المشترك اليهودي- الإسلامي في بلاد المغرب

عبد السلام شرماط

 

مقدمة:

عاش يهود المغرب في حالة تساكن وتعايش كبيرين مع المسلمين طوال قرون تاريخية تمتّعوا فيها بحقوق حرص السلاطين والملوك على رعايتها، باعتبارها حقوقا يضمنها لهم الشرع الإسلامي مقابل أداء الجزية في ظل قانون الذمة، غير أن التدخل الأجنبي خلخل هذا التعايش، إذ زعم أن اليهود يعيشون اضطهادا كبيرا منذ استقرارهم في هذا البلد، ما جرّ شريحة من الطائفة اليهودية إلى التأثر بهذا الزعم، فقرر الكثير منهم هجرة البلاد إلى اتجاهات مختلفة؛ فمنهم من هاجر إلى إسرائيل، ومنهم من فضل الهجرة إلى أوروبا، فيما آثر آخرون الهجرة إلى أمريكا وكندا، غير أن البعد عن الوطن بعد ردح من الزمن ولد لديهم حنينا إلى أرض الأجداد التي ما فتئوا يترددون عليها كل عام وهم يحملون في قلوبهم شوقا لإرثهم الرائع، وهم يعانون حرمانا في شتاتهم الثاني.

1- يهود الأندلس والمغرب: مجموعتان عرقيتان

شكل يهود الأندلس والمغرب وحدة لا يمكن فصل أجزائها، باعتبارهما مجتمعين متوازيين في كل المجالات، سواء تعلق الأمر بالحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية والفكرية، وفي كل القضايا التي تعرض للأفراد، انطلاقا من الفتاوى الفردية "الرّسبونسا" أو الجماعية "التقنوت" الصادرة في طليطلة أو تلك التي صدرت في فاس والجزائر، والتي سهر على إصدارها مفتون كبار، مثل "سلمون بن أدرت البرشلوني"، و"يعقوب أبنسور" أحد كبار مفتين فاس.

ويجدر التنبيه إلى أن جذور اليهود تعود إلى تاريخ زمني سحيق؛ إذ نزلوا بلاد المغرب في رحلات تجارية وهم يرافقون الفينيقيين، فشكلوا أول مجموعة غير أمازيغية وفدت على بلاد المغرب، ولا تزال تعيش فيه إلى يومنا هذا. وقد ناقش بعض الدارسين نظرية الأصل البربري لليهود التي اعتبرها بعض المؤرخين مسلّمة ثابتة، بينما أنزلها البعض الآخر منزلة الشك والنفي، مثل "H.HIRSBERG" الذي بنى نفيه للنظرية على غياب اللغة البربرية في الآداب اليهودية؛ غير أن هذا الطرح ظل في منزلة الشك، والدليل في ذلك أن قضية الأصل لا أساس لها من الصحة، مادام التسرب اللغوي الأمازيغي لا تتضمنه الكتابات اليهودية، وبخلاف ذلك توجد نصوص عربية- مغربية.

أما في شبه الجزيرة الإيبيرية، فإن الوجود اليهودي يعود إلى عهد تاريخي قديم جدا، وهو العهد الّذي أقام فيه الفينيقيون وكالاتهم التجارية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، حيث حملوا مثلهم مثل رفاقهم الذين هم من مملكة يهودا أو مملكة إسرائيل بضائعهم ومعتقداتهم، وتنامى هذا الأمر، مع نسبة من الاحتمال، خلال فترة الاستيطان الرّوماني، بل أيام سقوط البلاد تحت هيمنة القوط، وبعدها فرض على اليهود التمسح أو النفي، وظل الحال على ما هو عليه، حتى قيام الحكم العربي الإسلامي، الذي سيفتح لليهود آمالا جديدة في العيش بأمان في بلاد الأندلس، وهي آمال ستؤدي إلى تعاون يهودي إسلامي، مما جعل بعض المؤرخين الإسبان يعتبرون هذا التعامل "مؤامرة".

ومن تم ربط اليهود صلات وثيقة في المجالات الاجتماعية- الاقتصادية والاجتماعية - الفكرية مع إخوانهم في المغرب، فأصبح الغرب الإسلامي موطن الثقافة اليهودية، وظلت يهودية الأندلس تعيش عصرها الذهبي، حتى أفولها ما بين 1492م و1497م.

لقد تمكن اليهود من العيش في بلاد الإسلام عيشا يسوده التعايش والتسامح في إطار علاقات متينة مع جيرانهم المسلمين، وهم يتمتعون باستقلال كامل؛ إداريا وقضائيا تحت قانون الذمة المفروض بمقتضى ديانة أغلبية السكان. وإذا كان بعض الدارسين، مثل أندريه شوراقي[1]قد اعتبروا وضع الذمة وضعا يشبه وضعية العبيد، فإن البعض منهم، مثل حاييم الزعفراني، اعتبر قانون الذمة قانون تسامح إذا ما قيس بالوضع التعسفي الذي عاشه اليهود في بلاد المسيحيين.

تمكن اليهود من العيش في بلاد الإسلام عيشا يسوده التعايش والتسامح في إطار علاقات متينة مع جيرانهم المسلمين، وهم يتمتعون باستقلال كامل

لقد عاش اليهود في العصر الذهبي الأندلسي حياة رغدة مكنتهم من النهوض بقسط وافر في حياة البلاد الاقتصادية والفكرية، وأصبحت المدن المغربية والأندلسية (فاس/ لوسانية- تطوان/غرناطة) تتساوى فكريا وتحضرا. ما ساعد على التبادل الثقافي الذي أسهم في ازدهار علمي برز من خلاله علماء يهود كانوا يحظون بشهرة علمية في الأندلس والمغرب معا، ومنهم من استقر في قرطبة، مثل:

- يهودا حيوج، نحوي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر.

- إسحاق بن خلفون، شاعر عاش في القرن العاشر.

- حسداي بن شبروط، أديب ورجل دولة، عاش في القرن العاشر.

- موسى بن ميمون، فيلسوف وفقيه وطبيب، عاش بين القرن الثاني والثالث عشر.

ومنهم من استقر في غرناطة، مثل:

- صمويل بن النغريلة، شاعر وفقيه، وابنه هو يوسف، وهما أديبان ورجلا دولة، عاشا بين القرنين العاشر والحادي عشر.

- موسى بن عزار، شاعر وفيلسوف عاش في القرن الحادي والثاني عشر.

- سعدية بن دنان، مؤرخ ونحوي وشاعر، عاش في القرن الخامس عشر.

ومنهم من استقر في إشبيلية، ومالغا، وسرقسطة، وبرشلونة، وطليطلة...

وقد مثل هؤلاء العلماء اليهود المدرسة الأندلسية، والتي كانت المرجع المفضل الذي يعود إليه الكتاب اليهود المغاربة، لأن معظمهم ينحدر من عائلات قشتالية.

لقد أكبّ اليهود في المغرب والأندلس على الدّرس في مجالات فكرية مختلفة، أهمها الفلسفة والتصوف والقبالة بوصفها أشكالا فكرية يلتقي فيها التحاور اليهودي المسلوب، كما أولوا عناية خاصة للفكر التشريعي والفقهي من خلال أدبيات "الرسبونسا" أو الأدبيات الفردية والأحكام القضائية الربية و"التقنوت" أو الفتاوى الجماعية، بالإضافة إلى التلاقي الاجتماعي الإبداعي الممثل في الشعر والآداب العامية الشعبية. وقد شكلت هذه المجالات جميعها تراثا يهوديا ترعرع في فضاء أندلسي – يهودي، والذي كان يرفد بين الفينة والأخرى، من الفضاء الإسلامي الأندلسي، حيث لم يغفل الطرفان التبادل الثقافي بينهما، ويكفي أن نخص بالذكر في هذا الصدد ابن رشد وابن ميمون فهما من أبناء قرطبة معا، وينتميان إلى حضارة واحدة، ومجتمع متساكن، فقيهان وطبيبان وفيلسوفان متعاصران؛ فابن ميمون عاش ما بين سنة 1135 و1204، وعاش ابن رشد بين 1126 و1198، وهو العهد الذي عرفته فيه الأندلس أمنا مستتبا في عهد الموحدين.

وعلى الرغم من أن اليهودية الأندلسية قد شهدت رخاء واطمئنانا، فإن سقوط الأندلس أدى بيهودها إلى التوافد على بلاد المغرب، فوصل مهجرو الإسبان والبرتغال في موجات متتابعة، حاملين معهم لغة الأجداد القشتالية وعلومهم وأعرافهم وعاداتهم، بعد أن فتح لهم محمد الشيخ الوطاسي (1472-1505م) بلاد المغرب، فتمركزوا في فاس، ثم تفرقوا في المدن الكبرى، وقد استطاعوا أن يحققوا نهضة خاصة، بعد أن أصبحوا وسطاء في المبادلات التجارية، لا سيما وأنهم وجدوا التسامح والمساواة والعدالة، واصبح باستطاعتهم الوصول إلى السلطات في أي وقت شاءوا، وشجعهم على ذلك الظهير الملكي الذي أصدره محمد بن عبد الله عام 1864م، والذي ينص على معاملة اليهود في المملكة من قبل الحاكم والإداريين وسائر المواطنين معاملة عادلة، وأن تكون لهم المساواة أمام المحاكم.[2]

لقد أدى توافد يهود الأندلس على بلاد المغرب إلى انقسام الطائفة اليهودية في المغرب إلى مجموعتين إثنيتين: - تسمى الأولى توشفيم/ البلديين "قهل قدوش هتوشفيم" (الجماعة المقدسة البلدية)، ويعود أصلها إلى زمن تاريخي ارتبط بمجيء الفينيقيين إلى بلاد المغرب.

- وتسمى الثانية الميكوراشيم/ المهجّرين "قهل قدوش همكورشيم" (الجماعة المقدسة المهجرة)، وهي مجموعة لم تصل إلى بلاد المغرب إلا مع تهجير اليهود من الأندلس سنة 1492م.

وعاشت المجموعتان جنبا إلى جنب، على الرغم من الاختلاف الحاصل بينهما في الأصل واللغة وفي المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية، وفي المستوى الثقافي والديني، يقول حاييم الزعفراني: "تختلف المجموعتان العرقيتان أصلا ولغة، كما يختلف مستواهما الثقافي، وتختلف طقوسهما، بل الأكثر من ذلك مفاهيمهما الاجتماعية والأخلاقية، ومع ذلك عاشا جنبا إلى جنب، ولكل منهما مؤسساتهما المتميزة".[3]

وعلى الرغم من هذا الاختلاف، استطاع العنصر الأندلسي المهجر أن يؤثر بشكل تدريجي على اليهود البلديين في الأنشطة الاجتماعية، وفي الميدان الاقتصادي وفي العلوم الربّية.

2- المشترك اليهودي- الإسلامي:

اشترك اليهود والمسلمون في بلاد المغرب في مظاهر ثقافية، نسجت بينهم علاقات متينة امتدت فترات من الزمن؛ فقد عاش اليهودي والمسلم جنبا إلى جنب يحملان مظاهر ثقافية مشتركة تجلت في سلوكهما اليومي، يقول الزعفراني: "يمكن أن يكون نفس المزار مقصدا لليهود والمسلمين، وموطنا حوله تتفق آراؤهم، وتتجلى فيه مظاهر ثقافتهم المشتركة، بل فيه تتمثل توفيقية دينية قد تدهش الناظر. إنهم يهودا ومسلمين يرجون معا الشفاعة والحماية من نفس الأولياء والصالحين، ويقومون بنفس التعبد وبنفس الرموز، ويقدمون نفس الصدقات ويتوسلون بنفس الدعوات ونفس الصلوات ويعود كل واحد منهم إلى بيته، بعد أن زار نفس الولي غنيا في خياله بكل الخيرات التي كان يرتقبها من توقف زيارته هاته مزودا على كل حال بمزيد من الإيمان والآمال".[4]

اشترك اليهود والمسلمون في بلاد المغرب في مظاهر ثقافية، نسجت بينهم علاقات متينة امتدت فترات من الزمن

فاليهودي والمسلم متقاربان في التفكير والعادات، بل إنهما يلتقيان يوميا فيتحاوران ويتجادلان في عدد من الأمور الدنيوية بغض الطرف عن المعتقد؛ فاليهودي يصادق جاره المسلم ويعاديه ويحبه ويكرهه، كما أن المسلم يصادق جاره اليهودي ويحبه ويعاديه بما خلق الله عليه الإنسان. ومن تم فإن العلاقات الاجتماعية بين اليهود والمسلمين لم تكن تتميز بالعداء الصحيح الذي كان يطبع علاقتهم مع المسيحيين والبلدان المسيحية[5]؛ فعلى الرغم "من الاضطهادات المحدودة في المكان والزمان، فإن المجموعتين الإسلامية واليهودية كانتا تلتقيان على درب الحياة في مجالات العمل والتعامل، بل أحيانا تتقاضى أمام نفس القضاة ونفس المحكمين، وكانت أيضا تلتقي في مجالات أخرى لها ما يميزها كما في بعض المجالات الفكرية، بل تلتقي المجموعتان في مجالات غيرها تحظى بتوفيقية كاملة في قضايا الإيمان والمعتقدات الشعبية، وفي عوالم الفنون الشعبية والخرافة، مخالفين بذلك أهل العلم والمعارف الخاصة التي كانت وقفا على طبقة معينة، هي أيضا أقلية، وهي طبقة الأحبار والأعيان الذين كانوا يستحوذون على المعرفة والسلطة والتشريع والتدبير".[6]

