الألفاظ المشتركة في التواصل الحضاري بين الشعوب (اللغة الإسبانية)
د. أنور محمود زناتي
سوف نستعرض في هذه المقالة الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية ولغات الشعوب، التي تؤكد على عمق التواصل الحضاري بين تلك الشعوب:
يعد انتشار الكلمات العربية داخل اللغة الإسبانية دليلاً على عمق التأثير العربي والإسلامي الذي يظل حتى يومنا هذا شاهدًا على حضارة أسسها العرب في شبه الجزيرة الأيبيرية[1] Iberian Peninsula، فمع الفتح الإسلامي Al - Andalus للأندلس[2] فتحت صفحة لالتقاء ثقافتين، هما العربية الإسلامية واللاتينية المسيحية، اتصلتا وتفاعلتا فتعرضتا للتأثير المتبادل عبر عصور التعايش المشترك [3].
وقد لاحظ المستعرب الإسباني Arabista español خوان برنيط Juan - Vernet في كتابه "المسلمون الإسبان" LOS MUSULMANES ESPAÑOLES أنه من العسير جدًّا أن نحدد مدى التأثير الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية؛ ذلك أن الأندلس كانت دائمًا هدفًا للهجرات الشرقية، مما يكون له أثره، فيما قبل الإسلام بكثير، على أن هناك أشياء ماثلة لا يمكن الشك في أنها إسلامية، وذلك ما هو موجود في اللغة من ألفاظ وتعبيرات[4].
ونجد القس جان دي صوصه (1774 - 1812)[5] FR.J.DE.SOUZA قد صنف "معجم الألفاظ الإسبانية البرتغالية المشتقة من العربية"[6]، وحوى هذا المعجم حوالي ثمانية عشر ألف كلمة مشتقة من أصل عربي، في اللغة الإسبانية واليونانية[7].
كانت هناك لهجة لاتينية The tone of Latin آخذة في التكوين في الفترة التي حدث فيها الفتح الإسلامي، منحدرة عن لاتينية العصور المتأخرة، التي كانت شائعة في يوم من الأيام على ألسن أهل شبه الجزيرة، ودخلت هذه اللهجة كلمات عربية كثيرة[8].
ولم تقتصر تلك الألفاظ على العلوم الإسلامية Islamic Science التي ورثتها إسبانيا عن العرب؛ كالفلسفة واللاهوت والطب والرياضة والفلَك والهندسة والموسيقا - وإنما كانت عناصر وأمارات تشير إلى نظم إدارية وقضائية وتقاليد فنية وعسكرية، وأساليب في التجارة والصناعة والزراعة وما إليها، مما يدخل في الكيان الاجتماعي والسياسي للبيئة العامة[9].
خريطة رقم (1)
خريطة شبه الجزيرة الأيبيرية
والواقع أن الثقافة العربية الإسلامية Arab - Islamic culture والتربية والتعليم Education انتشرت في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين في إسبانيا المسلمة إلى درجة جعلت دوزي [10] Dozy يقول: إن أغلب الناس في الأندلس Al Andalus أصبحوا قادرين على القراءة والكتابة، بل يمكننا أن نقول: إن كل فرد تقريبًا كان يعرف القراءة والكتابة.
وقد انتقلت الثقافة العربية إلى المستعربين الإسبان[11] Mozarabs؛ فقد سرت إليهم العادات الإسلامية وتعلموا اللغة العربية وكتبوا بها وألف بعضهم كتبًا بها[12]، بل واقتنوا مكتبات عربية، يبدو ذلك واضحًا من نص يروى عن الكاتب المتعصب ألفارو، كتب في القرن التاسع ميلادي يقول: "إن إخوتي المسيحيين يدرسون كتب فقهاء المسلمين وفلاسفتهم لا لتفنيدها، بل لتعلم أسلوب عربي بليغ، واأسفاه، إنني لا أجد اليوم علمانيًّا يقبل على قراءة الكتب الدينية أو الإنجيل، بل إن الشباب المسيحي الذين يمتازون بمواهبهم الفائقة أصبحوا لا يعرفون علمًا ولا أدبًا ولا لغة إلا العربية، ذلك أنهم يقبلون على كتب العرب في نهم وشغف، ويجمعون منها مكتبات ضخمة تكلفهم الأموال الطائلة "[13].
ومن هنا بدت الحاجة ماسة إلى معاجم مزدوجة، وكان أولها (المعجم العربي اللاتيني) Arab - Latin dictionary ويرجع إلى القرن العاشر الميلادي مجهول المؤلف.
ويرى الدكتور محمود علي مكي أن الأجيال المتعاقبة من المسيحيين الذين عرفوا الثقافة العربية جرى الحوار بينهم وبين مسلمي الأندلس[14]، ويدل على ذلك أيضًا وجود مدونات إسبانية Spanish Blogs محملة بتأثيرات عربية واضحة في مضمونها، مما يثبت أن مؤلفيها أخذوا مادتهم التاريخية وقواعدهم الحسابية من مصادر عربية، ومن تلك المدونات مخطوطات مختلفة وجدت في أوبيط oviedo، وهي محفوظة في مكتبة الإسكوريال Biblioteca de El Escorial، وقد احتفظ لنا بها القديس أولوجيوس القرطبي المتوفى سنة 859م، ونقلت إلى أوبيط عام 884م، كما نجد الطريقة ذاتها في "المخطوطة المتنبئة Cronica Albeldenso" التي كتبها مؤلف مجهول عام 883م، وفي "مخطوط البلدة" التي كتبها الراهب فيجيلا Vigila، وأتمها عام 976م [15].
بل إن كثيرًا من رجال الدين في الأندلس تعلموا اللغة العربية وألفوا بها؛ فقد نقل يوحنا رئيس أساقفة إشبِيلِية التوراة من اللاتينية إلى العربية، وذلك سنة 764م، كذلك نقل الأب فيسنتي ثمانية أجزاء من قوانين الكنيسة إلى اللسان العربي وأهداها إلى الأسقف عبدالملك في أبيات من الشعر العربي[16].
خريطة رقم (2)
مدينة سالم
Medinaceli
وقد بنى المسلمون مدينة صغيرة بالقرب من مدريد، أسمَوْها: مدينة سالم، تعرف اليوم باسم Medinaceli، كما أن بلدة Calatayud الأندلسية أسماها العرب حين بنوها: قلعة أيوب، والنهر الكبير الذي يمر في كل من قرطبة Cordova وإشبِيلِية[17] sevilla اسمه بالإسبانية أضحى cuadalquivir، وهو مأخوذ من اسمه العربي: الوادي الكبير[18]، وهناك مدينة بلد الوليد Valladolid في مقاطعة كاستيا[19] نسبة للخليفة الوليد بن عبدالملك[20].
خريطة رقم (3)
مدينة بلد الوليد
Valladolid
في حين أن اسم القرية بالعربية كان العرب يدعونه: الضَّيعة، فاقتبسه الإسبان منذ ذلك التاريخ القديم؛ إذ يسمون القرية في الأندلس: aldea، كما أن المعصرة بقيت تحمل اسمها العربي منذ القدم بالإسبانية فيقولون عنها: almazara، وكذلك الساقية التي ظلت تدعى بالإسبانية aceqvia.
في حين أن كلمة "حتى" بقيت على حالها في اللغة الإسبانية؛ إذ يقولون عنها: hasta، ويقولون عن السوق zoco، وعن فلان - Fulano.، إننا نعرف أن الإسبان كثيرًا ما يرددون عبارة[21] ojala في أحاديثهم حتى يومنا الحاضر؛ فهي عبارة مأخوذة من اللغة العربية، أصلها: إن شاء الله، ومثلها قولهم المأثور: ليحفظك الله - Rue Dios Guarde، وبارك الله بالأم التي وضعتك - Bendita Seala Madre Que Te Pario،[22].
ومن الشائع أيضًا: سماع إن شاء الله أو بمشيئة الله، إلى اللقاء غدًا إن شاء الله Hasta manaa، si dios quiere، وعلى سبيل المثال كان المبشر بدرو Pedro de Alcala الذي طبع كتابين عن اللغة العامية العربية في Granada غرناطة [23]، يكتب "الدار" ويريد بها البيت، وأكزمس a xems ويريد بها الشمس[24].
وذكر المستشرقان أنجلمان ودوزي R،Dozy y W،H،Engelmann في كتابهما "معجم المفردات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من اللغة العربية" Glossaire des mots efpignols et portugais dérivés de l'arabe أن الكلمات العربية الموجودة باللغة الإسبانية تعادل ربع كلمات اللغة الإسبانية، وأن باللغة البرتغالية ما يربو على ثلاثة آلاف كلمة عربية[25].
ويقول الدكتور رافائيل لابيسا Rafael Lapesa في كتابه "تاريخ اللغة الإسبانية" Historia de la lengua Española: إنه توجد في اللغة الإسبانية حاضرًا أربعة آلاف كلمة عربية، بعضها ظل على حاله، وأكثرها أصابه التحريف كتابة ولفظًا، وهذا يعني أن ربع اللغة الإسبانية واسعةِ الانتشار في العالم من أصل عربي[26].
وقد أكد لابيسا في كتابه "تاريخ اللغة الإسبانية" أن غالبية الكلمات التي تبتدئ بألف التعريف في اللغة الإسبانية بقيت على حالها فيها، منها مثلًا الرز - Arroz، والسكر - Acucar، والناعورة - Noria، والياسمين: Jasmin، والكرز - Alcaraz، وهو اسم قرية أندلسية، والقصير - Alcocer وهي كنية إحدى العائلات الإسبانية في عصرنا الحاضر ذات المنبت الأندلسي، والقلعة - Alcala، والمدور -Almodovar، فيما أضحت بلدة المنكب الواقعة في جنوب إسبانيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من مدينة مالقة[27]، التي دخل إليها الأمير الأموي الناجي من دمشق عبدالرحمن بن معاوية قادمًا من المغرب - تدعى بالإسبانية almunecar، ولقد أقام محافظها في التسعينيات من القرن العشرين تمثالًا ضخمًا على شاطئها للأمير عبدالرحمن الداخل؛ اعترافًا بفضله على ازدهار الأندلس، حضره عدد كبير من المستعربين والباحثين والمؤرخين العرب والإسبان والأوربيين[28].
ومن أطرف ما كتبه المؤرخ الدكتور رافائيل لابيسا في دراسته تلك قوله: تعارف العرب على تسمية الفني: ابن الدنيا، واللص: ابن الليل؛ فألف الأندلسيون هذه العبارات الرمزية، واقتبسوا الفكرة في لغتهم الدارجة، فأطلقوا على المتدين اسم: ابن الإحسان، وعلى اليتيم: ابن الحجر، وعلى الإنسان السطحي: ابن يومه...كما أن كلمة: hidalgo التي تطلق في العصر الحديث على النبيل المتميز بالشجاعة والكرم كان أصلها العربي هو: ابن الخير، وكانت تلفظ وتكتب هكذا[29]: hijodalgo .
وما كان للشعراء الأوربيين أن يتأثروا بالثقافة العربية إلا بعد تشربهم بعدد كبير من كلماتها، وأبرزهم شعراء التروبادور El Trobador، بل قيل: إن كلمة تروبادور في الأصل كلمتان عربيتان [30] تغير موقع كل منهما من الأخرى، فتقدمت الثانية على الأولى وتأخرت الأولى عن الثانية لتندمجا عند الأوربيين، والكلمتان العربيتان هما: دور طرب[31]، وهو تعبير مستعمل عند العرب؛ فقد يجلسون مجلس طرب يقدم إليهم فيه دور طرب، وعرف الأوربيون هذا، وهم معتادون على تقديم المضاف إليه على المضاف ضمن قواعدهم، فتقدمت كلمة طرب على كلمة دور، فصارت طرب دور[32].
وواضح أن اللغات الأوروبية تفتقر إلى الحرف ط، فتحول إلى ت T، وتحولت الكلمة طرب إلى ترب، ثم عملت العوامل اللغوية عملها في الكلمتين فدمجتهما وحولتهما إلى كلمة واحدة، هي: تروبادور[33]، من كلمتين، إحداهما وهي دور بمعنى تدور، وتدور كلمة عربية؛ أي: تتجول، فهي فرقة غنائية متجولة، والتجوال: أسلوب في العمل[34].
وقد قام دون خوان مانويل[35] Don Juan Manuel ابن أخي ألفونسو الحكيم بنظم قصيدة بعنوان Poema de Yucul بالإسبانية في حروف عربية، وهي قصيدة زاخرة بالقصص الشرقي[36]، وفي مجموعته القصصية نجده مثلاً يتحدث عن شخصية لوكانور، وهو كونت شاب غير مجرب، ثم معلمه بترونيو الذي كان يلقى بالشكوك، ويقوم هذا بحلها بواسطة حكاية قصيرة، والأثر الإسلامي في هذه المجموعة واضح جدًّا، حتى في اسم الكونت، وهو "لوكانور"؛ إذ إن هذا الاسم تحريف لاسم "لقمان" الحكيم الذي تنسب إليه حكايات عديدة جدًّا في الأدب القصصي العربي[37].
وكتابه (الكونت لوكانور)، مؤلف من إحدى وخمسين قصة، كل واحدة عبارة عن حكاية تنتهي بمغزى معين، تحكى على لسان مستشاره، وهو - بدون شك - أسلوب مشرقي قديم، يشبه إلى حد ما حكايات (كليلة ودمنة)، الذي انتقل إلى الأندلس مبكرًا، ومن ثم ترجم إلى القشتالية سنة 1251؛ حيث تنسب جهود ترجمته إلى الفونسو العاشر عندما كان أميرًا[38].
ولعل أكبر المتحمسين للثقافة واللغة العربية كان ألفونسو العاشر Alfonso X de Castilla y León ملك قشتالة[39]، وليون الملقب (El - Sabio) بالحكيم (1252 - 1284 م) [40]؛ حيث أخذ على عاتقه ترجمة العديد من أمهات الكتب العربية إلى اللسان اللاتيني، والإسبانية الوسيطة[41]، ولألفونسو نفسه كتابات نثرية تتضح فيها المؤثرات العربية في الأسلوبية والبنية والخيال[42].
وفي عهد "ألفونسو الحكيم" انتشرت حركة الترجمة من العربية إلى الإسبانية الناشئة،فترجمت "كليلة ودمنة" و"مختار الحِكم" للمبشر بن فاتك، وعشرات من كتب الفلك من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية، فكان لهذا أثره العظيم، ليس فقط في تقدم الدراسات العلمية في إسبانيا، ومنها إلى أوروبا كلها، بل وخصوصًا في قيام اللغة الإسبانية،ومن هذا كله نتبين مدى حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغتين اللاتينية والإسبانية، مما سيكون له أخطر الأثر في بعض العلم والأدب في أوروبا[43].
أما عن الكلمات الإسبانية من أصل عربي فحدِّث ولا حرج، مثل:
العربية Aracic |
الإسبانية Spanish |
العربية Aracic |
الإسبانية Spanish |
العربية Aracic |
الإسبانية Spanish |
زيت Zeet |
Aceite وتنطق: أثيته |
الكيمياء Kemya |
Alquimia وتنطق: الكيميا |
القلعة Al - Kalaa |
Alcala وتنطق: ألكالا |
زيتون Zaytoun |
زيتون Zaytoun |
جبر |
Algebra |
البناء |
Albanil |
أرز
|
Arroz |
الكحول Al - Kohol |
Alcohol وتنطق: الكوؤل |
القبة Al - Kobba |
Alcoba وتنطق: الكوبا |
سكر Sokar |
Azuca وتنطق: أسوكار |
القطن Al - Kotn |
Algodon وتنطق: الجودون |
القصر Al - Kassr |
Alcazar وتنطق: الكاسار |
لوبيا Lopya |
Alubia وتنطق: ألوبيا |
الغارة Al - Ghara |
Algara تنطق: الجارا |
المخدة Al - Mekhada |
Almohada وتنطق: المؤادة |
خروب Kharoup |
Algarrobas وتنطق: الجاروباس |
غزال Ghazal |
Gacel وتنطق: جاثيل |
المخزن Al - Makhzan |
Almacen وتنطق: الماسن |
الخرشوف Kharshouf |
Alcachofa وتنطق: الكاشوفا |
الفيل Al - Feel |
Alfil وتنطق: الفيل |
ساقية Sakya |
Acequia وتنطق: أسيكيا |
زعفران Zaafaran |
Azafran وتنطق: أسافران |
الطوب Al - Toob |
Adobe وتنطق: أطوبي |
البركة Al - Berka |
Alberca وتنطق: البركة |
كمون Kamon |
Comino وتنطق: كومينو |
الفارس Al - Fares |
Alferez وتنطق: الفيريس |
ديوان Diwan |
Divan وتنطق: ديبان |
طاسة Tassa
|
Taza وتنطق: تاسا |
الطليعة Al - Taleaa |
Atalaya وتنطق: أطالايا |
قيثارة Kethara |
Guitarra وتنطق: جيتارا |
الترمس Al - Termes |
Altramuz وتنطق: التراموس |
طاحونة Tahona |
Tahona وتنطق: تائونا |
عود Oud |
Laude وتنطق: لاوده |
المدن الإسبانية ذات الأصل العربي:الاسم الإسباني الحالي
المدينة العربية |
الاسم الإسباني الحالي |
المدينة العربية |
الاسم الإسباني الحالي |
المدينة العربية |
الاسم الإسباني الحالي |
سرقسطة |
ثاراجوثا ZARAGOZA |
مرسية |
مورثي MURCIA |
قشتالة |
كاستييا CASTILLA |
إشبيلية |
سيبييه SEVILLA |
شاطبة |
Chativa |
قرطبة |
كوردوبا CORDOBA |
غرناطة |
جرانادا GRANADA |
قادش |
كاديث CADIZ |
بلد الوليد |
بيادوليد VALLADOLID |
قرطاجنة |
كارتاخينة CARTAGENA |
ملقا |
مالاجا MALAGA |
مجريط |
مدري د MADRID |
طليطلة |
توليدو TOLEDO |
البسيط |
الباثيتي ALBACETE |
شقوبيه |
سيجوبية SEGOVIA |
ألمرية |
الميرية ALMERIA |
اليقنت |
اليكانتي ALICANTI |
خيرز |
خيريث JEREZ |
[1] ظلت المؤثرات الحضارية الإسلامية بالأندلس من 711م، واستمرت حتى بعد خروجهم منها سنة 1492م.
[2] أطلق المسلمون اسم الأندلس على القسم الذي فتحوه من شبه الجزيرة الأيبرية، وهي تعريب لكلمة "فانداليشيا" التي كانت تطلق على الإقليم الروماني المعروف باسم باطقة الذي احتلته قبائل الفندال الجرمانية ما يقرب من عشرين عامًا، ويسميهم الحميري بالأندليش، ويرى البعض أنها مشتقة من قبائل الوندال التي أقامت بهذه المنطقة مدة من الزمن، ويرى البعض الآخر أنها ترجع إلى أندلس بن طوبال بن يافث بن نوح عليه السلام، والأندلس فتحها القائد طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ - 711 م وأسقطوا دولة القوط الغربية، وبذلك يبدأ العصر الإسلامي في الأندلس، وكانت مدته 800 عام تقريبًا حتى سقوط مملكة غرناطة سنة 1492م؛ راجع: نفح الطيب للمقري: ج1، ص 125، والبكري: جغرافية الأندلس وأوروبا من كتاب المسالك والممالك، تحقيق عبدالرحمن علي الحجي، بيروت 1968، ص 57، والطاهر مكي: دراسات أندلسية، دار المعارف، 1980، ص 5.
[3] كريستوبال كويفاس غارسيا: الإسلام،محتواه وتاريخه وأثره في التفكير الديني المسيحي بإسبانيا، قام بعرضه عبدالرحيم الجباري في ملحق الفكر الإسلامي لجريدة "العلم" المغربية، عدد 54، 11 دجنبر 1992، ص 3.
[4] Barcelona: Ediciones Sayma، 1961
وراجع أيضًا عرضًا للكتاب في مجلة تطوان، العدد السادس، 1961، ص.225،قام بعرضه محمد بن تاويت في باب نقد الكتب.
[5] وهو عربي من دمشق، قصد البرتغال 1749؛ حيث انضم إلى الرهبنة الفرنيسكانية، وعين ترجمانًا عربيًّا للملك،ثم أوفدته الحكومة إلى المغرب مندوبًا عنها (1773)، واختارته عضوًا في مجمع العلوم بلشبونة (1780)، وانتدبته في معهد اللغة العربية (1791)، وقد أتيح لجميع الطلاب الانتساب إليه في 1795.
[6] صدر في 160صفحة، لشبونة 1789.
[7] سعيد أحمد بيومي: أم اللغات، ص 164 - 379.
[8] ج،ب،ترند، مقال إسبانيا والبرتغال في كتاب: تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م ص 37.
[9] لطفي عبدالبديع، الإسلام في إسبانيا، ط 2، مكتبة النهضة المصرية 1969، ص 112.
[10] راينيهارت دوزي: (1820م - 1883م) مستشرق هولندي في مدينة ليدن Leiden، بدأ دراسة العربية في المرحلة الثانوية وواصل هذه الدراسة في الجامعة، حصل على الدكتوراه عام 1881م، وتعلم البرتغالية ثم الإسبانية فالعربية،وانصرفت عنايته إلى الأخيرة، فاطلع على كثير من كتبها في الأدب والتاريخ،أشهر آثاره "معجم دوزي " بالعربية والفرنسية، اسمه Supplément aux Dictionnaires Arabes (ملحق بالمعاجم العربية)، ذكر فيه ما لم يجد له ذكرًا فيها، راجع: أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
[11] المستعربون Mozarabs هم الإسبان النصارى الذين أقاموا في البلاد الإسلامية، وعاشوا تحت ظل الحكم الإسلامي، وتبنوا تقاليد العرب ولغتهم واهتموا بالحرف العربي، أنور محمود زناتي: قاموس المصطلحات التاريخية، مكتبة الأنجلو المصرية، 2007 م، ص 230.
[12] محمود علي مكي: فرانشسكو كوديرا، دار الكتب والوثائق 2003، ص 3.
[13] ليفي بروفنسال: الحضارة العربية في إسبانيا،ط3، ترجمة: الطاهر مكي، دار المعارف، القاهرة 1994 م، ص 153.
Indiculus Luminosus، in Migne J.P.، Patrologia Latina، cxxxi، 555 - 556..
[14] محمود مكي: فرانشسكو كوديرا، ص 113.
[15] لمزيد من التفاصيل راجع: أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
[16] لمزيد من التفاصيل راجع: أنور محمود زناتي: الطريق إلى صدام الحضارات، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
[17] إشبيلية Sevilla: إشبيلية: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة،م، وتقع مدينة إشبيلية في الأندلس، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، فتح المسلمون إشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبدالله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين، راجع: ياقوت: معجم، ج1، ص 195.
[18] للمزيد راجع: جمال قسوم: مفردات اللغة الإسبانية هي من أصول عربية، جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات،
[19] للمزيد راجع: ج،ب،ترند، مقال إسبانيا والبرتغال في كتاب: تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م صص 47 - 54.
[20] لمزيد من التفاصيل راجع: أنور محمود زناتي: الطريق إلى صدام الحضارات، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
[21] ج،ب،ترند، مقال إسبانيا والبرتغال في كتاب: تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م ص 43.
[22] للمزيد راجع: جمال قسوم: مفردات اللغة الإسبانية هي من أصول عربية، جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات، http://www.atida.org/makal.php?id=79
[23] غَرْناطة Granada بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون وبعد الألف طاء مهملة: مدينة في جنوب إسبانيا عاصمة بني زيري من ملوك الطوائف، وعاصمة بني الأحمر، استطاع الإسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء علي بن الحسن، ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة، وأرسل فرديناند ملك إسبانيا رسله إلى قادة غرناطة المسلمة العربية بالاستسلام، فرفضوا، فنزل جيش إسباني مكون من 25 ألف جندي واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخربوها عن آخرها؛ حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه، ثم جهزت ملكة إسبانيا إيزبيلا جيشًا آخر من 50 ألف مقاتل لقتال المسلمين في القلاع والحصون الباقية، وبعد قتال مرير استسلمت المدينة وسقطت في أيدي الإسبان،راجع: ياقوت: معجم، ج4، ص 195.
[24] ،ب،ترند، مقال إسبانيا والبرتغال في كتاب: تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م ص 38.
[25] للمزيد راجع: دوزي، انجلمان: مكتبة لبنان ناشرون، ط2، 1974.
[26] Historia de la lengua española (Madrid: Escelicer 1942،Rafael Lapesa
[27] مالقة Malaga: بفتح اللام والقاف كلمة عجمية،مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية، سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء وألمرية،قال الحميدي: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق، والقولان متقاربان، وأصل وضعها قديم، ثم عمرت بعد وكثر قصد المراكب والتجار إليها؛ فتضاعفت عمارتها حتى صارت أرشذونة وغيرها من بلدان هذه الكورة كالبادية لها، أي الرستاق، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم،منهم عزيز بن محمد اللخمي المالقي، وسليمان المعافري المالقي،راجع: ياقوت: معجم، ج5، ص 43، أبو بكر الزهري: كتاب الجغرافية، ص 93.
[28] توفيق محمد شاهين: علم اللغة العام، أم القرى للطباعة والنشر، 1980، ص 129 - 131.
[29] للمزيد راجع: فؤاد السائح: تأثير اللغة الإسبانية باللغة العربية، شبكة صوت العربية،
http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_content&view=article&i... - 06 - 07 - 09 - 41 - 46&Itemid=437
[31] بطبيعة الحال هناك آراء ترفض هذا الرأي، إلا أن المجال لا يسمح بالتوسع في عرضها، راجع على سبيل المثال عبدالهادي زاهر: صلة الموشحات والأزجال بشعر التروبادور، مكتبة الآداب، القاهرة 2000.
[32] للمزيد راجع: خليل محمد إبراهيم: الأدب الأندلسي بين التأثر والتأثير،
[33] للمزيد راجع: جمال عبدالكريم: تاريخ اللغة الإسبانية، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1990 م.
[34] Menendez Pidal، Poesía árabe y poesía europea، Madrid، 1963،
[35] خوان مانويل: (1282 - 1349م) ابن الأمير مانويل، شقيق ألفونسو العاشر المعروف "بالعالم"، وحفيد فرناندو الثالث (ملك قشتالة: 1217 - 1252، وملك ليون: 1230 - 1252)، والذي منحه البابا لقب "قديس" Santo بعد استيلائه على قرطبة سنة 633/ 1236، رغم أن ابن الخطيب وغيره كانوا ينعتونهم "بالطاغية"، راجع: ابن عبود، مباحث في التاريخ الأندلسي ومصادره، الرباط، 1988: 92 - 106.
[36] Don Juan Manuel، El Conde Lucanor، Barcelona، 1994، p،7
[37] للمزيد راجع مقال: هاملتون جب، الأدب في كتاب: تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م ص 68.
[38] Juan Vernet، La cultura hispanoárabe en Oriente y Occidente، 1978، pp،309 - 316.
[39] قشتالة: Castilla، لفظ لاتيني معناه القلعة وكان العرب يسمون قشتالة القديمة القلاع ويسمونها ايضا قشتيلة، وتقع خلف جبل الشارات من جهة الشمال للمزيد، راجع: نادية مرسي: العلاقات الإسلامية المسيحية في إسبانيا، ص 59، حاشية رقم 1.
[40] ملك قشتالة من 1252 - 1284، أصغر أبناء فرديناند الثالث وحفيد الامبراطور فيليب السوابي، وعرف في المدونات العربية بالأذفونش،مارس سياسة انفتاح على الأدب والفكر الشرقيين،ورغم مخاصمته العرب سياسيًا، فقد بلغ الاهتمام بالثقافة العربية في عهده ذروته.راجع،،تراث الإسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م، ص 60، هامش رقم 1 (المعرب).
[41] Ballesteros y Beretta، Alfonso X el Sabio، Barcelona، 1963
[42] اسحق عبيد: شمس العرب تسطع على باليرمو، مقال ضمن كتاب العرب وأوروبا عبر العصور، منشورات اتحاد المؤرخين العرب (حصاد 7)، القاهرة 1999 م، ص 128.
[43] يوسف عز الدين: أثر تراثنا الحضاري في حضارة الغرب، مجلة النور، عدد 172، يونيو 2006.
المصدر: https://www.alukah.net/web/anwar-zanaty/0/90651/#ixzz5dkFEelXs