الإعلام التفاعلي وصراع الأفكار!!

أحمد درويش

يهدف مشروع النهضة بالدرجة الأولى لمعالجة عالم الأفكار. فهو العالم المسيطر على بقية العوالم الأخرى، فالفكرة ينشئ عنها عالم علاقات لأشخاص يؤمنون بها ويساهمون في تطويرها، لتتحول بعد ذلك إلى مشروع. هذه الرحلة بين العوالم الثلاث، عالم الأفكار وعالم العلاقات، وعالم المشاريع، هي رحلة تحمل عدة عوامل لنجاحها.

وأحد عوامل النجاح فيها هو عالم العلاقات، وكيف ينشئ من خلال التلاقي والتعارف عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة.

مما أصبح متعارفا عليه أن التكنولوجيا بشكلها الحديث باتت أحد أهم وسائل نقل الأفكار، فالفكرة بقدر الوسائل التي تخدم عليها، بقدر ما يكون انتشارها، وتلعب التكنولوجيا اليوم الدور الريادي في التخديم على نقل وانتشار الأفكار.

أتاحت مواقع الشبكات الاجتماعية اليوم فرصا لا حصر لها، من أشكال التواصل وبات تطبيق نظريات الفلسفة يتجسد يوميا من خلال هذه المواقع دون أن نشعر، فلو أخذنا – على سبيل المثال – نظرية صراع الأفكار عند هيجل، وأن الفكرة عندما تطرح – بسبب النقص في الإنسان – تكون فكرة جيدة من جانب، ولكنها تحمل نواقضها من جانب آخر،وهو ما نسميه نقيض الفكرة. وأنه يحدث صراع بين الفكرة ونقيضها المطروح.

فالناس الناقضين للفكرة يستغلون النقص الموجود فيها ليطرحوا فكرة أخرى على نقيض الفكرة الأولى، ويبدأ الصراع بين الأفكار… ومن ديمومة طرح الأفكار ونقائضها يتقدم البشر طور بعد طور في سلم النهوض والتقدم، فهو هنا يتكلم عن صراع الأضداد في الأفكار، وكيف يولد أفكاراً جديدة.

وكل هذا وفرته لنا المواقع التفاعلية من خلال:

– سهولة عرض الأفكار.

– القدرة على التجاوب السريع والفعال بين الفكرة ومن ينقدها لتنطبق نظرية هيجل على شكل حوارات مفتوحة يشارك ويتفاعل معها الجميع.

– إيصال الأفكار لمن تريد ، فمن خلال بعض الخدمات تستطيع أن تحدد بنفسك أين جمهورك؟ وكيف تخاطبه مباشرة دون البحث الطويل عنه.

– نحن اليوم في عصر يعتبر العامل الزمني فيه العامل الحاسم، فالزمن في نقل وعرض واختصار ما تريد قوله وعرضه أصبح مهما، وهذا ما تبرع فيه التكنولوجيا الحديثة اليوم.

– بات اليوم تقديم الخدمات التي كانت في الفترة الزمنية الماضية يُحرم منها عدد كبير من الناس بسبب البعد الجغرافي، أحد المشاكل الكبرى التي حُلت بفضل التكنولوجيا، فبات التدريب عن بعد ، وعقد اللقاءات المباشرة، والانجاز هو عنوان المرحلة.

أستطيع أن أقول أن مشروع النهضة قطع أشوطا كان يعتبرها طويلة بفضل التكنولوجيا الحديثة اليوم، وأنا هنا أكد أننا ما زلنا في بداية الطريق، فاليوم نعتقد بأن استخدام هذه المواقع لا يكفي، بل بات شباب النهضة مؤمنين بقدرتهم على المساهمة في إثراء التكنولوجيا.

 
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك