كم يُهدر من الأكل يوميًّا؟

 خالد الشبانة - الرياض

 الكرم عند العرب خُلُق راسخ، وعادة مستقرة، وفعل محمود، وصفة لا تموت عن صاحبها.. وقد تغنَّى الشعراء بالكريم، وعددوا أوصافًا له كثيرة.. وهكذا كل خير يتعدى لغير صاحبه أبقاه الإسلام، وحث عليه.

 

  والعرب تميزت بالكرم، وبإكرام الضيف، ليس بالأكل فحسب، إنما بسلامته، والبشاشة والترحيب والانبساط معه، وانشراح النفس له عندما يحل ضيفًا. هذا الخُلُق النبيل تنافس عليه من يروم العلو في أخلاقه.. لكن البعض ضل طريقه من شقين:

 

  الشق الأول: جهل كثيرين بمعنى الكرم أدى إلى المبالغة فيه! ومن ثم الإسراف والتجاوز وهدر النِّعَم! فأصبح غلوهم فيه ذمًّا ومسبة وإثمًا.. هؤلاء "إخوان الشيطان" بوصف القرآن الكريم لهم تقريعًا وتوبيخًا.

 

  وعلاج الإسراف في الكرم إنما يكون بتغيير مفهومه في ذهنية أصحابه، وما هو حد الإكرام للضيف، وأن ندرك قيمة النِّعَم التي توافرت اليوم في كل بيت، وعلى كل طريق سفرًا وحضرًا، وأن نوضح للجيل الذين لم يعيشوا قلة النِّعَم والفقر والجوع ما أفاء الله علينا من النِّعَم؛ لنحافظ عليها! عندئذ سنجد تجفيفًا لتلك المظاهر المؤسفة والموجبة لغضب الله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}، ونوقن بأن "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" كما صحت به السُّنة النبوية.

 

  الشق الثاني: الإهدار في تناول الطعام على مستوى الأسرة والجماعة والفرد أيضًا.. فانظر إلى وجبات البوفيه مثلاً، كيف يجمع البعض طعامه!! أو طلبات المطاعم!! وكذا ما يقدَّم على سفرة الأكل في بعض البيوت!! فقد أباح الله تعالى لنا بقوله {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين}.

 

  بقي أن نجيب يوميًّا عن السؤال: كم أهدرتَ اليوم من الأكل؟

 

  فالإجابة ستؤدي إلى حفظ النعمة، واستمرارها، والبركة فيها.

 

https://sabq.org/FtcZbV

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك