النساء والنبوّة

هاجر خنفير

 

المقدّمة

صار البحث في علاقة الدعوة المحمّدية بالنساء، محكوما بموقفين متقابلين؛ فإمّا أن يكون مصنّفا ضمن الأدبيات التمجيدية العاملة على نمذجة شخصية النبيّ، أو هو لتثبيت ضرب من الأحكام التي أصدرتها القراءات الاستشراقية بالطعن في تعفّف محمّد وعدله، مثلما أوضح هشام جعيّط في معرض تحليله لتلك القراءات بقوله: "فلما كان محمّد مزواجا وشهوانيّا كان المسيح العفيف الذي لم يتزوّج ومحمّد محارب وسياسي. أمّا اليسوع، فمسامح يدعو إلى محبّة الأعداء"[1]. ورغم تضارب المنطلقين، فإنّهما يلتقيان في وضع المرأة موضع المفعوليّة، فإمّا هي موضوع للتكريم وإثبات العدل الإلهي، وإن لم تتمتّع بحق المساواة مع الرجل، أو هي دون الرجال درجة باعتبار مبدأ القوامة، فهي مطالبة بالطاعة والخضوع. وفي الحالتين، يستهين الباحث بأشكال حضور النساء وفاعليتهنّ زمن البعثة وما بعدها، أو أنّه يبني فرضياته على أساس اعتبار تمثّلات المرأة عبر المؤسسات الثقافية الإسلامية التي تعكس حقيقة التنافر بينها وبين جلّ صنوف الإنتاج الثقافي، مما يشطب احتمالات تأثيرها في سياق النبوة.

كانت خديجة على استعداد روحيّ ومعتقديّ لتقبّل تجليات النبوة على محمّد، ويعود ذلك كما أوضحت ريتا فرج إلى دور ابن عمها ورقة بن نوفل

ولعلّ من دواعي هذا القصور أيضا، أنّ البحث في مسألة النبوة والنساء يقتضي النظر في بُعد مسكوت عنه يتّصل بصورة المرأة في المتخيّل العربي الإسلامي من خلال علاقتها بقوى الغيب. ويكفي النظر في آلهة العرب ما قبل الإسلام، لتبيّن هذه الصلة بين الألوهة والأنوثة[2]. علاوة على ذلك، تفينا الأخبار والروايات القليلة والمتعلقة بالكهانة في فترة ما قبل الإسلام بعالم تتصدّره النساء، ولا شك أنّ إدانة الإسلام لهذا النشاط المتصل بالجنّ والشياطين من جهة، واكتساب الكاهنات سلطة معرفيّة تنضاف إلى سطتهنّ الاجتماعية بحسب انتمائهنّ الطبقي من جهة أخرى، كان من الأسباب الرئيسة لتثبيت إدانة صلة الأنثى بالمعرفة الدينية وترسيخ معنى الشرّ في رمزيّتها[3].

تلك بعض الأسباب التي أفضت إلى تسييج أفق البحث في علاقة النساء بالنبوّة، وبالنص القرآني، واختزالها في احتمالين يخضعان إلى مبدإ التسجيل[4]، فإمّا هنّ نساء قابعات تحت سقف النبوّة مرتضيات قوانين الائتلاف المسلم أو هنّ خارج السقف، عدوّات للنبي الممثل لسلطة المعنى المقدّس. وبين الموضعين تضيع تفاصيل سردية خطيرة مثقلة الدلالة بوضع الغليان الذي شمل كافة النساء زمن البعثة، ولا سيما المقرّبات من الرسول عامّة وزوجاته خاصة. لذلك، تشكّل سيرة الرسول الخاصة مرجعا مهما للباحث في دينامية الوضع الثقافي والاجتماعي في هذه المرحلة الحرجة التي تناهز العقدين.

ولا تعني عودتنا إلى تجربة محمّد الخاصة مع النساء اقتحاما مثيرا لعالم حميمي، إذا كان معنى الخصوصية يحيل على السرّيّة، فقد كانت زيجاته مدار الرواية والإخبار، وهي الزاخرة بعلامات الفرادة والمتخطية لنواميس العلاقات السائدة بين الجنسين. ولذلك، لم يكن في نشر وتناقل تفاصيل علاقاته الزوجية انتهاكا من حريته، بقدر ما كانت مرحلة ضرورية يقتضيها دوره الدعوي الدنيوي. فكانت من مصادر بناء النموذج الأخلاقي للمسلم في علاقاته الحميمية أوّلا، ومادة تتوفّر فيها ملامح قداسة شخص محمّد وهو في أجلى لحظات بشريّته ثانيا، ولا نقصد بالقداسة ما خرج عن نطاق إدراكنا الحسي البصري، بل هو نجاح النبيّ في سياسة المكان بأن يكون مركز الأفق الذي يراه المسلمون مشكّلا الآخر المخالف، وبذلك يكون مطابقا لتوصيف فتحي المسكيني للمقدّس بما: "هو الشكل الأقصى للآخرية في أفق البشر، وهي آخرية تجعل العلاقة بعالم الآلهة بوصفه نوعا فريدا وغريبا عن عالم معيش بلا أحياء من نوعنا أمرا ممكنا"[5]. ومن هذا المنطلق، يكون حضور النساء في عالم محمّد مسألة جوهرية في تثبيت قدسيّة محمّد، ويتأكد ذلك عندما ننظر إلى القدسية في إحالتها على التحريم، إذ ورد في الآية 53 من سورة الأحزاب: "مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا"[6]. ويتّفق جلّ المفسّرين على أنّ هذه الآية وردت للتشديد على رفع مقام زوجات الرسول إلى أمّهات مؤمنين، والإلزام باحترام حدود عالم محمّد الخاص، فصارت النساء في الحرم النبوي مكوّنا أساسيا من مكوّنات عالم محمّد المقدّس لأنهنّ من مصادر التحريم.

ولعلّ هذا الموقع الذي احتلته أمهات المؤمنين، هو ما منحهنّ قدراً مهمًّا من الفاعلية في عملية إنتاج المعرفة الدينية، بلغت حد إمكانية المشاركة في توجيه مدارات الخطاب القرآني، كما تشير إليه أسباب التنزيل والنصوص المفسّرة لجملة من الآيات القرآنية وخاصة المدنيّة منها؛ أي عند جمع النبيّ بين زوجات متعددات واشتعال عامل الغيرة والتنافس بينهنّ. على أنّ هذا التفاعل بين الوحي والنساء كان مسبوقا بمرحلة تلقي الوحي مع خديجة، فكانت الزوجة المحتضنة لنبوة محمّد، إذ يذهب فتحي بن سلامة إلى القول بأنّ "الحقيقة الإسلامية ارتعشت في أوائلها في حِجر امرأة"[7]، ويصفها عبد الكريم الخطيبي بعدّة الوحي. وتبعا لهذا الحضور الذي يتجاوز مجرّد تأثيث السرديات النبوية وإضفاء المسحة الأسطورية على شخصية محمّد الزوج أو الأب / الحبيب، نفترض أنّ تفاعل النساء مع حدث النبوة كان له شكلان رئيسان: الأول يتمثل في ترتيب فعل التلقّي في مكة والثاني يتجلى في تنشيط فعل الوحي في المدينة. وحتّى تكتمل ترسيمة العلاقة بين النساء والنبوة وجب علينا الوقوف عند نمط ثالث من النساء، تميّز حضوره من خارج عالم النبيّ بالتمرّد المنتج لنبوّة مضادّة، وهو نموذج سجاح.

1ـ ترتيب فعل التلقّي في مكّة

تمّ تقدير المدّة الفاصلة بين زواج محمّد والنبوّة بخمس عشرة سنة، وهي فترة توقّفت فيها علامات النبوة وبشاراتها كما أكدت سلوى بالحاج صالح في دراستها: "دثّريني يا خديجة"[8]. ولئن اكتفت الباحثة بإبداء استغرابها، فإنّنا نرى في ذلك إشارة إلى دور خديجة في تهيئة الرسول نفسيا بتوفير كل أسباب الطمأنينة والاستقرار الكفيلة بإقداره على تجشّم ثقل مسؤولية الوحي والدعوة إلى دين جديد. وقد كانت سمات شخصية خديجة مناسبة لهذا الحدث الثوري فهي المرأة المحبّة التي لن تتردّد في تصديق محمّد من جهة، وهي السيدة الشريفة التي احترفت التجارة ونجحت فيها فأكسبها ذلك مكانة محترمة ومنحها من النفوذ ما ييسر لها دورها كسند للحدث من جهة أخرى. إضافة إلى ذلك، فقد كانت على استعداد روحيّ ومعتقديّ لتقبّل تجليات النبوة على محمّد، ويعود ذلك كما أوضحت ريتا فرج إلى دور ابن عمها ورقة بن نوفل فهو: "الحلقة المسكوت عنها في خلفية خديجة الإيمانية المتأثرة بملامح التوحيد الأوّلية في مكّة"[9]، فمن المرجّح أنّه كان الوسيط المعرفي بين محمّد والأديان القديمة: "لما عرف عن ورقة من اطلاع عليها واستيعاب لها من خلال الكتب والأسفار والالتقاء بالرهبان والأحبار".[10]

ويزداد دور خديجة أهمية عند ابتداء الوحي، فتطالعنا صورة الأم الحامية الراعية لابنها عند عودة الرسول ملتمسا اللوذ بها. وإنّ غياب ملامح الفزع أو الارتياع عليها لدليل على تلك الصلة الوطيدة بينها وبين الوحي حتى أنّها تضع وسيط الوحي موضع اختبار: "قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ ابْنَ عَمِّ، أَتَسْتَطِيعُ أَنَّ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ إذَا جَاءَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَكَ فَأَخْبِرْنِي بِهِ. فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَدِيجَةَ: يَا خَدِيجَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ قَدْ جَاءَنِي، قَالَتْ: قُمْ يَا بن عَمِّ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى، قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَتُحَوَّلْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى، قَالَتْ: فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا الْيُمْنَى، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي، قَالَتْ: فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ فِي حِجْرِهَا، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَحَسَّرَتْ وَأَلْقَتْ خِمَارَهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي حِجْرِهَا، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ يَا بن عَمِّ، اثْبتْ وأبشر، فو الله إنَّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ حَدَّثْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ حَسَنٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ أُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ تُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ خَدِيجَةَ، إلَّا أَنِّي سَمِعْتُهَا تَقُولُ: أَدْخَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِرْعِهَا، فَذَهَبَ عِنْدَ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ هَذَا لَمَلَكٌ وَمَا هُوَ بِشَيْطَانٍ"[11]. وما يبعث على الحيرة في هذا الخبر هو هذا اليقين الذي يحكم أفعال خديجة ويسم استنتاجاتها مقابل سلبية النبيّ وانتظاره نتيجة الاختبار. فهل نكون إزاء خبر يدعم مقولة كيد النساء ومكرهنّ أم نحن إزاء حادثة أنتجها المتخيّل العربي الذي يقرن المرأة بالشيطان، أم هي من الصور التي تكشف عن وقوف المرأة على الحدود الفاصلة بين المقدّس والمدنّس؟ مهما كانت دواعي هذا الوضع الغامض الذي كان عليه محمّد وزوجه، فإنّ الثابت في هذا الخبر هو تلك الصلة بين النبوّة وجسد الأنثى (خديجة). فالسبيل لاستمرار ظهور الملاك يكون بحجب الجسد الأنثوي، وإن كانت صاحبة الجسد أشد تصديقا بالحدث من النبيّ نفسه، وهو ما يثبت أنّ الذكورة من شروط النبوّة، وأنّ جسد الأنثى هو العامل الرئيسي الذي يمنع المرأة من أن تكون نبيّة، لأنّها صنو الشيطان.

ساهمت النساء في جملتهنّ ولو بنسب متفاوتة في منح الوحي تاريخية أكدتها أسباب التنزيل، رغم طابعه المتعالي والكوني، وفرضن بذلك وجودهن داخل دوائر معانيه

على أنّ ذلك لا يبخس من دور المرأة مثل خديجة، عندما يطالعنا خبر آخر يقرئها فيه جبريل السلام[12]، وهو خبر يثبت تلك الصلة بينها وبين الوحي، ويجعل محمّد وسيطا بينها وبين جبريل. ولذلك، فإنّا لا نجازف إن قلنا إنّ هذه المرحلة التأسيسية الأولى من النبوّة، تقوم على رباعي (الله ـ جبريل / محمّد ـ خديجة) وهو ما أحدث التوازن بين الغيبي والدنيوي واللامرئي والمرئي، ليتيسّر الشروع في الجهر بالدعوة.

2ـ تنشيط فعل الوحي وتوجيه مدارات اهتمامه في المدينة

تنقل لنا كتب الحديث والسيرة أخبارا عديدة تتعلّق باهتمام نساء المدينة بالحدث التدشيني، المتمثّل في النبوة والدعوة، فكنّ مستفتيات متسائلات متعطّشات إلى مسحة إنصاف لهنّ، من تعسّف الأحكام المنظّمة للعلاقات بين الجنسين والموجّهة لجنسانيتهنّ. وقد بيّن هذا الاهتمام عكس ما تنبني عليه التصوّرات الاجتماعية الذكورية عن الفاعلية الأنثوية، والتي تعتبر: "السمة المميزة للذكر هي إرادة السلطة إرادة الفتح والإخضاع. أمّا الخاصية المميزة للأنثى، فهي الإرادة السلبية للسلطة لأنّ كل طاقاتها موظّفة في السعي للخضوع للغلبة."[13] لقد كان ذاك الاهتمام تعبيرا عن الضجر والتململ من همّ الطاعة الهووية والطموح إلى وضع جديد. ولعلّ تركيز المسلمين صحبة قائدهم على الفتوحات والغنائم والتوسع خارج الائتلاف الأوّل هو ما منح النساء مساحة تعبير فعلا وقولا في الداخل، إضافة إلى أنّ النزعة الحربية نفسها قد تكون مدغدغة للنساء وقد استشعرن هامشيتهنّ في المسار التاريخي للدعوة المحمّدية. وقد بلغ الاهتمام بحدث النبوّة حدّا خطيرا تمثل في تحفيز وتوجيه خطاب الوحي نحو إشكالية التسوية بين الجنسين في الضمير الجديد، فهذه أمّ سلمة زوجة الرسول تطالب بحق النساء في الاعتراف بهنّ: "ما للنساء لا يذكرن مع الرجال في الصلاح؟"[14] أو تتساءل: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا لَا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ؟" فكان الردّ بالآية 35 من سورة الأحزاب: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقَينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". وفي هذه الآية تنصيص على المساواة بين الجنسين في الثواب والعقاب وفي الواجبات والطاعات إضافة إلى رفع كل التباس في طبيعة المخاطَب في النص القرآني بتعيين الصفات مذكّرة ومؤنثة بلا ميز أو تخصيص. على أنّنا عثرنا على رواية أخرى تبرر نزول هذه الآية باحتجاج نساء من دون زوجات الرسول باقتصار الوحي على ترتيب وضع أمهات المؤمنين: "حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "دَخَلَ نِسَاءُ عَلَى نِسَاءِ النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: قَدْ ذَكَرَكُنَّ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، وَلَمْ نُذْكَرْ بِشَيْءٍ، أَمَا فِينَا مَا يَذْكُرُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ" [15]. وبالجمع بين الخبرين، نتبيّن حالة التململ التي عرفت مستويات متنوّعة. فزوجات الرسول يناقشن المسألة نوعيا ـ جندريا ـ ونساء المدينة الأخريات يكتفين بإثارة البعد الاجتماعي الطبقي. ويثبت عندنا أنّ النساء في جملتهنّ ساهمن ولو بنسب متفاوتة في منح الوحي تاريخية أكدتها أسباب التنزيل، رغم طابعه المتعالي والكوني، وفرضن بذلك وجودهن داخل دوائر معانيه. ويعزى ذلك في نظرنا إلى الظرف المتأزم الذي تعدّد فيه خصوم الدين الجديد وتتالت فيه الغزوات مما يذكي هيمنة الرجال أوّلا ويقوّي التفاوت الطبقي ثانيا: "إنّ الحرب والأزمة تلعبان دائما إزاءها ـ العلاقة بين الجنسين ـ دورا محافظا بل جحودا إن كان ذلك في مستوى ما تفرزه من حيث الرموز أو حتّى من حيث الواقع المادي باعتبار أنّ الحرب مثلها مثل تقسيم العمل هي من الظواهر التي انبنت حضاريا وتاريخيا بكل قوّة على مبدإ التقسيم الجنسي"[16]. غير أنّ ما بدر من نساء المدينة على اختلاف انتمائهنّ يبيّن عن إدراكهن أهمية الرسالة الجديدة وطموحهنّ إلى توازنات اجتماعية مغايرة تنصفهنّ متى خرجن من صمتهنّ وعبّرن عن مطالبهنّ. ولعلّ في تمعّن الدور الذي اضطلعت به عائشة زوجة الرسول ما يؤكد لنا هذا الوعي الدقيق بضرورة الخروج من وضع العطالة والسلبية.

يقول العسقلاني: "أكثر الناس الأخذ عنها ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئا كثيرا حتى قيل إنّ ربع الأحكام الشرعية منقول عنها."[17] ومهما تكن دقة هذا الخبر وحياده، فإنّ حضور عائشة بكثافة في السُنّة يجعلها حاضرة أيضا وبقوّة في النص التفسيري أي في حواشي وهوامش النص القرآني ويجعلها مساهمة في إنتاج الخطاب الديني الذي يستحكم الرجال مختلف أشكاله. وعوض أن يقتحم الرجال عالم النبيّ الشخصي كما كانوا يفعلون اختارت عائشة أن تحلّ هي في فضاء الخطاب الرجالي، وتجعل من حياتها وأخبارها مرجعا تختار هي محاوره وأهدافه، بل بلغ الأمر بها حدّ انتقاد الوحي تلميحا إلى عدم رضاها عن بعض مضامينه. ففي تفسير الآية 50 من سورة الأحزاب "يَا أَيُّهَا النبيّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النبيّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"[18]، تستوقفنا ردّة فعل عائشة المستنكرة لوهب النساء أنفسهنّ وخرقهنّ لقيمة الحياء، وهو موقف لا تستنكف عائشة من تبريره بالغيرة على الرسول "كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ: أَمَا تَسْتَحِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا". وما كانت الآية 51 من سورة الأحزاب إلاّ ردّا على احتجاجها كما يؤكد المفسّرون: "تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَٰلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا". وينتهي الخبر بردّ عائشة على هذه الآية التي تمنح للرسول كامل الحرية في تسيير حياته الزوجية وكان ردا يفيض انفعالا بل غيظا: "قلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ." ويبدو أنّ عائشة كانت تعتدّ بغيرتها على النبيّ إلى حدّ الإقدام على مغالطته والكيد له. فقد تناقلت كتب التفسير في مناسبة الآية الأولى من سورة التحريم: "يَا أَيُّهَا النبيّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مرضاة أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"[19]. روايات عديدة تتفق في تواطئ عائشة مع زوجتين أخريين على تدبير حيلة تجعل محمّد يستنكف عن شرب العسل من يد حفصة أو أم سلمة، وتطالعنا رواية أخرى أشدّ إثارة من الأخرى بجماع مارية على فراش حفصة وبلوغ الخبر عائشة مما أدى إلى قرار محمّد اعتزال زوجاته[20].. وعلاوة على ما يعنيه هذا الخبر من وقوع النبيّ في دوامة توتّر أجواء الفضاء الحميمي نتيجة تنافس زوجاته وغيرتهنّ، فإنّه يشفّ عن بلوغ أثر تلك العلاقات مبلغا حدّه خطاب الوحي بابتغاء مرضاة الأزواج عوض ابتغاء مرضاة الله.

وبالجمع بين انفعال عائشة من مسارعةَ الله في الاستجابة لأهواء محمّد واستنكار الله من حرص محمّد على مرضاة نسائه، يمكننا القول إنّ النبوة كانت إطارا مناسبا للنساء حتى يخرجنّ من صمتهنّ ويهتكن صرامة الحدود الجندرية في المجتمع العربي، ولكنّها لم تكن كفيلة بتوفير شروط البديل الذي كان على النساء تبنيه والانضواء تحت سقفه وإن توفّر النصّ التأسيسي على أحكام تتّصل بحقوقهنّ المادية والاجتماعية.

إنّ النبوة كانت إطارا مناسبا للنساء حتى يخرجنّ من صمتهنّ ويهتكن صرامة الحدود الجندرية في المجتمع العربي

3ـ سجاح والنبوّة المضادّة

تشكّل سجاح نمطا نسائيا مختلفا عن سابقيْه من حيث علاقتها بمحمّد، فهي لم تؤمن به ولم تتنافس مع غيرها من أجله، بل كانت تحاول منافسته على فعل النبوّة، إضافة إلى أنّنا لم نحظ بإشارة لها في النص التأسيسي، بل نعثر على مرويات متناثرة في كتب التاريخ صيغت وفق جلّ الاستراتيجيات الخطابية المؤدية إلى إدانة أو تشويه صورة المرأة الطموحة إلى الزعامة إجمالا[21]. ولئن كان ظهورها في ساحة الأحداث التاريخية عقيب وفاة الرسول بقيادتها جيشا نحو المدينة وذلك في خضم فترة حروب الردّة في عهد الخليفة أبي بكر، فإنّ المنطق يفرض علينا احتمال أنّ زعامتها وادعاءها النبوّة كانت منذ حياة الرسول[22]. غير أننا لا نكاد نعثر على أدلة نبوّتها ولا نظفر لها بخطاب يشفّ عن نبوّتها ولو بسجع كهّان. ويندرج هذا الصمت التاريخي ضمن آليات تفنيد علاقتها بالنبوّة، فهي لم ترق إلى مستوى أدعياء النبوة من الرجال من أمثال مسيلمة الكذّاب وطليحة الأسدي حتّى يقع الرد على ادعائها: "لم نجد واحدا منهم ينقض بالدلائل نبوّة سجاح، فهم جميعا يعدلون عن هذا الأسلوب، ويركّزون في المقابل على أسلوب واحد يكاد يكون قارّا لديهم وهو أسلوب الوصم الجنسوي: يكفي أن تكون امرأة ليسهل الطعن في صدق نبوّتها"[23]. ولا غرابة في هذا التغييب المتعمد لشواهد ادعائها النبوة وقد استقر مبدأ ذكورة النبوة؛ وذلك بناء على عاملين بنيويين في الثقافة العربية الإسلامية: الأول يتعلق باختزال الأنثى في دور الإمتاع والإنجاب، والثاني اتصال فعل النبوّة بما هو مقدّس مما يجعله فعلا متنافيا مع "الطبيعة الأنثوية الشيطانيّة" كما استقرت في المتخيل العربي. ولذلك، لا نكاد نظفر في مصنّفات التاريخ إلا بخبر لقائها بمسيلمة وفيه تخلّت عن عزمها العسكري واستعادت صورة الأنثى الضعيفة أمام أهوائها الجنسية: "قال لها مسيلمة: قومي وادخلي المخدع...فقد هيّئ لك المضجع

فإن شئت سلقناك... وإن شئت على أربع

وإن شئت بثلثيه.. وإن شئت به أجمع

فقالت: بل به أجمع فهو للشمل أجمع وأجدر أن ينفع. فتزوّجها"[24].

هكذا تصير هذه النبوّة مجال هزء وحجّة على فرادة نبوّة محمّد من جهة واستحالة النبوة على النساء من جهة أخرى. لكنّنا ارتأينا في هذه التجربة دليلا مهما على أثر دعوة محمّد في النساء بمنحهنّ شعورا بالإيجابية وطموحا لاكتساح مواقع الزعامة لا الدنيوية فحسب، بل الدينيّة أيضا.

الخاتمة

لقد كانت النساء المرافقات للدعوة المحمّدية، بطلات حكايات فرعية تلتقي في نحت الهوية السردية لمحمّد الإنسان / النبيّ، ولئن كنّ بذلك مساهمات في تشكيل حدث الثورة بمفهومها الإبستمولوجي؛ أي القطيعة مع النظام الاجتماعي والثقافي السائد. فقد كنّ سببا في تقييد جزء من الخطاب الديني بزمان ومكان وفئة نسائية مميّزة اجتماعيا ودينيا. والطريف أنّ خطورة صاحبات الرسول تفوق في نظرنا خطورة عدوّته سجاح، إذ إنّ ظهورها في ساحة المعركة الفكرية لم يفض إلاّ إلى تمتين مفهوم الجماعة وتقوية التآزر بينهم من أجل إعلاء "كلمة الله" ونصرة "الحقيقة". وفي مقابل ذلك، فإنّ فاعلية خديجة وعائشة وأم سلمة وغيرهنّ ممّن يضيق المقام بعرض أثرهنّ كانت سببا في مأزق فقهي يتمثل في إرباك المؤسسة الفقهية التي تجهد في ترسيخ مقولة القوامة بما تعنيه من إخضاع وتملّك وعزل الأنثوي من ناحية، وتسعى إلى تحويل أحكام النص إلى ثوابت منزوعة من سياقها التاريخي من ناحية أخرى. ولذلك، تفاوتت درجات واستراتيجيات السكوت والتعتيم أو الوصم لتلك السلطة التي شرعت تربك معايير المجتمع العربي الإسلامي وتتمرّد على المراتبية الجندرية. ومهما يكن الاختلاف في تقدير خطورة منازعة سلطة المعرفة التي جسّدتها النبوة، فإنّ اتجاه الفقهاء والمفسّرين والمحدّثين إلى حشر المرأة في فضاء جنسي والتعامل معها: "بعقلية تأديبية لأنّها تمثل الفتنة ولأنّها مصدر ارتياب ولأنّ ضعف عقلها يجعلها غير قادرة على كبح غرائزها"[25] يعدّ دليلا على فعل التمترس الأصولي من أجل الحفاظ على النظام الاجتماعي الثنائي (رجل/ امرأة) (مركز/ هامش) وصدّ شوق بعضهنّ إلى التموقع في الفضاء العمومي بحرّيّة والاستمرار في المطالبة بحق الاعتراف بهنّ.

[1]ـ هشام جعيّط: أوروبا والإسلام، ص 63، بيروت، دار الحقيقة للطباعة والنشر، 1980

[2]ـ في الآية 117 من سورة النساء نصّ على شيطنة الآلهة المؤنّثة: "إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً" ويفسّر القرطبي ذلك قائلا "قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) أَيْ مِنْ دُونِ اللَّهِ (إِلَّا إِناثاً)، نَزَلَتْ فِي أهل مكة إذ عبدوا الأصنام. و(إِنْ) نافية بمعنى (ما). و(إِناثاً) أَصْنَامًا، يَعْنِي اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ. وَكَانَ لِكُلِّ حَيٍّ صَنَمٌ يَعْبُدُونَهُ وَيَقُولُونَ: أُنْثَى بَنِي فُلَانٍ، قاله الْحَسَنُ وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَتَى مَعَ كُلِّ صَنَمٍ شَيْطَانُهُ يَتَرَاءَى «1» لِلسَّدَنَةِ وَالْكَهَنَةِ وَيُكَلِّمُهُمْ، فَخَرَجَ الْكَلَامُ مَخْرَجَ التَّعَجُّبِ، لِأَنَّ الْأُنْثَى مِنْ كُلِّ جِنْسٍ أَخَسُّهُ، فَهَذَا جَهْلٌ مِمَّنْ يُشْرِكُ بِاللَّهِ جَمَادًا فَيُسَمِّيهِ أُنْثَى، أَوْ يَعْتَقِدُهُ أُنْثَى"، التفسير القرطبي، ج5، ص 387. القاهرة، دار الكتب المصرية 1964.

[3]ـ اقترنت بدايات الكهانة في المجتمعات العربية كما أوردتها كتب التاريخ والأخبار باسم امرأة هي عناق بنت آدم ذات الرأسين وعشرة أصابع في كل يد. ونعثر لدى المسعودي على رواية عن علي بن أبي طالب يصف فيها عناق قائلا: "هي أوّل من بغى في الأرض وعمل الفجور وجاهر بالمعاصي واستخدم الشياطين وصرفهم في وجوه السحر... وتكلمت بشيء من الكهانة... وأضلّت خلقا كبيرا من ولد آدم." المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، أخبار الزمان، دار الأندلس، بيروت 1983، ص 116- 117. وإنّ هذه الصورة تتناقض تماما مع ما أثبت للكاهنة من أدوار ومن أبرزها تفسيرها لرؤيا تتعلق بميلاد الرسول: "قال عبد المطلب: بينا أنا نائم في الحجر رأيت رؤيا هالتني، ففزعت منها فزعاً شديداً، فأتيت كاهنة قريش وعليَّ مطرف خزّ وجمتي تضرب منكبي. فلما نظرت إليّ عرفت في وجهي التغير، وأنا يومئذ سيّد قومي فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون؟ هل رابه من حدثان الدهر شيء؟ فقلت لها: بلى، وكان لا يكلّمها أحد من الناس حتى يقبّل يدها اليمنى، ثم يضع يدها على أم رأسه، ثم يبدو بحاجته، ولم أفعل لأني كنت كبير قومي. فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم كأن شجرة نبتت، قد نال رأسها السماء، فضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت نورا أزهر منها، أعظم من نور الشمس بتسعين ضعفا. ورأيت العرب والعجم ساجدين لها، وهي تزداد كل ساعة عظماً ونوراً وارتفاعاً، ساعة تخفى وساعة تزهر، ورأيت رهطاً من قريش قد تعلقوا بأغصانها، ورأيت قوماً من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخَّرهم شاب، لم أر قط أحسن منه وجهاً ولا أطيب منه ريحاً، فيكسر أظهرهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول منها قسماً فقال لي: لا نصيب لك فيها. فقلت: ومن له نصيب؟ فقال: النصيب لها وللذين تعلقوا بها وسبقوك إليها. فانتبهت فزعاً مرعوبا. فرأيت وجه الكاهنة قد تغيّر، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجنّ من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب وتدين له الناس. ثم قالت لأبي طالب: لعلك أن تكون عمّ هذا المولود. فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث، والنبيّ صلى الله عليه وسلم قد خرج ويقول: كانت الشجرة والله أعلم أبا القاسم الأمين. فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: السبة والعار" ابن الجوزي، الوفا بأحوال المصطفى، ج1، ص 136، تحقيق محمّد زهري النجار، الرياض، المؤسسة السعيدية، د.ت.

[4]ـ يشرح العادل خضر مفهوم التسجيل قائلا: "ومعنى ذلك أنّ الأمّة لا يمكنها أن تتشكل إلاّ بأن تتسجّل في الفضاء فمبدأ التسجيل يعني في منطق العمل السياسي أن يسجل المرء نفسه داخل حرم مادام التسجيل هو الذي يثبت الوجود في مكان." ص 178، أزمة المسلم الأخير ونهاية التديّن، بيروت، منشورات الجمل، 2016

[5]ـ فتحي المسكيني: الفلسفة وآداب المقدّس، ص 15، ضمن كتاب جماعي "الفن وتوظيفه"، تونس، المنشورات الجامعية بمنوبة، 2015

[6]ـ "الثالثة عشرة: قوله تعالى: ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا روى إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا محمّد بن عبيد قال حدثنا محمّد بن ثور عن معمر عن قتادة أنّ رجلا قال: لو قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة، فأنزل الله تعالى: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية. ونزلت: وأزواجه أمهاتهم. وقال القشيري أبو نصر عبد الرحمن: قال ابن عباس قال رجل من سادات قريش من العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء - في نفسه - لو توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة، وهي بنت عمي. قال مقاتل: هو طلحة بن عبيد الله. قال ابن عباس: وندم هذا الرجل على ما حدّث به في نفسه، فمشى إلى مكة على رجليه وحمل على عشرة أفراس في سبيل الله، وأعتق رقيقا فكفّر الله عنه. وقال ابن عطية: روي أنّها نزلت بسبب أنّ بعض الصحابة قال: لو مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأذّى به، هكذا كنّى عنه ابن عباس ببعض الصحابة. وحكى مكي عن معمر أنه قال: هو طلحة بن عبيد الله.

قلت: وكذا حكى النحاس عن معمر أنّه طلحة، ولا يصح. قال ابن عطية: لله درّ ابن عباس ! وهذا عندي لا يصح على طلحة بن عبيد الله. قال شيخنا الإمام أبو العباس: وقد حكي هذا القول عن بعض فضلاء الصحابة، وحاشاهم عن مثله ! والكذب في نقله، وإنما يليق مثل هذا القول بالمنافقين الجهّال. يروى أنّ رجلا من المنافقين قال حين تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة، وحفصة بعد خنيس بن حذافة: ما بال محمّد يتزوج نساءنا! والله لو قد مات لأجلنا السهام على نسائه، فنزلت الآية في هذا، فحرّم الله نكاح أزواجه من بعده، وجعل لهنّ حكم الأمهات. وهذا من خصائصه تمييزا لشرفه وتنبيها على مرتبته صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي رحمه الله: وأزواجه صلى الله عليه وسلم اللاتي مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهنّ، ومن استحل ذلك كان كافرا، لقوله تعالى: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا. وقد قيل: إنما منع من التزوج بزوجاته، لأنهنّ أزواجه في الجنة، وأنّ المرأة في الجنة لآخر أزواجها. قال حذيفة لامرأته: إن سرّك أن تكوني زوجتي في الجنة إن جمعنا الله فيها فلا تتزوّجي من بعدي، فإنّ المرأة لآخر أزواجها. وقد ذكرنا ما للعلماء في هذا في كتاب التذكرة من أبواب الجنة." تفسير القرطبي، سورة الأحزاب الآية 53، جزء 14، ص ص 228ـ 230 ..

[7]ـ فتحي بن سلامة: ليلة الفلق، ص 22، ترجمة البشير بن سلامة، كولونيا، منشورات الجمل، 2005

[8]ـ سلوى بالحاج صالح: دثّريني يا خديجة، ص 67، بيروت، دار الطليعة، 1999

[9]ـ ريتا فرج: امرأة الفقهاء وامرأة الحداثة، ص 28، بيروت، التنوير للنشر، 2015.

[10]ـ سلوى بالحاج صالح: دثّريني يا خديجة، ص 68

[11]ـ ابن هشام: السيرة النبوية، ج1، ص239، مصر، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري، مطبعة الحلبي، 1955

[12]ـ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَحَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أُقْرِئْ خَدِيجَةَ السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَدِيجَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ مِنْ رَبِّكَ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: اللَّهُ السَّلَامُ، وَمِنْهُ السَّلَامُ، وَعَلَى جِبْرِيلِ السَّلَامُ السيرة، ج1، ص 241

[13]ـ فاطمة المرنيسي: المفهوم الإسلامي حول جنسانية الأنثوية الفاعلة، ضمن كتاب جماعي بعنوان المرأة والجنسانية في المجتمعات الإسلامية، بينار إيلكاركان ت. معين الإمام، سورية، دار المدى للثقافة والنشر، 2004

[14]ـ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ يُذْكَرُ الرِّجَالُ وَلَا نُذْكَرُ"، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35].. حَدَّثَنِي محمّد بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا لِلنِّسَاءِ لَا يُذْكَرْنَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الصَّلَاحِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ". الطبري، جامع البيان، عن تأويل آي القرآن، ج19، ص 111، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، مصر، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، 2001

[15]ـ م. ن: ص 109، ج19

[16]ـ لطيفة الأخضر: امرأة الإجماع، ص 98

[17]ـ الحافظ بن حجر العسقلاني: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج7 تحقيق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، بيروت، دار الفكر 1991

[18]ـ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ: أَمَا تَسْتَحِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ! حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تعالى "تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ" [الأحزاب: 51] فَقُلْتُ: "وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ." م. ن، ج14، ص 208

[19]ـ يشرح القرطبي الآية ذاكرا خمس مسائل: "الْأُولَى: قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النبيّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ لله عَنْهَا أَنَّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، قَالَتْ فَتَوَاطَأْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ ريح مغافير! أكلت مغافيرا؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ. فَقَال: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَلَنْ أَعُودَ لَهُ). فَنَزَلَ: لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ - إِلَى قَوْلِهِ - إِنْ تَتُوبا (لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ)، وَإِذْ أَسَرَّ النبيّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً [التحريم 3] لِقَوْلِهِ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا). وَعَنْهَا أَيْضًا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ شَرْبَةً. فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ وَقُلْتُ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ فَقَوْلِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ لَا. فَقَوْلِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يوجد منه الريح - فإنّه سَيَقُولُ لَكِ سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ. فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. وَسَأَقُولُ ذَلِكَ لَهُ، وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ - قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ بِالَّذِي قُلْتِ لِي، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ، فَرَقًا مِنْكِ. فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ (لَا قَالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قال: (سقتني حفصة شربة عسل) قالت: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ بِمِثْلِ ذَلِكَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ. قَالَ (لَا حَاجَةَ لِي بِهِ) قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ لَقَدْ حَرَمْنَاهُ. قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا اسْكُتِي. فَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ الَّتِي شَرِبَ عِنْدَهَا الْعَسَلَ حَفْصَةُ. وَفِي الْأُولَى زَيْنَبُ"، تفسير القرطبي، ج18، ص 178

[20]ـ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمِّ وَلَدِهِ مَارِيَةَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَوَجَدَتْهُ حَفْصَةُ مَعَهَا - وَكَانَتْ حَفْصَةُ غَابَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا - فَقَالَتْ لَهُ: تُدْخِلُهَا بَيْتِي! مَا صَنَعْتَ بِي هَذَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِكَ إِلَّا مِنْ هَوَانِي عَلَيْكَ. فَقَالَ لَهَا: (لَا تَذْكُرِي هَذَا لِعَائِشَةَ فَهِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ إِنْ قَرِبْتُهَا) قَالَتْ حَفْصَةُ: وَكَيْفَ تَحْرُمُ عَلَيْكَ وَهِيَ جَارِيَتُكَ؟ فَحَلَفَ لَهَا أَلَّا يَقْرَبَهَا. فَقَالَ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَذْكُرِيهِ لِأَحَدٍ). فَذَكَرَتْهُ لِعَائِشَةَ، فَآلَى لَا يَدْخُلُ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا، فَاعْتَزَلَهُنَّ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ". م. ن، ج18، ص ص 178ـ179

[21]ـ خصّصت ناجية الوريمي جزءا من الباب الأول من كتابها "زعامة المرأة في الإسلام المبكّر" لدراسة الخطاب التاريخ المتعلق بشخصية سجاح بعنوان سجاح: مغامرة النبوّة وقصور الأنثى، وقد ضبطت آليات الخطاب في ثلاث وهي: الإضافة، التعديل، التغييب. ص28ـ52، سلسلة معالم الحداثة تونس، دار الجنوب، 2016

[22]ـ يذكر الطبري أنّ سجاح "تنبّأت بعد موت رسول الله"، تاريخ الطبري، ج3، ص 269.القاهرة، دار المعارف، د.ت

[23]ـ ناجية الوريمي: زعامة المرأة، ص 41

[24]- ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج4، ص23، تحقيق محمّد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، 1992

[25]ـ لطيفة الأخضر: امرأة الإجماع، ص 57، تونس، سراس للنشر، 2001.

المصدر: https://www.mominoun.com/articles/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A9-6608

الأكثر مشاركة في الفيس بوك