التعارف والحوار الديني على أساس قاعدة العمل الاجتماعي
كثيرا ما نعثر على إشارات لاقتران الإيمان بالإحسان والبر وفعل الخير في نصوص الأديان الكتابية، وهو ما يمكن جعله أرضية صلبة لإعادة الحوار الديني إلى مسعاه الخيري، الذي فشلت فيه الكثير من الحوارات، والتي عادة ما يطبع عليها طابع المجاملة. إننا أقرب اليوم إلى الحاجة إلى ما يسميه عز الدين عناية «الحوار الاجتماعي»([1])؛ أي البحث عن المداخل الاجتماعية للأديان، لكي تشكل منطلقاً للحوار الديني والإنساني عوض لغة التنافر والتناظر اللاهوتي؛ لأن ما يعوز الأديان الثلاثة في حاضرنا "هو تفعيل ميثاق قيمي جامع بينها، يتعهد بمقتضاه رجالاتها بالالتزام بعمل الخير المشترك بينها، لتنبثق عن ذلك التكاثف هيئة دينية ساهرة تتولى تفعيل قيم العمل الصالح، وضبط الخلل الحاصل جراء التعايش الحضاري، مع تقديم المقترحات والحلول في الشأن".([2]) وأيضاً لكون الإحسان والعمل الاجتماعي عموماً، هو تجلّ عملي لمفهوم الإيمان، يخرج به من حيز المفارقة إلى التمظهر العيني.([3]) لذلك، تكاد تجتمع الأديان الثلاثة على أمر قيم الإحسان وفعل الخير -وإن اختلفت فلسفتها التشريعية لها-، إلا أن نصوصها تبدو على درجة من الاهتمام بالخير وأعمال البر.
وفق التحليل الظواهري، فإن مقصد الطقس يهدف إلى ترسيخ علاقة عمودية بين العابد ومعبوده، علاوة عما يتولد عن الممارسة الجماعية للطقوس من توطيد علاقة أفقية بين أفراد الجماعة المؤمنة، بما يسهم في تمتين عرى التماسك واللحمة بينها، ويشعرها بالألفة والتضامن([4])، وهذا راجع إلى وازع إيماني يشكل العنصر الفعال في فلسفة الأديان في أعمال الخير والبر فيها.
1. العمل الخيري والإحسان في النص التوراتي
على الرغم مما يكتنف النص التوراتي (التناخ) عموماً من صعوبة في إبراز أبعاد العمل الخيري والاجتماعي فيه، بالنظر إلى سياقه التاريخي والثقافي والأدبي؛ إلى أن جزءاً من الكتابات التبشيرية أساساً تحاول إبراز ملامح الزاوية الاجتماعية للكتاب المقدس([5])، وترى أن الأخلاق واللاهوت لا ينفصلان في الكتاب المقدس.
ما يعوز الأديان الثلاثة في حاضرنا هو تفعيل ميثاق قيمي جامع بينها، يتعهد بمقتضاه رجالاتها بالالتزام بعمل الخير المشترك بينها
أما مرجعية أفعال الخير والأعمال الصالحة، فتستمد مرجعيتها في اليهودية وحوافزهما من فريضة «الصدقة» المستوحاة من النص المقدس أساساً([6])، إذ لم يكن اختيار إبراهيم إلاَّ {لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلاً، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ"}.([7]) وكذلك {لأَنَّهُ لاَ تُفْقَدُ الْفُقَرَاءُ مِنَ الأَرْضِ. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ قَائِلاً: افْتَحْ يَدَكَ لأَخِيكَ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ فِي أَرْضِكَ}.([8])
وتُعْرَفُ الصدقة في (التناخ) بأنها «بادرة صلاح من الإنسان نحو أخيه، وهي اقتداء بأثر الله الذي هو دليل الصلاح نحو الإنسان»([9]) والمعنى المقصود بالصدقة في النص اليهودي هو «العدالة»، في أغلب الظن، وهو ما يشير إليه نص يحتوي على كلمة الإحسان في التوراة. وذلك في جزء من سفر دنيال المكتوب بالآرامية (4: 24) حيث جاء فيه {لذلك أيها الملك لتحسُن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة وآثامك بالرحمة للبائسين عسى أن تطول دعتك}، والنص العبري يعني أن الصدقة والإحسان يضمن توزيعاً عادلاً لعطايا الله إلى البشرية.([10])
وقد أخذت الصدقة مكانة سامية في تعاليم اليهود الدينية، وَرَدَ في التوراة: {طوبى للذي ينظر إلى المسكين}([11])، بل تُوجب تعاليم التوراة التَّصَدُّق على العدو: {إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا، وإن عطش فاسقه ماءً}.([12]) لهذا ينظر اليهود إلى "أَنَّ صدقتهم تجعلهم أرفع شأنًا وأعظم قدرًا، فهي مقبولة منهم؛ لأنهم أبناء الله، وأحباؤه، وشعبه المختار، كما يَرَوْنَ -قَدِيمًا- أَنَّ مَنْ يَتَصَدَّقُ من غير اليهود لا يتصدَّق بنية خالصة لوجهه الكريم، وإنما يفعل ذلك كبرياء".([13])
إن النص اليهودي يفصح عن بعد إنساني ظل غائباً ومنسياً في الإرث التوراتي، ذلك هو المفهوم الخيري الشامل لكافة البشر، الذي جاء ذكره في سفر الخروج {وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ، لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ}.([14])
إن الوصايا العشر التي وردت في الإصحاح 20 من سفر الخروج، سبقت بتمهيد تاريخي، يمكن أن تجمع في مجموعتين، عمودية وأفقية؛ أي علاقة الإنسان بالله، وعلاقة الإنسان بالجماعة([15])، والسهر على حماية المجتمع من الفساد الأخلاقي، حيث نصت على إكرام الوالدين([16])، وتحريم القتل([17])، وتحريم الزنا([18]) والسرقة([19])، وشهادة الزور.([20])
2. المنظور الإنجيلي لأعمال الخير والبر:
يبدو العمل الصالح والفعل الخيري بمنظور أكثر شمولية في النص المسيحي، وهذا راجع أساساً إلى البعد الروحي الذي توصف بها الديانة المسيحية، لهذا تجد أعمال البر والإحسان مكانتها في النص الإنجيلي من ذلك ما جاء في رومية {أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ}.([21]) ودعوته جباة الضرائب إلى المحبة والتسامح {لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ([22]) أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ}.([23])، أو لأن الإحسان وأعمال البر أصبح لدى الكنيسة استراتيجية لجذب الآخر وكسب ودّه، بغرض استمالته للدخول في الدائرة الإيمانية.([24])
وتتجلى الدعوة إلى أعمال الخير والبرّ بشكل كبير في العهد الجديد والمسيحية عموماً من خلال ما يعرف بـ «الخدمة الدينية» (diakonia) التي تعني ضمن السياق الإنجيلي خدمة الجماعة المسيحية تحديداً، حيث تتكرر في مواضع مختلفة لتصف عدة أصناف من الخدمة، كخدمة موائد المحبة([25])، كما في إنجيل لوقا {وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ. فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: "يَارَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!" فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها: "مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا"}.([26]) وجمع الصدقات إلى فقراء أورشليم، {لِكَيْ أُنْقِذَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ، وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ}.([27])
والكلمة لها دلالة كذلك على «الكرازة» في العهد الجديد، وهي التي يوضحها إنجيل متى بشكل واضح بإعلانه أن المسيح جاء ليخدم الناس، وليس لكي يخدموه {كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ}.([28])
وكلمة كرازة تعني؛ ينادي، يبشر، يهتف، جاء منه الاسم أي كرازة. ويُقال: العمل الكرازي، ومن يكرز هو "كارِز" - والأمر: "اكرز" - والمُثنّى: كارِزان، الكارزان. والفعل كرز هو سرياني الأصل، يعني وعظو نادى ببشارة الإنجيل للخلاص. و"الكرازة" هي الوعظ والتبشير علانية بالحقائق الإنجيلية خصوصًا والمسيحية عمومًا. والكارز أو الكاروز هو الواعظ أو المنادى بهذه البشارة.([29])
كما تشير الكلمة في العهد الجديد إلى أعمال الكرازة المناط بعهدة الرسل وبمن تطوّع من الرهبان خدمة للكنيسة. {كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ}.([30]) في هذا السياق، نلمح وإن قامت الكرازة المسيحية على التّطوع {اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا}.([31]) فإن العمل الصالح والخدمة ارتباطا دائما بالتبشير بالإنجيل، ولذا كان الحرص على فعل الخير يهدف إلى نشر كلمة الرب.([32]) الأمر يظهر جلياً في قوله: {فَأَجَابَ وَقَالَ: "مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ"}.([33])
3. العمل الصالح والبر في القرآن الكريم أبعاد أخرى للإيمان
اقترن الإيمان "بالعمل الصالح" في القرآن الكريم حوالي (51) مرة، وتكرر ذلك أيضا في الحديث النبوي منه ما جاء في الأثر: الإيمان هو اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. والإيمان يشمل الأعمال الظاهرة والباطنة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَوْضَعُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».([34]) وفي القرآن الكريم "يتواتر الحديث عن عمل الإنسان في القرآن، فقد ورد جذر (عمل) 360 مرة، كما تواتر الحديث عن الصلاح، فورد جذر (صلح) 180 مرة، واقترن جذر عمل (93) مرة، فيما اقترنت جذور الأفعال الثلاثة (آمن وعمل وصلح) (88) مرة، ما يحمل دلالة مؤكدة على ارتباط الإيمان بالعمل الموصوف بالصالح، وقد اقترن العمل الصالح في هذا التركيب (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)51 مرة، وهي معظم ما اقترن به الإيمان مع العمل الصالح بصيغته الصريحة في صيغ أخرى والتي بلغ مجموعها 69 مرة".([35])
إن هذا التواجد والاقتران بين الإيمان والألفاظ الدالة على العمل الصالح بمشتقاته وصيغه، يحوي بذاته إلى أن الخطاب القرآني ينظر إلى موضوع الإيمان من زاوية المحرك والدافع إلى إنتاج سلوك وقيم اجتماعية وثقافية في حياة الإنسان، من أجل تصحيح الصورة النمطية التي ترسخت عند الإنسان العربي في الجاهلية، حيث كانت عبادة الأصنام وأديان تكرس الفوارق الاجتماعية وتجمع بين الرقي والظلم في أبشع مستوياته* وبين التقرب إلى الآلهة والسعي إليها. لهذا، سعى القرآن من خلال اقترانه بين الإيمان والعمل الصحيح إلى وضع أنموذج لمجتمع يحضر فيه البعد الإنساني.
إن هذا الاقتران القرآني بين الإيمان والعمل الصالح كان مثار إشكال عند المتكلمين في تعريف الإيمان، وإن كان نقاش هذا الجدل له أهميته في المبحث العقدي، فإنه في إطار الدرس الاجتماعي يصبح ثانوياً؛ فالبحث عن معالم النهضة القرآنية ومقوماتها لا تتوقف عند الحد الأدنى من الإيمان، بل تتعداه إلى المطالب التامة للوجه الأمثل المطلوب، وتجلية هذا الوجه يمكن الكشف عنها من خلال ضمائم وسياقات الآيات التي اقترن فيها الإيمان بالعمل الصالح.([36])
لذلك، نجد القرآن في تناوله لموضوع الإيمان في علاقته بالعمل الصالح يأخذ أربعة موضوعات رئيسة تعدُّ مقدمة تفسيرية لفهم رؤية القرآن للإيمان في أبعاده السلوكية والاجتماعية..
أ. الجماعة والإيمان
ما يلاحظ على اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم كثرة صيغ (الذين آمنوا) والغالب فيها جاء بصيغة الجمع؛ أي إن الخطاب متوجه إلى الجماعة المؤمنة، وهو ما يعني أن إصلاح المجتمع شأن تقوم به الجماعة وليس الفرد وحده.
والجماعة لغة مأخوذة من الاجتماع، وهي ضد التفرقة، يقال: جَمَعَ الشيءَ عَنْ تَفْرِقة يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَه وأَجْمَعَه فاجتَمع.، وجَمَعَ الشَّيْءَ الْمُتَفَرِّقَ فَاجْتَمَعَ.([37])
وفي الاصطلاح الشرعي، فإن استعمالها يدور على عدة معانٍ؛
فشيخ الإسلام ابن تيمية يرى في "الجماعة" «هي الاجتماع، وضدها الفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صـار اسماً لنفس القـوم المجتمعين».([38])
وعموماً، يمكن تلخيص دلالات مفهوم «الجماعة» في التداولي الشرعي الإسلامي في التحديدات الآتية:([39])
أحدها: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام.
والثاني: جماعة أئمة العلماء والمجتهدين.
والثالث: الصحابة (رضوان الله عليهم) على وجه الخصوص.
والرابع: جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر.
والخامس: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.
فحضور مفهوم "الجماعة" إذن له ما يقويه خاصة إذا استحضرنا الحديث المشهور، والذي يستند عليه التفسير السياسي لمفهوم الجماعة ما رواه ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»([40])
يفيد التحديد اللغوي والاصطلاح الشرعي لمفهوم «الجماعة»؛ مقابلة التفرق والتنازع، إلى الاجتماع والانتظام ضمن جماعة موحدة في أصولها ومعتقدها، ذلكما أكدته مجموع النصوص الشرعية من الآيات، والأحاديث الواردة في الحثّ على الاعتصام وملازمة الجماعة، والنهي عن الفُرقة والاختلاف. الشيء الذي تؤكده الآيات التي اقترن فيها الإيمان بالعمل الصالح، و«الجماعة» التي تقصدها تلك النصوص «جماعة المؤمنين» عامة، فيندرج ضمنها كل مؤمن، هذا المعنى يَكْشفُ عن مركزية «الجماعة» في الخطاب الإسلامي، ويبين من جهة ثانية أن الصلاح الذي يقصده القرآن شأن تقوم به الجماعة وليس الفرد لوحده، من هنا الترابط الوثيق بين «العمل الصالح» الذي دعت إليه الآيات، و«جماعة المؤمنين»، التي تقوم بالصلاح بمقتضى «الإيمان» الذي يحملها على ذلك.
ب. الجزاء والثواب
كثيرة هي المواطن التي اقترن فيها العمل الصالح بموضوع الثواب والجزاء الذي ينتظر المؤمنين؛ منها قوله تعالى في سورة العنكوب: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([41]) وهذه الأعمال تدل على أنها داخلة فيما هو المقصود من الإيمان لِأَنَّ تَكْفِيرَ السيئات والجزاء بِالْأَحْسَنِ مُعَلَّقٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ ثَمَرَةُ الْإِيمَانِ، يوضح الرازي هذا في تفسير بمثال الشجرة الذي بقوله: "وَمِثَالُ هَذَا شَجَرَةٌ مُثْمِرَةٌ لَا شَكَّ فِي أَنَّ عُرُوقَهَا وَأَغْصَانَهَا مِنْهَا، وَالْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهَا وَالتُّرَابُ الَّذِي حَوَالَيْهَا غَيْرُ دَاخِلٍ فِيهَا لَكِنَّ الثَّمَرَةَ لَا تَحْصُلُ إِلَّا بِذَلِكَ الْمَاءِ وَالتُّرَابِ الْخَارِجِ فَكَذَلِكَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ مَعَ الْإِيمَانِ وَأَيْضًا الشَّجَرَةُ لَوِ احْتَفَّتْ بِهَا الْحَشَائِشُ الْمُفْسِدَةُ وَالْأَشْوَاكُ الْمُضِرَّةُ يَنْقُصُ ثَمَرَةَ الشَّجَرَةِ وَإِنْ غَلَبَتْهَا عُدِمَتِ الثَّمَرَةُ بِالْكُلِّيَّةِ وَفَسَدَتْ فَكَذَلِكَ الذُّنُوبُ تَفْعَلُ بِالْإِيمَانِ."([42])
وهو نفس المعاني الواردة في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾.([43]) وكذلك: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.([44])
فيكون الارتباط بين الإيمان والجزاء والثواب نتيجة منطقية للإيمان؛ أي إن المؤمن ينتظر أجر إيمانه، وهذا الأجر هو المحفز الذي يجعل الإنسان يقتنع اقتناعاً بحقيقة الإيمان. فيكون المقصود أن «يطمئن المؤمنون العاملون على ما لهم عند الله، من تكفير للسيئات، وجزاء على الحسنات. وليصبروا على تكاليف الجهاد وليثبتوا على الفتنة والابتلاء فالأمل المشرق والجزاء الطيب، ينتظرانهم في نهاية المطاف.»([45]) بهذا، يكون للمؤمن ما يجعله يسارع إلى العمل، وفيه إشارة إلى أن تحفيز أفراد المجتمع للقيام بأعمال مهم ضروري، حتى تكون النتائج والأعمال جيدة.
ما تقدمه الأديان الكتابية من نصوص، تحث على العمل الصالح والإيمان، يضعنا أمام جوهر الخطاب الديني للأديان الكتابية، المتمثل في إصلاح الواقع الاجتماعي للإنسان
ج. الاستخلاف في الأرض
ورد هذا في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.([46]) وجاءت إشارات أخرى لتدل على نفس المضمون من خلال نفي المساواة بين المفسدين والمؤمنين؛ ودلالة ذلك أن الإيمان يحمل الإنسان العامل والجاد لينظر ابتداء إلى مستقبل عمله ومصيره، لذلك حفلت معظم الآيات التي اقترن فيها الحديث عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالحديث عن النجاة في الآخرة والجزاء والثواب الذي يناله المؤمنون العاملون للصالحات، وهو جزاء مختلف عن الوعد الإلهي بالنجاة، إنما يزيد الله هذا الصنف طمأنينة إلى نوعية الأجر وأحوال الذين آمنوا وعملوا الصالحات يوم القيامة، فإضافة إلى ما اقترن من الحديث عن الجنة للذين آمنوا وعملوا الصالحات (تكرر في 23 آية) تكرر مع هذه الآيات الوعد بالخلود والبشارة([47]) وتكفير الذنوب وتوفية الأجر([48]) وعدم الخوف، ومضاعفة، الجزاء الذي وصف بأنه كبير وغير ممنون ومن فضل الله.([49])
د. القول والعمل
نجد إشارة قوية في سورة الشعراء توضح المقصد القرآني من الإيمان الذي يجمع بين القول والفعل، ذُكر ذلك في سياق الحديث عن فئة الشعراء؛ ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾([50])
فيكون بذلك العمل الذي يقصده القرآن ويحفز المؤمن إليه العمل الذي ينتج أفعالاً وأعمالاً في الواقع، ويوافق سريرة الإنسان، ويجمع بين الفعل والقول.
وهناك جملة إشارات أخرى لعلاقة الإيمان بالعمل الصالح؛ ففي سورة العصر ربط بين الفلاح والإيمان والعمل الصالح والصبر على أدائهما ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.([51]) يقول الطبري في تفسيره لهذه السورة: «إِلَّا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.)([52]) وعلق الطاهر ابن عاشور (1393هـ) عليها موضحاً دخول الصبر بين الإيمان والعمل بقوله: «وأنت إذا تأملت وجدت أصل التدين والإيمان من ضروب الصبر، فإن فيه مخالفة النفس هواها ومألوفها في التصديق بما هو مغيب عن الحس الذي اعتادته، وبوجوب طاعتها واحدا من جنسها لا تراه يفوقها في الخلقة وفي مخالفة عادة آبائها وأقوامها من الديانات السابقة. فإذا صار الصبر خلقا لصاحبه هون عليه مخالفة ذلك كله لأجل الحق والبرهان، فظهر وجه الأمر بالاستعانة على الإيمان وما يتفرع عنه بالصبر، فإنه خلق يفتح أبواب النفوس لقبول ما أمروا به من ذلك.»([53]) لهذا جاءت الدعوة إلى أداء الصلاة مقرونة بالصبر في مواطن من القرآن الكريم منها قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.﴾([54]) وقوله: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.([55])
على سبيل الختم
إن ما تقدمه الأديان الكتابية من نصوص، تحث على العمل الصالح والإيمان، يضعنا أمام جوهر الخطاب الديني للأديان الكتابية، المتمثل في إصلاح الواقع الاجتماعي للإنسان، وقد تبين أن اقتران الإيمان بالعمل الصالح في الخطاب القرآني يعطي جملة إشارات دالة على السلوك الذي ينبغي للمؤمنين أن يتصفوا به، وكل الدلالات التي جاءت بها صيغ (الذين أمنوا) و(عملوا الصالحات) تؤكد أن القرآن جاء إلى الإنسان من أجل إصلاح مجتمعه وفق منظور جديد يتصالح فيه الإنسان مع الإنسان، واقع يرسم منهجاً يجمع بين خطاب الآخرة (الجنة والنار، البعث والجزاء...) والإيمان بالعمل وضرورته لقيام حضارة إنسانية؛ هذه الثنائية غير حاضرة بنفس الكيفية في(التناخ) والنصوص اليهودية؛ لأنها مثقلة بالمعطى الثقافي والسياق التاريخي الذي أنتج النص، وهذا لا يلغي الاهتمام بالعمل الصالح في الخطاب اليهودي، فأعمال الصدقة التي تؤكد عليها النصوص التوراتية تكشف عن أصالة النص وسعيه إلى خلق مجتمع متضامن متساوٍ، والديانة المسيحية ليست بعيداً عن هذا المعطى، بل إن نصوصها تعطي مساحة أكبر لفعل الخير والإحسان في علاقته بالإيمان، من خلال «أعمال الكرازة» و«الخدمة الاجتماعية» اللتين عبرت عنهما أعمال الكنائس المسيحية بمختلف توجهاتها الكنسية، وبغض النظر عن النقاش العقدي الذي ينبثق عن النصوص في تناولها لموضوع الإيمان؛ فإنه من خلال مدارسة موضوع الإيمان واقترانه بالعمل الصالح والاحسان وأفعال الخير عموماً، يقدم لنا منهجاً في محاولة للنظر في النصوص بخلفية تاريخية تفصح عن حضور المعطى الثقافي والاجتماعي فيها، وتكشف كذلك تفاعل الديني والتاريخي.
[1] عز الدين عناية، "الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن"، مر، سابق، ص 107
[2] نفسه، ص 107
[3] نفسه، ص 102
[4] عز الدين عناية، "الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن"، مر، سابق، ص 102
[5] كريستوفرج. رايت، "أخلاقيات العهد القديم لشعب الله"، ترجمة فينيس نقولا، دار الثقافة –القاهرة-، ط1، 2011م، ص 43
[6] عز الدين عناية، "الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن"، م، س، ص 104
[7] تكوين 18: 19
[8] التثنية 15: 11
[9] عبد الرزاق رحيم صلال، "العبادات في الأديان السماويّة"، دار الأوائل، دمشق، ط1، 2001م، ص 95
[10] آ. كوهن، "التلمود (الأخلاق، الآداب، الدّين، التقاليد، القضاء)"، مرجع، سابق، ص 292
[11] مزمور41: 1
[12] الأمثال 25: 21
[13] عبد الرزاق رحيم صلال، "العبادات في الأديان السماويّة"، مر، سابق، ص 95
[14] الخروج 20: 6 - 16
[15] جون ماك آرثر، "تفسير الكتاب المقدس"، دار منهل الحياة، لبنان-، ط2، سنة 2012م، ص 182
[16] خر 20: 12
[17] خر 20: 13
[18] خر 20: 14
[19] خر 20: 15
[20] خر 20: 16
[21] رومية 2: 7
[22] العشارون: هم جامعو الضرائب، وكانوا عادة من اليهود الذين يدفعون للرومان ليعطوهم حق جمع الضرائب. وكانوا مكروهين من باقي اليهود بسبب جشعهم. انظر الكتاب المقدس
[23] متى 6: 46 – 48
[24] عز الدين عناية المرجع السابق، ص 106
[25] عز الدين عناية، "الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن"، م. سابق، ص 104.
[26] لوقا 10: 40– 41
[27] رومية 15: 31
[28] متى 20: 28
[29] قاموس المصطلحات الكنسية، كلمة، "الكرازة"، أنظر الرابط: http://st-takla.org/
[30] متى 20: 28
[31] متى 10: 8
[32] عز الدين عناية، "الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن"، م. سابق، ص 104
[33] متى 4: 4
[34] وفي رواية «بضْعٌ وستونَ، والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان» زاد في رواية: «وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق». أخرجوه، إلا «الموطأ». وأسقط الترمذي من روايته «والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان». وعنده في أخرى «الإيمان أربعة وستُّون بابًا». وعند النسائي في رواية أخرى «الحياءُ شعبة من الإيمان» مختصرًا. في "السنن الصغرى"، باب ذكر شعب الإيمان، رقم 5005
[35] عبد الرحمن حللي، "اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم ودلاته الحضارية"، مرجع، سابق، ص 450
* لم يكن الناس على دين واحد في الجاهلية إنما ملل مختلفة ومذاهب شتى، يوضح الشهرستاني اختلاف العرب في الملة والدين:
« ومن العرب من كان يميل إلى اليهودية، ومنهم من كان يميل إلى النصرانية، ومنهم من كان يصبو إلى الصابئة، ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء، ويقول مطرنا بنوء كذا. ومنهم من كان يصبو إلى الملائكة فيعبدهم، بل كانوا يعبدون الجن، ويعتقدون فيهم أنهم بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا». أنظر الشهرستاني، "الملل والنحل" تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت – لبنان-، 1402هـ/1982م، ج2، ص 238
[36] عبد الرحمن حللي، "اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم ودلالاته الحضارية"، م. سابق، ص 451
[37] مختار الصحاح ج1/ 80 مادة (جمع) لسان العرب (جمع) 8 / 53 المعجم الوسيط (جمع) 1 /135
[38] ابن تيمية، "مجموع الفتاوى"، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد، ط، دار الرحمة، القاهرة ج.3 ص157
[39] أبو إسحاق الشاطبي، "الاعْتِصَام"، تحقيق ودراسة، محمد الشقير، وسعد آل حميد، وهشام الصيني، الناشر، دار ابن الجوزي، -المملكة العربية السعودية-، ط.1، سنة، 1429هـ - 2008م، ج.3، ص 209 – 210 – 211
[40] صحيح البخاري، بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» رقم 7054
[41] العنكبوت الآية 6
[42] الرازي، "مفاتيح الغيب"، 25/ 29
[43] سورة العنكبوت / 7 – 14، تجد نفس المعنى في سورة آل عمران / 53 ــ 61 سورة النساء / 52 ــ 59 سورة النساء/ 122 ــ 127 سورة النساء / 171 ــ 175 سورة المائدة / 6 ــ 9 سورة يونس / 1 ــ 6 سورة هود / 6 ــ 12 سورة الرعد/ 29 ــ 34 سورة إبراهيم / 19 ــ 24 سورة الكهف / 28 ــ 34 سورة الكهف / 98 ــ 110 سورة مريم / 96 ــ 98، سورة طه / 1 ــ 12 سورة الحج / 6 ــ 15 سورة الحج / 16 ــ 23 سورة الحج / 47 ــ 55 سورة الحج / 56 ــ 64 سورة العنكبوت / 53 ــ 63 سورة الروم / 6 ــ 15 سورة لقمان/ 1 ــ 11 سورة السجدة / 12 ــ 20 سورة فاطر / 4 ــ 11 سورة فصلت / 1 ــ 11 سورة الشورى / 16 ــ 22 سورة الجاثية / 23 ــ 32 سورة الفتح / 29، سورة الحجرات / 1 ــ 4 سورة المطففين / 35 ــ 36
[44] البقرة /24
[45] سيد قطب، "في ظلال القرآن"، 5/ 2722
[46] النور / 53
[47] البقرة الآية 25
[48] سورة العنكبوت الآية 7
[49] عبد الرحمن حللي، "اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم ودلالاته الحضارية"، م. سابق، ص 455
[50] الشعراء / 214 – 226
[51] العصر / 1 - 3
[52] الطبري، "جامع البيان في تأويل القرآن"، 24/ 590
[53] الطاهر ابن عاشور "تحرير والتنوير"، الدار التونسية للنشر - تونس-، سنة 1984م، ج.1، ص 478
[54] البقرة /152
[55] البقرة / 44 - 45