الحوار الإسلامي المسيحي... نحو مشروع للنضال المشترك
الحوار الإسلامي المسيحي... نحو مشروع للنضال المشترك
سنقاتل الناس بالحب. .. كلمة صادقة... ما أجمل أن نزرع الابتسامة على محيا عالم تقطب بالثنائيات البغيضة... لماذا لا نبحث عن الانسانية وجمال الروح واضاءة الفعل في كل إنسان؟ لكل إنسان اعتزازه بدينه وانتمائه العقائدي، لكن يجمع كل هؤلاء الواحة الإنسانية. لنقرأ ما قاله الآخرون في الرسول "ص". تصفحوا كتاب "حياة محمد" لبودلي و"الأبطال" لتوماس كارليل و"الإنسان والحياة" لتولستوي و"الاسلام" لهنري ماسيه و"التمدن الإسلامي" لجوستاف لوبون و"سيرة النبي وتاريخ الاسلام" لوليم موير، وسترون في بعضها مواقف اجلالية للرسول "ص" واحتراما كبيرا للاسلام. ليس صحيحا أن كل مسيحي يكره الاسلام كما أنه ليس صحيحا أن كل مسلم يحارب أهل الكتاب. الاسلام علمنا على احترام الآخر واحترام الاديان الأخرى. الإمام علي "ع" عندما سمع أن العدو هجم على أرض إسلامية وضرب المرأة المسلمة والمعاهدة "وهم من أهل الكتاب من المسيحيين واليهود" بكى فقال في خطبته متألما "ولقد بلغني أن الواحد منهم يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلائدها فلو أن امرأ مات بعد ذلك اسفا ما كان عندي ملوما بل كان عندي جديرا". ومر الإمام هو وأحد أصحابه على كنسية فقال صاحبه وهو يشير الى الكنيسة طالما اشرك بالله هاهنا فقال له: "بل قل طالما عبد الله هاهنا". يقول لامنيه: "الكلمة التي تجحد الخالق تحرق شفة المتلفظ بها". ويقول شاتوبريان: "لم يتجرأ على نكران الله غير الانسان". ويقول غوستاف لوبون وهو يشير الى رسول الله "ص": "هذا النبي اعتنق شريعته 400 مليون مسلم منتشرون في جميع انحاء المعمورة يرتلون قرآنا عربيا مبينا. فرسول كهذا الرسول جدير باتباع رسالته والمبادرة الى اعتناق دعوته، إذ إن دعوى شريعته قوامها معرفة الله الخالق والحض على الخير والردع عن المنكر". ويقول برنارد شو: "لقد وضعت دين محمد دائما موضع الاعتبار السامي، وفي العصر الحاضر كثيرون من أبناء قومي وأهل أوروبا قد دخلوا في دين محمد". يقول جبران خليل جبران الأديب الكبير "ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين". التعايش والوحدة بين الأمم لا تعني أن يلغي الانسان عقيدته لأجل العقيدة الأخرى، وانما أن يحترم كل فرد خصوصية الانسان الآخر، انطلاقا من الآية الكريمة "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" "العنكبوت: 46". في التاريخ دارت حوارات قائمة على التسامح بين المسلمين وأهل الكتاب كحوارات المسعودي مع ابن زكريا النصراني وبين الفخر الرازي وقسيس في خوارزم وبين السيدموسى الصدر ومسيحيي لبنان والشيخ محمد عبده ومسيحيي مصر وهكذا، وحوارات عقدت في العالم الإسلامي قائمة على الحب والتعايش والقواسم المشتركة منها مؤتمر لندن للأديان سنة 1926م. يقول عالم اللاهوت الالماني المعروف هاتر كونج: "لن يكون هناك سلام بين الأمم ما لم يكن هناك حوار سلام بين الأديان ولن يكون هناك سلام بين الأديان ما لم يكن هناك بين الأديان". يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه "الحوار الإسلامي المسيحي نحو مشروع للنضال المشترك": إن تسمية "أهل الذمة" انتهت، وهناك الآن مواطن، يتمتع بالحقوق والواجبات نفسها التي للمسلم. ص .60 السيد موسى الصدر له موقف تاريخي جميل. في يوم من الايام حاول أهل قرية جنوبية مضايقة مسيحي يبيع الألبان في محل في القرية فامتنعت القرية عن شراء أي حاجة من محل هذا المسيحي وطلبوا من السيد أن يخرج بمظاهرة ضد هذا المسيحي، طلب منهم السيد التجمع وكان بهدف ايصال درس لهم، خرج مع القوم وعندما وصل الى محل المسيحي طلب منه أن يبيعه كوب لبن، اخذ الكوب وشرب اللبن وأمر أصحابه بالشراء من هذا المسيحي. القس هاني عزيز قس دافع عن الرسول "ص" في عدة مقالات. عندما تهجم على الرسول قس في أميركا ولقيت مقالاته صدى كبيرا... اتصلت بالقس هاني... ذهبت اليه في الكنيسة ورحب بي... دخلت اروقتها ثم جلسنا هناك نتحدث عن التعايش بين الأديان وكيف نستطيع أن نخلق التسامح والحب بين بني البشر... أجريت معه لقاء وخرجت من عنده وأنا اشعر بالقيمة الكبيرة التي توليها مملكة البحرين تجاه حرية الأديان فهي صورة جميلة تستحق الشكر. دعوت القس هاني الى الحضور لمركز الحوار "تحت التأسيس" في محاضرة عن دفاعه عن الرسول "ص" وردود الفعل ورحب بالفكرة وإن شاء الله ندعو لها لاحقا.
يوم أمس سافر الأخ عباس ميرزا الذي اصيب بحروق عند انطفاء الكهرباء الاثنين الاسود الى لبنان للعلاج ودعوتنا من الجميع إلى الدعاء له بالرجوع للوطن سالما معافى.
سيد ضياء الموسوي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 1103 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ
المصدر: http://www.alwasatnews.com/1103/news/read/490691/1.html