الإسلامية اهتماما بالترجمة والقراءة
وذلك للا ّ طلاع على الثقافات الأخرى من أجل توظيفها في الجدل أمام الملل والنحل
في مجتمع متن وع ومختلف، وهذا ما دفع الجاحظ للقول: "لولا مكان المتكلمين لهلكت
العوام من جميع النحل، فإن لم أقل ولولا أصحاب إبراهيم الّنظام وإبراهيم لهلكت
العوام من المعتزلة، فإّني أقول إنه قد أنهج لهم سبلا، وفّتق لهم أمورا واختصر لهم
(4/ أبوابا ظهرت فيها المنفعة وشملتهم بها النعمة "الجاحظ: الحيوان. ( 206
ولقد تأّثر المتكلمون في هذا العصر في مناظراتهم بما كان في التراث الفلسفي
اليوناني، أما عن النثر العربي فقد أظهر مرونة واضحة في استقبال كل هذه الجداول
الرافدة، وكان ذلك إيذانا بتنوع شعب النثر العربي وفروعه، فظهر فيما بعد النثر
العلمي والنثر الفلسفي والنثر التاريخي، على شاكلة ما عند الأمم القديمة، ويلاحظ أ ن
هذه الألوان تأّثرت بملكات اللغات الأجنبية، وأخص اللغة الفارسية.
وتوسعت دائرة الاهتمام ومضى العرب يطلبون ما عند الأمم الأجنبية من
وصايا في البيان والبلاغة سواء الفرس أو اليونان أو الرومان، فقد قيل للفارسي: ما
البلاغة؟ قال: معرفة الفصل من الوصل جدال وحوار في المسائل الفلسفية الخالصة،
وأكد هذه الحقيقة طائفة من المستشرقين الذين لاحظوا العلاقة بين مبادئ المعتزلة
ومعتقداتهم في نشأتهم وتطورهم وبين ما كان شائعا من المعتقدات والمذاهب الأجنبية
238
على اختلافها). عبدالحكيم بلبع: أدب المعتزلة إلى نهاية القرن الرابع الهجري، القاهرة،
( دار نهضة مصر للطبع والنشر، ط 3، ص. ( 114
فيقول فون كريمر: إن المعتزلة في نشأتهم تأثروا باللاهوت اليوناني، وعلى الأخص
تأّثروا بيحيى الدمشقي وتلميذه تيودور أبي قرة. ويرى شنير أن الاعتزال في آخر
تطوراته قد تأثر كثيرا بالفلسفة اليونانية.
ويقرر ماكدونالد أن الفرقة القدرية تأثرت من غير شك بأساليب الكلام اليونانية،
كما تط ورت في المدارس البيزنطية السورية.
وممن اهتم بالثقافة اليونانية يحيى البرمكي فيروى أّنه كان يطلب من بعض من
يتناظرون في مجلسه أن يجروا مناظرات في موضوع العشق على طريقة أفلاطون
في كتابه "المأدبة" إذ كان الأخير يطلب من أرسطو أن يجري مع بعض الفلاسفة
مناظرات في الموضوع المذكور ويبدو أن يحيى البرمكي قد ا ّ طلع على ما في كتاب
أفلاطون.
"وكان يحيى بن خالد ذا بحث ونظر، وله مجلس يجتمع فيه أهل الكلام من
أهل الإسلام وغيرهم من أهل النحل، فقال لهم يحيى وقد اجتمعوا عنده أكثرتم الكلام
في الكون والظهور والقدم والحدوث، والإثبات والنفي والحركة والسكون، والمماسة
والمباينة، والوجود والعدم والجر والطفرة، والأجسام والأعراض، والتعديل والتحرير،
والكمية والكيفية، والمضاف والإمامة أنص هي أم اختيار، وسائر ما نورده من الكلام
في الأصول والفروع، فقولوا الآن في العشق على غير منازعة، وليورد كل واحد
منكم ما سنح له فيه، وخطر بباله (المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق
(3/ محمد محيي الدين عبدالحميد، مصر، دار الرجاء للطبع والنشر، 286
ومن دوافع الاهتمام بالترجمة أيضا اجتياز الامتحان العسير الذي كان يجرى
لمن يرغب بالالتحاق بدواوين الدولة، علما أن هذا العمل قد يوصل صاحبه إلى أعلى
المراتب فقد يصبح قاضيا وقد يصبح واليا، أما عن المعارف التي يجب أن يلم بها
239
الملتحق بالديوان، فكثيرة، بل إنه يحتاج إلى معرفة في معظم العلوم والفنون، ولذا
مضى الكاتب يقرأ كل ما ترجم من الحكمة اليونانية، وما تناوله الإسكندر المقدوني
وأرسطو من رسائل، وما نقل عن الفلاسفة اليونانيين من أقوال، وكذلك ما نقل عن
الهند من حكم وقصص تتصل بتدبير الملك، وخاصة كليلة ودمنة، وقد صنع أبان بن
عبدالحميد بن لاحق هذا الكتاب شعرا في أربعة عشر ألف بيت، وأهداه إلى جعفر.
(كتاب الوزراء والكتاب، تصنيف أبي عبدالله محمد بن عبدوس الجهشياري، حققه
، ووضع فهارسه إبراهيم الأنباري وآخران، مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده، 1938
( ط 1، ص 221
ويشار إلى أ ن الخلفاء العباسيين قد عنوا بالترجمة عناية كبيرة، واحتضنوا
الإنجازات المعرفية؛ لإيمانهم أ ن هذه أفضل الوسائل للنهوض بالمجتمع والتفوق، ففي
زمن أبي جعفر المنصور نقل حنين بن اسحق بعض الكتب من الفارسية واليونانية إلى
العربية، ومن ذلك بعض كتب أبقراط وجالينوس في الطب، أما هارون الرشيد فقد أنشأ
دار الحكمة لتكون بمثابة ملتقى للعلماء والمتعلمين، وحرص على رفدها بالكتب التي
نقلت من آسيا الصغرى والقسطنطينية.
أما المأمون فقد زاد من اهتمامه بدار الحكمة وبالمترجمين، وقام بإرسال
البعثات العلمية إلى القسطنطينية لاستحضار كل ما يمكن من المؤلفات اليونانية في
شتى ميادين المعرفة، ومن الذين أرسلهم الحجاج بن مطر، وابن البطريق، وذكر ابن
النديم أ ن المأمون كان يراسل إمبراطور القسطنطينية بهذا الشأن.