الحياة الاجتماعية وحضارة الأمة

منيرة السليم

 

من الصعب جداً أن تنتج حياة اجتماعية هشة حضارة كبرى .. !!

فسلوك الأفراد في المجتمعات الصغيرة ينتقل ويستنسخ ويؤثر بالمجتمع بأسره …..وسلوك الأغلبية هو المحرك الأساسي لما نتجه إليه … إن كل فكرة تديرها تلك المجتمعات الصغيرة تتحكم بالسلوك العام وبمقدار التقدم الذي تحققه الأمه …

لا يوجد مجتمعات مثالية …. لكن هناك الكثير من المجتمعات الناجحة ….

إن ذلك التقدم لا يرتبط كثيراً بصورتنا الذهنية حول الحضارة في الأمثلة العالمية … لأننا نستطيع أن نتخيل” نموذجنا الخاص” للنجاح كوطن وكأمة … خيال يرتبط بهويتنا وثقافتنا وظروفنا …

إن الأزمات الثقافية التي يمر بها مجتمعنا قد تحدث في أي مجتمع آخر وليست حكراً علينا .. ولكنها أزمة لابد أن يعترف بها وأن تشغل حيزاً في وعينا !

تحزن كثيراً للأفكار التي تجعل حياتنا الاجتماعية متأخرة جداً ..جداً جداً .. أكثر من أي شيء آخر …حينما تشجع تلك المجتمعات الكسل و تميل إلى الترفيه أكثر من العمل فلن نشك بالنتيجة التي سيخلفها هذا المجتمع الصغير للمجتمع الكبير ..

نبقى في الخلف مع التبعية والتقليد في القرارات الشخصية …. قطيع في وجهه السياحة في بناء المنزل في أسلوب الحياة ونمطه …. عادات التبذير بالوقت وعدم احترام أوقات الآخرين .. وضياع التخطيط والأهداف .. ..وإهانة الطفل والمرأة واحتراف تعكير صفو الحياة العائلية بالمشكلات التافهه وطفولة القرارات والتصرفات .. .. فنون النكد التي يستجاب إليها حينما تعرض على شاشات التلفزيون ..ومن ثم الانصياع للإعلام السلبي وهجران مصادر الثقافة المقروءة …. طمر الحرية ومحاولة منازعة الآخرين إياها حينما يحاولون اتخاذ القرارات الشخصية المختلفة عن المعتاد ..أنماط تعطل التفكير الفطري .. والحقيقة المضحكة أنها أنماط تجعلنا من السهولة أن نحزن على

ما لا يستحق الحزن .. ونضحك وسط ما يستحق الوقوف والتأمل والعلاج ..

حينما تهتم البيئة الاجتماعية بمعلومات الآخرين ومظاهرهم الخارجية لتكون تلك المعايير أهم من “عقل الإنسان”وفكره ..وحينما يفشل مجتمع صغير آخر وهو “مجتمع المرأة” حينما تلتقي المرأة .. وهو أساس في تكوين المجتمع وبلورة فكره … وكم يلعب دوراً هاماً إما في الارتقاء بالعلاقات والأفكار أو تدميرها .. عبر تسطيح الاهتمامات و الثرثرة في كل ما يمكنه أن يهز كيان الأسرة أو يدنو بالأخلاق ويخلو من احترام الآخرين وللأسف هذا هو واقعه !!! …

يؤسفك أن يثرثر المجتمع المتعلم الصغير في المجالس بأحاديث تدل على أنه لا أحد يحترم العلوم والثقافات .. خليط العنصرية و رفض الآخرين .. وكلمات لا مسؤولة تساعد كثيراً في إفساد البيئة التي قد ينمو بها أعظم الناجحين… إنها أزمة الجماعة الصغيرة التي تحتاج إلى التغيير ومواجهة الواقع بجدية ….

أسأل نفسي كثيراً إلى أي مدى تؤثر تلك الدوائر الصغيرة على الدوائر الكبيرة …!

إنما الأمم الأخلاق مابقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إلى يوم مشرق …….

المصدر: http://shathanews.com/?p=1563

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك