العرب ... إسرائيل (حلم السلام)

شريف هادي

 

قال تعالى " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم" الأنفال 61 
السلام هو أمر الله الذي يجب أن نطيعه وهو حلم الأجيال المتعاقبة من أجل الاستقرار والعيش في سلام الذي هو الطريق الوحيد للتنمية والتطور من أجل مستقبل أفضل للجميع ، كل هذا كلام جميل ولكن لكي يحدث السلام يجب أن يكون السلام هو القرار الاستراتيجي والمصيري للطرفين المعنيين بالسلام ، لماذا؟

 

لأن السلام يعني أن كل من الطرفين لديه ما يقدمه ولديه ما يمكنه التنازàل عنه للطرف الآخر ، كل منهم يسعى للآخر حتى يلتقيا في منتصف الطريق ، الشرط الأساسي أن يقبل كل طرف ما تنازل به الطرف الآخر ، أن يكون ما يتنازل به كل طرف حقيقي وواقعي ليست مجموعة من الأحلام أو الأماني ، فإذا نظرنا للوضع بين العرب وإسرائيل ، وطبقنا المعيار السابق فماذا سنرى؟ 
إسرائيل: 
1- لديها جيش قوي ومدرب تدريب عالي ومسلح على أفضل وأعلى مستوى. 
2- لديها أسلحة دمار شامل وغير شامل من كل الأنواع. 
3- لديها دعم دولي غير محدود وأموال لا حصر لها حتى أموال العرب وبترولهم وغازهم تحت أمرها وقيد تصرفها . 
4- لديهم جميع وسائل الأعلام تحت تصرفهم تظهرهم على أنهم متحضرين ومدنيين 
5- لديها الأرض تتصرف فيها كيف تشاء. 
6- لديهم ديمقراطية وأحزاب وحياة نيابية سليمة. 
العرب: 
1- لديهم أنظمة ديكتاتورية تشتري الأسلحة لتخويف شعوبها. 
2- محظور عليهم شراء الأسلحة إلا بالقدر الذي تسمح به أمريكا وإسرائيل نفسها. 
3- لا يتمتعون بأي دعم دولي والدعاية ضدهم قوية تظهرهم كإرهابيين. 
4- ليس لديهم أي وحدة حقيقية أو تفاهم ولكنهم غثاء كغثاء السيل (وهو أفضل تعبير يمكن أن يطلق عليهم). 
5- الفلسطينيون أنفسهم داخل فلسطين منقسمين على أنفسهم ويتحاربون وليس لديهم أي سيطرة حقيقية على أرضهم ، التي تدخلها إسرائيل في أي وقت تشاء. 
6- مع كل مجزرة أو حصار وتجويع للشعب الفلسطيني لا تجد للعرب أي وزن أو كلمة مسموعة ولكنهم كما يقول المثل المصري (ودن من طين وودن من عجين). 
7- سياسة الكيل بمكيالين هي السياسة المتفق عليها عالميا في التعامل مع القضية الفلسطينية. 
إذا فإسرائيل لديها ما يمكنها التنازل عنه من أجل السلام ، ولكن العرب ليس لديهم ما يقدموه من أجل هذا السلام المزعوم ، والسؤال لماذا إذا تتنازل إسرائيل عن الأرض وتضحي بحلمها أو حلم متعصبيها من الصهاينة وهم أصحاب الصوت العالي من أجل السلام مع العرب؟ والذين ليس لديهم ما يقدموه فقد خسروا كل شيء ولم يعد لديهم شيء ، فلو كنت مثلا رئيسا لوزراء إسرائيل فلن أوافق على أي سلام مقابل أي تضحية مهما كانت بسيطة وكل ما أقبلة هو استسلام من العرب غير مشروط ويحمدون الله أني سأتركهم يعيشون ، ولو فعلت غير ذلك يحق لمواطني بلدي أن يقدموني للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى لدولة إسرائيل. 
إذا فما العمل؟ 
البعض من أصحاب النوايا الحسنة والسذج والكثير من المغرضين والذين في قلوبهم مرض يقولون ، علينا أن ننبذ كل أشكال العنف وأن نتوجه لطاولة المفاوضات حتى نأخذ الحق المشروع للشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية ، وهم يظنون أن المجتمع الدولي سيتعاطف معهم ويحترمهم على نبذهم للعنف وتركهم للسلاح وسيقف بجانبهم حتى ينالوا حقوقهم ويحصلون على سلام شريف مع إسرائيل ، وأقول لهم هيهات فالتاريخ يحكي أنه لا سلام مع الضعفاء ولكن تسليم واستسلام ، كما أن العالم قد يتعاطف مع الضعيف ولكنه أبدا لا يحترم إلا القوي. 
كما أن البعض من أصحاب النوايا الطيبة ومعهم الكثير من الدمويين وأصحاب الأغراض الدنيئة يظنون أن الحل في قتل كل إسرائيلي يمكن قتله وكل غربي بل وكل أجنبي طالما أن العالم يقف مع إسرائيل لا فرق بين مدني وعسكري ولا فرق بين طفل وكهل أو رجل وامرأة لا أمان للجميع حتى نسترد حقوقنا المسلوبة ، ولكن أقول لهم أيضا أن التاريخ يحكي أن قتل الأبرياء دون تمييز لم يكن وسيلة لاسترداد حق سليب أو ضائع ، ولكن هذه الطريقة من تفجير حافلات وخطف طائرات واغتيال مدنيين لن تجلب إلا الدمار على أصحابها وسيلفظهم العالم ويصبحوا معزولين بدون أي صديق أو نصير فليس لهم نصرا ولا أرضا ولا شيء. 
ولكن الحقيقة يجب أن يتكاتف أبناء فلسطين والشرفاء من العرب وأن يظهروا قوة رادعة في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية ، فالحجارة التي كان يلقيها أطفال الانتفاضة على جنود إسرائيل كان وقعها أقوى من هدير الدبابات وأزيز الطائرات ولكن للأسف استفاد بها السفلة والخونة من أمثال الدحلان ورجوب ، بارك الله في صواريخ القسام ولكن يجب ألا تلقى على المستوطنات بل يجب أن تلقى على الوحدات العسكرية وتجمعات جنود جيش الاحتلال ، رحم الله الاستشهاديين ولكن يجب ألا يموتون في حافلة نقل عام ، ولكن من الأولى أن يموتوا في أحضان الجنود الصهاينة على أرض معركة أو في وحداتهم العسكرية. 
من لم يستطيع أن يقدم روحة أو يطلق طلقة قد يقبل منه رأيا حكيما أو مشورة ومن لم يستطع فليبذل ماله فإن لم يجد نقبل منه الدعاء بالنصر والمساندة بالقول والفعل وبذلك نمتثل لقوله تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون" الأنفال 60 
وعندها فقط ستعرف إسرائيل أن لدينا ما نقدمه ، فوقف إطلاق النار يكون مشروطا بوقف العدوان الإسرائيلي ، وإلقاء السلاح يكون مشروطا بسلام الأقوياء الذي تضحي فيه إسرائيل بالأرض مقابل أمنها وأمانها 
وكلمتي للفلسطينيين أنه طالما تم شق الصف الفلسطيني وتنازعت حماس وفتح فلا نصر ولا سلام ، يجب رأب الصدع الذي حدث في البيت الفلسطيني أولا ، ولفظ الخونة والعملاء ثانيا ، والاستمرار في الانتفاضة مع توجيهها ضد جيش العدوان ثالثا ، وعندها فقط سيكون هناك أمل في غدا أفضل ، قلوبنا معكم في محنتكم مهما تجاسر علينا الحكام الخونة لنترككم وشأنكم ، وعيوننا تبكي دما على إخواننا المحاصرون حتى بات الطعام الذي نأكله مرا ونحن نعلم أنكم لا تأكلون ، وبات النور ظلاما أحلك عتمة من الظلام المفروض عليكم ، أنتم محاصرون بجيوش الاحتلال ونحن محاصرون بتأنيب ضمائرنا على تقاعسنا عن نصرتكم. 
أخي ومعلمي الدكتور أحمد صبحي منصور ، معذرة ... تعلم كم أحبك وأحترمك ولكن اسمح لي أن أخالفك هذه المرة ، التصرف بعقلانية مع دولة إسرائيل لن يجدي ولن يحترمونا أو يقبلوا سلاما معنا ونحن ضعفاء ، يجب إعداد القوة وإظهارها وتوجيهها ، وليقضي الله أمرا كان مفعولا. 
قال تعالى" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" الأنعام 122

المصدر: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2950

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك