الأسرة وتربية المستقبل
أحمد محمد الشيبة
قبل أن يتحدث فلاسفة التربية المعاصرين عن أهمية التربية للمستقبل نقل علماء التربية الإسلامية عن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقولته الشهيرة "لا تُؤَدّبوا أولادَكُمْ بِأخلاقِكُمْ، فإنّهم خُلِقوا لزمانٍ غيرِ زمانِكُمْ ".
فالتربية التي تلقيناها من آبائنا وكان لها الأثر الطيب في نفوسنا ليست بالضرورة هي التربية الصالحة لتربية أبنائنا اليوم في عصر الثورات الإعلامية والفضاء المفتوح والانفجار المعرفي والذكاء الصناعي.
ومع أهمية التأكيد على أن القيم الثابتة لا تتغير ولكن وسائل تعليم هذه القيم وترسيخها تختلف من عصر إلى أخر، واحتياجات أبناءنا اليوم في عصر ثورة المعلومات ليست نفس احتياجاتهم في العصور السابقة التي كانت تستلزم بذل الكثير من الجهد في سبيل الحصول على معلومة وعصرنا الراهن.
نحتاج إلى الكثير من الجهد سبيل غربلة ما نحتاج إليه من معلومات في محيط يتدفق بالمعلومات من حدب وصوب.
وخلاصة القول: إن طبيعة التحولات السريعة في عصرنا تفرض على الوالدين قراءة الدراسات الاستشرافية للمستقبل من أجل إعداد الأبناء لمواجهة التحديات القادمة بكفاءة وفاعلية مع الاحتفاظ بقيمهم الأصيلة وأخلاقهم النبيلة، فلم تعد تربية المحاذرة والمجانبة مفيدة وسط هذا التدفق الإعلامي والمعلوماتي وليس الحل في الاستسلام والتربية السائبة ولكن في بذل الجهد من أجل إعداد الأبناء للمستقبل وتحدياته.