صراع الحضارات أو المجتمع المدني العالمي

صراع الحضارات أو المجتمع المدني العالمي

ديفيد بلانكينهورن*

أبتدئ مقالي بالإعراب عن الأمل المخلص لكي نعمل سويا، فبالعمل المشترك نستطيع أن ننجز الكثير في الشهور والسنوات القادمة على طريق زيادة التواصل فيما بيننا وتعميق الفهم المشترك بين شعوبنا.

وليس بخاف أننا ننحدر من مجتمعين مختلفين لكل منهما تقاليده المميزة له ومواهبه؛ ولكن علينا أن لا ننسى بأن لدينا الكثير من التقاليد والمفاهيم المشتركة. إنني أدين بالمسيحية ومن النصوص المحببة إلي في الكتاب المقدس -الإنجيل- (ألا ننحدر جميعا من أب واحد؟) كما وحظيت بفرصة الاطلاع على الآية الكريمة:

﴿يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير﴾(الآية 13من سورة الحجرات) فهذه الآيات وغيرها الكثير تذكرنا بالتوافق بين الإسلام والمسيحية وبجذورهما المشتركة التي تعود إلى سيدنا إبراهيم وسـيدنا إسحاق -عليهما السلام-. كما نجد أننا نتشارك في ميل مجتمعاتنا إلى التدين، وتميل أيضا تقاليدنا الدينية في الإسلام والمسيحية إلى الكونية في نظرتها.

وعندما نكون مخلصين لديننا، أتقياء نجد أننا مسلمين ومسيحيين نسعى لفهم الإنسانية بمجملها. وتتوفر لدى كلانا الرغبة بالاعتراف وحتى بالتشديد على النواحي العديدة التي تتصل بها قيمنا الدينية وتساهم في القيم الدينية للبشرية. ولكوننا ننتمي إلى إله واحد فإننا نستطيع عندما نكون أتقياء أن نرى النور الإلهي، نرى الجوهر والكرامة التي وهبها الله لنا ووضعها في كل واحد منا.

ولأننا نعلم أن الله -تعالى- خلقنا مختلفين وذلك لكي يعرف الواحد منا الآخر ويفهمه، ونستطيع عندما نصل إلى درجة التقوى أن نسعى لكي لا نستثني أحدا من البشر ولا من المجتمعات أينما وجدت من دائرة قرابتنا ولا من الاحترام الأخلاقي المتكافئ.

هذا هو نداؤنا المشترك، رؤيتنا المشتركة. ولا ريب أننا غالبا ما نخفق في هذا النداء، وكثيرا ما تعمى أنظارنا وتسودنا الكبرياء ويضيق أفق تفكيرنا ونكون بعيدين عن التقوى.

وبالتأكيد يصدق هذا على المسيحيين، وغالبا ما يوجه منتقدو الدين في الشرق والغرب هذه التهمة إلى المسيحية، والشيء الذي يتعين علينا الاعتراف به بكل أسف وحزن أنه في الغالب ما تكون هذه التهمة صحيحة ودقيقة.

ويبقى هنالك أساس للأمل والثقة لدى أهل الكتاب والذين هم بالتالي مواطنو هذا العالم. كما أننا نعلم نحن المسيحيين والمسلمين أن الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة ضروري وممكن، كما أننا نعرف أيضا بأن هذا الاعتراف بالقيم الإنسانية هو جزء من فهمنا وجزء من واجبنا الديني. وهذا شيء مهم ويعد أساسا قويا وراسخا نستطيع الوقوف عليه والعمل معاً ساعين إلى المساهمة كل بما يستطيع, وينبغي علينا أن نعمل لبناء مجتمع عالمي يقوم على العدل والتسامح والكرامة الإنسانية.

وأود أن أروي لكم قصة، إنها قصة صراع وآمل أن يتحول هذا الصراع إلى وفاق. تشتمل هذه القصة على الولايات المتحدة من جهة والعالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى, واللذين بدأت الآن أتعرف عليهما وأكنُّ لهما الاحترام. وربما تكون قصتي هذه هي الأهم على مستوى العالم، وبالتأكيد فإن المخاطرة كبيرة، ولعل هذه القصة تكون ذات نهاية سعيدة أو ربما حزينة في عهدنا الحاضر وما إذا كانت نتيجتها ستجلب السعادة للعالم أو تقوده إلى البؤس فهذا ما زال في علم الغيب. ويبدو أن الكثير يتوقف على ما يحدث الآن لدى الطرفين وعلى ما سيحدث في المستقبل القريب.

ولا ريب أن هذه القصة تتضمن شخصيات، وتاريخ معقد. ولكن بالنسبة لي ولزملائي في معهد القيم الأمريكي فقد بدأت القصة جديا أو اكتسبت صفة الاستعجال في 11 سبتمبر 2001م. فكما تعلمون قُتِلَ حوالي 3000 شخص في ذلك اليوم في نيويورك المكان الذي أعيش فيه وفي جنوب غرب بنسيلفانيا وواشنطن دي سي. قتل هؤلاء الأشخاص من دون ذنب وبلا رحمة وبقصد الأذى المتعمد. قتلوا لإرهابنا وترويعنا.

قتلوا باسم الدين وبدقة أكثر قتلوا كما عرفنا باسم الطغيان والاستبداد الذي يسعى لإقامة مجتمع ودولة يقومان على قراءة مغلوطة وخاطئة للإسلام. قتلوا من قبل أناس اعترفوا بأنهم لا يريدون شيئا سوى مواصلة القتل وفعل ما فعلوه مرة ثانية وهم بالفعل قادرون على ذلك. وتأتي هذه القدرة جزئيا من الدعم المباشر وغير المباشر الذي يتلقونه من قبل قلة من الأنصار ولكنهم يشكلون أقلية ذات شأن في عدد من المجتمعات الإسلامية.

شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر صدمة عنيفة ومؤذية للأمريكيين أدت إلى تغيير المجتمع الأمريكي، وتغيير شعور قادتنا ومجتمعنا بأسره بطريقة عميقة وربما كما أرى دائمة. ولا ريب أنه بعد مضي كل هذا الوقت فقد هدأت الصدمة. ولكن هذا الوعي الجديد والاستعجال بخصوص العالم من حولنا ودورنا فيه يبقى قويا وغير قابل للاضمحلال.

وقد قمت بمجرد انتهاء الهجوم بتبادل الأفكار وردود الفعل مع الرواد من المثقفين الأمريكيين والمفكرين العموميين الذين لهم صلة بمعهد القيم الأمريكي من الخاصة لا من الأنصار (المنتدى) الذي وجهت وساعدت في تأسيسه في العام 1987م ، والذي ركز معظم عمله على السياسات العامة والقيم الحضارية حول الزواج، العائلة، رخاء الأطفال والمجتمع المدني. ومباشرة بعد أحداث سبتمبر عرفنا بأنه يتوجب علينا أن نوسِّع ونعمق دائرة تركيزنا لكي نفهم الوضع أولاً وقبل كل شيء ومن ثم ربما نؤثر في الوضع الجديد الذي أمامنا.

أطلق 60 مفكرا منا يوم 12 فبراير 2002م أي بعد 6 أشهر من أحداث سبتمبر وبمناسبة احتفالنا بذكرى ميلاد ابراهام لنكولن أكثر رؤسائنا تبجيلا رسالة عامة، أسميناها من أجل ماذا نحارب؟: رسالة من أمريكا. كان من بين مؤلفي هذه الوثيقة والموقعين عليها كل من جين بيلثك إليشتاين من جامعة شيكاغو، فرانسس فوكيواما من جامعة جونز هوبكنز، وليم جالستون من جامعة ميريلاند ومستشار سياسي سابق للرئيس كلينتون، ميري آن جلندون من مدرسة القانون في هارفرد، روبرت جون من جامعة برينستون، صومائيل هنتنجتون من هارفارد، جيمس تيرنر جونسون من روتجيرز، السيناتور الأمريكي السابق باتريك موينهانز، مايكل وولزر من معهد الدراسات العليا في برينستون، جيمس. كيو. ويلسون سابقا من هارفرد ويو سي ل أيه ، والعديد من مشاهير العلوم الإنسانية والطيف السياسي.
تسعى الرسالة أساسا لفهم معنى هجمات سبتمبر سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو العالم، وللدفاع استنادا إلى أسس أخلاقية عن استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد الفاعلين وأنصارهم. تسعى هذه الرسالة من أمريكا الموجهة إلى العالم إلى الإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسة:

السؤال الأول: (ما هي القيم الأمريكية؟) طرحنا هذا السؤال من منطلق اعتقادنا بأننا لم نهاجم بسبب سياسات حكومتنا فحسب، ولكن أيضا بسبب خصائص مجتمعنا المدني وطريقتنا في الحياة. إذن السؤال: ما هي طريقة الحياة التي نعيشها؟ ما هي الأشياء التي نثمنها نحن الأمريكيين؟ ندرج بعض القيم التي لا نعتز بها: استهلاكيتنا المفرطة، فرديتنا التي قد تفضي إلى تركيزنا على الذات وإضعاف العائلة، وتعاملنا الفظ أحيانا مع زوار بلدنا.

وندرج بذات الوقت قيما أخر ننظر إليها بأنها أكثر إيجابية. فكرة أن الناس خُلقوا سواسية. فكرة أن الحقائق الأخلاقية موجودة وأنها في متناول الجميع. فكرة أن فهمنا للحقيقة هو دائما غير تام. وعليه فإن معظم الاختلافات بخصوص القيم تدعو إلى الكياسة والانفتاح على أراء الآخرين، والجدل المعقول في السعي وراء بلوغ الحقيقة، وأخيرا أهمية حرية الضمير وحرية الدين. ونذكر في الرسالة ما نرى الآن أنه كان ينبغي علينا تناوله بمزيد من التوضيح، إن الأفضل والأهم من بين هذه القيم لا ينتمي لأمريكا فقط ولكنه أيضا الإرث الذي يتقاسمه كل ذوي النوايا الحسنة في كل مكان من هذا العالم. ومن هذا المنطلق نعتقد بأن هذه القيم تستحق أن نحارب من أجلها.

السؤال الثاني: (ماذا عن الله؟) في سعينا لفهم معنى الحادي عشر من سبتمبر، نسأل: (هل الدين جزء من الحل أو جزء من المشكلة؟) ونجيب عن هذا السؤال علما بأن معظم الموقعين على الرسالة هم من المؤمنين بالدين والملتزمين به. ونسوق الحجة على أهمية الحرية الدينية كحق أساسي لكل البشر من أي أمة كانوا.

يتعلق السؤال الأخير بأخلاقية استخدام القوة. وفي الرد على هجمات سبتمبر، هل يعتبر استخدام العنف ُمبَرَر أخلاقيا؟ وللرد على هذا السؤال نعتمد على ما نسميه نظرية الحرب - مجموعة واسعة ومتطورة من التعاليم الدينية حول استخدام القوة تعود في تاريخها إلى قرون عديدة، ولها جذورها الضاربة في الأعماق في الإسلام والمسيحية والديانات الأخر وأيضا في التقاليد الأخلاقية العلمانية.

إن القيمة العظمى لنظرية الحرب تتمثل في مساهمتها العظيمة بإمكانية نشر العدل في العالم - في إصرارها على أننا نفكر بالحرب ونطبق قواعد أخلاقية عالمية عليها. لأننا إذا فكرنا بالحرب بهذه الطريقة - وإذا سعينا لتطبيق القواعد العالمية للعدل على استخدام القوة - فإننا سوف نرى بسرعة أن معظم الحروب عبر التاريخ لم يكن لها ما يبررها أخلاقيا. وفي الواقع فإن المهمة الرئيسة لنظرية الحرب على مر الأزمان كانت الحد من استخدام القوة، وليس تبريرها أو التفويض بها.

ولا ريب أن هنالك أوقات يكون فيها استخدام القوة ضروريا، ويكون المغزى من وراء ذلك حماية الأبرياء من أن يلحق بهم الأذى. ونقيم في رسالتنا الحجة على أن أحداث 11 سبتمبر هي من هذه الأوقات التي يصبح فيها استخدام القوة ليس مسموحا به أخلاقيا فحسب، بل أيضا مطلوب أخلاقيا. ويأتي في سياق رسالتنا (أن القتلة المنظمون القادرون على الوصول إلى جميع أنحاء العالم يشكلون الآن تهديدا لنا جميعا. وباسم الأخلاق الإنسانية العالمية، وبإدراك تام لقيود ومتطلبات الحرب العادلة نؤيد قرار حكومتنا ومجتمعنا باستخدام قوة السلاح ضد هؤلاء المجرمين).

وقد ختمنا رسالتنا بالعبارة التالية: (نتمنى أن نتمكن من الوصول إلى إخواننا وأخواتنا في المجتمعات الإسلامية ونقول لهم بكل صراحة: أننا لسنا أعداء لكم بل أصدقاء. ويجب ألا نكون أعداء لبعضنا البعض لأن لدينا الكثير من الأشياء المشتركة وهنالك الكثير الذي يتعين علينا أن نفعله معا. كرامتكم الإنسانية لا تقل عن كرامتنا، حقوقكم وفرصكم في حياة كريمة لا تقل عن حياتنا، فهل نتقاتل من أجل معتقداتنا. نحن نعرف أن مستوى عدم الثقة بنا لدى البعض منكم مرتفعا، ونحن نعلم أيضا بأننا نحن الأمريكيين مسؤولون عن هذا. ولكن يجب ألا نكون أعداء. ويحدونا الأمل أن نضع أيدينا بأيديكم وبأيدي كل ذوي النوايا الطيبة لصنع سلام دائم وعادل).

كان لرسالتنا التي جاءت متزامنة مع تدخل الولايات المتحدة في أفغانستان لاستبدال نظام طالبان الذين دعموا وتعاونوا مع القاعدة علنا وقعها الشديد خاصة في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي. وكانت معظم ردود الأفعال سلبية، وفي الواقع فقد قضينا معظم بقية عام 2002م في مناظرات مكثفة وتبادلنا المراسلات مع مجموعات وأفراد من سائر أنحاء العالم الذين ردوا على رسالتنا. وكانت هذه حقا تجربة وخبرة مهمة، فبالنسبة لي كشخص كانت تجربة فريدة لم يسبق لي أن حظيت بمثلها. وسوف تنشر الوثائق الرئيسة التي تمخضت عنها تلك المناظرات متضمنة كامل الردود بما في ذلك فحوى الرد العلني للقاعدة، إضافة لبعض الانعكاسات الحالية في كتاب تحت عنوان (المناظرة بين الإسلام والغرب) في وقت لاحق من هذا العام.

وهنا تأخذ القصة منعطفا، ففي العام 2003م، التقيت حسن منيمنه وهو مؤلف أمريكي من أصل لبناني يعد من الرواد، وكذلك البروفيسور رضوان السيد وهو مثقف متميز متخصص في الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية في بيروت. وقام بتنظيم عدد خاص ومن مجلة (الاجتهاد) التي كان يصدرها, ونشره على المثقفين تتضمن تحليلا لما أوردناه، وردودهم على ما نتقاتل من أجله. وانبثق عن هذا الاجتماع في العام 2003م فكرة جديدة فحواها أنه بدلا من المزيد من المراسلات المكتوبة لما لا نلتقي وجها لوجه؟ وبدلاً من المناظرة فلماذا لا نطرح الحوار؟ لماذا لا نجمع كبار المفكرين العرب والمسلمين مع نظرائهم الأمريكيين لمناقشة هذه المسائل الخطيرة مناقشة دقيقة ومستمرة. وفي خضم عالم يواجه احتمالات مقيتة للاستقطاب الديني وحتى الحضاري وهي مهام تواجه المفكرين في الشرق والغرب وتكتسب أهمية أكثر من إيجاد مكان للجدل فيما بيننا، على أمل أن نجد أرضية مشتركة حول معنى المجتمع المدني والشروط الأساسية لتقدم البشرية وازدهارها.

تم اللقاء الأول بين الجانبين مواجهة في مالطا في شهر مايو من عام 2004م, أعد لعقده وشارك في رئاسته الدكتور رضوان والفاضل حسن وأنا. تناولنا في اللقاء نظرية الحرب، والمجتمع الإسلامي والعربي، والحرب الأمريكية على الإرهاب والعديد من الموضوعات الأخرى بالنقاش على مدى ثلاثة أيام. ولا شك أننا صادفنا وجود الكثير من نقاط الخلاف وأصيب البعض من الطرفين بإحباط جسيم. ولكن ومع نهاية اجتماعنا شعرنا جميعا -حسب اعتقادي- بأننا أنجـزنا شيئا ذا قيمـة، وربما يـكون مهـما وتاريخيا. ويعود ذلك من حيث السبب إلى أننا بدأنا حواراً جدياً بخصوص مجموعة المشاكل العاجلة التي تواجه العالم هذه الأيام، على مستوى متكافئ وعلى أساس من المساواة. وساد اللقاء روح النوايا الحسنة والاحترام المتبادل، وبالإجمال فإنها بداية طيبة للغاية.

وقد اتفقنا على أن نلتقي ثانية على ما أصبحنا نسميه منتدى مالطا في شهر أكتوبر من هذا العام 2005م بالدار البيضاء، وسيكون موضوعنا (الدين والدولة). ونأمل أن نتمكن بعد اللقاء من إصدار بيان مشترك، يوقعه المفكرون من كلا الطرفين موضحين بالتفصيل نقاط خلافنا ونقاط اتفاقنا كما نضمنه توصيات مستقبلية موجهة لصنَّاع السياسة والقادة الآخرين في كل من الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي. ونهدف من وراء اجتماعاتنا في هذا المنتدى إلى بناء سجل جدي للحوار نتيجة عمل باتجاه لا أقول صراع الحضارات ولكن باتجاه مجتمع مدني عالمي. وبمرور الوقت وبالجد والاجتهاد نأمل بل نؤمن بالوصول إلى فهم مشترك للمجتمع المدني وللنفس البشرية. وأستطيع بالتأكيد أن أفكر بعدد قليل آخر من الأهداف أكثر أهمية من هذا الهدف أو أجدر بجهودنا.

********************

*) رئيس معهد القيم الأمريكية.

المصدر: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=390

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك