أساطير حول المسيح

إبراهيم العمار

 

ما أطيب الهواء هنا في شينغو اليابانية! إنها قرية جبلية لا تزيد على 2500 ساكن، أهلها فلاحون، ليس فيها حتى مدرسة ثانوية، تنتج البطاطا الحلوة والأقحوان التاجي والتبغ، وفيها منطقة خاصة بتربية الخيول، بعد أن تتمشى فيها قليلاً سيستوقفك مشهد غريب: صليب مغروس في كومة تراب محاط بسياج أبيض محاط بشجر. اليابان ليست نصرانية بل دينها الشينتو والبوذية في الغالب، فما هذا؟ لو سألت أهل القرية لفاجأك الجواب: هذا قبر المسيح!

إنها من غرائب ما ينسبه البشر لعيسى عليه السلام، والذي قال الله عنه: "وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه"، والقصة بالأعلى من أوجه الاختلاف العجيبة، فالاعتقاد هنا هو أن عيسى نجا من الصلب وأخذ مكانه أخوه إسوكيري وفر عيسى عبر سيبيريا إلى اليابان، فصار مزارع أرز وتزوج وأنشأ أسرة وكانت القرية آخر مكان لإقامته، وتوفي فيها عن 106 سنوات.

تكثر الخرافات عن عيسى عليه السلام، وفي آية أخرى قال الله تعالى: "فاختلف الأحزاب من بينهم"، فاليهود لهم نظرة معينة له، والنصارى نسجوا حوله أسطورة ضخمة كما هو معروف، وأضافوا لها من الأديان الوثنية القديمة، وهذا ما فعله غلام ميرزا مخترع الدين القادياني، فقد أشار لقبر أحد الصالحين في كشمير وقال: هذا قبر عيسى. وفكرة كون عيسى ميتاً ومدفوناً تتعارض مع كلام الله عنه، والغريب أن ميرزا هذا كان يزعم أنه مسلم وأن دينه مجرد مذهب إسلامي.

لكن أساطير النصارى لها نصيب الأسد طبعاً لأن دينهم كله أساسه عيسى عليه السلام، وظهرت عدة قبور اعتقدت طوائف نصرانية مختلفة أنها قبور عيسى، منها ما يسمى قبر الحديقة في بيت المقدس -طهرها الله من رجس المحتلين-، فقد اكتُشِف عام 1867م وفرح النصارى بذلك ظانين أنه هو، حتى أظهرت تقديرات مؤرخين أن القبر يسبق ميلاد عيسى بسبع مئة سنة. وإلى أن يأتي في آخر الزمان ويتبيّن الحق للناس عياناً فلن يتوقف البشر عن نسبة الخرافات لعيسى عليه السلام.

المصدر: http://www.alriyadh.com/1749950

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك