التقرير الختامي لندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية
التقرير الختامي لندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية
تلبية للدعوة الكريمة من المملكة العربية السعودية التي باركها مؤتمر القمة العربي في دورته العادية (19) في الرياض بقراره رقم 6751 بتاريخ 28/3/2007، ورعاها مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 128 بقراره رقم 6816 بتاريخ 5/9/2007، وبالنظر للأهمية التي يعلقها الجانبان على موضوع العلاقات الثقافية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، عقدت الندوة الثانية للحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في إطار تنفيذ برنامج منتدى التعاون الصيني العربي للأعوام 2006-2008، وذلك في الفترة 1-3 ديسمبر/كانون الاول/2007 في الرياض (عاصمة المملكة العربية السعودية) وبحضور مسؤولين وخبراء ومختصين من الصين والدول العربية وجامعة الدول العربية. (مرفق قائمة المشاركين).
استعرض المشاركون المسيرة التاريخية للتعاون الثقافي والحوار الحضاري الصيني العربي مستذكرين ما ورد في التقرير الختامي للدورة الاولى لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والتي عقدت فـي بكين يومي 12-13 ديسمبر/كانون الاول/2005، حيث اكدت الندوة مبادئ أساسية ومقاربات نظرية وأطر مفاهيمية بشأن تعميق التعاون بين الجانبين في مجالات تعزيز قنوات الحوار الدولية والاقليمية والسعي الى خلق نموذج للاحترام والفهم والتسامح بين الحضارات المختلفة والعمل على تفادي الدعاوى المؤدية إلى صراع وصدام الحضارات من خلال دعم الركائز الأساسية التي أفرزت التقارب الثقافي والفكري والتكامل الانساني الذي يتيح للجميع النظر للمستقبل في إطار من التعددية الفكرية والثقافية والعقائدية المبنية على مبادئ احترام الآخر والرغبة في التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والتضامن السياسي الذي يستند الى ثوابت ومبادئ مشتركة. وفي هذا الإطار، أكد المشاركون على أهمية التنسيق مع مبادرات تحالف الحضارات ودعم وتشجيع جميع المبادرات والجهود التي تهدف إلى نشر ثقافة التسامح والتناغم في مجال حوار الحضارات على المستوى الاقليمي والدولي، يؤكدون ضرورة صيانة الاستقلال والسيادة ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتغيير جغرافيتها السياسية، واختيار طرق تنموية بإرادة ذاتية خالصة من دون ضغط او تدخل من أي نوع. وتدعم الصين القضايا العادلة للشعوب العربية في الحفاظ على حقوقها الوطنية ومصالحها المشروعة، واستعادة أراضيها المحتلة كافة، والتوصل إلى حل عادل للقضايا العربية العادلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قضية فلسطين، كما تدعم الدول العربية كافة مبدأ الصين الواحدة، كل ذلك وفق ما ورد في اعلان منتدى التعاون الصيني العربي وبرنامج العمل الموقعين من الطرفين. ويدعون الحكومات والمؤسسات ذات العلاقة في كلا الجانبين الى مواصلة توطيد العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والشعبية وتطويرها وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، وتعزيز التشاور السياسي على كافة المستويات.
وقد عكف المشاركون خلال عدة جلسات على بحث مختلف المحاور المتعلقة بموضوع الندوة والمتمثلة في البنود التالية:
أولا: تطوير العلاقات الثقافية الصينية العربية وتعزيز بناء آليات منتدى التعاون الصيني العربي.
ثانيا: تفعيل دور الحضارتين الصينية والعربية في التعامل مع التحديات الناتجة عن العولمة وفي تعزيز مفهوم حوار الحضارات وبناء عالم متناغم.
ثالثا: تفعيل دور التعليم والاعلام والثقافة والترجمة في دفع الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وتعزيز التفاهم بينهما.
وتم خلال المناقشات التأكيد على:
أ. الترحيب بالتنوع الحضاري وتباين الانظمة الاجتماعية والأنماط التنموية والمعيشية لمختلف المجتمعات.
ب. الالتزام بروح المساواة والاحترام المتبادل، وتقدير مساهمات مختلف الشعوب في تقدم وإثراء الحضارة الانسانية.
ج. الالتزام بروح الانفتاح والتسامح والعمل على توسيع القواسم المشتركة، مع الحرص على استقلال الإرادة، واحترام الخصوصيات والتقاليد الوطنية الأصيلة.
د. دعم سبل التفاهم والتلاقح بين الحضارات المختلفة من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
كما أكد المشاركون على ما ورد بشأن التعاون الثقافي الصيني العربي في توصيات الدورة الرابعة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون الصيني العربي (الأمانة العامة/القاهرة - 4-5/7/2007)، ولاسيما النص على تفعيل التعاون الثقافي الصيني العربي في المرحلة القادمة.
وقدمت خلال الجلسات أوراق عمل حول البنود الواردة اعلاه والتي اعدها علماء ومفكرون من الجانبين وبعد نقاش مستفيض وتبادل للرأي، اتفق المشاركون على أهمية تعميق التفاهم وتكثيف المعرفة لتهيئة بيئة صالحة للحوار والتعاون، وفي هذا الصدد، دعوا الجهات والمؤسسات المختصة لدى الجانبين إلى اتخاذ موقف إيجابي من الفعاليات والمشروعات التالية:
1. نوه المشاركون بما يقوم به الاعلام الصيني بالتعريف بالحضارة الصينية والصين بشكل عام وشجعوا فكرة إقامة جمهورية الصين الشعبية قناة متخصصة تبث باللغة العربية على غرار CCTV-9 التي تبث باللغة الانجليزية وتشجيع الجانب العربي لإقامة قناة مماثلة أو أكثر.
2. فتح مراكز ثقافية صينية في الدول العربية، ومراكز ثقافية عربية في الصين.
3. تشجيع إيجاد آلية للتواصل بين اتحاد الكتاب الصينيين، واتحاد الكتاب العرب لتبادل الخبرات وتنفيذ برامج ثقافية وفكرية مشتركة خاصة في مجال ترجمة الكتب الصينية الى اللغة العربية، والكتب العربية الى اللغة الصينية، لاسيما الكتب التي تهتم بالحضارة والتاريخ والثقافة والتراث، وادراجها ضمن المناهج الدراسية في مراحل التعليم المناسبة لدى الطرفين.
4. وضع برنامج لتكثيف التعاون في مجال تعليم اللغة الصينية واللغة العربية، وبحث فكرة تأسيس مكتبة صينية-عربية، وتأسيس موقع الكتروني لها تحت مسمى "المكتبة الالكترونية الصينية-العربية".
5. شمول جميع الدول العربية ببرنامج المقاصد السياحية الذي تعتمده الصين لتكون البلدان العربية مقصدا للسياح الصينيين.
6. توأمة المدارس والجامعات الصينية بمثيلاتها العربية لما له من اثر في تعزيز تبادل المعلومات والخبرات وسعة الاطلاع على الآخر وتطوير التعاون الاكاديمي، ووضع برامج لتبادل الزيارات بين الاساتذة والطلاب من الجانبين واقامة حوار ثقافي فيما بينهم.
7. إقامة مهرجان ثقافي صيني- عربي سنوي وبالتبادل، يمكن من خلاله تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة مشتركة في عدد من المدن الصينية والعربية، بهدف نشر مفاهيم الثقافتين الصينية والعربية، وتحقيق التقارب بين افراد المجتمعين العربي والصيني، والتعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية والتراث الفلكلوري والفنون الشعبية والافلام التلفزيونية والسينمائية.
8. تشجيع الاعلاميين والصحفيين وأجهزة الإعلام الحكومية والخاصة الصينية والعربية على القيام باعداد برامج سياسية وثقافية واقتصادية ووثائقية استطلاعية عن الصين والدول العربية.
9. تنظيم فعاليات ثقافية عربية في اكبر واهم المدن الصينية خلال الفترة من يناير الى اكتوبر عام 2008 تدرج من قبل الجهات المختصة في الصين ضمن برنامج الفعاليات الثقافية الهامة في فترة الاولمبياد بما يتيح تعريف المجتمع الصيني بأوجه الثقافة العربية.
10. بحث إمكانية إنشاء مركز للدراسات الإستراتيجية الصينية العربية.
11. بحث إمكانية إنشاء صندوق لدعم منتدى التعاون الصيني العربي.
12. تفعيل منح جائزة المنتدى التقديرية التي نص عليها برنامج عمل المنتدى لتكريم الشخصيات والجهات التي قدمت أعمالا متميزة لدعم منتدى التعاون الصيني العربي وتعزيز العلاقات الصينية العربية.
أكد المشاركون على أهمية تكثيف التعاون بين الجهات المعنية بالمنتدى في كلا الجانبين لحث الجهات والمؤسسات المختصة على تنفيذ وثيقتي الدورتين الحالية والسابقة للندوة ومتابعة ذلك. وفي هذا الإطار، يجب على فريق الخبراء المتخصصين من الجانبين في الشؤون الثقافية والعلاقات الصينية العربية لعب دورهم الإيجابي.
يعبر المشاركون عن اسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولحكومة المملكة العربية السعودية على استضافة هذه الندوة وللحفاوة وكرم الضيافة التي شملت بها المشاركين، ويعربون عن تقديرهم للجهود التي بذلتها وزارة الثقافة والاعلام في المملكة العربية السعودية ووزارة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية والامانة العامة لجامعة الدول العربية ومجلس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية في بكين في سبيل انجاح انعقاد هذه الندوة، كما يوجهون تقديرا خاصا للجنة المنظمة للندوة لما بذلته من جهد افضى الى اعداد جيد وتنظيم دقيق ومشاركات فاعلة ونتائج إيجابية.
ويرحب المشاركون بعقد الدورة الثالثة لندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في الجمهورية التونسية خلال عام 2009، وأن يتم النص على ذلك في البرنامج التنفيذي للمنتدى للفترة 2008-2010، الذي سيصادق عليه الاجتماع الوزاري للمنتدى المقرر عقده في المنامة (مملكة البحرين) خلال شهر مايو 2008.
المصدر: http://www.cascf.org/ara/gylt/zywj/t556794.htm