فضائيات وفوضى وفاضين

الحوارات الأثيرية لم تكن موجودة في بدايات بداية البث الأثيري السمعي والمشاهد. الآن وجدنا نسبة كبيرة من بث المحطة هو حوارات بين مجموعة أصوات مُختلفة الارتفاع والوزن والذبدبة، وحتما لا أرى أنها مؤائمة مع بعضها فنياً، بحيث يكون للتقنية المعاصرة دور.

كل الذي نسمعه هو أصوات بلهجات مرتفعة، وأمزجة مختلفة. فهذا سريع الغضب وآخر هادئ وتالث بلهجة عربية قد لا تستطيع ضبط سمعك عليه بسرعة، لأنك كنت تسمع إلى نبرات مختلفة، فلا ذاكرتك ولا حافظتك تخرج بفائدة.

ناهيك عن حرج آخر. فبعض المحطات تتصل بمعلّق أو محلل، تريد منه أن يأتي بجديد. والذي يحدث هو أن الضيف يستعمل هاتفاً نقالاً قد لا تكون بطاريته في أحسن حالاتها، وعندئذ تنقلب الحديث إلى قعقعة وصليل وخشخة.

وقرأت سطوراً للدكتور «محمد صالح الحناوي» أستاذ بجامعة الإسكندرية جاءت بعنوان «الإعلامي الفصيح» وفيها يقول: «لقد أصبح الإعلامي «جهبذا» فى الشؤون الاقتصادية ومشاكلها وقادراً على حلها وتحقيق الرخاء! و«علاّمة» في الشأن السياسي الداخلي والخارجي والمالك الحصري للحس السياسي لمخاطبة المجتمع «فقيها» في شؤون التعليم والبحث العلمي وتطويرها ووضعنا في مصاف الدول المتقدمة «أخصائيا» في الشئون الصحية متمكنا من أدوات تحسينها، «خبيرا» في شؤون النقل والسكة الحديد، وبجرة قلم يرفع كفاءتها ويمنع حوادثها «متمرسا» في الشأن السياحي وبكلمة منه يتدافع الأجانب على المزارات السياحية المصرية! «داهية» في الشؤون الأمنية وبالصوت العالي يمكنه أن يحل المشاكل التي استعصت لعقود كثيرة ”

هذا هو رأي النخبة، في الوطن العربي، وواضح أن القضايا الجدلية هي السائدة اليوم.

المصدر: http://hewarpost.com/?p=1225

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك