المعالجة بالأزمات

راشد محمد الفوزان

    لا أعرف سر عدم مسابقتنا للزمن، بحيث نضع القراءة والتوقعات المستقبلية لمواجهة كل المتغيرات، لن نقرأ الطالع ولا التنبؤات، ولكن ما يحدث اليوم تستغرب تكرار أحداثه ولا نتعلم منها مسبقا، فتوقعات الأمطار والحريق والحوادث المرورية والزحام المروري وهدر المياه وتكدس العمالة غير النظامية، وضعف مصادر الدخل الغير نفطية وآخرها حريق مستشفى جازان، وغيره كثير، نلحظ أننا لا نضع التنبؤات والتوقعات المستقبلية لكي ندرأ ونواجه الأزمات، وهذا لن يمنع كل شيء بالتأكيد، ولكن يظل لدينا حد أدنى قمنا به لمواجهته. مثال ذلك، أمطار وسيول جدة التي حدث والقصة الشهيرة لها، ماذا حدث قبل؟ لاشيء وغرقت أنحاء كثيرة من جدة وتوفي من توفي وتضرر الكثير، ثم قمنا بمشروع سيول جدة «بعده» وما قامت به أرامكو، ولم تنتهي المشكلة كليا على أي حال رغم ما قمنا به، الحوادث والقتل اليومي ثم شرعنا نظام «ساهر» وهو غير كاف ولا زالت الحاجة كبيرة لتطوير عمل المرور، الزحام المروري وما يحدث اليوم من اختناق في الشوارع، ثم بدأنا بالنقل العام «بالرياض» وبعض مشاريع القطارات بين المدن كقطار الحرمين مثلا، ماذا عن جدة الشرقية مكة المكرمة والنقل العام؟ أعرف هناك مشاريع، والأصعب أن تقام هذه المشاريع والحياة اليومية قائمة ومستمرة عن أن تكون مناطق ببداية النمو ونستبق الزمن، ناهيك عن التكاليف. آخر حدث والأحداث كثيرة، حريق مستشفى جازان، لا أعرف التفاصيل ولا أستبق الأحداث، ولكن السؤال المحدد هنا، هل تتوفر شروط «السلامة» الكاملة وأكرر الكاملة في مستشفياتنا؟ وزاراتنا؟ جامعاتنا؟ مدارسنا بنين وبنات؟ المولات؟ بيوتنا؟ سياراتنا؟ فنادقنا؟ المحلات التجارية؟ وكل أشكال الحياة اليومية؟ أنا أشك في ذلك أنها تتوفر «كليا» وبدقة وانضباط. فهل لا بد أن تحدث كارثة لكي نفتح الملفات ونشكل لجان؟ أعتقد الحلول سهلة والقواعد أسهل أيضا، ولكن الصعوبة في «التطبيق» لهذه القواعد، فلا يجب فسح أي بناء جديد إلا بشروط سلامة تامة، ولا يجب أن يفتح أو يمارس أي عمل بأي مبنى قائم لا يخضع لشروط السلامة اليوم، فلا يعني أن القائم قد تجاوز مشكلة توفير شروط السلامة بل لزام عليه أن يوفرها بأسرع مايمكن وبكفاءة عالية لا تجاوز بها.

الاستابق بالعمل والقراءة للمستقبل من أهم شروط النجاح والعمل المنظم والمخطط، أن نستبق الزحام بتصاميم الشوارع والنقل العام وأن نفرض شروط السلامة الحقيقة ولا ننتظر كارثة، وهذه أمثلة وليست حصرا لأي شيء، يجب أن يكون لدينا قواعد عمل واضحة في البناء والتشييد والسلامة، يكفي خطأ واحد أن يقضي على حياة بشر ولنا في مستشفى جازان مثال هذا على فرضية يوجد خطأ ما ولكن لا حكم إلا بعد التحقيق ويهمني هنا ماذا عملنا كشروط سلامة مع هذه الكارثة. العمل الاستباقي هو شرط النجاح.

http://www.alriyadh.com/1113797

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك