عندما «تغيب» الأسرة

 

محمد بن إبراهيم فايع

الوصف: http://s.alriyadh.com/2015/12/30/img/828009638243.jpg

    كان يميز الأسرة في زمن مضى "الترابط " وكذلك "التواصل" وكان من سمات الأسرة آنذاك أن التقدير والاحترام يسود على العلاقات بين الصغار والكبار بداخلها، أما في عصرنا الحالي، فنستطيع القول إن بعض الأسر " ذاب دورها كما الملح يذوب في الماء" فلم يعد لها دور يذكر على أفرادها بسبب التحولات التي يشهدها المجتمع بسبب عوامل عديدة، فأصبح التنافر هو الغالب على العلاقات بين افردها حتى بين الأشقاء، وأصبح كل من الأب والأم مشغولين بحياتهما الخاصة، وضاع الأطفال وسط هذا الغياب الأبوي، وبروز العنف، والخلافات في العلاقات الأسرية، الذّين عملا على اتساع رقعة التباعد،وكبر مساحة التمزق بين أفرادها، ثم دخل على الخط من " يربي ويعلم وينشيء أطفال الأسرة، ولكن وفق أهدافه، وإيدلوجياته " كالإعلام، والأصدقاء، ووسائل التواصل الاجتماعي، والعمالة المنزلية، والجلوس الطويل أمام الأجهزة التقنية، والانغماس مع الألعاب الاليكترونية،التي توصلهم مع افراد آخرين لايعرفونهم "مما أضعف من دور الوالدين، وجعل المهمة في عملية التنشئة وسط انشغالهما تبدو ضعيفة، هذا إذا ماعلمنا بغياب "القدوة" داخل الأسرة، كما كان بالأمس داخل" الأسرة العنقودية "وغياب" كبير الأسرة " الذي كانت له الكلمة، ووجوده يقوي من الانتماء للإسرة، ويحفظ لكبارها الاحترام، ولذلك نجد الأسرة اليوم علاوة على " التشرذم في العلاقات بين عناصرها، أن الحوار يسجل غيابه، مقابل العنف الذي يطغى على أجواء الأسرة، حتى أنه يأخذ أحيانا صور مخيفة من أشكال العنف، وتظهر مظاهر للأمراض النفسية متشكلة في الانطواء والانعزالية، وقد يتطور الأمر إلى ماهو أخطر، مما يؤثر على مستقبل الطفل والأسرة بشكل عام، ولذلك لا بد من تدارك الأمر وإعادة دور الأسرة، وتنمية علاقات أفرادها، وتوظيف دور المنبر للمسجد، والإعلام، وكذلك المدرسة للتذكير بدور الأسرة، لأن المجتمع ككل ليس إلا عبارة عن أسر هي تشكل نسيجه والحفاظ عليها يعني الحفاظ على وحدة وتلاحم المجتمع.

http://www.alriyadh.com/1114567

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك