سوق المالية الإسلامية في كندا نهوض متسارع
بالإضافة إلى ما تتميز به السوق المالية الكندية من قدرة على جذب الاستثمار و تطور أساليب العمل المالي والمصرفي وهي مميزات تسهم في التنبؤ بمستقبل واعد لسوق المالية الإسلامية، تعد كندا موطنا لحوالي 1.5 مليون مسلم يتبعون العقيدة الإسلامية ، أي حوالي 4 ٪ من سكان الدولة ، وهو ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد ، مع توقع بارتفاع هذا العدد مستقبلا . هذه البيئة ساهمت في طرح تصور لدى السلطات المالية في كندا بعد الكشف من خلال بحوث ودراسات عن تنامي وتطور الوعي لدى هذاالقطاع من الشعب حول ضرورة تبني التعاملات الموافقة للشريعة الإسلامية.
يعيش معظم المسلمين في منطقة تورنتو ومونتريال ، وهم من الطبقة الوسطى ذات المستوى التعليمي الجيد ولديهم معرفة كبيرة بالخدمات المالية. ومن ضمن الخدمات المالية التي تحتاجها الحالية المسلمة في كندا للرهن العقاري والسيارات والمنازل والتأمين الشخصي وبطاقات الائتمان والقروض الاستهلاكية. زيادة العروض الخاصة بالخدمات الشخصية والمنتجات المصرفية الاستثمارية القائمة على التكنولوجيا الحديثة تزيد من الطلب على الخدمات المالية الإسلامية.
ظهرت العديد من مؤسسات المالية الإسلامية في كندا خلال السنوات الأخيرة ، وتختلف هذه المؤسسات من حيث مجال عملها ففيها البنوك ، وشركات التكافل ، و خدمات الرهن العقاري وغيرها من الخدمات المالية التى تقدم وفق مبادئ الشريعة الإسلامية ومن ضمن هذه المؤسسات: United Muslim Financial ، Habib Canadian Bank، شركة الإسكان ، وشركة قرطبة للإسكان التعاوني ، وشركة النور للإسكان التعاوني ، وأمانة لتمويل السيارات في كندا.
أدى الإقبال المتزايد على خدمات هذه المؤسسات ونجاحها في كسب ثقة المستثمرين والمستخدمين حتي من غير المسلمين ، أدى هذا الاقبال إلى تبني البنوك الربوية لاستراتيجية فتح نوافذ خاصة بالتعاملات الإسلامية وهو ما يشكل سياسة تنافس لمؤسسات المالية الإسلامية ويضعها أمام تحد كبير لا بد من الاستعداد لمواجهته بسياسات فعالة وقوية.
مع زيادة عدد المؤسسات المالية في كندا ، قامت العديد من الجامعات والمعاهد الكندية بإدخال مناهج تعليم المالية الإسلامية إلى أنظمتها التعليمية ، بل إن المعاهد المتخصصة في المالية تنظم دورات تدريبية للعالمين في مجال المالية الإسلامية من أجل تكوينهم وتدريبهم على خدمات المالية الإسلامية.
اهتمام حكومي بالصكوك
تجسد الاهتمام الحكومي بالمالية الإسلامية من خلال تصريحات مسؤولين كنديين في مراكز مالية متقدمة ، حيث أكدت جانيت إيكر ، رئيسة مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ل Toronto Finance International وهي كبريات الوكالات المالية في كندا أن التمويل الإسلامي أحد أكثر المجالات نموا خلال السنوات الأخيرة ، لذلك علينا كمركز مالي دولي الاهتمام بهذا القطاع وتطويره.
تشير عدة تقارير منها تقرير لمؤسسة تومسون رويترز المتخصصة إلي وجود امكانات استثمارية كبيرة في سوق الصكوك يمكن للحكومة الكندية الاستفادة منه ، حيث يوجد ملياري دولار من الرهون العقارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في كندا ، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع ليصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2020 ، ترى الحكومة الكندية بأن هذه الاستثمارات يمكن أن توفر قاعدة قوية لدعم وتطوير النظام المصرفي الإسلامي المحلي (وفقًا للقروض) .
إضافة إلى ذلك فقد شكل قرار مجموعة العشرين في اجتماعها الأخير والقاضي باستكشاف استثمارات البنية التحتية من خلال استخدام الصكوك خطوة مشجعة نحو قبول أوسع للتمويل الإسلامي ، لذلك فإن سوق الصكوك تشكل مجالًا آخر يمكن الحكومة الكندية من جذب المزيد من رأس المال الأجنبي لدعم احتياجات البنية التحتية ، والتي تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار أمريكي.
تشكل كندا سوقا جديدة للمالية الإسلامية تتوفر هذه السوق على فرص كبيرة للنمو والتطور، ويرتكز هذا النمو على مجموعة من العوامل منها تزايد أعداد المسلمين في كندا حيث سترتفع نسبتهم من مجموع السكان لتصل 6.6% في غضون 2030، هذا بالإضافة إلى قدرة السوق المالية الكندية على جذب المستثمرين الراغبين في استثمارات توافق مبادئ الشريعة الإسلامية.
المصدر: https://islamonline.net/33546