حــــــــوار الحضــــارات وخناجر في جسد الإسلام
حــــــــوار الحضــــارات
وخناجر في جسد الإسلام
تأليف
محمد مسعد ياقوت
www.nabialrahma.com
مقــدمــة
يمر العالم الآن بمرحلة صعبة !
إذ يعيش العالم اليوم متغيّرات كثيرة ، أنتجت تحدّيات عديدة، وصراعات ضارية ؛ وامتدت تلك الصراعات في جميع مناشط الحياة : الاقتصادية والساسية والاجتماعية.. وأخطرها – بلا شك - التّحدّيات الفكريّة والثّقافيّة .. وانقسم الناس إلى قسمين : قسم يحاول بسط هيمنته وقوته وثقافته على العالم .. تحت شعار عالمية الثقافة ، وكينونة الأفكار .. وقسم آخر ينظر إلى القسم الأول بعين الإعجاب والانبهار والخوف في بعض الأحيان ، بل في جل الأحيان ، وتنوع ذلك القسم الأخير ما بين خاضع ومطيع ، وما بين معتصم ومستقل ، وما بين مقاوم ورافض .. !
ومن هنا ينشأ ذلك الصراع الحضاري العتيق المتكرر !
ولما اشتد ذلك الصراع ظهر المفهوم المغاير له بمثابة المصل الواقي أو الدواء للداء .. ومن ثم ظهر مفهوم " حوار الحضارات " وتبعا لذلك عقد سيل من اللقاءات والندوات والمؤتمرات المطولة في مختلف أرجاء الدنيا نظمتها قوى دولية ومراكز أبحاث متعددة – حكومية وغير حكومية - استظلت جميعها تحت مقولة "حوار الحضارات".
ولكن التمعن في المسألة يقضي بمراجعة مفاهيمية للمقولة التي أول ما ظهرت سنة 1955 في مؤتمر نظمته اليونسكو في طوكيو(1) ، وكذا الإجابة على العديد من التساؤلات القديمة والحديثة التي تُبقي أهداف الحوار وأخلاقياته وموضوعاته وأطرافه صيرورة تدور في حلقة مفرغة؛ يبدو للناس أن لا طائل منها، ولا جدوى ، وهذا ما يستدعي أيضا التساؤل عن جدية الدعوة إلى حوار موضوعي وفعال، وعن العوائق التي تعيقه، ومسؤولية الأطراف المعنية في إنجاحه أو إفشاله. وعن صياغة مشروع كبير ينقذ الموقف ، ويضع النقاط في موضعها .. مشروع عالمي شامل ومتكامل جدير بلم الشمل العربي والإسلامي ، و لينهض به ، وليدفع به ؛ ليقف على قدمين ثابتتين ، ليشارك في حوار حضاري متحضر ، وليمارس دوره في صنع القرار العالمي .. ..
وإليك خطتي..
خطة البحث
أولاً – مشكلة البحث :
و تتمثل في الأسئلة التالية :
ما هو مفهوم الحوار بين الحضارات ؟ وما هي أسس وأهداف وشروط هذا الحوار؟ وهل العلاقات الدولية الراهنة مهيئة لحوار حضاري ندّي بين المسلمين وقوى الهيمنة الغربية؟ ولماذا يرفع الغرب بعد الحرب الباردة شعار صراع الحضارات، ويخطط على أساسه؟ وما هو أصل العلاقات بين الحضارات؟ أهو حرب أم سلام؟ وهل نمتلك مشروعاً جامعاً لممارسة الحوار مع الحضارات الأخرى ؟
ثانياً- أهداف البحث:
1- التعرف على واقع الحوار بين الحضارات في الوقت الراهن.
2- توضيح مبدأ الحوار في الإسلام ، ودور الإسلام في تعزيز الحوار الحضاري.
3- توسيع و تعميق ثقافة الحوار في مختلف الجوانب علي الصعيد العالمي.
4- العمل على تفعيل المشروع العربي الإسلامي لحوار الحضارات.
ثالثاً- أهمية البحث :
ترجع أهمية هذا البحث في كون حوار الحضارات هو الضمان الأكبر في تحقيق السلام العالمي الذي تنشده الدول والشعوب ؛ بغض النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم . كما ترجع أهمية هذا البحث إلى كون الحوار بين الحضارات مَعلم مُغيّب من معالم الإسلام .
رابعاً– مسلمات البحث :
تُبنى هذه الدراسة على أساس عدد من المسلمات تعبر عن رؤية كاتبها ومنطلقاته الفكرية في تناول هذا الموضوع .. ومن أهم هذه المسلمات :
1- التعدد والتنوع الثقافي سنة كونية وناموس ثابت ، فالحياة أساسها التعدد والتنوع .
2- الإنسان هو محور التنمية والتطور وهو صانع الحضارات ...
3- أهمية دور الإسلام في تعزيز الحوار الحضاري .
خامساً – محتوى الدراسة:
تمهيد : يتناول فيه الباحث مفهوم حوار الحضارات.
المبحث الأول- الحضارات: صراع أم حوار
المبحث الثاني- الإسلام وحوار الحضارات.
المبحث الثالث- الغرب وصراع الحضارات
المبحث الرابع - نحو مشروع عربي إسلامي للحوار الحضاري
الخاتمة : وفيها :
أ- خلاصة البحث
ب - نتائج البحث.
ج- توصيات البحث .
د- آليات عمل مقترحة.
محمد مسعد ياقوت
كاتب وداعية إسلامي مصري
المشرف العام على موقع نبي الرحمة
www.nabialrahma.com
جوال: 0020104420539
yakoote@gmail.com
تمهيد
اتخذ الحوار بين الحضارات أهميته – وهو تقليد قديم في أزمنة السلم والحرب – بعد الحرب العالمية الثانية ، تحت رعاية اليونسكو وبعض المنظمات الدولية والإقليمية. ولقد تأثر هذا الحوار في الفترة الممتدة بين عامي 1949 و1989 بالمناخ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي؛ الذي كان سائداً في الخمسين عاماً الماضية ، وقد كان حواراً في نظام دولي ثنائي القطبية بكل ما يتضمنه ذلك من معان(2) ! أما بعد الأحداث الهائلة والتي تسارعت منذ عام 1989 وحتى ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة2001، فقد تغيرت ظروف الحوار بين الحضارات وتطبيقاته بصورة جذرية !
فقد "تموضعت العلاقات الدولية في حيز من النظام الدولي الجديد المتميز بأحادية قطبية تُهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية مقابل أحادية قطبية مهيمن عليها وممثلة بالعالم الإسلامي والعربي منه تحديدا "(3) ..
ونستنتج من ذلك وجود صراع حقيقي بين هذين القطبين وإن كان قائما فعلاً ، وهنا يأتي دور الفكر الحواري الحضاري لإنقاذ تلك الأزمة القائمة .
مفهوم حوار الحضارات :
يشير مصطلح الحوار إلى درجة من التفاعل والتثاقف والتعاطي الإيجابي بين الحضارات التي تعتني به، وهو فعل ثقافي رفيع يؤمن بالحق في الاختلاف إن لم يكن واجب الاختلاف، ويكرس التعددية، ويؤمن بالمساواة. وعليه فإن الحوار لا يدعو المغاير أو المختلف إلى مغادرة موقعه الثقافي أو السياسي، وإنما لاكتشاف المساحة المشتركة وبلورتها، والانطلاق منها مجدداً. على أن الباحثين يربطون أحينا الحوار بالحضارات ويلحقونه حينا آخر بالثقافات أسوة بالتصنيف الكلاسيكي، الذي يجعل من الحضارة تجسيدا وبلورة للثقافة.. فالثقافة عبارة عن: عادات وتقاليد ومعتقدات المجموعات البشرية التي تمتاز بسمات مستقرة، كما أنها بمعنى آخر مجموع الاستجابات والمواقف التي يواجه بها شعب من الشعوب ضرورات وجوده الطبيعي بما تحمله من عادات ومعتقدات وآداب وأعياد(4).
أما الحضارة فكثيراً ما تعرف بكونها التجسيد العملي لتلك الاستجابات والمواقف وهي بالتالي تنزع إلى العمومية خلافا للثقافة التي تنزع إلى الخصوصية ، كما أننا نعني بها – أي الحضارة - " ذلك الطور الأرقى في سلم تقدم الإنسان"(5)..
وتعرّف أيضاً ـ أي الحضارة ـ بأنها مجموعة المفاهيم الموجودة عند مجموعة من البشر، وما ينبثق عن هذه المفاهيم من مُثل وتقاليد وأفكار، ونظم وقوانين ومؤسسات تعالج المشكلات المتعلقة بأفراد هذه المجموعة البشرية وما يتصل بهم من مصالح مشتركة ، أو بعبارة مختصرة " جميع مظاهرة النشاط البشري الصادر عن تدبير عقلي"(6).
بيد أن أشمل تعريفات الحضارة ذلك التعريف القائل :" أن الحضارة تعني الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافة؛ فهي مجموع الحياة في صورها وأنماطها المادية والمعنوية"(7).. وهو تعريف يشير إلى جناحي الحضارة ، وهما : المادة والروح، حتى تلائم فطرة الإنسان، وتتجاوب مع مشاعره وعواطفه وحاجاته، كما أنه يشير أيضاً إلى عناصرها التي يمكن حصرها في(8):
1- تصور الحياة وغايتها .
2- المقومات الأساسية التي تقوم عليها .
3- المنهج الذي يستوعبها .
4- النظام الاجتماعي الخاص بها.
وبعد بيان معنى " الحوار " وتعريف مصطلح " الحضارة " فإن الباحث يرى أن " الحور بين الحضارات " يعني :
5- تلاقح الثقافات الإنسانية بين هذه الحضارات .
6- تفاعل سياسي متبادل بين هذه الحضارات .
7- امتزاج اجتماعي منضبط بين هذه الحضارات .
8- تبادل تقني وتكنولوجي بين هذه الحضارات.
المبحث الأول: الحضارات ـ صراع أم حوار
يحفل التاريخ البشري بالكثير من الشواهد الدالة على أن الصراع أحد سمات الاتصال البشري، كونه عاملاً مؤثراً في تكوين الحضارات وانتقالها، فبقدر ما كانت الحروب سبباً للدمار، فقد أدت إلى انتقال المعرفة وغيرها من مكونات الحضارة، وفي الوقت نفسه كان للعلاقات السليمة والحوار دور كبير في تحقيق التواصل الحضاري وبناء الثقافات..وإن الشواهد كثيرة على أن الجانب الأكبر من الإنجاز الحضاري لم يكن ليتم لولا الله ثم الحوار كمنهج حضاري للتفاهم والتعايش بين الحضارات؛ مع مراعاة خصوصية كل حضارة واحترامها لمبادئ وقيم الحضارات الأخرى(9).
فالأصل في علاقات الشعوب والأمم هو التعارف والتحاور كما قال الخالق سبحانه: (يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(10) .. ويستنتج الباحث من ذلك بطلان دعوى صامويل هانتنجتون – صاحب كتاب صدام الحضارات - إذ يرى أن التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات(11).. وهذا الزعم عار من الصحة ؛ إذ التفاعل بين الإسلام وأي حضارة أخرى – لاسيما الغرب- قائم على الأخوة الإنسانية والشراكة المعرفية والثقافية .
من الصدام إلى الحوار
" لقد كانت قيادة الدنيا ، في وقت ما ، شرقية بحتة، ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان عربية، ثم نقلتها النبوات إلى الشرق مرة ثانية، ثم غفا الشرق غفوته الكبرى، ونهض الغرب نهضته الحديثة .. فورث الغرب القيادة العالمية ، وها هو الغرب يظلم ويجور، ويطغى ويحار ويتخبط ، فلم تبق إلا أن تمتد يد شرقية قوية "(12)..
والحق أن تاريخ العلاقات بين الحضارتين الإسلامية والغربية عرفت فترات حوار وتفاعل ، وفترات صدام وتطاحن . والغزو الحديث للأمة الإسلامية جاء بالسيف والمحراث كما قال المرشال بيجو(13)، أو بعبارة أخرى جاء بالمدافع والنهب الاقتصادي، ثم تلاه غزو فكري ، ارتكز على الثالوث المشهور : الاستعمار والتنصير والاستشراق ، لأن غزو العقل يضمن له تأييد تبعيتنا له ، حتى بعد انتهاء الاحتلال العسكري ، وهكذا نصبح ونحن نتبنى النموذج الغربي ، ونتخلى عن المرجعية الإسلامية ، في مشروعنا النهضوي في الحكم والإدارة والتشريع .. وهكذا ينطلق العرب بمبادرة حوار الحضارات على غير أسس وعلى غير مرجعية؛ إذ كيف ينادون بحوار بين الحضارات وقد انسلوا من هويتهم الأصلية ومرجعيتهم الأولى .. !؟
على العموم في أي حال من الأحوال ينبغي أن يكون الحوار بين الحضارات – ولاسيما الحوار بين الحضارات القوية والضعيفة وإن شئت فقل الحوار بين المنتصر والمهزوم – ينبغي أن يحكم هذا الحوار شروط وضوابط ، تضمن حق الحفاظ على المرجعيات الثقافية والعقدية لكل طرف .. ومن ثم يأتي دور الحديث عن ثلاث مسائل مهمة :
المسألة الأولى : في ضوابط وأسس الحوار .
المسالة الثانية : في شروط المحاور الغربي .
المسألة الثالثة : في شروط المحاور المسلم .
هذه المسائل الثلاث المهمة تمثل الإطار الواق للخصوصيات الثقافية والدينية ، قال الخالق تبارك وتعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(14).
المسألة الأولى : في ضوابط وأسس الحوار:
ويمكن أن يجمل الباحث هذه الضوابط وتلك الأسس على هذا النحو:
1- ينبغي أن يشمل الحوار كل مجالات وجوانب الحياة ؛ الفكرية والسياسية والاقتصادية والفنية والأدبية ...
2- ألا يقوم على الروح التنصيرية ، بل على المبدأ الذي قاله الخالق : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ )(15).
3- السعي نحو الحريات الديمقراطية في إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية(16) .
4- تفعيل البيان العالمي لحقوق الإنسان ، وتعميمه ، لا تخصيصه..!
5- أن يحترم الحوار المرجعيات والخصوصيّات الثّقافيّة، والابتعاد عن التّسلّط وإلغاء الآخر(17) .
6- أن يتبنّى قاعدة ( المعرفة والتّعارف والاعتراف ) وينطلق منها في سبيل التّقارب و معرفة ما عند الآخر معرفة جيّدة ، والتّعارف الذي يزيل أسباب الخلافات، ويبعد مظاهر الصّراعات. والاعتراف الذي يثمّن ما عند الآخر ، ويقدّر ما يملكه . وهو ما يعين على التّقارب والتّعاون(18).
المسألة الثانية : في شروط المحاور الغربي :
1- أن يلتزم الغرب بالتعددية في المرجعيات الحضارية ، لأن أحادية الحضارة الغربية معناها إلغاء الحضارات الأخرى . ومنها المرجعية الإسلامية .. وإن فرض مرجعية واحدة على الشعوب كمن يفرض عليها أن تعيش على طعام واحد، ويجبرها أن تنظر بعين واحدة، ويلزمها أن تتنفس برئة واحدة ! والأخطر من ذلك كله عندما يكون ذلك الطعام مسموماً، وتلك العين حولاء، وتلك الرئة مسلومة !!
2- أن يعترف الغرب بقانون تداول الحضارات ، وأن يقر أن الحضارة ليست حكراً له، " وتلك الأيام نداولها بين الناس "، نعم إنها اليوم ملك له كما كانت بالأمس ملكاً للحضارة الإسلامية ، وكما تكون غداً لأمة جديدة ، ومن ثم يصون الغرب نفسه من الوقوع فيما يسميه الباحث بدائرة الثأر الحضاري
3- أن يدرك أن ما يسمى بالحضارة الغربية اليوم ، هو ناتج شارك فيه أجدادنا بالقسط الوافر ، والنصيب الكبير(19)، بل يعترف بفضل الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية !
المسألة الثالثة : في شروط المحاور المسلم :
1- إذا كنا نطالب الغرب بالتزام التعددية على مستوى العالم ، فإنه من واجبنا أن نطبق التعددية في بلادنا ، خاصة أن التعددية من أسس حضارتنا . فنحن نعلم أن الخلاف في الفروع رحمة ، وأن التعددية المذهبية ، أول مظهر من مظاهر التعددية في تاريخ الإسلام .
2- أن ننطلق في مشروعنا النهضوي من مرجعية إسلامية ، أي نبقى أوفياء لجذورنا العربية الإسلامية " شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء " . أما أنصار الحداثة المطلقة الذين يدعون إلى القطيعة مع العروبة والإسلام ؛ فإنهم ـ في الحقيقة ـ يريدون شجرة دون جذور ؛ شجرة اصطناعية ، لا تطعم بطناً ولا تسر عيناً ، و لا تطرب بحفيفها أذناً ! .. لا تنال منها منفعة ، باستثناء الحطب ! !
3- أن يملك المحاور المسلم تصور للعالم الذي يحيط به، وأن يكون ملماً بالحضارة الغربية : واقعها، تاريخها، إمكاناتها .. ثم يسعى للتفاعل معها ؛ بغية فهم الطرف الآخر، في الحوار، ثم التفاهم معه.
4- أن يكون مثالاً للخلق الصالح الصادق؛ لكي يؤثر في غيره، فلو حكّمنا الإسلام في سلوكنا الفردي والجماعي ، لأصبحنا محط أنظار العالم ، ومصدر إعجابه ، إننا بذلك نحقق القدوة و الأسوة والأستاذية .. ومن ثم ننطلق في حوارنا الحضاري على بناء أخلاقي عتيق(20) .
يا قومنا .. إن النظام العالمي الجديد الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام العالمية ، يعني حضارة واحدة مسيطرة مانعة لما سواها .. أما النظام العالمي المنشود فهو نظام يقوم بالفعل على المساواة بين البشر : في الفرص، في الحريات، في الديمقراطية، في التقنية
المبحث الثاني : الإسلام وحوار الحضارات
إن نظرية هنتنجتون انطلقت من نظرة خاطئة للإسلام والحضارة الإسلامية والمعطيات القرآنية الضخمة ، لأن الإسلام ليس في صراع إلا مع العناصر العدوانية الشريرة التي تهدد وجود الإسلام ومعتنقيه، تاركاً للجميع حرية اختيار العقيدة والفكر والمذهب وطريقة الحياة ، أكد ذلك الخالق تبارك وتعالى بقوله الكريم :( (فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّر * لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ)(21)
الحوار في الإسلام :
يقول القرضاوي : " إننا ـ نحن المسلمين ـ نؤمن بالحوار؛ لأننا مأمورون به شرعاً. وقرآننا مليء بالحوارات بين رسل الله وقومهم، بل بين الله تعالى وبعض عباده، حتى إنه سبحانه حاور شر خلقه: إبليس. ولهذا نحن نرحب بثقافة (الحوار) بدل ثقافة الصراع سواء بين الحضارات أم بين الديانات. ولا نوافق على منطق بعض المثقفين الأمريكيين مثل "هانتنجتون" الذين يؤمنون بحتمية الصدام بين الحضارات، وخصوصاً بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية. فلماذا لا تتفاعل الحضارتان وتتكاملان، ويقتبس كل منهما من الآخر ما تفوق فيه؟ وماذا نريد نحن من الغرب؟
إننا نريد من الغرب أن يتحرر من عقدة الخوف من الإسلام، واعتباره الخطر القادم، (الخطر الأخضر) كما سماه بعضهم، وترشيحه ليكون العدو البديل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الذي سماه "ريجان" إمبراطورية الشر !
كما نريد من الغرب أن يتحرر من عقدة الحقد القديمة الموروثة من الحروب التي سماها الغرب (صليبية) وسماها مؤرخونا (حروب الفرنجة).
فنحن أبناء اليوم لا بقايا الأمس، ولسنا الذين بدأنا هذه الحروب، بل نحن الذين شنت عليهم. ونريد منه كذلك أن يتحرر من نظرة الاستعلاء، التي ينظر بها إلى العالم نظرة السيد إلى عبده، فهذه النظرة من شأنها أن تثير الآخرين وتستفزهم"(22).
نعم نريد منه أن يستمع لكلام العقلاء منهم عن الإسلام ، أمثال " سير : ت.و. أرنولد " لاسيما في كتابه:" الدعوة إلى الإسلام "(23).الذي تحدث فيه عن خصائص الحوار الحضاري في الإسلام .. !
وهكذا فإن الإسلام مع دعوته للحوار وأمره به ـ إذ هو سنة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ـ ينادي الغرب وأمثالهم أن ينظروا بعين الحيادية والتجرد من الهوى إلى تعاليم الإسلام ونصوصه الصريحة في الأمر والدعوة إلى الحوار والتفاعل الثقافي بين الشعوب والحضارات ..
الإسلام ودوره في تعزيز الحوار بين الحضارات:
تحدث عن هذا الدور المستشرق " سان سيمون " عن جانب من جوانب هذا الدور التعزيزي للإسلام في كتابه " علم الإنسان " بقوله:
" إن الدارس لبنيات الحضارات الإنسانية المختلفة ، لا يمكنه أن يتنكر للدور الحضاري الخلاق الذي لعبه العرب والمسلمون في بناء النهضة العلمية لأوربا الحديثة "(24). أما " أوجست كونت " فقد أدرك قدرة الإسلام في التعامل واحتواء جميع العقول والفلسفات والأفكار الإنسانية .. وعبّر عن ذلك بقوله :
" إن عبقرية الإسلام وقدرته الروحية لا يتناقضان البتة مع العقل كما هو الحال في الأديان الأخرى ؛ بل ولا يتناقضان مع الفلسفة الوضعية نفسها ؛ لأن الإسلام يتمشى أساساً مع واقع الإنسان ، كل إنسان ، بما له من عقيدة مبسطة ، ومن شعائر عملية مفيدة ! "(25).
أما " شبرل" عميد كلية الحقوق بجامعة "فيينا"، فيقول في مؤتمر الحقوق سنة 1927 :
" إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) إليها ، إذ رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً؛ أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ؛ لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة "( 26).
إنّ الإسلام هو دين الحوار والاعتراف بالآخر، وهو شريعة تطوير القواسم المشتركة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وإيجاد السّبل الكفيلة بتحقيق ذلك بما يساعد على العيش بسلام وأمن وطمأنينة، ويحفظ الإنسان من أن يحيا حياة الإبعاد والإقصاء ونكران الآخر. لهذا أمر الإسلام بالحوار والدّعوة بالتي هي أحسن، وسلوك الأساليب الحسنة ، والطّرق السليمة في مخاطبة الآخر. قال تعالى: (ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(2).
على هذه الأسس يرسي القرآن الكريم قواعد الحوار في الإسلام على أساس الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، إنه منهج حضاري متكامل في ترسيخ مبادئ الحوار بين الشعوب والأمم . " ومن الملاحظ على التعبير القرآني المعجز في الآية : أنه اكتفى في الموعظة بأن تكون(حسنة)، ولكنه لم يكتف في الجدال إلا أن يكون بالتي هي( أحسن). لأن الموعظة ـ غالباً ـ تكون مع الموافقين، أما الجدال فيكون ـ عادة ـ مع المخالفين؛ لهذا وجب أن يكون بالتي هي أحسن . على معنى أنه لو كانت هناك للجدال والحوار طريقتان: طريقة حسنة وجيدة ، وطريقة أحسن منها وأجود، كان المسلم الداعية مأموراً أن يحاور مخالفيه بالطريقة التي هي أحسن وأجود "(28).
و قال تعالى أيضا : (وَلاَ تُجَادِلُوَاْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوَاْ آمَنّا بِالّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـَهُنَا وَإِلَـَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(29). فالحوار ممكن لأنّ هناك قواسم مشتركة ، وهناك مجال للتّفاهم والتّقارب ، وهي الإيمان بما أُنزل على المسلمين وغيرهم ، فالمصدر واحد وهو الله . فليتعارفوا وليعرفوا بعضهم ، ومن ثم فليتقاربوا وليتعاونوا على ما هو صالح لهم جميعا. فالقرآن يعطينا أسلوب بدء اللّقاء والحوار ، وكيف نستغلّ نقط التّلاقي بين المتحاورين .فيبيّن الأصول التي يمكن الاتّفاق عليها ويركّز على ذلك فيقول : (قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ)(30).
ثمّ يبيّن الإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود المسلمين وغيرهم .. إنّها علاقة التّعاون والإحسان والبرّ والعدل . فهذا هو الحوار الحضاري والعلاقة السامية ، قال تعالى: (لاّ يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرّوهُمْ وَتُقْسِطُوَاْ إِلَيْهِمْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ)(31) . " وتلك القاعدة في معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته ونظرته إلى الحياة الإنسانية , بل نظرته الكلية لهذا الوجود , الصادر عن إله واحد , المتجه إلى إله واحد , المتعاون في تصميمه اللدني وتقديره الأزلي , من وراء كل اختلاف وتنويع"(32) .
ومن ثم يتبين للباحث مدى العمق الإسلامي لمفهوم الحوار بشكل عام، ولمفهوم حوار الحضارات بشكل خاص .
الإسلام يرفض المركزية الحضارية :
ويعتقد الباحث مع ذلك أن الإسلام كدين وحضارة عندما يدعو إلى التفاعل بين الحضارات ينكر (المركزية الحضارية) التي تريد العالم حضارة واحدة مهيمنة ومتحكمة في الأنماط والتكتلات الحضارية الأخرى، فالإسلام يريد العالم (منتدى حضارات) متعدد الأطراف، يريد الإسلام لهذه الحضارات المتعددة أن تتفاعل وتتساند؛ في كل ما هو مشترك إنساني عام . وإذا كان الإسلام ديناً عالمياً وخاتم الأديان، فإنه في روح دعوته وجوهر رسالته لا يرمي إلى تسنم (المركزية الدينية) التي تجبر العالم على التمسك بدين واحد.. إنه ينكر هذا القسر عندما يرى في تعددية الشرائع الدينية سنة من سنن الله تعالى في الكون، قال تعالى: (لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَلَـَكِن لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىَ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)(33) . وقال أيضاً: (وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(34) .
إن دعوة الإسلام إلى التفاعل مع باقي الديانات والحضارات تتبع من رؤيته إلى التعامل مع غير المسلمين الذين يؤمنون برسالتهم السماوية، فعقيدة المسلم لا تكتمل إلا إذا آمن بالرسل جميعاً: قال تعالى: (آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(35) .
بيد أنه لا يجوز أن يفهم هذا التسامح الإنساني الذي جعله الإسلام أساساً راسخاً لعلاقة المسلم مع غير المسلم على أنه انفلات أو استعداد للذوبان في أي كيان من الكيانات التي لا تتفق مع جوهر هذا الدين. فهذا التسامح لا يلغي الفارق والاختلاف، ولكنه يؤسس للعلاقات الإنسانية التي يريد الإسلام أن تسود حياة الناس، فالتأكيد على الخصوصيات العقائدية والحضارية والثقافية، لا سبيل إلى إلغائه كما أن الإسلام لا يريد لهذه الخصوصيات أن تمنع التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب والتعاون فيما بينها.
هذا، والقول بأفضلية حضارة على أخرى هو قول متهالك، فمن يستطيع إثبات أن هذه الحضارة أفضل من تلك أو أغرز ثقافة أو حكمة وإنسانية وتسامحاً، ولا يوجد في الواقع أي مقياس أو معيار نفيس به هذه الأفضلية في كل الجوانب ؟
إن شرط ازدهار هذه القيم في أي حضارة يرتبط أساساً بمدى قدرتها على التفاعل مع معطيات الحضارات الأخرى ومكوناتها وبالتالي الاعتراف بهذه الحضارات ومحاورتها وقبول تعددية الثقافات وتفهم مفاهيم وتقاليد الآخرين، واعتبار الحضارة الإنسانية نتاجاً لتلاقح وتفاعل هذه الحضارات لا صراعها فيما بينها أو استعلاء بعضها على البعض الآخر. والحضارة الإسلامية منذ نشوئها وتكونها لم تخرج عن هذا الإطار التواق إلى التفاعل مع الحضارات الأخرى أخذاً وعطاءً، تأثراً وتأثيراً.
لقد حمل العرب قيم الإسلام العليا ومثله السامية وأخذوا في نشرها وتعميمها في كل أرجاء الدنيا، وبدأت عملية التفاعل بينها وبين الحضارات الفارسية والهندية والمصرية والحضارة الأوروبية الغربية فيما بعد، ومع مرور الزمن وانصرام القرون نتجت حضارة إسلامية جديدة أسهمت في إنضاجها مكونات حضارات الشعوب والأمم التي دخلت في الإسلام، فاغتنت الحضارة الإسلامية بكل ذلك عن طريق التلاقح والتفاعل، وكانت هي بدورها فيما بعد عندما استيقظت أوروبا من سباتها وأخذت تستعد للنهوض مكوناً حضارياً ذا بال أمدّ الحضارة الأوروبية الغربية بما تزخر به من علوم وقيم وعطاء حضاري متنوع.
الشيء عينه يمكن قوله عن الحضارة الغربية التي لم تظهر فجأة، بل تكونت خلال قرون كثيرة حتى بلغت أوجها في عصرنا الحاضر وذلك نتيجة التفاعل الحضاري مع حضارات أخرى هيلينية ورومانية وغيرها، وبفعل التراكم التاريخي وعمليات متفاعلة من التأثر والتأثير خلال التاريخ الإنساني الحديث. إن أكبر دليل على أن الحضارة الإسلامية لم تسع في أي وقت من الأوقات إلى التصادم مع الحضارة الغربية كما ينذر بذلك أصحاب نظرية الصدام الحضاري هو أن العرب والمسلمين لم يضعوا في أي زمن من الأزمان صوب أهدافهم القضاء على خصوصيات الحضارة الغربية وهويتها الحضارية، كما نجد الفكر العربي والإسلامي قد اتجه بانفتاح وقوة صوب التراث الغربي للاستفادة منه وتطويره، لقد كان هنالك فعلاً استجابة سريعة للحضارة العربية الإسلامية في تفاعلها مع الحضارة الغربية، وهذا ما لا نلمسه في الحضارة الغربية التي لا تسعى إلى الاستفادة من تراث ومعطيات الحضارات الأخرى (36) .
وهكذا يعتقد الباحث أن الإسلام بطبيعته يساعد على نهوض الحضارات الأخرى ، بحيث يتحول العالم إلى منتدى حضاري يحقق التعددية الحضارية ، لا المركزية التسلطية .
المبحث الثالث- الغرب وصراع الحضارات
الغرب والبحث عن عدو :
إن الحضارة الوحيدة القائمة بمنجزاتها القيمية والمادية والمهيمنة هي الحضارة الغربية بلا منازع والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية. أما الحضارات الأخرى فقد انزوت. ومع أن بعضها يحاول النهوض إلا أن الحضارة الإسلامية تعتبر اليوم أضعف الحضارات دون أن يقلل هذا من كونها واحدة من أكبر الثقافات العالمية والإنسانية، بل " لم ينهزم الإسلام المتحدى المحاور بمبادئه الرصينة الخالدة ... عبر التاريخ "(37). ولعلها مفارقة غريبة أن تُستهدف الحضارة الإسلامية وهي على هذا النحو من الضعف والتراجع، فلماذا؟
مع بداية تفكك المنظومة الشرقية وعشية انهيار الاتحاد السوفياتي همس جورجي أباتوف، مستشار الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف, في أذن مسؤول أميركي بالعبارة التالية:
" إننا نصيبكم بخطب جلل فنحن نجردكم من العدو". .
ولم يكن آباتوف مخطئا " فقد أيده لاحقا صموئيل هنتنغتون في مقالته " تآكل المصالح الأميركية" التي تضمنت جملة اعترافات من أهمها الاعتراف بفقدان التوجه الأميركي المصلحي في غياب العدو"(38) .
أما إدوارد جيريجيان مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى فقد قال بوضوح بأن: " الولايات المتحدة بوصفها القوة العظمى الوحيدة الباقية، والتي تبحث عن إيديولوجية لمحاربتها؛ يجب أن تتجه نحو قيادة حملة صليبية جديدة ضد الإسلام "(39) وهو التعبير نفسه الذي استخدمه " بوش الابن " في بداية الحملة الأمريكية الجديدة على العالم الإسلامي، والتي بدأت بأفغانستان(40) والعراق .. يتخلل ذلك الاستعداد لغزو كل من سوريا وإيران ......... وكلهم من الدول(الإسلامية) .
الغرب والخطاب التنصيري :
وغالباً ما يُصبغ هذا الخطاب الغربي بصبغة تنصيرية سافرة كمحاولة لتدمير الإسلام .. ! نعم .. وهذا واضح بجلاء في المقولة الشهيرة لمسيو "شاتليه" ؛ إذ يقول :
" لا شك أن إرساليات التبشير تعجز عن نزع العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها ، ولا يتم ذلك ببث الأفكار التي تتسرب مع اللغات الأوربية ، لتمهد السبل ـ في بداية الأمر ـ للوصول إلى إسلام مادي "(41) . هذه هي أول مراحل العملية التدميرية للإسلام ، وهي استخدام التنصير كوسيلة لتفريغ الإسلام من مضمونه ، بحث يصبح إسلاماً مادياً في رأي المسيو شاتليه خالياً من الروح .. وبعد أن يصل الإسلام إلى هذه المرحلة المادية ، تأتي المرحلة التالية في خطة مسيو شاتليه ، فيقول :
" سوف يمضي غير وقت قصير حتى يكون الإسلام في حكم مدنية محاطة بالأسلاك الغربية ، ولا ينبغي أن نتوقع من جمهور العالم الإسلامي ، أن يتخذ له أوضاعاً وخصائص أخرى ؛ إذ هو تنازل عن أوضاعه وخصائصه الاجتماعية، لأن الضعف التدريجي في العقيدة الإسلامية وما يتبعه من الانتقاض والاضمحلال الملازم له ؛ سوف يقضي بعد انتشاره في كل الجهات إلى انحلال الروح الدينية من أساسها "(42) .
وهكذا ينتهي الشق الثاني من الخطة المقدسة بتدمير الجانب الروحي في الإسلام . ولا ننسى أبداً الدور العظيم الذي يقوم به مجلس الكنائس العالمي - وهو ربما أعلى سلطة مسؤولة عن التنصير، إذ يحشد الآلاف من المربيات من أجل التنصير، كما يقول رئيس إرسالية التنصير في الشرق الأوسط - :
" إن مجلس الكنائس العالمي أرسل الآلاف من المربيات والخادمات والممرضات والأطباء والمهندسين لدعم خطة لتنصير المسلمين عام ألفين "(43) .
هم مصرون إصراراً مستميتاً على أن يتحول المسلمون إلى نصارى ، ولذلك استخدموا حتى : المربيات ، والخادمات ، والممرضات ، والأطباء ، والمهندسين . ويقول هذا المسؤول :
" إن هؤلاء الذين أرسلوا قد اتخذوا الوسائل والأسباب التي تمهد لهم التوغل في جزيرة العرب! "(44).
العدو الإستراتيجي :
وفي أعقاب حرب الخليج الثانية اجتمع قادة حلف شمال الأطلسي وناقشوا أوضاع ما بعد الحرب وزوال الحرب الباردة وأصدروا بيانا يتحدث صراحة بالنص عن كون الأصولية الإسلامية هي العدو الاستراتيجي القادم للحلف وبالتالي للحضارة الغربية . ومن الواضح أن الولايات المتحدة تبحث عن عدو وهذا مطلب طبيعي لدولة عظمى تسعى لأِن تحافظ على يقظتها وفاعليتها. ولكن أن ترى في الإسلام تهديدا مباشرا يعادل التهديد الشيوعي لها وللحضارة الغربية فهي مسألة تدعو للتأمل خاصة أن الحاجة إلى عدو مفترض ينبغي أن يتميز بطابع المنافسة والندية كما يكون جديرا بالدعوة. وعليه يذهب البعض إلى توصيف الحالة القائمة بغياب فعلي لأي صراع بين الحضارات سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية لا سيما وأن الحضارة الغربية هي الوحيدة والسائدة في العالم. ولكن في واقع الأمر أن أحد الطرفين المعنيين بالصراع تستحوذ عليه رؤى دفينة كافية لاستنبات بذور الصراع وإثارة الشكوك والفزع والتحريض ضد الإسلام . فبالنسبة للمفكرين الغربيين وقد عبر عن أطروحاتهم الكثير من مشاهيرهم نجد روبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق يعترف بوضوح لا لبس فيه بوجود صراع حضارات فعلي متسائلا :
"كيف ننكر وجود صراع بين الإسلام والغرب في حين تظهر معالمه للعيان بألف طريقة وطريقة، موغلاً بجذوره في التاريخ"(45) . أي أنه صراع عميق لا يسهل تداركه في يوم وليلة..ولهذا يعمل الغرب بكل إمكاناته ومؤسساته على احتواء العرب والمسلمين حضاريا حتى تختم دورات هذا الصراع بانتصار حاسم ونهائي(46) .
أما برنارد لويس فيحذر من بعث جديد للحضارة الإسلامية على ضعفها حين يقول :
" ظل الإسلام لقرون طويلة أعظم حضارة على وجه الأرض - أغنى حضارة، وأقواها، وأكثرها إبداعا في كل حقل ذي بال من حقول الجهد البشري. عسكرها، أساتذتها وتجارها .. كانوا يتقدمون في موقع أمامي في آسيا وأفريقيا وأوروبا، ليحملوا ما رأوه الحضارة والدين للكفار البرابرة الذين كانوا يعيشون خارج حدود العالم الإسلامي... ثم تغير كل شيء. فالمسلمون بدلا من أن يغزون الدول المسيحية ويسيطرون عليها، صاروا هم الذين تغزوهم القوى المسيحية .. وتسيطر عليهم مشاعر الإحباط والغضب لما عدوه مخالفا للقانون الطبيعي والشرعي "(47) .
ويعلق جعفر شيخ إدريس على أطروحة برنارد هذه بالقول:
إن " قادة الحضارة الغربية يخشون على حضارتهم من كل بادرة إحياء لتلك الحضارة التي كانت سائدة. ومما يزيد من خوفهم قول المختصين منهم في التاريخ الإسلامي، إن للإسلام مقدرة عجيبة على العودة كلما هُزم" (48) .
لعله لهذا السبب تحديدا غالبا ما جرى التساؤل عن مصير الحضارة الغربية إذا ما تقدم الإسلام ونهضت الحضارة الإسلامية . وهو ما عبر عنه بوضوح لا لبس فيه كل من برنارد لويس و فوكوياما و هنتنجتون من أن الإسلام عدو صريح للحضارة الغربية بكل منظوماتها وقيمها ومنجزاتها، وأن المسلمين لديهم ميل طبيعي للعنف والعدوانية والانتقام من الغرب، وأن الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي ما زالت عصية على الاحتواء الغربي وعلى الحداثة(49) .
والحق أن هؤلاء الذين يتهمون الإسلام والمسلمين بالعنف والعدوانية بهذه الصورة المجحفة، وأن الإسلام قد انتشر بحد السيف ؛ يصورون المسلمين باعتبارهم " جماعة من قطاع الطرق ، لا أصحاب دعوة شريفة حصيفة "(50) .
الغرب والإسلام ـ فجوة تفاهمية :
ويرى الباحث أن القيادات الغربية ـ في أغلب الأحيان ـ تشكل فكرتها عن الإسلام من خلال المرجعيات الإستشراقية الشريرة المعادية للإسلام .. ومن أشهر هذه المرجعيات : المستشرق ديلاس أوليري، والأب لامانس .. أضف فوق ذلك اللوبي الصهيوني ـ المحرك الفعلي للنظام الأمريكي ـ
. إن هؤلاء الباحثين المستشرقين يعطون لصناع القرار الغربي صورة وقحة عن الإسلام والعروبة، إنهم " يحرفون آيات القرآن ، ويحذفون من كتب المسلمين ، ما لا يروق لهم، ويخلطون الآيات بأبيات الشعر، ويجعلون الأحاديث النبوية من كلام بعضهم، وما تحرجوا قط من اقتطاع جملة واحدة من نص طويل ليبنوا عليه ما يتخيلونه "(51) . ومن ثم يخرجون بأبحاث تقدم لصناع القرار الغربي على طبق من ذهب ، كنتائج علمية بحتة .. لقد ألف "لامانس " تاريخاً مختصراً للشام لم يذكر فيه للإسلام ولا للعرب محمدة، مدة ثلاثة عشر قرناً ونيف، ومما أورد فيه من الأفكار السخيفة : "أن العربي أثبت خلال الفتوحات أنه جبان ضعيف الجندية لا يفكر في غير المغانم ... وأن الحروب الصليبية تمثل بسالة الأوربيين "(52) .
أما" ديلاس أوليري" فقد أتى بالذئب من ذيله ؛ إذ يرى ـ أي ديلاس أوليري ـ أن "المسلمين أخذوا الفقه الإسلامي من القانون الروماني القديم "(53) .
ويرد الباحث على مقولة هذا المستشرق بمقولة " إيزكو انساباتو" إذ يقول :
" إن الشريعة الإسلامية تفوق في كثير من بحوثها الشرائع الأوربية ، بل هي التي تعطي للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً ! "(54) . بل إن المؤرخ الإنكليزي " ويلز" يقول :
" إن أوربة مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية "(55) .
الأعجب من ذلك كله مقولة المؤرخ الفرنسي المخضرم " سيديو" ، التي يقول فيها :
" إن قانون نابليون منقول عن كتاب فقهي في مذهب الإمام مالك هو " شرح الدردير على متن الخليل "(56) !!!
يا قومنا .. إن الفقه الإسلامي وأصوله مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية ، ولقد دفع حقد هذا المستشرق (أوليري) إلى تأليف بحث استقرائي ضخم ليثبت في مؤخرته بجرة قلم أن الفقه الإسلامي مسروق من الحضارة الرومانية ( العظيمة ) . أأدركتم عظم الفجوة والجفوة بين الإسلام والغرب على أرض الواقع !
حوار عصمت عبد المجيد وصراع فرانسواز ـ نموذج :
ويود الباحث أن يعرض هذا النموذج؛ ليؤكد دور الباحثين المستشرقين في تشكيل فكر صناع القرار نحو الإسلام والمسلمين والعرب .. وبطل هذا النموذج الدبلوماسي الفذ:عصمت عبد المجيد، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية .. ومكان الواقعة في قاعة المؤتمر الدولي للتعاون الأوروـ متوسطي .. أمام جماهير أوربية وغربية عريضة .. لعلها المرة الأولى التي يخرج د. عصمت عبد المجيد من دبلوماسيته الهادئة أمام جمهور أوربي وغربي كبير ..حدث هذا قبل أيام إبان انعقاد المؤتمر الدولي للتعاون الأورو ـ متوسطي، الذي شهدته مارسيليا بجنوب فرنسا، عندما طلب الكلمة ليعلق على مداخلة نائبة فرنسية في البرلمان الأوربي تدعى "فرنسواز جروستيت"؛ اتهمت الإسلام بمعاداة المرأة، وتكريس دونيتها، بالمقارنة بالرجل ..!!
وفي لغة فرنسية محكمة أخذ الدكتور عصمت يفند مزاعم النائبة الأوربية الواحدة تلو الأخرى، ويرشقها بحججه المنطقية ، في صوت تعلوا فيه رويداً رويدا نبرة الغضب والاستياء ، فأبدى دهشته من إصرار الغرب وأوربا على معاداة الإسلام ، واعتباره العدو رقم واحد – كما يقول شابليه : إن " الدين الإسلامي هو العقبة القائمة في طريق التبشير بالنصرانية .. والمسلم فقط هو العدو اللدود لنا "(57) ـ فقال الدكتور عصمت رداً على النائبة :
" إن الإسلام الذي تتحدثين عنه يا سيدتي ، ليس هو إسلامنا الصحيح ، وإنما هو إسلامكم أنتم الذي صنعتموه لأنفسكم من محض افتراءات وأكاذيب لا علاقة لها بواقع الدين الإسلامي ، ولا بحياة المسلمين ..
وأرجو هنا أن تسمعي ما أقول لكي تصححي ما برأسك حول الإسلام وأهله .. فديننا الحنيف هو دين التسامح والتراحم والرأفة ، ولكن المؤسف أنكم عندما تتحدثون عنه تتناسون ذلك، ولا ترونه إلا من منظور الأصولية والتطرف ، وهو ما يجعلني أن أتسأل : لماذا لم نسمع أحدكم ـ معشر الباحثين ـ الأوربيين ـ يتحدث عن الأصولية والتطرف عند الصرب الذين فتكوا بمسلمي البوسنة واستباحوا لأنفسهم من دمائهم وعرضهم ما لا يقره عقل أو دين أو منطق سوي ؟ !
أم أن الأصولية و التطرف والتعصب هي ـ في شريعتكم المغلوطة ـ ليست إلا من نصيب الإسلام والمسلمين فقط ؟ !
لا يا سيدتي .. !
الإسلام الصحيح ليس هو الذي ما تتحدثين عنه .. "(58) .
أما المفاجئة موضع الشاهد فكانت هذه المرة من السيدة النائبة التي صعدت المنصة ـ مرة أخرى ـ لتعلن اعتذارها إلى الدكتور عصمت عبد المجيد ، وكل المسلمين بالقاعة، وقالت : " إنها استندت في كل ما قالت إلى دراسة أعدها أحد الباحثين خصيصاً، للاتحاد الأوربي "(59) !!!
كلمات النائبة الفرنسية تشير إلى شيء خطير جداً مفاده أن الاتحاد الأوربي يعتمد على الباحثين الحاقدين كمرجعيات لأدبيات وقرارات الاتحاد الأوربي .كما يرى الباحث نفس الشيء، ينطبق على الأمم المتحدة ومن ثم مجلس الأمن .. يعتمدون على مثل هذه المرجعيات الشريرة التي أشارت النائبة فرانسواز إلى نموذج منهم ..
وبهذا الفهم الاستعلائي والمغرض للإسلام يبدو الحوار مستحيلا .. مثلما هو غض الطرف عما يسميه فوكوياما بـ"الفاشية الإسلامية" هو الآخر مستحيلا. وفي هذا السياق بالضبط ؛ تجييء التدخلات العسكرية الأمريكية (60). وفرض مشاريع الإصلاح من نوع مبادرة الشرق الأوسط الكبير. وهي مبادرة تستهدف بالدرجة الأساس إزاحة العقيدة الإسلامية عن كل طابع للحياة الاجتماعية ، وإيجاد ما يعرف حالياً في أوساط المثقفين بالدين الليبرالي (61) .
المبحث الرابع - نحو مشروع عربي إسلامي للحوار الحضاري
في ظل هذا الموقف المخزي للغرب من الإسلام والعروبة ، تأتي أهمية كبرى لوضع خطة عربية إسلامية مع الثقافات و الحضارات الأخرى لاسيما حضارة وثقافة الغرب، وتتجلى معالم هذه الخطة المقترحة في المسائل التالية :
المسألة الأولى : في فهم الآخر ونقد الأنا .
المسألة الثانية : في أهداف المشروع الحواري الحضاري .
المسألة الثالثة : في مقترحات وأفكار المشروع الحواري الحضاري
المسألة الرابعة : في مرجعية المشروع الحضاري المنشود .
وبذلك نستطيع أن نضع التصور المبدئي لتلك الخطة المقترحة .
المسألة الأولى : في فهم الآخر ونقد الأنا :
فينبغي فهم الآخر فهماً جيداً؛ وهذا الفهم يتطلب " المتابعة الدقيقة للحوار الفكري العميق ، الذي يدور في مراكز التفكير العالمية ، وفي العواصم الثقافية الكبرى، بعد سقوط النماذج العلمية التقليدية ، والتنافس في سبيل تأسيس نماذج ونظريات علمية جديدة "(62).. وهذه الممارسات التي تتم ليست لفهم الآخر وفقط ، بل أن الفهم وسيلة لغاية أعظم، هي تحقيق النجاح في إيصال الفكرة الإسلامية الأصيلة الصحيحة إلى الغرب.. ولا شك أن هذه الممارسات تحتاج إلى تقييم وتقويم أيضاً من وقت لآخر، ومن ثم يأتي دور نقد الأنا ، لتحقيق القدوة المستمر والأستاذية الفعالة ، والنقد الذاتي للأنا يتطلب " النقد الذاتي لممارستنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية"(63) والأخلاقية والفكرية أيضاً. إن ممارسات النقد الذاتي هي الخطوة الضرورية في أي حوار حضاري جاد، إذ لا يستطيع الطرف العربي – الإسلامي على سبيل المثال نقد الطرف الغربي دون أن يراجع الأول نفسه وينقدها، يراجع .. ويراجع: هويته المفقودة، عقائده المشوشة، مرجعيته المغيبة، ثقافاته التي لا تعبر عن الأنا، بل تعبر عن عدوها، أو من استعمرها ولو لبضع سنين !
إذا قمنا بهذا الدور النقدي المزدوج المتوازي ـ والذي يمكن أن يعبر عنه الشعار " المشهور" : " اصلح نفسك وادع غيرك" ـ ؛ فعلينا في الخطة العربية\ الإسلامية المقترحة للحوار بين الحضارات أن " نعبر هذه المرحلة النقدية ، لندخل في المرحلة الإنشائية الإبداعية "(64). أو كما يصفها الراشد : " تطبيق نظرية جسر العبور بمهارة "(65) إلى الآخر، والتي تتمثل في ضرورة بلورة مبادرة إسلامية عربية إنسانية شاملة، لصناعة الحضارة العربية الإسلامية الناهضة،و لتشارك في إنشاء المجتمع العالمي الجديد .. على أساس من الأستاذية لا التبعية .
المسألة الثانية : في أهداف المشروع الحواري الحضاري:
وتتمثل في :
1- هدف فكري :
وهو تصحيح الصورة التي روجت عن الإسلام عقيدة وحضارة ونظاماً. ومقاومة القولبة الإعلامية الصهيونية منها وغير الصهيونية ، ضد الإسلام ، وشعائر الإسلام ، وأدبيات الإسلام .. إنهم ـ أي الصهاينة تجار الإعلام ـ نجحوا في قصر مفهوم الإرهاب على الإسلام ، وأصبح الإرهاب ما هو إلا نتاج الإسلام، والإسلام مصدر الإرهاب . فتصحيح صورة الإسلام وهو من واجبات الوقت !
2- هدف سياسي :
العمل.. والعمل .. والعمل على إشراك الحضارة الإسلامية في صنع القرار العالمي ، والكفاح من أجل الحصول على مقعد دائم للدول الإسلامية في مجلس الأمن ..
3- هدف اقتصادي:
وبما أن الشرط الأساسي للوصول إلى العضوية الدائمة في مجلس الأمن هو أن نكون قوة اقتصادية عاتية ، فيجب علينا أن نبني ونصنع اقتصاداً قوياً حتى نشارك في صنع القرار الاقتصادي؛ لاسيما بالنسبة لأسعار المواد الأولية التي ننتجها، وأسعار العملات الإسلامية وقوتها ..
ويرى أحمد طالب الإبراهيمي أن تحقيق ذلك الهدف يتطلب(66) :
أ- الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمواد الغذائية ، واستقلال الأمة الإسلامية الحقيقي يتم عندما نصل إلى إنتاج ما نستهلك.
ب ـ تحديد الأولويات في ميدان البحث العلمي(67). مثل الزراعة ..
بيد أن الباحث يرى أن الأولوية في البحث العلمي لا تعطى للجانب الزراعي بل في الجانب النووي السلمي\الدفاعي ، إذ هو الورقة الرابحة على جميع الموائد العالمية على الإطلاق ..
4- هدف أخلاقي :
يا قومنا .. إن إله الحضارة الغربية هو النماء المادي المطلق حتى على حساب القيم .. كل شيء مباح .. وأن العلم والتقنية غاية ، بينما نحن نعتبرهما وسيلة لتحقيق مبدأ الاستخلاف والإعمار في الأرض.
5- هدف أمني :
يتمثل في العمل والتعاون على إنشاء مجلس أمن إسلامي عربي يضم في عضويته كافة الدول الإسلامية والعربية ؛ لبناء وحماية الأمن القومي الإسلامي .. ورعاية الأقليات المسلمة وتحرير الأراضي المحتلة والمقدسات المسروقة ، والتحقيق في قضايا الأعراض المغتصبة ..
المسألة الثالثة : في مقترحات وأفكار المشروع الحواري الحضاري:
ويعتقد الباحث أن هذا المشروع الحضاري الضخم يقوم على عدة أفكار واقتراحات متجددة .. تخدم مصداقية هذا المشروع في الساحة الدولية ..
ويرى الباحث أن هذه المقترحات ينبغي أن تعالج المشكلات التالية علاجاً شاملاً عادلاً :
1- كيفية تحقيق السلام العالمي، وما هي الضمانات التي يقدمها المشروع الإسلامي ..
2- طرق حل النزاعات الدولية والإقليمية، ما هو برنامج المشروع الإسلامي فيها.
3- النظرية الاقتصادية الإسلامية : السمات والأسلوب والآليات والنتائج
4- طريقة حل مشكلة الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة أراضيه ..
5- الأقليات المسلمة : الحقوق والضمانات والحريات .
6- الدول الإسلامية المحتلة : المصير والتحرير والبناء.
المسألة الرابعة : في مرجعية المشروع الحضاري المنشود :
يقول فهمي هويدي :
" إن مشروعنا الحضاري لا قيام له بغير الإسلام والعروبة "(68) .
والواقع إن خيارنا الحضاري لم يحسم بعد، وبالتالي فإن مشروعنا الحضاري لم تتضح معالمه في أرض الواقع ، وفي التصور العربي للحوار بين الحضارات ، كما لو كنا ما زلنا نبحث عن طريق وأننا على غير ثقة من كفاءة ما نملك ، في تحقيق الخلاص المنشود ..
إن النهضة الحضارية الحقيقية لا تقوم إلا على مشروع حضاري مستقل يرتكز على الدعائم الأساسية للمجتمع، والتي تشكل خصوصيته وتتصل بينابيعه وجذوره، فالحضارة الغربية ما زلت موصولة بينابيعها الثلاثة(69): المسيحية الكاثوليكية ـ في الأخلاق ـ ، والقانون الروماني ـ في الحقوق السياسية ـ ، والتقاليد الإغريقية ـ في الفكر والفن ـ . ولنتأمل كلمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في مؤتمر ريو عندما قال:
" إن نمط الحياة الأمريكي ليس قابلاً للتفاوض "(70) .
تلك الكلمة التي توحي بظلال التمسك بثوابت ومراجع المجتمع الأمريكي .. كذلك الحال في أسيا ، في الهند واليابان والصين، حيث للهندوكية والبوذية والكونفوشيوسية، دورها في مشروع كل منطقة ..
وهي قاعدة ينبغي أن ننتبه إليها ونتشبث بها ، تتمثل في أن خصوصية كل مجتمع لابد أن تنعكس بشكل أو آخر على مشرعه الحضاري ، وأي إخلال بهذه القاعدة بالاستعارة أو التزوير أو الترقيع ، لابد وأن تشكك في جدوى ذلك المشروع، وفي مصداقية ذلك المشروع ، فضلاً عن أنها تجرح أمانته في التعبير عن الواقع الذي يتعامل معه(71) .
ومن هذا الوضع لا يسعنا سوى توظيف قوانا العقلية لتمثيل وتصوير واقعنا الاجتماعي ، وذلك بالدفاع عن حقنا في تأكيد هوية الذات(72) .
ومن ثم فنحن " نريد أن نفكر تفكيراً استقلالياً ، يعتمد على أساس الإسلام الحنيف، لا على أساس الفكرة التقليدية التي جعلتنا نتقيد بنظريات الغرب واتجاهاته في كل شيىء ! نريد أن نتميز بمقوماتنا ومشخصات حياتنا كأمة عظيمة مجيدة ، تجر وراءها أقدم وأعظم ما عرف التاريخ من دلائل ومظاهر الفخار والمجد ! .."(73) .
ويتساءل الباحث : من ؟ و أين ؟ وكيف ؟
1- من يكفل هذا المشروع الحضاري ؟ دولة أم منظمة .
2- أين مقر هذا المشروع ؟ مصر أم باكستان أم السعودية ؟ ....
3- كيف نحافظ على أمن المشروع ؟ العسكرية أم الدبلوماسية ؟ أم كلاهما ؟
ويجيب :
إن الحديث عن الخطوات الإجرائية في المشروع الحضاري ـ وإن كانت خطوات أساسية ـ لا تتأتى إلا بعد تحقيق المبدأ الذي ذكرناه في المسألة الأولى : ألا وهو نقد الذات ، وفهم الغرب .. حين تعود الأمة العربية والإسلامية ـ حكاماً وشعوباً ـ إلى مرجعيتها بصدق وبقوة ، سوف يأتي الدور بكل سهولة على تحديد الراعي والمقر والميزانية والأمن .
خـــاتــمة
والآن يريد الباحث أن يلخص أفكار البحث وأن يرتب ما توصل إليه من نتائج ويصيغ ما هداه الله إليه من توصيات ومقترحات ..
(أ) خلاصة البحث :
إن مفهوم الحوار بين الحضارات مفهوم إسلامي بحت ، إذا ما جعل الخالق الشعوب والقبائل إلا للتعارف والتحاور والتفاعل ، وإن الأصل في الحضارات الحوار لا الصراع ، وأن على كل طرف أن يلتزم بآداب الحوار وشروطه وضوابطه ، ويحترم الطرف الآخر ، ويقدر مرجعيته وخصوصيته الثقافية ، والإسلام خير حضارة وضعت أسس حوار الحضارات وعززت هذا الحوار على مدار التاريخ الإنساني ، كما أن الإسلام يرفض المركزية الحضارية وإلغاء الحضارات الأخرى وإن كانت ضعيفة ، كما يرفض أيضاً تهميش الحضارات وسيطرة حضارة واحدة على العالم تعربد فيه ، ونقصد بذلك المثل الأخير حضارة الغرب ، وسلوكها في الواقع، في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والأخلاقية ..
وقد تبين بجلاء مدى الفجوة الهائلة بين الغرب والإسلام ، وسوء التفاهم بينهما إن صح التعبير ، بل هذه النزعة العدائية من جانب الغرب نحو الإسلام والمسلمين ، و العروبة والعرب .. ويؤكد الباحث أن هذا العداء من الغرب وذلك الحقد ناشئ بسبب جذور ممتدة في عمق التاريخ ،تشي بحقد دفين على عنصرين كبيرين : الدين والثروة . في ظلال الثأر التاريخي ..
ومن ثم يأتي الحديث عن مشروع حضاري ينقذ الموقف ويحوله من صدام الحضارات إلى حوار الحضارات، والحديث عن هذا المشروع الحضاري يتطلب تحديد أهدافه وأولوياته وأفكاره الأساسية .. بحيث نخلص إلى مشروع متكامل شامل يحقق الحوار المنشود، وفي نفس الوقت أيضاً يحقق الحماية الكاملة للحضارة الإسلامية ومرجعيتها وهويتها وخصوصياتها..
إن هذا المشروع العربي الإسلامي الحضاري .. مشروع سامق رفيع ، يحتاج منا بذل الجهد والوقت .. بل يحتاج منا التضحيات .. إذ لا سبيل لبناء الحضارات أو مشاريعها .. إلا بالتضحيات ..
إن أشد ما يخشاه الباحث أن تصدق فينا مقولة القائد اليهودي " بن جوريون" حين قال :
" العرب بالطبيعة ، نَفَسُمُ قصير ! وهم يستطيعون تعبئة جهودهم لفترة زمنية محددة، لكنهم إذا طال الوقت تراخت تعبئتهم ، وضعفت حماستهم ، وأخذتهم شواغل أخرى غير تلك التي جمعت بينهم "(74) .
(ب) نتائج البحث :
1- الإسلام يأمر بالحوار والتفاهم والتعارف والتعايش السلمي.
2- لن يكون لأي حوار حظاً من النجاح ما دامت المفاهيم الغربية عن الإسلام ذات محتوى عدواني وشرير.
3- الصدام يأتي من الطرف الذي يرفض المبادرة السلمية ويستخدم وسائل الإكراه في فرض هيمنته ورؤيته ومصالحه.
4- سيطرة حضارة ما يؤدّي حتما إلى إضعاف الحضارات الأخرى ، من هنا يجب على كلّ حضارة أن لا تقبل بهيمنة أيّة حضارة عليها، بل تقاومها لضمان سلامة مرجعيتها .
5- من آثار الحوار بين طرفين غير متكافئين . فرض الطّرف القويّ المهيمن على الطّرف الثّاني اختراق السّيادة الثّقافيّة لها بالتّدخّل في مناهج تعليمها مثلا ، وتوجيه منظومتها الإعلاميّة، وترتيب علاقتها بفئات المجتمع ، وتحديد نمط معيشتها ، والتّدخّل في وضع قوانينها .
6- عظم دور الباحثين والمستشرقين الحاقدين على الإسلام في توجيه القرار الغربي ضد الإسلام والمسلمين والعرب .
7- إنّ الغرب يحاول السّيطرة على العالم بكلّ ما يملك من قوّة، وأمريكا تعمل على أمركة العالم اقتصاديّا تمهيدا للهيمنة عليه ثقافيّا، ومن ثمّ إلغاء الثّقافات الأخرى . فقد قال "روزفلت " في الأربعينيّات من القرن العشرين :" إنّ قدرنا هو أمركة العالم ". وقال " نكسون " : يجب على أمريكا أن تقود العالم" وقال "جورج بوش " الأب في أوائل التّسعينيّات :" إنّ القرن القادم ينبغي أن يكون أمريكيّا "(75) .
8- أهمية وجود مشروع حضاري عربي إسلامي لتحويل الصراع إلى حوار، ولحماية الخصوصيات الثقافية والمرجعيات والثوابت والحقوق العربية والإسلامية.
(ج) توصيات البحث :
1- وضع استراتيجية بعيدة المدى لتفعيل الحوار بين الحضارات والثقافات، وذلك من خلال استخدام معطيات التقنية الحديثة لتدعيم هذا الحوار الحضاري وتشجيع مجالات الترجمة في هذا الخصوص.
2- تكثيف اللقاءات و المؤتمرات والندوات ومعارض الكتب مع الحضارات الأخرى لدراسة المسائل التي تهم الطرفين من أجل تشكيل مفاهيم مشتركة حولها وتحرير النفوس والعقول من وطأة الصراع التاريخي بين الحضارات.
3- بذل الجهود الدولية السلمية الفاعلة من أجل حل المشكلات الكبرى المعقّدة والمزمنة التي تشكو منها المناطق التي يتولد فيها العنف والتمييز العنصري.
4- التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في تحقيق كرامة الإنسان وإقامة العدل، وتحقيق التعايش الآمن بين المجتمعات البشرية من الكوارث، والفقر، والجهل والتدهور الأخلاقي.
5- بث روح التعاون التسامح والمساواة والتضامن واحترام التنوع الثقافي بين الشعوب وخصوصيته.
6- دعم العلماء والباحثين والأكاديميين في الجامعات ومراكز البحوث لإنجاز بحوث ميدانية وتطبيقية تتعلق بحوار الحضارات .
7- العمل على بناء أمن عربي إسلامي قوي ، وإنشاء مجلس الأمن الإسلامي العربي.
8- اجتماع قادة الدول العربية والإسلامية من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي للبدء في تنفيذ المشروع العربي الإسلامي لحوار الحضارات ، ووضع اللمسات الأخيرة على معالم هذا المشروع .
(د) آليات عمل مقترحة :
1- إنشاء صرح معماري ليكون مقر مشروع الحوار الحضاري العربي الإسلامي .. ويقترح الباحث أن يكون مقر هذا الصرح في القاهرة أوفي الرياض .
2- إنشاء مركز أبحاث عربي إسلامي عالمي متخصص في حوار الحضارات.
3- تأسيس موقع حوار الحضارات العربي الإسلامي العالمي باللغات الحية على شبكة المعلومات يتضمن بنك معلومات (الكتب والأبحاث، المقالات والتقارير، الوثائق والملفات، المؤتمرات و المنتديات) .
4- الشروع في إعلان جائزة عالمية سنوية لأفضل بحث يساهم على نحو متميز في إغناء جانب من مسألة "الحوار بين الحضارات".
5- إنشاء قناة فضائية عربية إسلامية بلغات حية ، يبث إرسالها في أوربا و أمريكا .. بشرط تخصيص القناة في دعم المشروع الحضاري والحوار بين الحضارات .
6- إنشاء مجلة دورية باللغات الحية ، تنشر في أوربا وأمريكا ، تكون لسان حال المشروع العربي الإسلامي لحوار الحضارات .
7- ترجمة البحوث الأجنبية الجيدة المتصلة بحوار الحضارات إلى العربية والفارسية؛ حتى يتيسر للباحثين المسلمين الاطلاع عليها .
8- تفعيل ومساعدة المؤسسات العربية والإسلامية الناشئة ، مثل:
أ- المركز الدولي للحوار بين الحضارات : والذي تأسس في ديسمبر 1998 في طهران ..
ب- المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة( إيسيسكو): وهي تعمل على إشاعة قيم الحوار بين الحضارات، ودعوة النخب المفكرة والمثقفة في العالم إلى المشاركة في الندوات الدولية التي تعقدها حول هذا الموضوع..
هذا والله الموفق وهو العليم الحكيم الخبير
محمد مسعد ياقوت
كاتب وداعية إسلامي مصري
المشرف العام على موقع نبي الرحمة
www.nabialrahma.com
جوال: 0020104420539
yakoote@gmail.com
الهوامش
1- أكرم حجازي : بين توتر الذات وصمم الآخر ثمة محاولات للعقلنة، ورقة قدمت إلى ندوة حوار الثقافات التي عقدتها كلية الآداب في جامعة تعز- اليمن، الموسم الثقافي السنوي، 23/5- 3/6 – 2004 http://alnadwa.net/malshar
2- انظر: السيد ياسين: حوار الحضارات في عالم متغير، المؤتمر الدولي حول "صراع الحضارات أم حوار الثقافات " القاهرة مطبوعات التضامن 1997، ص37 .
3- اكرم حجازي : مصدر سابق .
4- http://www.mapeci.com/Ar/409/kadaya.htm بتاريخ 14\8\2005.
5- محمد عمارة : التراث والمستقبل ،القاهرة : دار الرشاد، ط 2، 1418هـ -1997م، ص215
6- أحمد عبد الرازق أحمد : الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى ، القاهرة : دار الفكر العربي، 1990، ص11.
7- توفيق محمد سبع : قيم حضارية في القرآن الكريم : عالم ما قبل القرآن، ج1، القاهرة: دار المنار، د.ت، ص31.
8- المصدر السابق .
9- http://www.kapl.org.sa/symposium_islam.html
10- سورة: الحجرات - الآية: 13
11- انظر : صامويل هانتنجتون: صدام الحضارات : إعادة صنع النظام العالمي ، ص169 وما بعدها .
12- حسن البنا : مجموعة الرسائل ، الإسكندرية : دار الدعوة ، ط 1، 1423هـ - 2002م ، ص 68 .
13- أحمد طالب الإبراهيمي : حوار الحضارات ، مجلة العربي ، العدد 477، أغسطس 1998، ص31.
14- سورة الكافرون – الآية :6 .
15- سورة: البقرة - الآية: 256.
16- السيد ياسين : حوار الحضارات في عالم متغير ،المؤتمر الدولي حول "صراع الحضارات أم حوار الثقافات " القاهرة مطبوعات التضامن 1997، ص40.
17- محمد بن قاسم ناصر بوحجام: الحوار بين الحضارات ، مقال منشور على الإنترنت : http://alnadwa.net/malshar/hewar-hdarat.htm
18- المصدر السابق.
19- انظر: أحمد طالب الإبراهيمي : حوار الحضارات ، مجلة العربي ، العدد 477، أغسطس 1998، ص32.
20- انظر: المصدر السابق.
21- سورة: الغاشية – 21، 22.
22- يوسف القرضاوي : الحوار بين الإسلام والنصرانية ، موقع إسلام أون لاين ، ركن الإسلام وقضايا العصر، بتاريخ 13\8\2005.
23- انظر : سيد قطب : معركة الإسلام والرأسمالية ، القاهرة : دار الشروق، 1415هـ - 1995م، ص89.
24- انظر : رشدي فكار: نظرات إسلامية للإنسان والمجتمع خلال القرن الرابع عشر الهجري ، القاهرة : مكتبة وهبة، ط 1، 1980م، ص 31.
25- انظر : المصدر السابق، ص 32.
26- عبد الله ناصح علوان : معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوربية، القاهرة : دار السلام ، ط 2، 1404هـ - 1984م ، ص 155
27- سورة: النحل - الآية: 125.
28- يوسف القرضاوي : خطابنا الإسلامي في عصر العولمة، القاهرة : دار الشروق، ط 1، 1424هــ - 2004م، ص 40 ، 41 .
29- سورة: العنكبوت - الآية: 46.
30- سورة: آل عمران - الآية: 64.
31- سورة: الممتحنة - الآية: 8.
32- سيد قطب : في ظلال القرآن ، القاهرة دار الشروق، ط 25، 1417هـ -1996م، ج 6، ص 3544.
33- سورة: المائدة - الآية: 48 .
34- سورة: هود - الآية: 118 .
35- سورة: البقرة - الآية: 285 .
36- انظر : حسن عزوزي: الإسلام وترسيخ ثقافة الحوار الحضاري، مقال منشور على الإنترنت ، بتاريخ 11\8\2005، http://www.balagh.com/islam/1y1d6wog.htm
37- رشدي فكار : لمحات عن منهجية الحوار والتحدي الإعجازي لإسلام في هذا العصر ، القاهرة: مكتبة وهبة ، ط1، 1982، ص 55
38- أكرم حجازي : مصدر سابق .
39- انظر : محمد حسنين هيكل : حرب الخليج : أوهام القوة والنصر ، القاهرة : مركز الأهرام للترجمة ، ط 1، 1412هـ - 1992م ، الفصل العاشر كله ، تحت عنوان : قوة تبحث عن هدف ص 215
40- أكرم حجازي : مصدر سابق .
41- توفيق محمد سبع : قيم حضارية في القرآن الكريم : عالم صنعه القرآن ، ج 2، القاهرة : دار المنار، د.ت، ص 255
42- المصدر السابق .
43- انظر : أحمد سما يلوفيتش : فلسفة الإستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، القاهرة : دار الفكر العربي، 1418هـ -1998م ، ص135 ، وانظر :سلمان بن فهد العودة : وسائل التنصير ، مقال منشور على موقع العودة ـ الإسلام اليوم .
44- السابق .
45- أكرم حجازي مصدر سابق.
46- محمد عمارة : العرب والتحدي ، القاهرة : دار الشروق، ط1، 1411هـ -1991م، ص 284
47- أكرم حجازي : مصدر سابق.
48- أكرم حجازي : مصدر سابق.
49- أكرم حجازي : مصدر سابق.
50- فهمي هويدي : مواطنون لا زميون: موقع غير المسلمين في مجتمع المسلمين ، القاهرة : دار الشروق ، ط2، 1410هـ -1990م، ص 228، والكلمة تنسب للشيخ محمد الغزالي
51- علي حسن الخربوطي : المستشرقون والتاريخ الإسلامي ، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1988م ، ص 109
52- المصدر السابق ، ص 110.
53- المصدر السابق.
54- عبد الله ناصح علوان : معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوربية ، القاهرة : دار السلام ، ط 2، 1404هـ - 1984م ، ص155
55- المصدر السابق ، ص156
56- المصدر السابق .
57- شابليه: الغارة على العالم الإسلامي ، ص 35، نقلاً عن : أحمد سما يلوفتش : فلسفة الإستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر ،القاهرة : دار الفكر العربي ، 1418هـ -1998م، فصل : الاستشراق والتبشير، ص135
58- عصمت عبد المجيد : مواقف وتحديات في العالم العربي، القاهرة : دار الشروق، ط 1، 2003، ص 31 .
59- المصدر السابق ، ص 32.
60- انظر: محمد حسنين هيكل: نهايات الطرق: العربي التائه 2001، القاهرة المصرية للنشر العربي والدولي، ط 1، 2002م، فصل الدور على الإسلام ، ص 125
61- أكرم حجازي : مصدر سابق .
62- السيد ياسين :حوار الحضارات في عالم متغير، المؤتمر الدولي حول "صراع الحضارات أم حوار الثقافات " القاهرة مطبوعات التضامن 1997، ص 50
63- المصدر السابق.
64- المصدر السابق، ص 51
65- محمد أحمد الراشد : صناعة الحياة ، طنطا : دار البشير، ط 3، 1414هـ -1994م ، ص62
66- أحمد طالب الإبراهيمي : مصدر سابق، ص33
67- للباحث: مستقبل وتحديات البحث العلمي في مصر والوطن العربي ، دراسة وصفية غير مطبوعة ولم تكتمل
68- فهمي هويدي : أزمة الوعي الديني، صنعاء: دار الحكمة اليمنية، ط1، 1408هـ -1988م، ص 44
69- انظر: المصدر السابق ، ص 43
70- Andrevon,La Necessite Ecologique,Paris,A.B.Irato,1993.p.61
71- انظر: فهمي هويدي : أزمة الوعي الديني، صنعاء: مصدر سابق، ص 44
72- FawezyaMakhlouf,EuropeanPaent Application,(no.9610293.2),Th Mind Postitioning satellite 1996”
73- محمد عمارة : الصحوة الإسلامية والتحدي الحضاري ، القاهرة : دار الشروق،ط 1، د.ت، والكلمة للأستاذ البنا
74- محمد حسنين هيكل : عام من الأزمات ، 2000-2001، القاهرة : المصرية للنشر العربي والدولي ، ط 4، 2004، ص301
75- http://alnadwa.net/malshar
المراجع والمصادر
أولاً: المراجع العربية :
القرآن الكريم : كتاب الخالق - الله جل جلاله. -(1
أحمد سما يلوفتش:فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، القاهرة: دار الفكر العربي، 1998. -(2
أحمد عبد الرازق أحمد : الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى ، القاهرة : دار الفكر العربي ، 1990 . -(3
باسم علي خريسان : العولمة والتّحدّي الثّقافي ، بيروت : دار الفكر العربي، ط1، 2001. -(4
برهان غليون : ثقافة العولمة و عولمة الثقافة، دمشق: دار الفكر. ط1، 1999 . -(5
بيتر مارتين(هانس) و شومان(هارالد)، فخ العولمة،عالم المعرفة ،الكويت: المجلس الوطني للثقافة ،ط2
، آب2003. -(6
توفيق محمد سبع : قيم حضارية في القرآن الكريم : عالم صنعه القرآن ، ج 2، القاهرة : دار المنار، د.ت -(7
توفيق محمد سبع : قيم حضارية في القرآن الكريم : عالم ما قبل القرآن، ج1، القاهرة: دار المنار، د.ت . -(8
جعفر شيخ إدريس : صراع الحضارات ومستقبل الدعوة الإسلامية، مؤتمر مجلة البيان بالخرطوم
في24\9\2002. -(9
حسن البنا : مجموعة الرسائل ، الإسكندرية : دار الدعوة ، ط 1، 1423هـ - 2002م . -(10
حسن حنفي :العالم أمام صدمة التحديات السبعة - جريدة الزمان، العدد 2412 /30-5-2002. -(11
رشدي فكار : لمحات عن منهجية الحوار والتحدي الإعجازي لإسلام في هذا العصر، القاهرة: مكتبة
وهبة،1982. . -(12
رشدي فكار: نظرات إسلامية للإنسان والمجتمع خلال القرن الرابع عشر الهجري ، القاهرة : مكتبة
وهبة، 1980. -(13
روجيه جارودي : من أجل حوار بين الحضارات ، دار النفائس، ط1، 1411هـ . -(14
زهير فهد الحارثي : الإشكالية في الفكر لا السلوك ، صحيفة الشرق الأوسط 19 أكتوبر 2001. -(15
زينب عبد العزيز: أبجدية الحوار بين الحضارات، المسلم المعاصر، السنة 19، العددان 73 – 74 . -(16
سمعان بطرس فرج اللّه : البعد الثقافي للشراكة الأوربية المتوسيطة، أعمال ندوة مستقبل الترتيبات
الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها على الوطن العربي، معهد البحوث والدراسات العربية،
القاهرة 1998. -(17
سيد قطب : في ظلال القرآن ، القاهرة : دار الشروق، ط 25، 1417هـ -1996م -(18
سيد قطب : معركة الإسلام والرأسمالية ، القاهرة : دار الشروق ، 1415هـ - 1995م . -(19
سيف الدين عبد الفتاح: حول تعارف الحضارات، ورقة مقدمة إلى ندوة "الإسلام والعولمة"، كلية دار
العلوم، جامعة القاهرة مايو 2000. -(20
صامويل هنتنجتون: صدام الحضارات : إعادة صنع النظام العالمي، ت: طلعت الشايب ، القاهرة:
سطور ، 1998. -(21
طارق البشري: في المسألة الإسلامية المعاصرة، الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ
المعاصر، القاهرة : دار الشروق 1996 م. -(22
عبد السلام ياسين : الاسلام والحداثة ، دار الآفاق ، ط1، 2000 -(23
عبد الله ناصح علوان : معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوربية، القاهرة : دار السلام
، ط 2، 1404هـ - 1984م . -(24
عبدالنبي اصطيف : نحن والغرب: من صدام الحضارات إلى الشراكة المعرفية ، دمشق : دار الآداب،
2001م ( نسخة إلكترونية ). -(25
عدنان عليّ رضا النّحوي : حوار الأديان دعوة أم تقارب أو تنازل، دار النّحوي للنّشر والتّوزيع،
ط1، 1421هـ \ 2001م -(26
عصمت عبد المجيد : مواقف وتحديات في العالم العربي، القاهرة : دار الشروق، ط 1، 2003 م . -(27
علي حسن الخربوطي: المستشرقون والتاريخ الإسلامي ، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988م -(28
فخري لبيب : صراع الحضارات أم حوار الحضارات ، القاهرة : مضبوعات التضامن ، 1997م. -(29
فرانسيس فوكوياما : نهاية التاريخ ، ترجمة : حسين الشَّيخ ، بيروت : دار العلومِ العربيَّةِ . -(30
فهمي هويدي : أزمة الوعي الديني، صنعاء: دار الحكمة اليمنية، ط1، 1408هـ -1988م -(31
فهمي هويدي : مواطنون لا زميون: موقع غير المسلمين في مجتمع المسلمين ، القاهرة : دار الشروق،
ط2، 1410هـ -1990م . -(32
فهمي هويدي: المسلمون وسيناريو الصراع بين الحضارات، المسلم المعاصر، السنة 17. العددان
67-68 1413هـ / 1993م. -(33
كمال السعيد حبيب : البعد العقدي في العلاقة بين الإسلام والغرب ،صحيفة البيان الإماراتية، العدد
185/ مارس 2003م -(34
مالك بن نبي : مشكلة الثّقافة ، بيروت: دار الفكر ، ط2، 1959. -(35
محمد البهي : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالإستعمار الغربي ، القاهرة : مكتبة وهبة ، ط8، 1975م . -(36
محمد السعيد عبد المؤمن:مدخل إسلامي لحوار الحضارات، بحث مقدم لندوة الإسلام وحوار الحضارات،
الرياض : مكتبة الملك عبد العزيز، 1423هـ . -(37
محمد أحمد الراشد : صناعة الحياة ، طنطا : دار البشير، ط 3، 1414هـ -1994م . -(38
محمد حسنين هيكل : حرب الخليج : أوهام القوة والنصر ، القاهرة : مركز الأهرام للترجمة ،
ط 1، 1412هـ - 1992م . -(39
محمد حسنين هيكل : عام من الأزمات ، 2000-2001، القاهرة : المصرية للنشر العربي والدولي،
ط 4، 2004 م. -(40
محمد حسنين هيكل: نهايات الطرق: العربي التائه 2001، القاهرة المصرية للنشر العربي والدولي،
ط 1، 2002م -(41
محمد خاتمي : حوار الحضارات، ضمن كلمة الرئيس الإيراني في اليونسكو في فرنسا 30\10\1991،
دمشق :دار الفكر ط1، 1423هـ. . -(42
محمد عمارة : التراث والمستقبل ، القاهرة : دار الرشاد ، ط2، 1418هـ -1997م. -(43
محمد عمارة : الصحوة الإسلامية والتحدي الحضاري ، القاهرة : دار الشروق،ط 1، د.ت. -(44
محمد عمارة : العرب والتحدي ، القاهرة : دار الشروق، ط1، 1411هـ -1991م . -(45
محمد عمارة: حضارة أم حضارات، المسلم المعاصر، السنة 19، العددان 73-74. -(46
محمد عمارة: حقوق الإنسان في الإسلام ضرورات لا حقوق، القاهرة :دار الشروق، 1989 -(47
محمد نورد شان:موقف الإسلام من الحضارات الأخرى، بحث مقدم إلى ندوة الإسلام وحوار الحضارات،
الرياض: مكتبة الملك عبد العزيز، محرم 1423هـ . -(48
محمود ثابت الشاذلى : المسألة الشرقية ، القاهرة: مكتبة وهبة ، ط1، 1989. -(49
نادية محمود مصطفى :مصر ومشروعات النظام الإقليمي الجديد في المنطقة، مركز البحوث والدراسات
السياسية، كلية الاقتصاد، جامعة القاهرة 1997. -(50
هنري كيسنجر : هل تحتاج أمريكا الى سياسة خارجية؟ ، بيروت: دار الكتاب العربى ، -(51
يوسف القرضاوي : خطابنا الإسلامي في عصر العولمة، القاهرة : دار الشروق، ط 1، 1424هــ - 2004م -(52
ثانياً : المراجع الأجنبية :
1) Akbar Ahmed, Josting Donnan: Islam,Golbalization and Postmodernity, routledge,London 1994.
2) Ali Mazriui:Islamic values and Western ,values.Foreign Affairs vo. 67,1997.
3) Andrevon,La Necessite Ecologique,Paris,A.B.Irato,1993.
4) David Daiches, Critical Approaches to Literature. Second endition. Longman. London. & Newyork, 1985.
5) FawezyaMakhlouf,European Paent Application,"Th Mind Postitioning satellite", 1996
ثالثاً : مواقع الشبكة العنكبوتية ـ الإنترنت :
1) http://hem.bredband.net/dccls
2) http://mameraza.host.sk/nadawat/fardan
3) http://www.5plus5.tn/arabic/
4) http://www.akhbar.tn/siassa
5) http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic
6) http://www.albayan.co.ae/albayan
7) http://www.aljazeera.net/Channel/archive
8) http://www.alwatan.com/graphics
9) http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic
10) http://www.arabrenewal.com
11) http://www.arabtimes.com/writer/zakaria
12) http://www.asharqalarabi.org.uk/r-m
13) http://www.asharqalawsat.com/
14) http://www.asharqalawsat.com/
15) http://www.balagh.com/islam
16) http://www.ebaa.net/wjhat-nadar
17) http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com
18) http://www.gcsrpyem.org
19) http://www.islammemo.cc/west
20) http://www.lahaonline.com
21) http://www.mafhoum.com/press3
22) http://www.mansourdialogue.org/Arabic
الكاتب في سطور
محمد مسعد ياقوت – باحث وداعية إسلامي مقيم في مصر .
المشرف العام على موقع نبي الرحمة
www.nabialrahma.com
البريد الإلكتروني : yakoote@gmail.com
المدونة الشخصية : yakut.blogspot.com
جوال 0104420539(002)
الأعمال التي قام بها:
- باحث متفرغ لإعداد مشروع علمي في مؤسسة أحمد بهاء الدين الثقافية.
- يكتب في العديد من المجلات العربية والإسلامية كمجلة المجتمع الكويتية، ومجلة المعرفة السعودية، ومجلة الرسالة المصرية، ومجلة آراء حول الخليج الإماراتية، ويكتب في شبكة إسلام أون لاين . نت.
- قدم سلسلة حلقات عن الثقافة العلمية وأزمة البحث العلمي، في القناة السادسة المصرية
- أعد سلسلة حلقات عن أخلاقيات الحرب في الإسلام. في قناة الأمة الفضائية .
- يمارس الخطابة الدينية في مساجد مصر .
- ألقى العديد من المحاضرات الفكرية والثقافية في العديد من المحافل.
المؤلفات :
- نبي الرحمة الرسالة والإنسان، القاهرة : الزهراء للإعلام العربي، 2007
- الاختلاط وأثره على التحصيل العلمي والابتكار- رؤية شرعية - ، البحث الفائز بجائزة موقع المرأة " لها أون لاين" للثقافة و الإبداع ، عام 2004
- حوار الحضارات : الموجود والمفقود والمنشود، بحث مقدم إلى منظمة الكتاب الأفريقيين والأسيويين ، أغسطس 2005م ـ .
- هروب النخب العلمية ، بين واقع النزيف وسبل العلاج : بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي، " الشباب وبناء المستقبل" .
- صفات رجل البر، لم يطبع بعد .
-عناية الكتاب والسنة بالمسجد الأقصى المبارك ، لم يطبع بعد .
- حق النصرة للشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا، لم يطبع بعد .
- التجديد والمجددون في الإسلام، لم يطبع بعد .
- أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية، لم يطبع بعد .
- الرقائق والخواطر ، تحت الإعداد
- الحوار في السيرة النبوية ، تحت الإعداد.
- مشاركة الشباب العربي في العمل السياسي – بين الواقع والمأمول ، تحت الإعداد
- قيم حضارية في السيرة النبوية، كتاب إلكتروني.
- قصص قصيرة منشورة في المجلات المواقع [ بار أحرنوت – سجين رأي – المسكن الشعبي – على الطريقة الفيدرالية –السجينة – طوابير النهضة – ملحمة شاعر ]
-صنائع المعروف، ثلاثون بابًا من أبواب الخير، القاهرة ، دار النشر للجامعات، 2007
- أزمة البحث العلمي في مصر والوطن العربي، القاهرة : دار النشر للجامعات، الطبعة الأولى، يناير 2007م
- عناية النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمرأة والطفل، منشور
- الأخلاقية النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية، منشور
- مظاهر الوسطية في التشريع الإسلامي، منشور