الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لـــــــ الشرق

الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لـــــــ الشرق

الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لـــــــ الشرق: برنامج تدريبي عن فنون الحوار في مدارس قطر قريبا

نسعى لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب وردم الهوة التى أوجدتها أحداث سبتمبر المركز نقطة مضيئة يمكن من خلالها إطلاق مبادرات إثراء الحوار الانساني استطعنا خلال زيارتنا لروما التعريف بأنشطة المركز أمام المهتمين بقضايا الحوار بالعالم المركز نظم مؤتمرات وندوات شارك فيها عدد من القوى الفاعلة في المجتمع البشرية بحاجة إلى حلحلة الخلافات ومواجهة القضايا المشتركة التى تمس الجميع الحوار في الغرب تحول إلى واقع عن طريق مشاركة أبناء الديانات الثلاث.

اكد الدكتور ابراهيم النعيمى رئيس مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان في حديث خاص لـ الشرق ان المركز يتحرك في ثلاثة محاور اساسية تشمل المحور المحلى والعربي والعالمي، مشيرا الى حرص المركز على التواصل مع المجتمع المحلى وكل اتباع الاديان الموجودين في قطر، لافتا الى ان تلك الجهود تكللت بتنظيم المركز طاولة مستديرة لحوار الجاليات في قطر بهدف فتح باب للحوار المثمر والجاد لايجاد ملتقى لابناء الجاليات يتيح لهم الالتقاء تحت مظلة مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان حتى نتمكن من فتح منافذ لالتقاء الجاليات في قطر لمناقشة قضاياهم المشتركة.

واضاف ان المركز استضاف عددا من المهتمين بحوار الاديان والآن بين ظهرانينا مجموعة من المركز الثقافي الهندى والذي يضم تحت مظلته عددا من ابناء الجالية الهندية الذين يمثلون عددا من الديانات المختلفة التقت على ارض قطر، مشيرا الى ان مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان يمثل نقطة مضيئة يمكن من خلالها اطلاق عدد من المبادرات الهادفة لاثراء التواصل والحوار الانساني.

ولفت النعيمي الى ان المركز قدم نموذجا يحتذى به من خلال تنظيمه عددا من المؤتمرات والحوارات، ومن بينها مؤتمر الدوحة الدولى لحوار الاديان وطاولة حوار الجاليات والتى حضرها عدد كبير من ابناء الجاليات المختلفة في قطر من كل الديانات من الدول العربيية والاوروبية ومن كافة انحاء العالم، ملمحا الى ان هذا الوجود الكبير والمشاركة اعطت المركز احساسا بالجدية والاهتمام من قبل ابناء الجاليات بقضايا الحوار.

الغرف المغلقة

وردا على سؤال حول امكانية نقل الحوار من داخل الغرف المغلقة الى بقية المجتمع، اكد النعيمى ان المركز قام بزيارتين الى نيويورك وواشنطن كما نظم زيارة اخرى الى روما، مشيرا الى ان الزيارات كانت بمثابة الرسالة مفادها تحول الحوار في تلك الدول الى واقع كما لمسنا ان اتباع الديانات الثلاث يشاركون بعضهم بعضا في الانشطة الاجتماعية والثقافية والفنية والتربوية والتعليمية، كما ان هناك من قاموا بتأليف كتب مشتركة بين اتباع الديانات تعنى بقضايا الحوار وقال: الحديث عن ان الحوار ما زال رهن الغرف المغلقة غير صحيح فهناك عدد من الانشطة والمؤتمرات والندوات التى نظمها المركز شارك فيها عدد من القوى الفاعلة في المجتمع القطري، منوها الى ان المركز من خلال تلك الانشطة أشرك جميع طبقات المجتمع في قضايا الحوار مثل الندوة التى نظمها المركز مؤخرا بالتعاون مع جامعة قطر حول دور الاعلام في قضايا الحوار، واصفا الندوة بتنوع الحضور والمشاركة الفاعلة من الاساتذة والطلاب وكافة شرائح المجتمع من اتباع الديانات الثلاث، وهذا نموذج يمكن الاستدلال به على دور المركز.

وأضاف كما قمنا بتنظيم زيارات للمدارس للحديث عن أهيمة الحوار ودوره في المجتمع وقضايا الحوار ونقل رسالة لطلاب المدارس مفادها ان الحوار ليس كلاما يقال بل فعل ينفذ، لافتا الى ان المركز سينظم قريبا برنامجا تدريبيا في مدارس قطر عن الحوار وفنونه لتهيئة المحاور المسلم.

المحاور المسلم

وقال قضية الحوار لا تأتى فجأة بل تحتاج لاعداد المحاور المسلم من كافة النواحى مع التركيز على احترام الرأى الآخر وقبول الآخر ونحن حريصون على نقل هذه الافكار عن طريق الندوات وورش العمل وعبر الطاولات المستديرة وعبر الموقع الخاص للمركز بجانب الاصدارات الدورية والمطبوعات الخاصة بالمركز والمجلات العلمية ومن خلال الصحافة بجانب ضرورة ادخال الحوار وتقبل الآخر فى المناهج المدرسية، لافتا الى وجود اتصال مع عدد من المدارس القطرية المستقلة في المرحلة الثانوية بجانب عدد من الجامعات بهدف اشراك اكبر عدد من الطلاب وهيئة التدريس في قضايا الحوار.

واشار النعيمى الى ان المركز خلال مؤتمر الدوحة للحوار استعرض عددا من التجارب الطلابية بجانب رؤاهم لقضايا الحوار وخلال العام قبل الماضى نظمنا طاولة مستديرة شاركت فيها مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية وطورنا العملية عن طريق تنظيم مقابلة بين مجموعتين من الطالبات يمثلن الرؤية الاسلامية واخريات يمثلن الرؤية المسيحية وبعرض وجهتى النظر هاتين حول موضوع التضامن الانسانى لمواجهة المشكلات "الازمة الاقتصادية نموذجا" وتم بحث الازمة المالية من منظور وجهتى نظر دينيتين وهذا ما نبحث عنه ان تكون الحوارات داخل المجتمع وهذا سيتم عبر خطوات باشراك الجاليات والمدارس والجامعات وكل الاماكن الحيوية والتى يوجد بها اهتمام بحوار الأديان.

تقريب وجهات النظر

وفي رده على سؤال حول دور المركز في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب وجسر الهوة التى اوجدتها احداث سبتمبر بالولايات المتحدة، قال النعيمى: دور المركز يتمثل في تقريب وجهات النظر وقد التقينا خلال زيارتنا الاخيرة الى الولايات المتحدة مع مسوؤلين في الامم المتحدة يمثلون الاديان الثلاثة بجانب عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الامريكية ووجدنا ان الجميع مقتنعون باهمية الحوار، واعتبر النعيمى ان احداث سبتمبر عززت روح الحوار واشارت الى ضرورة التعاون ومن خلال الزيارة وجدنا ان المجتمعات الغربية انزلت الحوار على ارض الواقع من خلال تنظيم انشطة ثقافية واجتماعية وفنية عبر المواقع الالكترونية.
واكد النعيمى ان البشرية بحاجة الى حلحلة الخلافات ومواجهة القضايا والهموم المشتركة التى تمس الجميع على كوكب الارض مثل الامراض والفقر والحروب والقضايا البيئية وقضايا فهم الآخر مشيرا الى انه ومن المهم معرفة التفاصيل الدقيقة عن الاديان لمعرفة الآخر والا يكون التعامل وفقا لردة الفعل ووضع استراتيجيات وخطط طويلة الامد وعدم التعامل بردود الافعال واستباق الاحداث وعدم التعامل مع الآراء الشاذة والمتطرفة والتعامل مع رأى الاغلبية وترسيخ مبدأ ان الاسلام دين محبة وتسامح ويحث على الحوار، بجانب ضرورة التطبيق الصحيح للدين الاسلامى وتقديمه للآخر بالصورة الصحيحة والدعوة للتعرف على الدين الاسلامى وليس فرضه على الآخرين بالقوة.

وأشار النعيمى الى أن هناك من يستغل الظروف الانسانية لفرض دينه إلى الآخرين، مشيرا في الوقت نفسه الى إن الدين الاسلامى عندما يقوم بتقديم معونات تكون لوجه الله وليس لارغام او اغراء الآخرين للدخول فيه، وهذا جعل الاسلام قدوة حسنة بالسلوك والمعاملة والتطبيق الصحيح لمبادئ الدين وكل مسلم لو قام بدوره ستصل الرؤية الاسلامية للآخر ولكن نجد ان المسلمين لا يجتهدون في ايصال رؤاهم في الوقت الذي يجتهد فيه اتباع الديانات الاخرى لايصال دينهم بكافة السبل.

دور الاعلام

وحول دور الاعلام في عملية الحوار، أشار النعيمي الى ان المركز ابتداء من المؤتمر القادم سيولى الاعلام اهتماما كبيرا لابراز دوره، لافتا الى ان الاعلام ورقة اساسية في الحوار وان تقديم الاسلام بالصورة الصحيحة يقع على عاتق الاعلام في المقام الاول ونتمنى ان نرى قنوات تناقش قضايا حوار الاديان بكل اللغات وان نعرف غير المسلمين ما هية الاسلام وما دور الحوار منوها الى ان القرآن الكريم كله حوار بين الانبياء وان الحوار قيمة اساسية في الاسلام ويجب اعمال الحوار بالاستفادة من العناصر المهتمة واشراك المتحمسين وهناك قادة فكر لديهم قواعد وعن طريق المفكرين والكتاب نستطيع ايصال وجهة النظر الخاصة بنا.

و أكد النعيمي ان التوصيات التى تخرج من مؤتمرات الدوحة لحوار الاديان ترفع للجهات المختصة مثل المؤسسات العالمية ذات الصلة لتضمينها ضمن مؤتمرات هذه الجهات، لافتا الى ان الغرض من هذه المؤتمرات ليست إصدار البيانات بل الوصول لاشياء تخدم البشرية من خلال الحوار مع الآخرين لاسعاد البشرية لتحقيق السلام واعادة الحقوق المهضومة الى اهلها ولن تصل البشرية للسلام الا بارجاع الحقوق الى اهلها لافتا الى ان المركز نظم مؤتمر بفرنسا ناقش من خلاله القضية الفلسطينية باعتبارها قضية جوهرية ودعا المركز عددا من المثقفين للتحاور حول كيف يمكن لاتباع الديانات الثلاث التعايش في الاراضي المقدسة من وجهة نظر دينية وهناك من يرى ان القضية الفلسطينة هى مفتاح الحل للتعايش الصحيح والواقعي بين المسلمين واليهود وستظل القضية الفلسطينية عقبة فى في طريق وجود تعايش سلمي حقيقى ولابد لقادة اليهود الدينيين والسياسيين السعى لتحقيق سلام باعادة الحقوق إلى أهلها.

ولفت النعيمي الى الزيارة التى نظمها مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان مؤخرا الى روما والتى زار من خلالها وفد المركز الفاتيكان، مشيرا إلى أن الزيارة تضمنت عقد طاولة مستديرة مع القائمين على المركز الاسلامي في روما، ملمحا إلى أن المركز استطاع من خلال تلك الزيارة التعريف بنفسه وإيصال نشاطاته إلى المهتمين بقضايا الحوار حول العالم.
المصدر: http://www.dicid.org/news_website_details.php?id=78

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك