هدْيُ النبي صلى الله عليه وسلم في التعايش مع الآخر
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾(الأحزاب:21).
لقد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة نماذج للتعايش مع الآخر داخل الدولة وخارجها. أحدها هو النموذج الذي كان في مكة المكرمة وكان المقام فيها هو مقام “الصبر والتعايش”. والنموذج الثاني هو نموذج بقاء المسلمين في الحبشة وكان المقام فيها مقام “الوفاء والمشاركة”. والنموذج الثالث هو نموذج المدينة في عهدها الأول وكان المقام فيها هو مقام “الانفتاح والتعاون”. والنموذج الرابع كان في المدنية في عهدها الأخير وكان المقام فيها هو مقام “العدل” و”الوعي قبل السعي”.
لا يخرج بقاء المسلم في مجتمعه عن هذه الصور الأربعة. وينبغي علينا أن نستفيد استفادة تامة من كل هذه النماذج باعتبار أنها التصور الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى كتطبيق معصوم لمراده في هذه الأرض. يجب علينا أن نعي حقائق هذه النماذج وأنها صالحة للاستفادة منها للمسلم بحسب حاله ومقامه، وأن نفهم سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته ومواقفه.
وكما أخرج ابن حبان في صحيحه عن سيدنا صلى الله عليه وسلم قال: “من حكمة آل داود أن يكون المؤمن مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه”.
في مكة كانت حكومتها والمتصرفون فيها من المشركين، وكان المسلمون قلة وكان الشعب يكره الإسلام والمسلمين ويوقعونهم في الأذى..
وكانت الحكومة في الحبشة غير مسلمة، إلا أنها عادلة لا يُظلم عندها أحد، تحترم المسلمين وتقيمهم فيما بينهم حتى إنهم شعروا بالمواطنة.
وفي المدينة في العهد الأول كانت الحكومة مسلمة، ولكن الشعب متعدد الطوائف؛ منهم اليهود ومنهم المشركون والوثنيون والمنافقون، ومنهم المسلمون.
وفي المدينة في عهدها الأخير، قلّ هذا التنوع فلم يبق أحد من المشركين، ولكن بقي كثير من اليهود كما تفيد بذلك النصوص الصحيحة.
نموذج مكة: الصبر والتعايش
يصف سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ما كانت عليه مكة وهو يخطب أمام النجاشي فيقول: أيها الملك، كنَّا قومًا أهلَ جاهلية، نعبد الأصنامَ، ونأكل الميْتةَ، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحامَ، ونُسيء الجِوارَ، يأكل القويُّ منّا الضعيفَ… (رواه أحمد).
نريد أن نتأمل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها مع هذا الجو الكئيب من فعل المعصية، كيف كان يتعامل معها صلى الله عليه وسلم ؟ كان متعايشًا مع هؤلاء القوم على ما هم فيه من سوء، ولا يزال يقوم بواجباته الاجتماعية -إن صح التعبير- في وسط هؤلاء.
وتبيِّن ذلك ما تصفه به السيدة خديجة أمُّ المؤمنين رضي الله عنها إذ تقول: كلا أبشرْ، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لَتصلُ الرحم، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقْرِي الضيفَ، وتعين على نوائبِ الحقِّ (رواه البخاري).
ويتحالف النبي صلى الله عليه وسلم مع قبائل من قريش، تعاهدوا على نصرة المظلوم قبل البعثة؛ فقد تداعت قبائل من قريش إلى حِلفٍ فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جُدْعان لِشرفه وسِنِّه وكان حِلْفهم عنده بنو هاشم، وبنو المطلب، وأسَدُ بن عبد العُزّى، وزهرةُ بن كِلاب، وتَيْمُ بن مرّة، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلَمه حتى تُردّ عليه مظلِمتُه. فسمّتْ قريش ذلك الحلف: “حلف الفضول”.
وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لقد شهِدتُ في دار عبد الله بن جُدْعان حلْفًا ما أحِبُّ أن لي به حُمْرَ النَّعم، ولو أُدْعى به في الإسلام لأَجَبْتُ”، وكان يتمسك عليه الصلاة والسلام بهذا الحلف بعد البعثة ويلجأ إليه وكان يعمل بمقتضاه حتى بعد ما عادته قريش وضيّقت عليه.
المقصود أنه يجب علينا أن نكون كرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحاط بنا ما أحاط به في مكة من الصبر والتعايش.. وأحاديث كثيرة تؤكد ذلك: “إذا رأيت هوىً متَّبعًا، ودنيا مؤْثَرةً، وإعجابَ كل ذي رأي برأيه، وشُحًّا مُطاعًا، فعليك بخاصة نفسك ودعْ عنك أمر العامة” (وراه البخاري)… يتعايش ويصبر ولا يترك المبادئ، لأن الوسط الذي حوله ليس ملائمًا، بل هو وسط ظالم وسط منحرف.
روايات كثيرة نجدها في عيون الأثر لابن سيد الناس وغيره عن قصة أبي جهل، الذي اشترى من شخص أجمالاً ثم بعد ذلك لم يسدد له، وذهب إلى قريش فجلست تتضاحكَ، ونصره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا ما قرأنا هذه السيرة العطرة وجدناه صلى الله عليه وسلم يساعد أبا طالب ويأخذ عليًّا رضي الله عنه ليربيه في بيته.
ونرى أن الذين رفضوا التعايش، وجلسوا في عذاب المسلمين كانوا هم المشركون. ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة وفيها أكثر من ثلاثمائة وستين صنمًا، لم يحاول أن يهدم صنمًا واحدًا منها بالرغم من أنها ضد التوحيد الخالص الذي جاء به… كيف كان يسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته؟ علينا أن نتعمق وأن تتداعى أفكارنا في رسم صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة؛ كيف كانت تصرفاته، وأن نستنبط من كل نص شيئًا يُعينُ المسلمَ الذي قُدِّر له أن يعيش في مجتمع يكره الإسلام والمسلمين، حيث ظلت هذه الأصنام إلى عام الفتح في العام الثاني للهجرة.
نموذج الحبشة: الوفاء والمشاركة
في النموذج الثاني في مجتمع الحبشة، وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما رأى الأذى يحيط بأصحابه رضي الله عنهم: “لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكًا عظيمًا لا يُظلم عنده أحد” (رواه البيهقي). وكان أول من خرج عثمان بن عفان رضي الله عنه مع زوجه رقية بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم كثير رضوان الله عليهم أجمعين… فيقول لهم صلى الله عليه وسلم: “حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه” (رواه البيهقي).
وكلمة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى النجاشي، كلمة بليغة تحتاج إلى درس طويل تحتاج إلى أن نستنبط منها أحكامًا تفيد المسلم في هذه البلاد، التي تكون فيها الحكومات لا تعترض على الإسلام، وتساعد المسلمين وترضى بهم كمواطنين… كيف يعملون وكيف يتعاملون؟ ما مفهوم المواطنة؟ حتى في العصر الحديث… كل ذلك يمكن أن يؤخذ من تجربة الحبشة.
ابن عم النجاشي ينازعه المُلْكَ.. فتقول أمّ سلمة أمّ المؤمنين فيما بعدُ عليها السلام: فواللهِ ما علِمْتُنا حَزِنّا حُزْنًا قطُّ كان أشدَّ علينا من حُزْنٍ حَزِنّاهُ عند ذلك… وفي رواية أنهم عرضوا أن يحاربوا معه فرفَض. فترصدوا المعركة.. فلما انتصر قالت: فواللهِ ما علِمْتُنا فرحنا فرحة قط مثلها.. ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وكوّن الدولة، آثر كثير من الصحابة البقاء في الحبشة. فإنه لما التجأ المهاجرون الأولون إلى الحبشة، فأكرمهم النجاشي بقوا هنالك آمنين من اضطهاد قريش. ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، عاد أربعون من المهاجرين والتحقوا به بالمدينة المنورة، وبقي منهم في الحبشة نحو خمسين أو ستين تحت حماية النجاشي. وتزوج رسول الله أم حبيبة عليها السلام، تزوجها وهي بأرض الحبشة، وكان قد خطبها له النجاشي. فلما خلّف النجاشي ولدًا أسماه عبد الله، وأرضعته أسماء بنت عميس امرأة جعفر مع ابنها عبد الله، فكانا يتواصلان بتلك الأُخوَّة. ويقول السهيلي أيضًا: ومن رواية يونس عن ابن إسحاق، أن أبا نيزر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ابنًا للنجاشي نفسه، وأن عليًّا وجده عند تاجر بمكة فاشتراه منه وأعتقه مكافأة لما صنع أبوه مع المسلمين. كلام كثير في النموذج الثاني؟
ويروي البادوري في أنساب الأشراف، أن الزبير بن العوام رضي الله عنه هاجر إلى الحبشة في المرتين، وقاتل مع النجاشي عدوًّا له؛ يعني مرة رفَضَ ومرةً قاتلوا معه.
علينا أن نتعمق وأن تتداعى أفكارنا في رسم صورة رسول الله في مكة؛ كيف كانت تصرفاته، وأن نستنبط من كل نص شيئًا يعين المسلم الذي قُدِّر له أن يعيش في مجتمع يكره الإسلام والمسلمين
نموذج المدينة في المرحلة الأولى: الانفتاح والتعاون
ولو ذهبنا إلى المدينة المنورة، لوجدناها تكوَّن من اليهود والمشركين والمنافقين والمسلمين، وفي كل مجموعة من المجموعات أحكام فقهية لا تتناهى إذا ما قرأنا السيرة مع السنة. أخُصُّ منها شيئًا لطيفًا، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حكَّم سعد بن معاذ في اليهود… فإنه نظام قضائي لم تصل البشرية إليه في يومنا الحالي وهو أن يختار المتّهَمُ قاضيه. وعلينا أن ندرك أن هذا كان حكمًا قضائيًّا لجريمة الخيانة العظمى.
ولا يمكن أن يصنّف لإبادة المجموعات ولا لإبادة الشعوب، بل هو تم بناء على النظام القانون الشرعي والاتفاقات المتفق عليها كما هو في صحيفة المدينة. والجديد أنْ يختار المتّهَمُ نفسُه قاضيَه.
من هذه في هذا الجانب، نرى كيف كانت مسألة السلام على أهل الذمة واختلاف العلماء فيها، وكان سفيان بن عيينة والأوزاعي وغيرهم يحيزون السلام، لأن هذا كان لسبب وكان لغرض دَرْءِ الفتنة، حيث إنهم كانوا يمرّون فيقولون “السام عليكم”، أي الهلاك عليكم، وستحدث فتنة.
ومع المنافقين يكفي أن الله سبحانه وتعالى أباح له قتل المنافقين فلم يقتل واحدًا أبدًا، بل قال: “لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابَه” (رواه البخاري). في سورة الأحزاب: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً﴾(الأحزاب:60-61). وبالرغم من ذلك لم يقتل أحدًا أبدًا.
فهناك فرق بين الجواز وبين التنفيذ، وبين المباح وبين المتاح. وهذا درس نتعلمه من سيدنا صلى الله عليه وسلم. ليس صحيحًا أبدًا أن الإسلام أو المسلمين يعترفون أو يقرون بمسألة تطهير الأرض وتوحيد الدين وإكراه الناس على الدخول في دينهم أو الرحيل من أرضهم… لم يحدث هذا أبدًا، لا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولا في تاريخ الإسلام النظيف.
نموذج المدينة في عهدها الأخير: العدل والوعي قبل السعي
النموذج الرابع هو المدينة في عهدها الأخير، يبين ذلك حديث في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم “توفي ودِرْعُه مَرْهونةٌ عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير”.
استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين -في قسَم يقسم به- فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم اليهوديَّ، فذهب اليهوديُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تخيّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله” (رواه البخاري).
حدث بين طعمة بن عمير من المسلمين وزيد بن سمين من اليهود مشكلة وكان الظالم فيها المسلم، فنزل قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾(النساء:107)، وهنا عدل النبي في صفّ اليهود ضد المسلم، لأن العدل أساس الملك، ولأنه يريد أن يخرجنا من الظلمات إلى النور: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾(المائدة:8). علّمنا المبادئ، وعلّمنا الأخلاق، وعلّمنا ما لو اطلع عليه العالمون لآمنوا به عليه الصلاة والسلام.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صبورًا علّمنا الصبر، وعلّمنا كيف نتعامل مع الناس برفق، وألا نظهر فيهم آراءنا.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعايش حتى مع أشر الناس.. فعن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: “بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة”، فلما جلس تطلَّقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجلُ قالت له عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله حين رأيتَ الرجلَ قلتَ له كذا وكذا ثم تطلَّقْتَ في وجهه وانبسطْتَ إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عائشة متى عهدْتني فحَّاشًا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من ترَكَهُ الناسُ اتِّقاءَ شره”. (رواه البخاري)
أما ما حدث في حديبية، وما نحتاجه من وضع من أسس للمفاوضات والخطط الإستراتيجية، وما حدث مع الوفود التي أتت من كل مكان… حتى إنّا سمعنا أن وفدًا من المجر -وهذا ليس في كتبنا وإنما في واقعهم من هونغريا- جاءوا فأسلموا وكان عددهم مائة، وهم أصل المسلمين في المجر إلى اليوم. وحتى سمعنا في المصادر الصينية أن وفدًا من الصين أتى وأن بعضهم رسم النبيَّ صلى الله عليه وسلم خلسة، وأن هذا موجود في المصادر الصينية إلى الآن. كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل هؤلاء الوفود، كما أن هناك عاما فتحت المساء حتى سمي بعام الوفود..
هذه المعاملات؛ الحديبة، والوفود، ورسائل النبي صلى الله عليه وسلم للخارج، يمكن أن يؤسَّس بها علم بحاله لما اشتمل كل لفظ منها على القواعد والمبادئ والمناهج التي يمكن أن نحييها في عصرنا وأن نطبقها في واقعنا.
يجب علينا أن ندرس سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سنته في نسق واحد، ونحاول أن نستخرج منها مكونات الشخصية المسلمة سواء من الناحية العقلية أو النفسية، أو من ناحية المناهج التي يلتزمها في تقويمه للمواقع، وإنشائه للعلاقات مع الآخرين، وفهمه للأمور، ومواجهته للعالمين عيشًا ومشاركة وتفاهمًا وتعاونًا وعبادة لله وعمارة للأرض وتزكية للنفس، حتى يكون قد اتخذ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنة، وحتى يحقق التكليف والتشريف في مقام الشهادة على العالمين: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾(البقرة:143).