التربية بالأخلاق
التربية بالأخلاق
قال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ~~~ فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الخلق كل سلوك أو قول ارتضاه الدين و المجتمع , و الأخلاق أساس العلاقات المتميزة و المستمرة ؛ إذ أن الإنسان الخَلوق مطلب كل مُستنجد أو مُستبشر , و إني و من خلال ملاحظتي للمجتمع و المحيط الذي أعيش فيه لاحظت أن حُب الأخلاق والسُمو في المعاملات أصبح خارج أولويات شبابنا , و ذلك لطغيان المادية على الحياة , فأصبح شبابنا يبحث عن كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و اللباس و يظن بأنه بشراء هذه الأشياء سيصبح متحضرا , رغم أن التحضر يعني سموا في الأخلاق و تحديثا في وسائل المدنية , فالتحضر في أصله أخلاق و معاملات وليس مظاهر للمباهاة بين المتنافسين.
لدعم الأخلاق هناك عدة مستويات, تبدأ بالأسرة باعتبارها اللَبنة الأولى لشخصية الطفل , ثم المدرسة فالشارع و الإعلام ؛ فكل هذه المستويات تؤثر على قيمة الأخلاق لذا الشخص.
إن المربي سواء كان أبا أو أستاذا أو غير ذلك مؤتمن على من يربيه ؛ إذ لا ينحصر دور المربي في إيصال المعرفة و لكن يتجاوزه لإعطاء المتربي وسائل لمواجهة الحياة , و من أهم هذه الوسائل الأخلاق .
و قد أظهرت نتيجة بحث في أمريكا أن 93% في المئة من الذين طردوا من عملهم كان بسبب أخلاقهم و معاملتهم و ليس بسبب كفاءاتهم المهنية ؛ فأنت عندما تربيه على حسن الخلق تجعل منه إنسانا محبا للخير يزن الأمور بالقيم و المبادئ بعيدا عن الأسباب المادية , و تسهل عليه الحياة و تفتح أمامه أبواب مستقبل مشرق .
و لعل أهم طرق التربية , التربية بالأخلاق لأنها تنطلق من أن الإنسان مفطور على الجماعة و العيش داخل المجتمع , و منه فهو يتأثر و يؤثر على الآخرين , و هكذا إذا استطاع المربي أن يؤثر في الطفل بأخلاقه أصبح نموذجا يقتدي به في حياته و بذلك سهُل على المربي دفع الطفل نحو السمو المعرفي و الأخلاقي في الوقت ذاته , لأن الإنسان يتعلم بروحه و جسده بالإضافة لعقله , و التربية بالأخلاق تركز على المكونات الثلاث للإنسان : تأثيرٌ على روحه و تعاملٌ بأخلاق سامية و رفع لمستواه المعرفي .
خلاصة :
إن المعلم بالنسبة للطفل قدوة , يتبعها و يعتبرها منهجا في الحياة , فكن عزيزي المعلم القدوة الحسنة , إن الدال على الخير كفاعله , و أنت عندما تزرع حسن الخلق في الطفل تزرع بدرة سيستفيد منها المجتمع كَكل .
إشارة :
إن خير المربين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , جعل من التربية بالأخلاق منهجا يعيشه من خلال تعامله مع كل الناس مسلم كان أو كافر , و قد صدقت أمنا عائشة في وصف خلقه ؛ عن سعد بن هشام قال : سألت عائشة رضي الله عنها فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : " كان خلقه القرآن ." رواه مسلم
تأصيل :
قال صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
قال تعالى : "وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" 159 آل عمران
بقلم : أ. عبد الخالق نتيج