التربية بالقدوة
التربية بالقدوة
بقلم : أ. عبد الخالق نتيج
« رؤية الكبار شجعان هي وحدها التي تخرج الصغار شجعان، ولا طريقة غيرها في تربية شجاعة الأمة » _مصطفى صادق الرافعي_
«الولد مفطور على حب التقليد، وأحب شيء إليه أن يقلد أباه ثم أمه، فانظر كيف يراك في البيت معه ومع أمه، وكيف يراك في المعاملة معه ومع الناس» _د. مصطفى السباعي_
تعنى كل مؤسسة تعليمية بجانبين جانب معرفي و هو المتصل بمحتوى المنهج والمحصلة النهائية المبتغى تعلمها , و جانب سلوكي وهو ما يتصل بتغيير السلوك إلى الأحسن عن طريق تقو يمه وتحبيبه للمتعلمين و كذلك بتعلم مهارات الحياة و التي يدخل ضمنها مهارات الاتصال الفعال و مهارات حل المشاكل و إيجاد البدائل.
لكن كثيرا ما تقع هده المؤسسات في فخ التلقين و العرض فتحاول تغيير السلوك بالمحاضرة و الوعظ و هو مالا يفيد انطلاقا من تجربتنا الحياتية , لأن تغيير السلوك يحتاج إلى طرق حديثة تستحثُ التلاميذ على المبادرة و حُب التجربة , كما تعطيهم المثال و النموذج الصحيح الذي يجب تتبعه, لذلك أهيب بكل من يعمل في المجال التربوي أن يكون نموذجا في الأخلاق العالية المحمدية وكذلك أن يتصف بمجمل المهارات التي يدرسها, فمثلا لا يدرس خلق الصدق و يظهر لتلامذته عكس ذلك بأفعاله و أقواله, ليس هذا فقط ولكن توجيه الطلاب لتتبع التلميذ النموذجي داخل القسم، و كذلك الاقتداء بالنموذج الفكري و الثقافي في المجتمع , فيقوم بتنويع نشاطاته الثقافية والترفيهية و يستضيف بها المفكرين و الباحتين و المصلحين و كل العاملين في الحقل الاجتماعي و الخيري , فيعجب بهم الطلاب و يسعون لتقليدهم وهذا هو المنهج الصحيح لتغيير السلوك بالإتباع النابع من الحب و التقدير.
و الخلاصة أن تغيير السلوك يجب يأخذ أولوية قصوى في حياتنا كمسؤولين داخل المجتمع سواء كنا أساتذة أو آباء أو حتى مواطنين غيورين على هذا الوطن الحبيب, و أول ما يجب تغييره هو تغيير القُدوات و النماذج التي يختارها أبناؤنا لأن لها التأثير الكبير في سلوكهم.
و يبقى الرسول عليه أفضل الصلات و السلام النموذج القيادي الحق الذي علينا جميعا دون استثناء غرسه في عقول و نفوس أبنائنا , ليكون لهم المنارة التي تضيء لهم الطريق و ترشدهم شاطئ الأمان و النجاح . إشارة
خير المربين من يربي بأفعاله قبل أقواله...