الاسلاميون والسياسة
الاسلاميون والسياسة
إنَّ ما ذهبت إليه أخي المعقِّب من رأيٍ حول إشكاليَّة العمل السياسيِّ وتلازمه مع حرص الإسلاميِّين على المشاركة في الحكم والمنافسة على السلطة، هو الرأي الراجح عندنا والمعتمد لدينا.. والنهج الذي اعتمده العزُّ بن عبد السلام وغيره من العلماء يجب أن يكون محلَّ مراجعةٍ ودراسةٍ من قِبَل من يطرحون أنفسهم وحركاتهم بديلاً عن أيَّة سلطة، وإن كانت على جانبٍ كبيرٍ من الالتزام والتطبيق لشرع الله، وبخاصَّةٍ في أعقاب التداعيات التي أصابت هذه الحركات في عددٍ من الأقطار كأفغانستان والسودان والجزائر، حيث قُدِّمت صورةٌ سيِّئةٌ عن الإسلام وتجارب الحكم الإسلاميّ.
والإمام الشهيد حسن البنَّا مؤسِّس جماعة الإخوان المسلمين، والذي وضع منهجيَّتها وحدَّد خطواتها في مطلع القرن الماضي، يميل إلى هذا الرأي:
- فهو يقول في رسالة "المؤتمر الخامس" ما يلي: "نحن لا نطلب الحكم لأنفسنا، فإن وجدنا من الأمَّة من يستعدُّ لحمل هذا العبء وأداء الأمانة والحكم بمنهاجٍ إسلاميٍّ قرآنيّ، فنحن جنوده وأنصاره وأعوانه...".
ويقول في رسالة "نحو النور": "نحن نتقدَّم إلى الحكومة ببرامج الإصلاح، ونخاطب الحكومة بلسانها الرسميّ، حرصاً على تأليف القلوب".
ويقول في رسالة المؤتمر الخامس: "ومع هذا فسنظلُّ في موقف الناصح حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحقِّ وهو خير الفاتحين".
هذا هو رأينا، وهذه هي قناعاتنا التي لا تختلف على ما أشرتَ إليه في مداخلتك المفيدة في شيء، ولقد تناولت هذا الموضوع في كتابي الأخير "نحو صحوةٍ إسلاميَّةٍ في مستوى العصر" وتحت عنوان "فتنة محاربة الحكام"، حبذا لو أمكن الاطِّلاع عليها.
ومع خالص التحيَّات.
المصدر: http://www.daawa.net/display/arabic/efuqh/efuqhdetail.aspx?eid=19&etype=3