نظرية تعارف الحضارات نحو مخرج مفاهيمي يبرز خصوصية الحضارة العربية الإسلامية

نظرية تعارف الحضارات نحو مخرج مفاهيمي يبرز خصوصية الحضارة العربية الإسلامية
زياد عبد الكريم النجم

مقدمة:

على الرغم من أن البحث في أشكال العلاقة بين الحضارات مسألة شائكة
ومعقدة إلا أنه ثمة حقيقة لا يمكن نكرانها وهي أن محور هذه العلاقة إنما
تقوم على أساس معرفة الآخر أو الجهل به. ومن هنا أتت أهمية نظرية ((
تعارف الحضارات)) بوصفها نظرية تدعو لمعرفة الآخر الحضاري، ومع أن مصطلح
التعارف ليس جديداً إلا أن الجدة تكمن في المنهجية التي صيغ بها
وبالتوظيف المناسب له بحيث تمخضت عنه نظرية جديدة في فلسفة الحضارة بصبغة
عربية. وقد سعت هذه النظرية لتحقيق مسألتين أساسيتين:
المسألة الأولى: الخروج مـن إشـــكالية ثنائيـــة (الصـدام والحــــوار).
والمسألة الثانية: إيجاد مخرج مفاهيمي عربي يعبر عن خصوصية الحضارة العربية.

أولاً: نظرية تعارف الحضارات:

إن مقولة تعارف الحضارات كما يصفها لنا مؤسسها المفكر العربي زكي
ميلاد هي فكرة تنتمي إلى الفضاء المعرفي العربي الإسلامي، وتتحدد في مجال
العلاقات بين الحضارات. و هي محاولة لتطوير مستويات الوعي في النظر إلى
عالم الحضارات والسعي لاكتشاف آفاق جديدة أو غائبة تساهم في تجديد
العلاقة بين الحضارات، وتوسع من دائرة التواصل فيما بينها. والتأكيد على
ضرورة بناء هذه العلاقة على أساس المعرفة المتبادلة، ومن خلال بناء جسور
التعارف، لإزالة كافة صور الجهل، والتخلص من كل رواسب وإشكاليات القطيعة.

ونظرية تعارف الحضارات التي أطلقها زكي ميلاد في عام 1997م على صورة
بحث نشر في مجلة الكلمة تطورت لتصبح كتاباً بعنوان(( المسألة الحضارية
… كيف نبتكر مستقبلنا في عالم متغير)) ضمنه بحثه في تعارف الحضارات.
وقد تم قراءة هذه المقولة من قبل عدد من الباحثين العرب وقد كتب زكي
ميلاد عام 2006 كتاب بعنوان (( تعارف الحضارات)) ضمنه الأبحاث والتعليقات
التي قدمها هؤلاء الباحثون مما جعلها أكثر تداولاً في الأوساط الفكرية
والثقافية. ويمكننا أن نعتبر مقولة تعارف الحضارات نظرية عربية إسلامية
تبحث في شكل العلاقة بين الحضارات وهي متزامنة ومعاصرة لثلاث نظريات
غربية بحثت في الموضوع نفسه. وإن كانت تلك النظريات تختلف من حيث
منطلقاتها وأهدافها وهذه النظريات الثلاث هي: نظرية (نهاية التاريخ)
للياباني الأصل الأمريكي الجنسية فرانسيس فوكوياما، ونظرية (صدام
الحضارات) للأمريكي صموئيل هنتنغتون، ونظرية ( حوار الحضارات)
للمفكر الفرنسي روجيه غارودي وهذه النظريات الثلاث الغربية تلتقي في نقطة
انطلاقها من القلق المشترك من أزمة العلاقة بين الحضارة الغربية
والحضارات الأخرى. وبالتالي تسعى جميعها لإيجاد حل للمأزق الحضاري الذي
وقعت فيه الحضارة الغربية وأصبح يهدد حاضرها ومستقبلها. وأما الخلاف بين
هذه النظريات الثلاث فيكمن في وجهة النظر للعلاقة مع الآخر الحضاري هل
هي علاقة احتواء وإدماج ونسخ حسب رؤية فوكوياما أم علاقة تصادم وتنافر
وصراع حسب رؤية هنتغتون أم هي علاقة اختلاف وتحاور حسب رؤية غارودي، الذي
دعا الغرب إلى إعادة النظر في الموقف من الحضارات اللاغربية كما اعتقد
بأنه من الممكن أن قيام حوار بين مختلف الحضارات إذا توافرت الشروط
والمقومات اللازمة لذلك وانتفت المعوقات والموانع التي تمنع ذلك. وزكي
ميلاد لا يخفي إعجابه بنظرية حوار الحضارات واعتبرها الموقف الصحيح
لوجه العلاقة الذي يجب أن يكون بين الحضارات إلا أنه اعتبر مرحلة التعارف
بين الحضارات يجب أن تحدث أولاً ثم تأتي مرحلة حوار الحضارات ثانياً إذ
أنه لا يمكن إقامة جسور الحوار بين المجتمعات وهي لا تعرف بعضها بعضا
بشكل كافٍ فنقص المعلومات عن الآخر قد يكون عائقاً أمام الحوار معه أما
التعارف فإنه يمهد الطريق أمام الحوار الحضاري بكل أبعاده وآفاقه.

ثانياً: نظرية تعارف الحضارات…وأهم مرتكزاتها:

يرى زكي ميلاد بأن العرب والمسلمين هم أصحاب حضارة عريقة وبالتالي
هم يملكون معرفة ودراية ولديهم خبرة واسعة في مجال أنماط العلاقة بين
الحضارات وذلك بسبب احتكاكهم بمعظم الحضارات التي كانت موجودة على مسرح
التاريخ إبان مراحل النشوء والتطور والازدهار التي مرت بها الحضارة
العربية الإسلامية، ولذلك كله يفترض برأيه أن يكون لدى العرب والمسلمين
تصور ما أو رؤية خاصة أو مفهوم معين يحدد شكل العلاقة بين العرب
والمسلمين من جهة وبين الأمم والمجتمعات والحضارات الإنسانية الأخرى من
جهة أخرى.

و زكي ميلاد كان يبحث مفهوم عربي إسلامي فيه التجدد والاجتهاد والفاعلية
وعدم الجمود والتوقف واستمر في ذلك إلى أن وجد ضالته في مفهوم ((
التعارف )) الذي وجده في القرآن الكريم في سورة الحجرات أية /13/ حيث ورد
قوله تعالى: {{ يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}} و أراد زكي ميلاد أن
يتعمق أكثر فأكثر في استجلاء دلالات هذه الآية، واستكشاف مكوناتها،
وصياغة مفهوم جديد منها، يعبر عن رؤية عربية إسلامية ترسم شكل العلاقة
بين الحضارات، فرأى بأن الخطاب في هـذه الآيــة يمكن قراءتـه في ضوء
الحقائـق التاليـة:

1ـ التأكيد على مبدأ الوحدة الإنسانية، فالخطاب في هذه الآية موجهاً إلى
الناس كافة بصيغة (( يأيها الناس )) وكون الخطاب متوجهاً إلى الناس فهو
ناظر إليهم بكل تنوعهم وأطيافهم واختلاف ألوانهم ولغاتهم وثقافاتهم
وحضاراتهم، وإلى غير ذلك من مختلف أنواع التباينات والتمايزات بين الناس.

2ـ التذكير بوحدة الأصل الإنساني (( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى )) فالناس
بكل اختلافاتهم وتبايناتهم وتباعدهم في المكان والأوطان إنما يرجعون في
جذورهم إلى أصل إنساني واحد. والقصد من ذلك أن يدرك الناس هذه الحقيقة
ويتعاملوا معها كقاعدة إنسانية وأخلاقية في نظرتهم إلى أنفسهم، وفي نظرة
كل أمة وحضارة إلى غيرها من الأمم والحضارات الأخرى، كما لو أنهم أسرة
إنسانية واحدة على هذه الأرض.

3ـ الإقرار بالتنوع الإنساني (( وجعلناكم شعوباً وقبائل )) وهذه حقيقة
اجتماعية وقانون تاريخي فالله سبحانه وتعالى بسط الأرض بهذه المساحة
الشاسعة لكي يتوزع الناس فيها شعوباً وقبائل، ويعيشوا في بيئات جغرافية
ومناخية متباينة وليعيشوا أمماً وقوميات مختلفة لكي يعمروا هذه الأرض
ويكتشفوا مواردها وخيراتها ويتبادلوا ثرواتها ويجعلوا منها بيتاً مشتركاً
آمناً متحضراً يتسع للجميع.

4ـ والخطاب في الآية يبين شكل العلاقة بين الناس ويختصرها ( بالتعارف)
وذلك لأن تنوع الناس إلى شعوب وقبائل وتوزعهم في أرجاء الأرض، لا يعني أن
يعيش كل شعب وأمة وحضارة في عزلة وانقطاع. والسؤال كيف ربط زكي ميلاد
بين الآية والعلاقة بين الحضارات والجواب في قوله: << لأن التعارف بين
شعوب وقبائل أي بين مجتمعات وجماعات، لذلك جاز استعماله في مجال الحضارات
الاستعمال الذي نتوصل منه إلى مفهوم واصطلاح ((تعارف الحضارات)) >> 1

5 ـ ويتساءل زكي ميلاد لماذا لم تستخدم الآية كلمة ( ليتحاوروا) أو
( ليتوحدوا) أو ( ليتعاونوا) ولماذا استخدمت كلمة ( ليتعارفوا ) ويجيب
على ذلك بقوله: << مفهوم التعارف هو الذي يؤسس لتلك المفاهيم ( الحوار،
الوحدة، التعاون) ويجدد لها شكلها ودرجتها وصورتها، وهو الذي يحافظ على
فاعليتها وتطورها واستمرارها، هذا من جهة الإيجاب. أما من جهة السلب فإن
التعارف كقاعدة وفاعلية بإمكانه أن يزيل مسببات النزاع والصدام>> 2 ويرى
زكي ميلاد بأن مفهوم التعارف يقترب من مفهوم التواصل الذي دعا إليه
المفكر الألماني المعاصر يورغن هابرماس والذي حوله إلى فلسفة أطلق عليها
اسم (( التفاعلية التواصلية)) وذلك في كتابه الشهير ((القول الفلسفي
للحداثة)). << وفاعلية التواصل في رؤية هابرماس تعني تجاوز ما يصطلح
عليه بفلسفة الذات، والعمل على الوصول إلى فلسفة الآخر. وهذا ما تسعى
إليه مقولة التعارف أيضاً التي تتجاوز الذات أو فلسفة الذات إلى بناء
الجسور، والوصول إلى الآخر من خلال بناء معرفة وتعارف. والفارق بين
المفهومين أن التواصل عند هامبرماس يرتبط بحقل المعرفة، فتحددت علاقته
بالعقل، أما التعارف فيرتبط بحقل الاجتماع، فتحددت علاقته بالمجتمع
والجماعة والناس>> 3 وبالمقارنة بين مفهومي التواصل والتعارف نجد أن
مفهوم التعارف يتضمن في طياته مفهوم التواصل، لكنه يتجاوزه، بمعنى أن
التعارف أوسع وأشمل من التواصل، أما التواصل فقد يكون بتعارف أو بدون
تعارف. هذا فضلاً عن كون التعارف ومقتضياته دعوة للعودة إلى الفطرة
البشرية واستجابة لمطلبها الأصيل، << كما أن للتعارف دوراً وقائياً في
منع النزاع والصدام على مستوى الأمم والحضارات، لهذا فإن اختيار مفهوم
التعارف الذي بني عليه مفهوم تعارف الحضارات، هو أكثر دقـة وفاعلية. >>4
من باقي المفاهيم الأخرى المستخدمة في هذا الإطار.

ثالثاً:القيمة الدلالية لتعارف الحضارات:

إن التأمل في مقولة تعارف الحضارات بطريقة منهجية يمكن أن يكشف لنا
عن القيمة الدلالية لهذه المقولة وقد حددها زكي ميلاد بالنقاط التالية:
1ـ << الخروج من الإشكالية الثنائية التي كرست الطابع الجدلي والاحتجاجي
بين مقولتي حوار الحضارات وصدام الحضارات. الإشكالية التي قد تضيق
عمليات الفهم وتورث السجال.
2ـ تجاوز إشكالية الجمود والتوقف، أو الاقتصار على تلك المقولتين فحسب،
إلى نوع من التجدد والكشف من خلال مقولة جديدة مختلفة.
3ـ إن مفهوم تعارف الحضارات هو أوسع وأشمل وأعمق من مفهوم حوار الحضارات،
وهو ينطلق من أرضية تكوين المعرفة والتأسيس عليها. فالتعارف هو الذي يحدد
شكل العلاقات وحدودها ومستوياتها وآفاق تطورها.
4ـ إن المشكلة بين الحضارات ليس في عدم الحوار فيما بينها، وإنما في عدم
التعارف، والانقطاع عن تكوين هذه المعرفة، وسيادة الجهل أو الفهم
المنقوص، أو الصورة النمطية والسطحية في المعرفة. لذلك فإن كل حضارة
غالباً ما تصور مشكلاتها مع الحضارات الأخرى على أساس عدم المعرفة
السليمة أو الصحيحة بها.
5ـ من الغايات الأساسية لحوار الحضارات الوصول إلى التعارف، أو إلى قدر
معقول منه، أو تصحيح الصورة وإزالة عدم الثقة.. إلى غير ذلك من معاني
ودلالات تكشف أن التعارف يمثل قيمة أكبر من الحوار. >>5

وبناءً على ما سبق يتبين لنا أن مقولة التعارف بين الحضارات تلعب
دورين محوريين:
الدور الأول: يتمثل بكونها حلقة وسيطة بين الواقع الحالي للحضارات وبين
الدخول بالحوار الحضاري الفاعل والمثمر بالصورة التي دعا إليها روجيه
غارودي، إذاً التعارف شرط لازم للحوار الحضاري.
الدور الثاني: ويتمثل بأن مقولة التعارف بين الحضارات تشكل منهجاً
متكاملاً لنظرية جديدة في العلاقات الحضارية، تسعى إلى تأسيس أسلوب
للتعامل مع الآخر منطلقاً من الاعتراف به والتعرف عليه وقبول التعايش
والتعامل السلمي معه.

رابعاًً: تعارف الحضارات بين النظرية والتطبيق:

إن مقولة تعارف الحضارات قد نجحت على المستوى المعرفي والمفاهيمي
وهي درست وما تزال تدرس من قبل الكثير من المفكرين والباحثين العرب وهذا
ما يزيدها تألقاً وغنى، أما على المستوى العملي فإن مسألة التعارف كمقولة
مازالت تحتاج إلى آليات واقعية وخطوات عملية واضحة للوصول إلى تحقيق
الأهداف المنوطة بها . وبالطبع هذا لا ينقص من قدرها.

وخلاصة القول: على الرغم من أهمية نظرية تعارف الحضارات على مستوى
الفكر والتنظير لكن الواقع يثبت أنه من الصعوبة بمكان أن تنزل هذه
النظرية إلى مستوى الواقع الفعلي والعملي. وذلك بسبب الاختلاف في آليات
الخطاب العربي الإسلامي من جهة والخطاب الغربي من جهة أخرى وهذا الخلاف
ناتج عن الاختلاف في الرؤى والمفاهيم والمنطلقات الفكرية والأيديولوجية
والنظرة السلبية لكل طرف عن الآخر وهذه الخلافات متجذرة ومتأصلة في
البناء التراكمي داخل المنظومتين الفكريتين وهذا ما يجعل مسألة الحوار
أو التعايش أو حتى التعارف مسألة من الصعوبة بمكان نقلها من حيز الوجود
بالقوة( بالإمكان) إلى حيز الوجود بالفعل( في الواقع الحياتي المعاش).
وبناءً عليه يبقى التساؤل قائماً حول شكل العلاقة بين الحضارات وعن
آلياتها ومستقبلها؟ والتساؤل الآخر حول شرعية مثل هذه الأسئلة. تبقى
الأسئلة مطروحة ويمكن أن تتمخض عنها أسئلة أخرى وتبقى أيضاً الإجابات
مفتوحة وقابلة للتطور.

الخاتمة:

تكمن أهمية نظرية تعارف الحضارات من كونها ولدت من صلب
الحضارة العربية الإسلامية، فهي عربية لغةً واصطلاحاً ومنهجاً فالأمة
التي لا تبدع لنفسها أفكارها ورؤاها الخاصة بها لن تكتشف ذاتها بأبعادها
الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل) ولن تشق طريقها نحو التقدم
والإبداع . والبحث بنظرية تعارف الحضارات يعتبر مسألة هامة من المسائل
الفكرية المعاصرة كونها ترتبط برسم وتحديد ماهية العلاقة بين الحضارات،
وترتبط بفلسفة الحضارة والتي ترتبط بد ورها بالدراسات المستقبلية، و قد
اعتمدت حقل المستقبليات في العمل من أجل طرح مشروع حضاري إصلاحي اتضحت
معالمه مع النظرية قيد البحث ( تعارف الحضارات ) إذ انتمت إلى الأطروحات
المعالجة والإصلاحية في الفكر العربي المعاصر من خلال ما حاولت عرضه
والتركيز عليه من رفض الاستلاب وعولمة الهوية، كما أنها جاءت كمعالجة
واستجابة؛ معالجة لحوار الحضارات وطرح بديل في نظريات التعامل مع الآخر
الحضاري، ولاسيما الصدام بين الحضارات، واستجابة للتحديات الثقافية ؛
كتداعيات التحول الحضاري مع النظام العالمي الجديد وتبني فكرة الحضارة
كنموذج للتعريف والهوية والتي حدت بالفكر العربي الإسلامي إلى إنتاج
نظرية تحاكي المتطلبات الفكرية المعاصرة في مجال فلسفة الحضارة وتنطلق من
أسس عربية إسلامية، فكانت ولادة نظرية ((تعارف الحضارات )) .

المراجع:
1ـ زكي ميلاد، تعارف الحضارات، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 2006م.، ص72.
2ـ المصدر نفسه، ص 63.
3ـ المصدر نفسه، ص 64.
4 ـ زكي ميلاد، المسألة الحضارية، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة
الأولى، 1999م، ص76+77 .
5 ـ زكي ميلاد، نحن والعالم.. من أجل تجديد رؤيتنا
للعالم، سلسلة كتاب الرياض، مؤسسة اليمامة الصحفية، الطبعة الأولى،
2005م، ص64 .

زياد عبد الكريم النجم
المصدر: http://www.alrrayalarabi.com/2011/07/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%...