الوسطية (Centrism)
الوسطية (Centrism)
منذ بداية منتصف القرن العشرين أطلق مصطلح "الوسطية" على انتهاج المنهج الوسط، أي الطريق بين طرفي النقيض. وبينما يمكن تطبيق هذا على أي شيء، فقد استخدم عادة في ما يتعلق بالسياسة. وكما يتم وصف النقائض السياسية بلغة "اليسار" و"اليمين"، تكون وجهة النظر المتوسطة هي "الوسطية" التي تسعى إلى الإعتدال والتكامل بين اليسار واليمين وتنفيذ ما هو أفضل من كل جانب. وتستخدم مصطلحات "الوسطية" أو عايدة "الوسطية الراديكالية" أو "الوسط الراديكالي" بشكل متزايد لتعني ما يشبه رحيلاً من سياسة اليسار واليمين، وتظهر المصطلحات نفسها لتستخدم أيضاً لما تم تعريفه سابقاً بـ"المصوِت الطافي أو المتأرجح" (المركز الحيوي).
ويزعم البعض أن الوسطية الراديكالية تعد نظيراً للطريق الثالث (Third Way). وقد اتصل ظهور الوسط الراديكالي بحالة من التحرر من ضلالات نظام الحزب السياسي واختفاء القيم اليمينية واليسارية معاً.
وتعد الوسطية في المذهب الماركسي موقفاً أيديولوجياً بين الثورة والمنهج الإصلاحي، أي الإصلاح الفوري والثورة في النهاية. وعادة ما يظهر هذا النوع من الوسطية عندما تكون هناك أزمات أيديولوجية أو اقتصادية في الطبقات الوسطى.
ويمكن القول بإيجاز، إن مصطلح "الوسطية" أو "الوسط" متعدد المعاني. حيث يمكن استخدامه بأكثر من طريقة حيث تتعلق به، فله قيمة إيجابية (كونه مضاد التطرف)، ولكن في المذهب الماركسي يعني محدداً نوعاً ما. وفي سياق العولمة يعد الطريق الثالث تجسيداً للوسطية المثلى.
وتستخدم الوسطية أيضاً كلاحقة تشير إلى توجه ضمني لمجموعة معينة. فعلى سبيل المثال، تفترض الوسطية العرقية أهمية مكانة الفرد العرقية أو الثقافية، وترتكز الأنكلو وسطية على وجهة النظر والقيم الغربية (أو حب الثقافة الإنكليزية).