هل نعيش أزمة أخلاق؟
لعب التواصل الإنساني بشتى أشكاله وأنماطه المختلفة دوراً مهماً في حياة البشرية، وقد أخذ مكانة كبيرة في الإسلام من خلال تواصل المسلم مع مجتمعه ومن حوله، حيث حث الإسلام على حسن التعامل والرفق بالآخرين، وتعدى ذلك إلى الرفق بالحيوان أيضاً والنبات وكل ما يحيط بالإنسان ويتعامل معه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وكان الإسلام سباقا لترسيخ الفضيلة والقيم النبيلة في الأوساط الاجتماعية المختلفة، وسن نهج الاعتدال والتعامل بحسن خلق، وجعل الابتسامة في وجه أخيك صدقة بالرغم من كل هذا إلا أنها فقدت وأصبح الوجه العابس والمتذمر في حالة تعد صورة اجتماعية في مجتمعنا؟!
يعيش معنا ويتعايش الكثير من الوافدين على غير دين الإسلام فكيف نصور لهم حياة المسلمين إن لم تكن أخلاقنا وحسن تعاملنا يدعوهم إلى دين الرحمة والمغفرة، وتعجب حينما تتحدث إليهم أن الإسلام يحث على الفضيلة والقيم الإنسانية؛ فكيف لهم أن يصدقوا ذلك وهم يَرون منا هذا التعامل السلبي والغش الكبير لأخلاقنا وتعاملاتنا مع مجتمعنا.
كثير من الناس يحسّن الذهاب إلى المساجد وينفق في سبيل البر الكثير ولكنه لا يتورع عن غش الزبائن وتقديم أسوأ الخدمة واستغلال حاجة الناس بداعي السعي في طلب الرزق والحرص عليه..
نعيش واقعاً يشير إلى أزمة أخلاقية في مجتمعنا، فقدنا معها جميل القيم الصادقة والمحبة من أمانة وثقة؛ فالأصل في الناس الخير، ومع ذلك لم نعد نصدق أن الخير باق بسبب النفعية المادية التي طغت على القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية والإسلامية في مجتمعنا.
إن الملاحظ في الآونة الأخيرة بالرغم من سرعة التواصل وسهولته بين الناس إلا أن أدواته فقدت، وأصبحنا نعيش نوعاً من الرسمية أو التعامل بفوقية مع الآخرين دون أن نعي من نحن حتى نتكبر ونتعالى عليهم؛ فليس لدينا فضل على الآخرين إلا بالتقوى.