لقد شارك اليهودي المغربي جاره المسلم في الإيمان ببعض الاعتقادات كالخوف من العين (عين هاراع) والتفكير في الجنون وما إليهم من الوساوس والأمراض، فكانا معا يعمدان إلى استعمال تمائم أو طلسمات يعتقدان أنها تبعد عنهما الأذى الذي قد يلحق بهما ومن ذلك:

*- الخمسة: وهي عبارة عن تميمة شائعة معروفة، حيث تحمل المرأة يدا من ذهب تحتوي على خمسة أصابع، وهي تقصد بها الوقاية من العين الشريرة.

*- التشبير: وهو وسيلة يتبعها اليهودي لإبعاد العين، إذ تأخذ عجوز منديلا وتشرع في التشبير مع ترديد العبارات التالية: "إله إبراهام، إله إسحاق، إله يعقوب من زيراع يوسف ها صديق ذي عمره ما تعين وعمره ما رأى العين".[7]

*- اللجوء إلى الأولياء: فالولي وهبه الله قوة تذهب السوء والمرض.

وهكذا نخلص إلى أن البنيات العقلية في أرض المغرب كانت متشابهة وتشترك في العديد من العادات والتقاليد؛ حيث كان سكان البلاد من مسلمين ويهود يلتقون في الاعتقادات المنبثقة من المتخيل الشعبي المحلي، ومن الفلكلور والسحر المحليين. يقول حاييم الزعفراني: "حافظت المجتمعات اليهودية- الإسلامية، إلى غاية القرن التاسع عشر، بالنسبة إلى الجزائر وتونس، وإلى حدود القرن العشرين بالنسبة إلى المغرب، على استمرارية حضارية وأسلوب في العيش، وثقافة عرفها أجدادهم منذ نهاية القرن الخامس عشر، بعد أفول العصر الذهبي الأندلسي وانطواء البلد على نفسه. ومرت أربعة قرون دون تحمل أي تغيير يذكر بالنسبة إلى السكان أو إلى المظاهر الثقافية أو إلى المحيط الاجتماعي - الاقتصادي والحياة اليومية. إنها مشاهد ثابتة ووجوه متشابهة على الدوام...".[8]

3- أثر القوى الأوروبية على يهود المغرب:

استغلت الدول الأوروبية الظروف الصعبة التي كان يعشيها اليهود في فترات الجفاف أو بسبب الأوبئة أو الفوضى أحيانا، فكانت تتدخل لدى السلطان لتحقيق مصالحهم الخاصة، ولما كثر التدخل في شؤون البلاد عامة وشؤون اليهود خاصة، لم يعد الالتجاء إلى السلطان مسألة تربط العاهل برعاياه، فمثلا في 1864م تدخل الوزير البريطاني (جون درموند هاي) في موضوع يهود دمنات، وساندت هذا التدخل دول أوروبية أخرى، وهو الأمر الذي بات يهدد وضع المغرب السياسي.[9] ولما تدخل الجيش الفرنسي في 21 مايو 1911م، استقبله اليهود استقبال المحرر، يقول أصراف: "وبالرغم من أن اليهود اختاروا أن يغذو تحت وصاية الإقامة العامة، فإن وجهاءهم ظلوا يحملون كل عواطف المحبة للعرش العلوي كما هو الشأن بالنسبة إلى جميع أفراد الطائفة".[10]

لقد شهد اليهود في عهد الحماية تغييرات تمثلت في حذف الجزية، غير أن وضعيتهم القانونية لم تشملها تغييرات جذرية، بل ظلوا يستمدون الرعاية من حماية السلطان، وإن كان جيل من الشباب اليهودي، يعبر عن رغبته في الحداثة الغربية، ويطمح في أن يصبح نظيرا للأوروبي من حيث اللباس والأثاث المنزلي، وتبني اللغة الفرنسية كوسيلة في التواصل.

خاتمة:

بدأت حياة يهود المغرب بالهجرة وانتهت بالهجرة؛ الهجرة من الأندلس في اتجاه المغرب خلال القرن الخامس عشر، ثم الهجرة في اتجاه إسرائيل أو بعض الدول الأخرى خلال القرن العشرين؛ وتُعدّ هذه الفترة بالتحديد فترة تذكر يهود اليوم بالحنين إلى الوطن، حنين بعث على الشعور بالحزن والأسى عن فقدان وطن وجدوا فيه الأمن والحوار والتعايش، ولم يشعروا يوماً بأنهم أغراب، كما هو الشأن اليوم في بلدان أخرى بما في ذلك إسرائيل؛ ولعل هذا الشعور هو الذي رفضه حاييم الزعفراني بالرجوع إلى ماضي الأجداد وبعثه قصد الاعتزاز به رافضاً ما أسماه التاريخ المليء بالدموع.

يقول الزعفراني: "يبقى من تاريخ يعود إلى ألفي سنة على أرض المغرب المعطاء، ذاكرة يهودية مغربية، يتردد صداها في روح المهاجرين، تدوي في موسيقاهم وغنائهم، في فلكلورهم وشعائرهم، في احتفالهم بلالة ميمونة والهيلولا، وفي مزاراتهم الجماعية لقبور أوليائهم المحليين، مثل الربي عمرام بن ديوان في وزان، وموالين داد بسطات وغير هذين. والأمر أكثر عند المهاجرين الذين أقاموا في إسرائيل؛ فذاكرتهم تنبئ عن نفسها في حنينهم إلى الوطن وأسفهم الحزين وأزماتهم المريرة أو التي يثيرها الحنين الدفين، وفي كتاباتهم الغاضبة أو الهادئة. وتعبر هذه الذاكرة عن نفسها ببراعة في الخلق الأدبي العبري الناشئ لدى بعض الأدباء من أصل مغربي، وبالأخص في رهافة الشعراء الشباب الذين عبروا في آثارهم الأدبية الجيدة عن الروح المكلومة والثقافة المهمشة أو المهانة وقساوة العيش التي يعانيها شتات ثانٍ، هو الذي عرفنا منه، من قبل، على أرض المغرب المعطاء، الوجه الوضاء وحرارة العاطفة والأفراح والأحزان".[11]

 

المراجع المعتمدة:

1- علي إبراهيم عبده وخيرية قاسمية، يهود البلاد العربية، دراسات فلسطينية، بيروت، يونيو 1971

2- حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم، ط1، الدار البيضاء، 1986

3- أحمد التوفيق، يهود دمنات، التاريخ الحديث والمعاصر ليهود المغرب، دار الشتوكي للنشر.

4- إيلي مالكا، العوائد العتيقة الإسرائيلية بالمغرب، الرباط، ثانوية الكتاب، 1962

5- HAIM Zaafrani, Historicite de l’univers culturel judeo - Magheribin, Mohammedia, Royaume du Maroc, universite d’été, 1987

6- Chouraqui Andre, Histoire des juifs en A frique du nord, nouvelle edition,1987

7- ARKOUN Med, Haim Zaafrani, poesie juive en occident musulman, Geuthner, 1977, Hesperis, 1978

8– LEVY Simon, mille ans de vie juive au maroc, Hesperis, vol xxv, 1984

9- HAIM Zaafrani, les relations Judeo Musulmanes dans la littérature juridique, Actes du collque international, octobre 1978

10- LAREDO Abraham, les taquanots des juifs expulses de castille au Maroc, casa ,1953

[1] انظر: Chouraqui Andre, Histoire des juifs en A frique du nord, nouvelle edition,1987

[2] علي إبراهيم عبده وخيرية قاسمية، يهود البلاد العربية، دراسات فلسطينية، بيروت، يونيو 1971، ص270

[3] ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب" ترجمة شحلان وأبو العزم 1987 ص123

[4] يهود الأندلس والمغرب، ج2 ص 508

[5] ألف سنة، ص222

[6] يهود الاندلس والمغرب، ص42

[7] إيلي مالكا، العوائد العتيقة الإسرائيلية بالمغرب، الرباط، ثانوية الكتاب، 1962، ص67

[8] حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ص 287

[9] أحمد التوفيق، يهود دمنات، التاريخ الحديث والمعاصر ليهود المغرب، دار الشتوكي للنشر، ص94

[10] روبير اصراف، محمد الخامس واليهود المغاربة، ص75

[11] حاييم الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ص 597

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك