الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات، برلين 2000
الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات، برلين 2000
بيان برلين حول الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافاتاستناداً إلى قرارَيْ الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان سنة 2000، سنة ً لثقافة السلام ، وسنة2001 ، سنةً للحوار بين الحضارات ،
وبالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ ، ورابطة العالم الإسلامي، ومؤسسة الإمام الخوئي الخيرية ، وتحت إشراف المنظمات الثلاث ، وبدعوة منها ، تم في برلين عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية ، يوم الخامس من يوليو سنة 2000 م ، عقد ندوة دولية حول موضوع (الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات) ،
وإننا نحن المشاركين في هذه الندوة.
وتعزيزاً لمفهوم الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات ، وسعياً من أجل بناءٍ حضاريٍّ متكامل ، وتأكيداً للإرادة المشتركة التي تحدونا جميعاً في الإسهام ، من خلال تضافر جهودنا ، في سبيل صناعة المستقبل المزدهر للإنسانية ،
وانطلاقاً من تشبّعنا بالقيم الإنسانية وتشبّثنا بمبادئ القانون الدولي التي تستلهم روح الحضارات والثقافات الإنسانية المتعاقبة عبر العصور ،
والتزاماً منا بالواجب الإنساني تجاه أجيال المستقبل وكفالةً لحقها في الحياة الحرة الكريمة على هذا الكوكب في ظل قيم الحق والخير والسلام ،
وإسهاماً منا في دعم جهود المجتمع الدولي المبذولة على أكثر من صعيد ، من أجل إقرار الأمن والسلم في العالم ، وإشاعة روح التسامح والتعايش بين الشعوب والأمم ، من خلال تعزيز الحوار الموضوعي النزيه بين الحضارات والثقافات،
فإننا نؤكد على المبادئ التالية :
أولاً : إن الحوار ضرورةٌ حتميةٌ وواجبٌ إنساني وشرطٌ مؤكدٌ للتعايش السلمي بين البشر، وهو يتطلب ، فضلاً عن التكافؤ بين الإرادات ، الالتزامَ بالأهداف التي تعزّز القيم والمبادئ الإنسانية ، التي هي القاسم المشترك بين جميع الحضارات والثقافات،
ثانياً : إن الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات ، يُسهم ، بدرجة كبيرة، في التقارب بين الشعوب والأمم ، وفي إزالة الحواجز المتراكمة من سوء الفهم المتبادل ومن الأفكار المسبقة القائمة على أسس غير صحيحة والتي تختزنها الذاكرة الشعبية لثقافة شعب من الشعوب عن ثقافة شعب آخر، مما يجعل من مواصلة الحوار وتوسيع دائرته ، رسالةَ النخب الفكرية والكفاءات الثقافية والعلمية، ومسؤوليةَ المهتمين بالمصير الإنساني ،
ثالثاً : إن تحقيق فعالية أكبر وجدوى أعمق للحوار بين الحضارات والثقافات يقتضي التوسّع في إقامة منتديات عالمية تتوزَّع على أكثر من منطقة وإقليم ، تقوم على مبادرات من المؤسسات والمنظمات ذات الاهتمام المشترك ، ومن الجامعات والمحافل الثقافية والأكاديمية ، على أن تُكرَّس جهودها لإشاعة قيم الحوار والتعايش ، بما يمهد السبل نحو التقارب والتفاهم ، تعزيزاً للروابط الإنسانية التي تجمع بين الشعوب والأمم،
رابعاً : ضرورة مواصلة التعاون في إقامة المزيد من الندوات الإقليمية والدولية حول الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات ، ومدّ أسباب التواصل مع المنظمات والهيئات والجامعات الغربية ، للمشاركة في هذا التعاون ، تحقيقاً للمصلحة الإنسانية المتبادلة ، وتعميقاً للتعاون الدولي في هذا الاتجاه الفكري والثقافي الحيويّ ،
خامساً : إنَّ الحوار بين الثقافات والحضارات ، لا ينبغي أن تطغى عليه النزعة التاريخية ، بحيث يبقى محصوراً في معالجة القضايا التي لا تمتّ إلى روح العصر بصلة، وإنما على هذا الضرب من الحوار، أن يهتم بالموضوعات التي تشغل الإنسانية وتؤرّق ضميرها ، ويبحث لها عن حلول وتسويات مستلهمة من روح الحضارات والثقافات،
سادساً : الحرص على أن يقوم الحوار بين الحضارات والثقافات على قاعدة الاحترام المتبادل بين المنتسبين لهذه الثقافات والمنتمين لهذه الحضارات جميعاً، ويحمي مبادئ الحق والعدل والإنصاف، ويكون دافعاً مساعداً لمساعي المجتمع الدولي من أجل تعميق التسامح واستتباب الأمن والسلام والتعايش الثقافي والحضاري الشامل بين البشر.
المصدر: http://www.isesco.org.ma/arabe/dialogue/berlin2000/dialogue2000.php?page...